خفايا صراع العيسي وآل جابر في عدن
يوما بعد آخر تتكشف حقيقة الصراع الدائر داخل أروقة حكومة الارتزاق والعمالة للعدوان وما يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية ومأساوية مؤثرة على حياة شعبنا اليمني جنوبه وشماله.
الصراع الذي ظهر مؤخرا بين وزراء في حكومة الارتزاق يقف خلفهم رجل الأعمال أحمد العيسي الرجل النافذ في مكتب الفار هادي من جهة وبين رئيس وزراء تلك الحكومة معين عبدالملك والذي يقف خلفه السفير السعودي تجلت حقيقته بشكل أوضح منذ إطاحة رئيس وزراء حكومة الارتزاق بوزير النقل صالح الجبواني بإصدار قرار بتوقيفه عن مزاولة عمله ليقدم الجبواني لاحقاً استقالته من منصبه.
إثر ذلك قام وزير داخلية تلك الحكومة المنفية أحمد الميسري وبعض وزراء آخرين يقف خلفهم أحمد العيسي بإرسال رسالة للفار عبدربه منصور هادي ضد رئيس حكومته الذي كشف فساد الوزراء وعلى رأسهم الميسري والجبواني.
وردا على الشكوى التي تضمنتها رسالة تيار العيسي أصدرت حكومة المرتزق معين بيانا أكدت فيه أن هدف تيار الميسري الدخول معها في حرب جانبية حد وصفها وأوضحت أنها لن تخوض معارك جانبية لتحقيق ما يسعى إليه أولئك الوزراء من تشتيت لجهودها.
ووصف بيان حكومة الارتزاق رسالة الميسري والعيسي بالملفقة والترهات والأكاذيب التي باتت مكشوفة أمام الجميع محليا ودوليا وأصبحت تخدم أهداف ومطامح الإخوان والأجندات القطرية والتركية.
في المقابل خرج المرتزق الميسري عن صمته وأرسل رسالة قوية لحكومة المرتزق معين أعلن فيها تمرده وعدم اعترافه بالأخير وتوعد بإقالته من منصبه مؤكدا صحة خبر الرسالة التي بعثها للفار هادي مع مجموعة من الوزراء.
وأكد الميسري أن هناك إجماعا على تغيير معين من منصبه وتعيين حكومة تليق بالوضع الحالي وفقاً لتعبيره.
وفي هذا السياق أكدت مصادر رفيعة في حكومة الارتزاق أن هناك ضغوطاً تقف خلفها قيادات في حزب الإصلاح ورجل الأعمال المتنفذ في مكتب الفار هادي أحمد صالح العيسى لإقالة معين عبدالملك من منصبه.
وأضافت المصادر أن إبقاء معين في منصبه وعدم إقالته من قبل الفار هادي يقف خلفه السفير السعودي الذي يرفض الإقالة ويدعم معين وهو الأمر الذي أزعج قيادات الإخوان وعلى رأسهم أحمد العيسي ومدير مكتب هادي عبدالله العليمي الذين وجهوا بعض الوزراء بإعلان مواقف رسمية ضد معين وعلى رأسهم أحمد بن أحمد الميسري وزير الداخلية.
مراقبون ومتابعون لتطورات ذلك الصراع يرون أن المعركة المحتدمة داخل منظومة الارتزاق بين معين عبدالملك ومعه السفير السعودي وبين بعض الوزراء الموالين للمشروع الإخواني ومعهم العيسي ليس لها علاقة بالاختلاف حول برامج حكومية أو رسم سياساتها أو حتى الاختلاف في إدارة المؤسسات ولا لها علاقة بإدارة الأزمات وأن الأسباب الرئيسية لذلك الصراع والانقسام هي سباق السيطرة على النفوذ والتحكم بمقدرات الشعب ونهب موارده المالية وخيراته وثرواته.
من جانبه أكد الصحفي جلال الشرعبي أن “العليمي والعيسي ونجلي الفار هادي هم من يدفعون بعض وزراء الإخوان لمواجهة معين عبدالملك”.
وبدوره علق الصحفي حسين الحنشي على ذلك الصراع بقوله أن “حكومة الحوثيين رغم وقوف مشرفين حوثيين خلف كل وزير إلا أنها أظهرت أنها أكثر احترافا واحتراما من حكومة الشرعية”.
وأضاف الحنشي أن “الحكومة دخلت في الشتائم بالعمالة لرئيسها من قبل وزراء فقال الجبواني أن معين عميل. وقال معين إن الجبواني خائن وقال معين إن الميسري فاسد بمليارات وقال الميسري إن معين إمعة وفرّاشً للسعوديين وقال وزراء فيها إنها حكومة هزيلة يجب أن ترحل”.
مضيفا أن “هذه الأمور الغريبة لم تحصل في عصابة بنات ثانوية تشكلت لسرقة طباشير مدرسة الرسم ثم كشفت وكان الصياح وتبادل الاتهامات!.. شيء مخزٍ جدًا ما يحصل في هذه المنظومة ”.