ثورة الضَّياع في تعز..

إسطوانة إخوانية مشروخة .. إقرار بالفشل والهزيمة .. محاولة عزف أخيرة على أوتار بطون الجائعين .. إيمان شبيه بإيمان فرعون بعد الغرق

خاص - تقارير - صحيفة اليمن

ثورة الضَّياع في تعز..

 ستة أعوام من التخبط والضياع الذي قادت إليه مليشيات حزب الإصلاح أغلب مديريات محافظة تعز لا سيما مديريات تعز المدينة نتيجة ارتهانها وعمالتها وتأييدها لعدوان وحصار دول الغطرسة والاستكبار السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني .. المظاهرات التي سيَّرها وحشد لها حزب الإصلاح عند بداية العدوان وخرجت حاملة ومرددة شعار "شكراً سلمان" 

تحولت اليوم إلى مظاهرات يحشد لها الحزب نفسه مطالبة برحيل سلمان وحاملة ومرددة شعار " أنا جيعان " ولا عجب في ذلك فتلك هي نهاية سياسة ارتهان وعمالة الإخوان والنتيجة الحتمية لكل من خان وباع الوطن والعزة والكرامة اليمانية بأبخس الأثمان وإن حاول العزف اليوم على أوتار بطون الجائعين.. المزيد من التفاصيل في سياق التقرير التالي :

 

ست سنوات من العدوان والحصار الذي كان لمرتزقة حزب الإصلاح فرع تنظيم الإخوان المسلمين دورهم الكبير في فرضه على محافظة تعز وكافة محافظات وطننا اليمني وما ترتب عن ذلك من تداعيات وآثار مدمرة للاقتصاد الوطني جراء قصف طائرات العدوان الشامل الذي طال مؤسسات الدولة وركائزها في شتى الميادين، إضافة إلى محاولة إخضاع شعبنا اليمني لا سيما خلال سنوات العدوان الأخيرة عبر سياسة التجويع وحرب العملات الاقتصادية بعد فشلهم الذريع في تحقيق أهداف عدوانهم في ميدان المواجهة العسكرية وسقوط وتحطم ذلك الرهان الخاسر على صخرة إرادة وتصميم شعبنا اليمني وصموده الأسطوري القاهر للمستحيل.

 

عمالة وارتزاق

ها هي مليشيات العمالة والارتزاق المتمثلة في حزب الإصلاح التي لم تكن تقاتل في صف العدوان سوى من أجل تحقيق مصالحها الشخصية ونهب ثروات وخير الوطن تعود مرة أخرى للمتاجرة مرة أخرى بمعاناة الشعب من أجل الاستمرار في تحقيق مصالح الحزب وقياداته التي بدأت أنظمة العدوان تتخلى عنها .. لا سيما بعد أن تحقق لها بعض أهداف سيطرتها على منابع الثروات النفطية اليمنية في المحافظات التي ساعدتها على احتلالها مليشيات الحزب نفسه وفي مقدمتها محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى وعدن.

من مدينة تعز يحاول الإخوان إعادة إسطوانة عزفهم المشروخة على أوتار بطون الجائعين من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية ومشاريع وأجندات طامع ومستعمر جديد هو المستعمر التركي الذي طاب لهم الارتماء في أحضانه مؤخرا.

 

إسطوانة مشروخة

محاولة الإخوان القديمة المتجددة التي تجسدت في إسطوانة العزف المشروخة على أوتار بطون الجائعين  دشنها حزب الإصلاح بتظاهرة شعبية شهدتها مدينة تعز مطلع الأسبوع الحالي تحت شعار " ثورة الخبزـ ثورة الجياع" و " طفح الكيل " حيث ندد المتظاهرون بارتفاع أسعار الخبز والمواد الغذائية وانهيار العملة الوطنية " الريال " مقابل الدولار وخطورة الإنفلات الأمني الذي تشهده المناطق الخاضعة لسيطرة الحزب ومليشياته المسلحة والتي ظل يسميها لسنوات مضت بالمناطق المحررة.

المتظاهرون الذين ظل حزب الإصلاح لسنوات من الزمن يشحن عقولهم بثقافته الأيدولوجية المكرسة لتحقيق مصالحه ومصالح قياداته رغم ما تجلى لهم من الحقائق الساطعة سطوع الشمس في عز النهار على مدى ست سنوات من العدوان والحصار لا يزالون للأسف الشديد أداة طيعة في يد القيادات العميلة والمرتزقة المنتمية إلى حزب الإصلاح يحركونهم متى يشأون وقد تجلى ذلك بوضوح فيما أسماه الحزب بثورة الجياع وهي في حقيقة الأمر ثورة الضياع والانصياع لأوامر قيادات الحزب المتخمة أرصدتها بالملايين التي نهبتها من قوت الشعب.

 

شر البلية ما يضحك

العجب العجاب الذي تجلى خلال ما يصدق وصفها بثورة الضياع والانصياع ويسميها إصلاح تعز بثورة الجياع هو رفض المحتجون لسياسة التجويع التي تمارسها حكومة الفار هادي ومطالبتهم بهبة شعبية ضد حكومة المرتزقة وتحالف العدوان وطردهم واصفين اياهم بـ "العصابة ".

وترديدهم هتافات "هبة هبة شعبية لاجل العملة اليمنية" .. " يا سياسة التجويع لا لن نخضع للتركيع".

صحوة متأخرة إيمان شبيه بإيمان فرعون بعد الغرق.

العدوان الذي يطالبون برحيله اليوم هو العدوان الذي تخندقوا معه في خندق واحد من أجل تدمير تعز وتدمير وطنهم وحصاره وتجويعه وحكومة الارتزاق والعمالة التي يطالبون بطردها هي الحكومة التي كانوا يسمونها إلى أمد قريب بالحكومة الشرعية.. ما الذي تغير إنها سياسة حزب الارتزاق والعمالة حزب الإصلاح الإخواني القادر على تغيير جلده كالحرباء من أجل مصالحه ومصالح قياداته القابعة في فنادق الرياض واسطنبول وفي مقدمتها علي محسن واليدومي وتوكل كرمان وحميد الأحمر. 

 

توجه صنعاء الصائب

كانت قيادة الثورة اليمنية الفعلية ضد الطغيان والاستكبار والغزو والاحتلال ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين وقيادة المجلس السياسي الأعلى التي انبرت للتصدي للعدوان والحصار قد حذرت أولئك المغرر بهم والمخدوعين الذي خرجوا اليوم في تعزمرددين شعارات " أنا جاوع " من أن قيادات حزبهم العميلة والمرتزقة وتحالف العدوان والحصار السعودي الأمريكي الإماراتي سيوصلون البلد إلى أسوأ مراحل الانهيار الإقتصادي فأعرضوا عن ذلك وعموا وصموا ثم عموا وصموا حتى تجلت لهم وللعالم أجمع تلك الحقيقة الساطعة في خروج التظاهرة التي في مدينة تعز ومن خلال هتافاتها اتضح للمغرر بهم أن توجه صنعاء كان صائبا وليس هناك من عيب بالتراجع عن الخطأ والاستفاده من الماضي المؤلم.


طباعة  

مواضيع ذات صلة