تفاصيل المخطط البريطاني من صفقة رادارات " الزرافة" وزيارة "كريستوفر هنزل" وذريعة الهجوم على السفينة البريطانية

بالتزامن مع إزاحة صنعاء الستار عن الكثير من الحقائق والمعلومات المستندة إلى وثائق بريطانية رسمية تعود إلى ما قبل 100 عام تم الكشف عنها لأول مرة بإصدار كتاب " تقسيم

خاص – صحيفة اليمن - طلال هزبر

تفاصيل المخطط البريطاني من صفقة رادارات " الزرافة" وزيارة "كريستوفر هنزل" وذريعة الهجوم على السفينة البريطانية

اليمن بصمات بريطانية" للكاتب والباحث عبدالله بن عامر أعلنت بريطانيا عن تعرض إحدى سفنها البحرية للهجوم قبالة سواحل المهرة.. تطورات الأحداث والوقائع التي شهدتها محافظة المهرة والسياسة الخارجية البريطانية وسياسة عدد من دول العدوان أكدت أن ذلك الإعلان قد يكون ذريعة بريطانية للعودة إلى احتلال جنوب الوطن اليمني من بوابة المهرة كما جعلت من الهجوم الذي تعرضت له سفينتها المسماة " داريا دولت" في ميناء عدن ذريعة لاحتلال جنوب الوطن اليمني في العام 1839م .. المزيد من التفاصيل في سياق التقرير التالي :

 مجرد ذريعة

جاء إعلان البحرية البريطانية عن تعرض إحدى سفنها للهجوم قبالة سواحل المهرة في الخامس من الشهر الحالي عقب زيارة السفير الأمريكي كريستوفر هنزل للمحافظة عشية الاحتفال بعيد الاستقلال والتحرر من الاحتلال البريطاني في ال 30 من نوفمبر 1967م

.. توقيت الزيارة كان كفيلا بالكشف عن حقيقة الدور التآمري الأمريكي البريطاني السعودي المشترك لا سيما بعد تجول السفير الأمريكي في المحافظة برفقة عدد من سماسرة الخيانة والعمالة المتاجرين بالوطن وسيادته.. وإعلان بريطانيا عقب مغادرته للمحافظة عن تعرض إحدى سفنها للهجوم قبالة سواحل المهرة..

في ظل تزايد أنشطة ومشاريع الاحتلال السعودي في المهرة وعلى شواطئ الخليج العربي.

 

بين الأمس واليوم

بحلول ذكرى الثلاثين من نوفمبر، ذكرى استقلال جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني ورحيل آخر جندي بريطاني من عدن، صدر كتاب للكاتب والباحث عبدالله بن عامر يحمل عنوان "تقسيم اليمن بصمات بريطانية" تناول معلومات تم الكشف عنها لأول مرة بشأن المخطط البريطاني لتقسيم اليمن واستندت المعلومات إلى وثائق بريطانية رسمية تعود إلى ما قبل 100 عام.

صفقة تزويد بريطانيا للنظام السعودي بمنظومة الدفاع الجوي "الزرافة" التي اشتملت على نشر نظام رادار عسكري متقدم للكشف عن الطائرات المسيرة وحماية المنشآت النفطية للملكة السعودية بحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية وتأكيد وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي أن أفراد من الدفاع البريطاني قد رافقوا نشر رادارات "الزرافة" في العاصمة السعودية ثم زيارة السفير الأمريكي لمحافظة المهرة ثم إعلان بريطانيا عن تعرض سفينتها للهجوم قبالة سواحل المهرة.. كل هذه الأمور جاءت مؤكدة لما تضمنته الوثائق البريطانية من مخططات ومؤامرات تفتيت وتقسيم لليمن على المدى البعيد وتطابق تلك المعلومات التي أزاح عنها الستار كتاب " تقسيم اليمن بصمات بريطانية " مع المخطط البريطاني السعودي الأمريكي الذي يجري العمل على تنفيذه اليوم لإعادة تفتيت وتقسيم اليمن وتتجلى أبرز ملامحه طبقا لما تضمنه الكتاب من معلومات فيما يلي :

- تأسيس مستعمرة الحديدة عدن وكذلك مشروع إنشاء مستعمرة الركن الجنوبي الغربي لليمن ومركزها تعز والعمل على أن تكون تعز معادية لصنعاء.

- السيطرة على السواحل والموانئ اليمنية الغربية والجنوبية وعزل اليمن الداخلي وحرمانه من أي منفذ بحري وتوجيه التجارة اليمنية إلى منفذ واحد من خلاله يتم التحكم باليمن اقتصادياً.

- فصل حضرموت والمهرة مع ضم المنطقتين إلى السعودية ضمن اتحاد فيدرالي.

- خنق اليمن اقتصادياً وعزل يمن الداخل عن البحر وعزل اليمن ككل عن الجزر وتوجيه التجارة اليمنية إلى منفذ واحد يكون تحت سيطرة البريطانيين.

مهمة استطلاع

وفي الحقيقة لم تكن زيارة السفير الأمريكي لمحافظة المهرة سوى مهمة استطلاع وتأكد من توفر البيئة المواتية للبدء في تنفيذ أول خطوات مخطط العودة البريطانية لاحتلال جنوب الوطن عبر المهرة بعد تنفيذ مرحلة  الاحتلال بأدوات عربية عميلة لها مصالحها المشتركة مع قوى النفوذ والهيمنة الاستعمارية العالمية وفي مقدمتها بريطانيا وأمريكا والكيان الصهيوني.

وبالتالي لم يكن السفير الأمريكي سوى مبعوث أو وسيط الهدف من زيارته للمحافظة الاطلاع على نشاطات الوكيل البريطاني الجديد المتمثل في نظام العدوان السعودي والتأكد من مدى نجاحه في تهيئة المناخات الملائمة والمناسبة لجعل محافظة المهرة بوابة الدخول الجديدة للمستعمر البريطاني وعودته   لاحتلال جنوب الوطن وتنفيذ مشاريعه ومخططاته الهادفة إلى إعادة تقسيم وتمزيق الوطن اليمني من أقصاه إلى أقصاه بما في ذلك تلك المشاريع التي ظل عاجزا عن تنفيذها خلال فترة احتلاله السابق التي تجاوز عمرها 129 عاما.

دلالات التوقيت

 توقيت زيارة السفير الأمريكي للمحافظة والتي جاءت بتسهيلات سعودية واضحة إضافة إلى المناطق التي شملتها وهي المناطق الخاضعة لسيطرة المحتل السعودي، كسيئون، أو تلك التي يتقاسم السيطرة عليها مع المحتل الإماراتي كحضرموت، أو تلك المناطق التي تشهد حراكا شعبيا رافضا للاحتلال السعودي في محافظة المهرة ومنها منفذي صرفيت وشحن الحدوديين الذين لجأ المحتل السعودي إلى إغلاقهما لمحاصرة السكان ثم إعلان الجانب البريطاني عقب انتهاء زيارة السفير الأمريكي عن تعرض إحدى سفنه للهجوم كلها أمور كان لها دلالتها المؤكدة لحقيقة سعي منظومة الاستعمار والاحتلال بشكله الجديد إلى فصل محافظتي حضرموت والمهرة وهو مخطط التقسيم البريطاني القديم ذاته الذي أزاح الستار عنه مؤخرا كتاب " تقسيم اليمن بصمات بريطانية " للباحث عبدالله بن عامر والذي يتضمن فصل حضرموت والمهرة مع ضم المنطقتين إلى السعودية ضمن اتحاد فيدرالي وهو المشروع الذي تبرز أهمية تنفيذه بالنسبة لنظام آل سعود لتحقيق هدف مد أنبوب عبر محافظتي حضرموت والمهرة لنقل النفط السعودي إلى البحر العربي ولا يجد نظام الاحتلال السعودي أي مانع في سبيل العمل على تحقيقه وإن كان المقابل تسليم المحافظتين للاحتلال البريطاني أو الأمريكي أو الصهيوني والسماح لأي منها بإنشاء القواعد العسكرية للسيطرة على طرق الملاحة البحرية في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب.

غرفة عمليات

في إطار سعي منظومة الهيمنة الاستعمارية الجديدة لفرض واقع احتلال جديد على محافظات جنوب الوطن جاء تشكيل كل من أمريكا وبريطانيا والسعودية غرفة عمليات مشتركة في مطار الغيضة بمحافظة المهرة خلال اليومين الماضيين .

وحسب مصادر قبلية وصلت وحدات أمريكية وبريطانية إلى المطار الذي كانت قد حولته قوات الاحتلال السعودي إلى قاعدة عسكرية لها منذ العام 2018م.

خطوة التشكيل لغرفة العمليات السعودية الأمريكية البريطانية المشتركة جاءت في أعقاب حراك بريطاني أمريكي على الصعيدين العسكري والسياسي بدأ بإرسال القوات الأمريكية مزيد من حاملات الطائرات وإجراء مناورات عسكرية قبالة سواحل المحافظة بالتزامن مع تحرك سياسي بدأه مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد شينكر بزيارة لسلطنة عمان وإلى السعودية أيضا بهدف الضغط على قوى الرفض والمقاومة للاحتلال لتخفيف ردة فعلها إزاء البدء بتنفيذ مخطط الاحتلال لأهم المناطق الاستراتيجية اليمنية ناهيك عن الادعاء البريطاني بتعرض إحدى بواخره لهجوم قبالة سواحل المهرة مع أن المنطقة التي حددتها بريطانيا في إعلانها تقع تحت سيطرة قوات الاحتلال السعودي.

غموض مكشوف

الغموض الذي اكتنف إعلان بريطانيا عن تعرض سفينة تجارية لهجوم قبالة ميناء نشطون في محافظة المهرة والمتمثل فيما نشره موقع “مركز عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة” (UKMTO) من قول أن لديه علماً بتعرض سفينة لهجوم ، قبالة سواحل اليمن.

وعدم توضيح الموقع لطبيعة الهجوم، أو هوية السفينة، اكتفائه بالقول أن الهجوم وقع بالقرب من ميناء نشطون، لافتاً إلى أن التحقيقات لا تزال جارية. 

كان بحد ذاته دليلا كافيا على أن الإعلان ليس سوى ذريعة للبدء في تنفيذ مخطط دولي أمريكي بريطاني سعودي جديد يستهدف هذه المحافظة الاستراتيجية في إطار السعي البريطاني إلى العودة إلى احتلال الوطن اليمني عبر بوابة المهرة وليس عدن التي كانت بوابة احتلاله القديم لجنوب الوطن في العام 1839م .

احتلال نشطون

وإذا كان ميناء نشطون قد أصبح واقعا بصورة فعلية تحت سيطرة قوات الاحتلال السعودي التي حولته إلى ثكنة عسكرية بذريعة مكافحة التهريب . تبقى الحقيقة أن مخطط الاحتلال للميناء هو مخطط بريطاني سعودي قديم بدأ العمل على تنفيذه منذ أوائل تسعينيات القرن المنصرم من خلال منح الجنسيات السعودية لأهالي نشطون وحصوين. هذا المخطط البريطاني السعودي لاحتلال نشطون بالصور المباشرة أو غير المباشرة  من خلال إنشاء القواعد العسكرية أو غيرها الهدف منه مد أنبوب لنقل النفط السعودي من حقول النفط السعودية الواقعة على حدود اليمن وسلطنة عمان إلى الخليج والبحر العربي وتسهيل مهمة تزود سفن الغرب بما فيها السفن البريطانية من خطوط الملاحة الدولية وفي سياق السعي البريطاني السعودي المشترك إلى تحقيق هذا الهدف جاء العدوان السعودي الأمريكي البريطاني الإماراتي ويستمر العمل على تنفيذ المخطط البريطاني من عدن إلى المهرة وخلق الذرائع وكذا السيطرة على سقطرى عبر أداته المتمثلة في الإمارات للتحكم بمضيق باب المندب وخط الملاحة الدولية والسيطرة على البحر المفتوح والمحيط .

ماذا بعد؟

ما من شك أن الأيام القادمة ستكشف لنا الكثير من تفاصيل المخطط البريطاني الأمريكي السعودي المشترك المتربص بالمحافظات الجنوبية والشرقية من جنوب الوطن ووطننا اليمني بشكل عام لكن شعب الصمود والتصدي الأسطوري لمؤامرة العدوان والحصار على مدى ست سنوات لن يقف مكتوف الأيدي ولن تبقى مهمة تحرير المحافظات الجنوبية والشرقية بما فيها حضرموت والمهرة مسؤولية أحرار وشرفاء جنوب الوطن فقط بل ستكون مسؤولية كل أحرار وشرفاء اليمن من ميدي إلى المهرة ولن يتحقق حلم عودة جحافل الاحتلال البريطاني من جديد   وحتما سيتوقف عبث المحتل الإماراتي السعودي  بمقدرات وثروات جنوب الوطن وسيرحل الغزاة والطامعون كما رحل أسلافهم بالأمس القريب ما دام في يمن العزة والكرامة حر شريف يزعزع الأرض  تحت أقدام المحتل


طباعة  

مواضيع ذات صلة