أحداث ديسمبر .. تفاصيل وأد الفتنة وإخماد أكبر نيران العدوان لتدمير الجبهة الداخلية

يصادف اليوم الذكرى الثالثة لأحداث فتنة ديسمبر التي انتهت بمقتل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عفاش .

صحيفة اليمن – خاص – رفيق المحمودي

أحداث ديسمبر .. تفاصيل وأد الفتنة وإخماد أكبر نيران العدوان لتدمير الجبهة الداخلية

انتهت فتنة صنعاء ومؤامرتها الكبرى بمقتل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عفاش بعد أن شهدت العاصمة - حينها - معارك ضارية في محيط دار الرئاسة المعروف بقصر الثنية ، وهي المؤامرة التي بدأت من جامع الصالح والذي تم تسميته فيما بعد بجامع الشعب وهو أكبر جامع بني حديثًا في اليمن،  انتهت المؤامرة بصفعة جديدة للعدوان كرّست انتصارا يمنيا جديدا على السعوديّة والإمارات وتحالفهما .

ويرى مراقبون أن الإمارات دعمت الأحداث منذ البداية وحددت يوم الثاني من ديسمبر لإعلان ما أسمته بالإنتفاضة ضد سلطة صنعاء لإحداث فتنة ولأن هذا اليوم هو العيد الوطني للإمارات وحتى يتزامن مع يومها الوطني ظنا منها بأن تلك الأحداث ستقلب الموازين في اليمن وتحسبا لانتصارات كانت تخطط لها الإمارات بالتنسيق مع السعودية وحلفائهما .

وبحسب الأحداث الموثقة فقد بدأت فتنة صنعاء إثر إشكال أمني حصل في مسجد الصالح - الشعب حديثا -  بين اللجان الشعبيّة اليمنية وقوات صالح، حاولت الأخيرة أن تظهره لأسباب تتعلّق بالمولد النبوي الشريف، إلا أن الحقيقة وفق تصريحات واعترافات هي استخدام صالح المسجد الذي يقع في ميدان السبعين لتخزين العتاد والسلاح الخفيف منه والثقيل للحظة الصفر المقرّرة لهذا الانقلاب . لكن تسّرع طارق عفاش، ابن أخ صالح وأبرز المسؤولين العسكريين في تعيين لحظة الصفر دون استكمال التحضيرات من ناحية، ويقظة اللجان الشعبية لهذه اللحظة المتوقّعة والمنتظرة، وتحديداً منذ 24 أغسطس الذكرى الـ30 للمؤتمر الشعبي العام من ناحية أخرى حال دون نجاح "إنقلاب صنعاء الذي كان مدعوما من الإمارات بدرجة أساسية ".

ووفق النداءات المتكررة لصوت العقل - آنذاك - فقد حاولت اللجان الشعبية إحباط الفتنة عند حدود مسجد الصالح وإعادة الرئيس الأسبق إلى جادّة الصواب، إلا أنّ الفخ الإماراتي كان أسرع، فبدأت مواجهة صنعاء، دون تأمين الدعم من "طوق صنعاء" عبر العديد من شيوخ القبائل الذين رفضوا الانخراط في هذه المؤامرة التي واجهها الشعب اليمني وأبناء القبائل بوعي غير مسبوق.

ففي الثاني من ديسمبر العام 2017م وتزامنا مع دعوة زعيم مليشيات ديسمبر «علي عبدالله صالح» كان التحشيد الإعلامي والعسكري السعودي ــ الإماراتي على أوجه في المقلب الآخر ، يروج لما أسماها آنذاك «انتفاضة صنعاء» ، وظلت الشاشات والمواقع المحسوبة على تحالف العدوان تروج لخيانة «صالح» باعتبارها انتفاضة ثورية ، وتبشر بسقوط العاصمة صنعاء.

وبحسب مراقبين وعسكريين : لم تكُــنْ فتنةُ ديسمبر التي قادها صالح مُجَـرَّدَ حادث طارئ محصورٍ في فترة الانقلاب المسلّح الذي شهدته صنعاءُ وعددٌ من المحافظات قبل أعوام وتحديدا في نهاية عام 2017 م ، فالحقيقةُ أَن أحداثَ ديسمبر كانت نتيجةَ سلسلةٍ من الخطوات والترتيبات التي ظل صالح يُعِدُّها منذ فترة مبكرة من العدوان، حَيْــثُ كانت مواقفُ “صالح” والكيفية التي حاول بها إظهارَ وقوفه ضد العدوان، تكشِفُ بشكلٍ جلي عن احتفاظه بأجندةٍ خَاصَّةٍ ربما كانَ أول ظهور واضح لها في فعالية الذكرى الأولى للعدوان، والتي حاول استغلالَها لشَــقِّ الصَّــفِّ باحتفال خاصٍّ، كان الغرضُ منه هو إرسالَ رسالة لتحالف العدوان بامتلاك قاعدة جماهيرية يمكن لها إحداثِ انقلابٍ كبير ضد “أنصار الله” بشكل خاص، على أن جماهيرَ المؤتمر التي حضرت آنذاك كان دافعُها هو التعبيرَ الصادق عن الوقوف ضد العدوان ولم تكن تعي ما يدورُ في ذهن صالح من ترتيباتٍ توالت منذ ذلك الوقت من خلال تواصلات سرية مع “التحالف” ومحاولات حثيثة ومتكرّرة لشَقِّ الصَّــفِّ الداخلي، انتهت إلى تفجير الوضع في ديسمبر 2017م.

وقبل أن تندلع أحداث ديسمبر كانت البدايةُ بحملات إعلامية تغطت بالكثير من العناوين، جاء في مقدمتها “المشاكل الداخلية” التي كانت توجّـه بشكل مكثّـف باسم “المؤتمر” وتركّز على إظهار بعضِ الاختلالات في الوضع الداخلي، أَو اختلاق اختلالات أُخرى، وتضخيمها ونشرها بشكلٍ مكثّـفٍ يطغى على النِّشَاط الإعلامي المواجه للعدوان، بل ويكادُ يغيبُه تَمَاماً، بجَــرِّ كُـلِّ الإعلاميين إلى مربع المهاترات، التي يبرُزُ فيها الحرصُ الواضحُ من قبل أتباع “صالح” على تشويه أنصار الله بشكل خاص.

وفي خطابه بمناسبة جُمُعَة رجب، في إبريل 2017، خصّص قائدُ الثورة جزءاً من خطابه للتنبيه لهذا الوضع، حَيْــثُ رحّب بالتعاطي المسؤول مع أية مشاكلَ داخلية، لكن نبّه في الوقت ذاته على أن ما كان يحدُثُ آنذاك كان بعيداً كُـلّ البعد عن التعاطي المسؤول، بل أوضح أنه “أسلوبٌ نِفاقي عدائي يخدُمُ العدوَّ بشكل واضح ومفضوح”، وأنَّها من أساليب “الطابور الخامس الذي يحرّكه الأعداء”.

لم يذكر قائدُ الثورة في ذلك الوقت المؤتمرَ أَو “صالح” بالاسم، لكنه أشار إلى أن من يقومون بهذه الحملات “يستلمون مرتباتٍ من الإمارات ومن السعوديّة”، وخاطب الشعبَ بالتصدي لهذه الحملات “وتنقيةِ الصَّــفِّ الداخلي”، وهو ما كان رسالةَ تحذير واضحةً، تفيدُ بأن كُـلَّ تحَرّكات “صالح” مكشوفةٌ وأنه لن يستطيعَ صبغَها بصبغة وطنية أبداً؛ لأَنَّها تخدُمُ العدوانَ بوضوح.

كان هذا الخطابُ بعد أشهر من تاريخ وثيقة ذكرتها صحيفةُ “المسيرة” في صنعاء وتحتوي على رسالةٍ سريةٍ من عضو مجلس الشورى السعوديّ، حيدر الهبيلي، يدعو فيها صالح إلى “اتّفاقٍ” بينه وبين المملكة، اعتماداً على ما قاله الأخيرُ في خطاب له عام 2016 تحدّث فيه عن “استعداده للسلام مع المملكة”، الأمر الذي يعني أن صالح كان يتبادَلُ الرسائلَ الخَاصَّةَ مع تحالف العدوان حتّى في خطاباته، وكُلُّ ذلك كان تحت نظر قائد الثورة الذي حرص على الحِفاظ على الشراكة مع “المؤتمر” بشكل فعّال لمواجهة العدوان وتصحيح الاختلالات بطرق سليمة، حتّى في الوقت الذي كانت تواصُلاتُ “صالح” مع العدوان مكشوفةً.

وسبقت أحداث ديسمبر تحركات وصفت بالمشبوهة والمريبة لقادة الفتنة، ومنذ ما قبل إعلان الإتفاق السياسي ، عمل صالح على إفشال مساعي بناء الدولة ، والتردد في إعلان موقف صريح وواضح تجاه العدوان والمرتزقة الذين انخرطوا في صفوفه ، ممتنعا عن تحمل أي مسؤولية في الدفاع عن الوطن ، وفي سياق التحرك الشعبي كانت تعمل المنظمات واللجان التابعة له في تجميع الشباب وتدريبهم وتسليحهم وتوزيعهم على الحارات تحت غطاء العمل المجتمعي ، من هذا القبيل شكلت «اللجنة الشعبية للحوار والتصدي لأعمال العنف والتخريب والإرهاب» وغيرها من اللجان التي تم إنشاؤها ، متواكبا مع تحريض مكثف على «أنصار الله» واللجان الشعبية وما كان يتم تناوله تحت مصطلح " المشرفين " ، من خلال اختلاق اتهامات ثبت زيفها.

قبيل أغسطس بدأ التحشيد والتجنيد تحت مسميات وعناوين عديدة منها بطائق انتساب انتخابية ، آنذاك وهي ذريعة تم من خلالها أولا تخذيل الضباط عن أداء واجبهم الوطني في مواجهة العدوان ، ثم بدأت في وضع خطط ميدانية لمواجهة الجيش واللجان الشعبية ، اتضح لاحقا أن أغلب منتسبيها كانوا من قادة مؤامرة الفتنة ، وقبيل الدعوة للتحشيد في أغسطس تم العمل على الآتي:

1 – استمر التحريض على الجيش واللجان والقوى الثورية ووصفهم بأنهم المتسببون بإطالة العدوان وأنهم فاسدون وبسبب فسادهم انقطعت الرواتب على الموظفين عبر وسائل الإعلام والناشطين الإعلاميين التابعين له مع علمهم ان السبب الرئيس لانقطاع الرواتب هو نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن وتجفيف منابع الايرادات الهامة ونهبها من قبل دول العدوان ومرتزقتها .

2 – إثارة واختلاق المشاكل في بعض مساجد الأمانة وبعض المحافظات أثناء صلاة الجمعة والتحريض ضد الجيش واللجان في المجالس والأسواق والتجمعات.

3 – تكثيف التشويه المتعمد وإطلاق الشائعات ضد أنصار الله والقوى الوطنية باختلاق قصص وهمية هدفها إثارة الشارع كما حصل بتاريخ 10 أغسطس 2017م باطلاق شائعة اقتحام مبنى صندوق النظافة وأخذ 50 مليون ريال استحقاق عمال النظافة .

4 – البدء في الاستقطاب من جبهات القتال بدلاً من التحشيد لها، ومحاولات حرف توجه المجتمع عن مواجهة العدوان إلى الحشد لقطع بطائق الانتساب والتجهيز للعملية الانتخابية.

5 – حشد مجاميع مسلحة وتشكيلهم في مجموعات وإسكانهم في منازل قيادات تابعة لهم.

6 – شكل (صالح) عناصر تقوم برصد تحركات الأجهزة الأمنية بصنعاء لاستهداف الأمن حتى يسهل تنفيذ المخطط.

7 – الدعوة إلى حشد جماهيري للإحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام ، إذ لم يسبق للمؤتمر أن يقيم احتفالا جماهيريا بمناسبة تأسيسه لكن العام 2017/ م ، شهد حفلا جماهيريا تحت هذا العنوان ، بينما كان المخطط يقضي بتفجير الوضع في صنعاء ، إثر تكثيف التحريض والتهييج الإعلامي للمجتمع وكان من المقرر أن توجه دعوة في الاحتفال لإسقاط الحكومة والمجلس السياسي الأعلى.

ولمواجهة ذلك التقى قائد الثورة بحكماء اليمن ووضعهم في الصورة ، وكان من ضمن مخرجات اللقاء أن يقوم حكماء وعقلاء اليمن بتقييم أداء مؤسسات الدولة ويحددوا من هو المتسبب في عرقلة أدائها وأيضاً التوجيهات للخروج إلى منافذ العاصمة وعمل ساحات للاعتصام بالإضافة إلى الدور الذي قامت به الأجهزة الأمنية من خلال الانتشار الواسع في أمانة العاصمة والمدن الرئيسية.

وعملت الأجهزة الأمنية خلال شهر أغسطس على رصد المقرات ومتابعة تحركات العناصر ، وتمكنت من الحصول على معلومات وثيقة تكشف فصول المؤامرة ومخططاتها ، بناء عليها نفذت الأجهزة الامنية عمليات انتشار أمني في أمانة العاصمة والمدن الرئيسية ، صاحبه انتشار عسكري وتجهيز لقوات طوارئ.

وبعد فشل المخطط في 24 أغسطس نفذت قوات صالح اعتداءات وقامت بتحركات أمنية تصعيدية خطيرية ، حيث اعتدت عناصر تتبع عفاش على نقطة أمنية في جولة المصباحي بتاريخ 27 / 8/ 2017م واستشهد 3 من أفرادها ، ثم قامت باختطاف عنصرين يتبعان أجهزة الأمن ، ثم اتجهت نحو استثارة القبائل وخلق فتن واضطرابات داخل المجتمع ، كما حدث مع القبائل في همدان حين عمد طريق رئيس فرع المؤتمر الشعبي إلى إثارة الشغب، على خلفية اعتقال أشخاص من قبل الأجهزة الأمنية بالإضافة إلى اختلاق مشكلة في البيضاء بين الجيش وبعض قبائل البيضاء والترويج بمواجهات بين قبائل البيضاء والجيش واللجان الشعبية وغيرها من الأحداث.

كل تلك الأحداث كانت مقدمات للسيناريو الذي كان مخططا له أن يندلع في صنعاء ويقلب الموازين بدعم إماراتي كبير ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر وأصبح الراقص على رؤوس الثعابين صريع أعماله .

وحول أحداث ديسمبر رأى عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن أحداث الثاني من ديسمبر التي تسبب بها علي عفاش، بأنها ليست فتنة وإنما مؤامرة.

وقال الحوثي في  حسابه على تويتر، إن “الفتنه هي التي لا يعرف أين الحق فيها، وما حصل من احداث بديسمبر ليست فتنه بل مؤامرة بإعداد مسبق وعلى تواصل مباشر مع دول العدوان”.

وتابع: وقد حاول شخصيات ومسؤولين وعلى رأسهم شرفاء القبائل ثني (زعماء الخيانة) عن الاقدام على تنفيذ المخطط الذي أيضا تم كشفه قبل وعرضه على 14 قياديا مؤتمريا قبل البدء.

وفي حديث لصحيفة المسيرة أجراه الصحافي / عبدالرحمن مطهر عن أحداث الفتنة في الـ 2 من ديسمبر العام 2017 م قال الشيخ مجاهد القهالي نحن في تنظيم التصحيح أصدرنا أولَ بيان وتعرضنا لهجوم شرس وتعرضنا للقذف والشتم، واعتبروا أن هذا عداءً شخصياً بيني وبين علي عَبدالله صالح، نعم هو قَسَا كثيراً علينا في التنظيم وعلى مناطقَ معينةٍ كعمران التي ينتمي إليها الشهيد الحمدي وشن حروباً عبثية على صعدة، كانت نيابةً عن الآخرين، وتحدثت عن ذلك في حياة علي عَبدالله صالح في قناة اليمن الفضائية، وأن السعودية هي مَن استفادت من اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي، من خلال التهامها لجزء كبير من الربع الخالي وشق طريق نجران الوديعة وشرورة، وأخذت خباش والصفراء والخضراء وعروق الذئاب، وكل هذه حقول نفط أخذتها السعودية بعد اغتيال الشهيد الحمدي. وإشار القهالي إلى ان علي عبدالله صالح هو من استفاد من السعودية، وهو مَن أقدم هو والغشمي على اغتيال الحمدي، ولكن قلنا علينا أن ندفن الماضي، خَاصَّـةً أن علي عبدالله صالح اليوم في مواجَهة العدوان ونحن معه في مواجهة العدوان، لكن كان هناك نوعٌ من التململ لديه، رِجْـل هنا في صنعاء ورِجْل هناك في الرياض. وعودةً إلى أحداث فتنة 2 من ديسمبر، كان لديّ رؤية حول الحوار اليمني اليمني طرحتها على الرئيس الصمّاد، وعندما سمعني اللواء يحيى غوبر أبلغ علي عَبدالله صالح فظن علي صالح أني اطلعت على بعض أسراره، وعلى ما يجري بينه وبين دول العدوان من تنسيق، وأني اطلعت على ما يجري بينه وبين علي محسن وغيره، وطلب علي صالح مقابلتي وذهبتُ إليه، ولم أحدث أحداً بما دار بيني وبين علي صالح. وأضاف أنه “وعندما وجدتُ الوضعَ متوتراً استدعيتُ في يوم 1 ديسمبر مشايخَ حاشد ومشايخ من محافظة عمران وعيال سريح ومن بعض المحافظات اليمنية؛ للاجتماع وذلك لبلورة موقف واحد وتجنيب اليمن الفتنة، ولكن للأسف تغيَّب عن الاجتماع المحسوبون على علي صالح؛ لأنهم كانوا مرتِّبين أنفسهم لتفجير الوضع، واتصلوا بنا بأن لا نتحَـرَّكَ من منازلنا؛ حرصاً على حياتنا، وفي 2 ديسمبر اتضحت المؤامرةُ لمختلف فئات الشعب، والانقلاب على القضية العادلة للشعب، والانقلاب على الشراكة، وفتح صفحة جديدة مع العدوان، وهو في الواقع انقلب على نفسه، وانكشفت حقيقتُه من خلال الخطاب الذي ألقاه وهو يدعو للهبّة الشعبية ضد أبناء الشعب المدافعين عن سيادة الوطن، ويمُــدُّ يــدَ السلام لدول العدوان، وبهذه المناسبة نُحيي موقفَ المؤتمر الشعبي العام والموقفَ الوطنيَّ للشيخ المناضل صادق أمين أبو رأس، واعتبرنا هذا الموقف موقفاً يشرّف كُلّ اليمنيين؛ لأنه حافظ على الشعب اليمني وعلى التصَـدّي للعدوان وحافظ على تماسُك الجبهة الداخلية.” وقال :”نعم استطاعت الأجهزةُ الأمنية ومعها مختلفُ فئات الشعب اليمني، إخماد هذه الفتنة التي كانت تخدُمُ بدرجة أساسية دول العدوان؛ لأن الشعب اليمني كله ضد العدوان على اليمن ولا يمكن أن تسير هذه الدماء هدراً ولا يمكن أن يستجيبَ لنداء الفتنة الداخلية التي دعا لها علي صالح في خطابه المشئوم خدمةً للعدوان وتوجيه البندقية نحو صدور أبناء شعبه اليمني، وكان لهذا الخطاب رد فعل عكسي على زعيم الفتنة، ولو أنه دعا إلى تصحيح الأخطاء وحشد الشعب اليمني نحو مواجهة العدوان لَكان الشعب اليمني كله سيكون معه، لكن للأسف هذا هو طبعُه التآمري على الجميع وهذا هو تأريخه، وهو دائماً متناقض مع نفسه ومع المؤتمر الشعبي العام ومع الشعب اليمني، وللأمانة لم نكن نتمنى له هذه النهاية، لكن للأسف هو من اختار نهايتَه بنفسه، وهو من أدان نفسَه بنفسه، ونستطيع القول إنه خرج من الباب الذي دخل منه، دخل من باب الخيانة وخرج من باب الخيانة. نحن أكّدنا منذ أول يوم أنه لا بُدَّ من مواءَمة مجلس النواب والوزراء والشورى ومختلف مُؤَسّسات الدولة وتطبيع الأوضاع، والحمد لله تم اتخاذ الكثير من الخطوات الإيجابية وتم التصرّف بحكمة، من قبل القيادة السياسية والثورية .

من جانبه الكاتب والصحافي المرحوم الأستاذ / أحمد الحبيشي لخص رأيه عن أحداث ديسمبر في حوار صحافي نشر سابقا في صحيفة الثورة حيث قال :

"فتنة ديسمبر لم تولد في ديسمبر 2017م ولا في 2016م ولا في 2015م وإنما ولدت بعد العدوان مباشرة وأنا أدركت هذا حين كنت رئيساً للمركز الإعلامي للمؤتمر الشعبي العام في اليوم الأول من العدوان، اكتشفت أن اللوبي السعودي داخل المؤتمر يخطط لإخراج المؤتمر من دائرة مناهضة العدوان وإلحاقه “بمؤتمر الرياض” الذي كان يمثله الإرياني، العدوان بدأ في الدقائق الأولى من يوم 26 مارس 2015م وفي الساعة الخامسة من نفس اليوم صدر بيان اللجنة العامة وفي الحقيقة أننى عندما استمعت للبيان أصبت بالذهول والدهشة وكأن الذي يجري هو خلاف بين السعودية والمؤتمر وليس عدواناً على بلد وشعب وأرض.  بيان اللجنة العامة أكد على ضرورة تصحيح العلاقة بين المؤتمر والسعودية والاعتذار المتبادل.

ويتابع الحبيشي في حديث سابق :

أن التشكيلات العسكرية لطارق صالح في الحي السياسي هي التي بدأت تتهاوى لأن أنصار الله وقوات وزارة الداخلية استعادوا السيطرة على كل المعسكرات والطرقات وطهروها عادوا وكانوا يريدون تفجير الموقف في وسط صنعاء بنسقين ، الأول كان كله من حاشد أتى بهم جليدان الذي كان وزير الاتصالات وكان ممتداً من شارع حدة المتقاطع مع الزبيري جولة البلقة إلى كنتاكي، وكان علي عبدالله صالح يراهن على هذه القوات، والذي حصل أنه مجرد نزول محمد علي الحوثي وأبو علي الحاكم ولقائهم بهؤلاء وتحاوروا معهم واقنعوهم بالانسحاب وعند انسحاب النسق الأول الذي كان يظم 1500 مقاتل من حاشد، دخلوا إلى النسق الثاني الذي كان عبارة عن الحراسة الشخصية لعلي عبدالله صالح، وقالوا أن حاشد انسحبت وانهار هذا النسق وجاء طارق صالح إلى عمه بعد انسحابه من الحي السياسي وأخبروه بضرورة مغادرة هذا المكان ورسموا خطة للمغادرة بانقسام الحراسة، النسق الثاني إلى مجموعتين الأولى تتوجه إلى البلقة باتجاه الكميم وتسير باتجاه معاكس للزبيري ومجموعة واصلت التحرك إلى سنحان عبر الستين ووصل علي عبدالله صالح تحركه برا لكنه وصل إلى نقطة الستين ولم تكن الحراسة معه عبر النفق الموجود تحت بيته وهو الذي غادر منه علي عبدالله صالح إلى شارع الستين بالذات إلى المنطقة التي فيها بيت أحمد علي عبدالله صالح، وهناك التحم بالقوة التي اتجهت نحو جنوب صنعاء وواصلوا الانسحاب إلى سنحان وفي منطقة الجحشي هناك اصطدوا بنقطة عسكرية تابعة لأنصار الله والمجموعة التي سارت في الاتجاه المعاكس نحو البلقة اتجهت نحو اليمين إلى شارع الشرطة واصطدمت بنقطة أمنية موجودة أمام سوبر ماركت الهدى، هناك حصلت مواجهة محدودة، لكن واصل علي عبدالله صالح انسحابه هو وعارف الزوكا، اما ياسر العواضي فاختفى بعد ذلك واختفى أيضاً جليدان، ولما وصلوا إلى نقطة الكحشة هذه هناك كانت سيارة علي عبدالله “مبنشرة” وفي المنطقة “الجحشي” قتل علي عبدالله صالح ولم يقتل في منطقة ثانية، البطانية التي لفوها فيه بعد قتله كانت قيمتها ألفين ريال كانت تابعة للنقطة ولفوه بها وهي شاهد آخر بأن علي عبدالله صالح قتل في منطقة بعيدة عن بيته.


طباعة  

مواضيع ذات صلة