دلالات وأبعاد رسائل وزير الدفاع التحذيرية للقوى الاستعمارية

قراءة وتحليل/ موسى محمدحسن

في إطار مواصلة مسار الإعداد والبناء العسكري النوعي وتطوير مستوى القدرات والمهارات القتالية والحرص على اكتساب المزيد من الخبرات والوصول بكافة منتسبي قواتنا المسلحة إلى أعلى المستويات من الأفضلية والاحترافية والجهوزية والكفاءة والاقتدار على تنفيذ أصعب المهام ومواجهة كافة الأخطار وكسر شوكة المعتدين الأشرار وصنع الانتصار الحاسم.. في هذا الإطار القائم على الاستمرار في تنفيذ برامج التدريب والتأهيل العسكري والقتالي، جاء تنفيذ العرض والتمرين العسكري الذي شهدته ساحة العروض في المنطقة العسكرية المركزية بمحافظة مأرب، يوم الأحد الماضي، وكان تنفيذ التمرين العسكري بالذخيرة الحية وبمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وكذا بإسناد وإنزال جوي للمظليين من خريجي "الدفعة الأولى خاصة" من منتسبي قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التابعة للمنطقة العسكرية المركزية وسنستعرض هنا في تقريرنا هذا، الرسائل الحيدرية التي صدح بها وزير الدفاع اللواء العاطفي :

دلالات وأبعاد رسائل وزير الدفاع التحذيرية للقوى الاستعمارية


أظهر العرض والتمرين العسكري، المستوى الاحترافي الكبير والعالي الذي يتمتع به الخريجون والقوات المشاركة في التمرين من منتسبي الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، حيث تمكنت القوات المشاركة من دك مواقع العدو الافتراضي، وتطويقه بالإنزال المظلي، وخلال فعاليات تنفيذ العرض والتمرين العسكري، أكد وزير الدفاع، أن تخريج هذه القوات النوعية يمثل رافداً قوياً لتعزيز قدرات الجمهورية اليمنية العسكرية المواكبة لمقتضيات المرحلة الراهنة بكل معطياتها وآفاقها المستقبلية، ومتطلباتها الرئيسية التي في مقدمتها الإعداد والاستعداد الدائم لمواجهة كافة التحديات.

قوة مهابة
الحرب العدوانية الكونية الهمجية الظالمة الغاشمة التي شنت على بلدنا وشعبنا اليمني الحر الأبي، والتي تصدت لها قواتنا المسلحة الباسلة بشجاعة وإقدام، وتمكنت من كسر شوكة تحالف المعتدين وجموع مرتزقتهم الآثمين، رغم الفارق الكبير في حجم العدد والعتاد وعلى مستوى الامكانيات التسليحية واللوجستية والمالية والمعلوماتية وعلى مستوى الدعم الدولي الذي حظي به تحالف العدوان، إلا أن كل ذلك لم يغني المعتدي الآثم شيئاً ولم تمكنه من كسب المعركة ولا تسعفه في تحقيق أهدافه الحاقدة في إخضاع وتركيع شعبنا وإعادته إلى واقع التبعية لقوى الاستكبار العالمي وفرض الوصاية الخارجية عليه وسلب قراره الوطني، بل كانت نتائج المعركة هي تمريغ أنوف المعتدين في التراب وسحق كبريائهم وغرورهم والتنكيل بحشودهم وتدمير وإحراق أسلحتهم الحديثة والمتطورة في مختلف جبهات القتال والمواجهة داخل الوطن ومن ثم في الحدود وماوراء الحدود وصولاً إلى عمق اراضي ومدن العدوان، عبر أسلحة الردع الاستراتيجية الصواريخ الباليستية والطيران المسير التي استطاعت قواتنا المسلحة امتلاكها -بجهودها التصنيعية والتطويرية- لتواجه بها همجية وهستيرية صلف وغطرسة تحالف العدوان وتماديه في ارتكاب الجرائم الوحشية والمجازر الدموية المروعة بحق شعبنا اليمني وتعمده تدمير البنية التحتية وكل شي في بلادنا دون استثناء، فكانت تلك الأسلحة النوعية هي قوة الردع المناسبة التي أجبرت المعتدي على إيقاف غاراته الجوية الهستيرية والاستنجاد بمن ينقذه من ضربات قوتنا الصاروخية وطيراننا المسير ومن عمليات الرد والردع والاعصار وكسر الحصار.. فهذه الشواهد التسليحية وإلى جانبها شواهد الاحترافية والجهوزية القتالية العالية وما يتمتع به منتسبو قواتنا المسلحة من خبرات كبيرة ومهارات متميزة وما جسدوه من إقدام وشجاعة وإباء وعنفوان وعزم وإصرار على صنع الانتصار.. وكل ذلك يدل دلالة واضحة قوية على المستوى المتطور الذي وصلت إليه قواتنا المسلحة الباسلة، وبانها أصبحت اليوم قوة مهابة على مستوى المنطقة كلها، وهذا ما أكد عليه وزير الدفاع، حيث قال: "أصبحت قواتنا المسلحة مهابة على مستوى المنطقة كلها تدريباً وتأهيلاً وتسليحاً وجهوزية، وذلك بفضل الله وعونه، ودعم ورعاية ومتابعة مستمرة من قائد الثورة السيد العلم عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، وتمكن الشعب اليمني وقواته المسلحة من انجاز أعمال عظيمة وانتصارات مهيبة تبعث على الفخر والعزة والشموخ".

استحقاقات واستراتيجيات
العروض والتمارين والمناورات العسكرية تفصح بأن قواتنا المسلحة ماصية بكل قوة وعزيمة نحو تحقيق المزيد من النقلات النوعية والمراتب المتقدمة ونحو تحقيق أعلى المستويات أفضلية واحترافية واستعداد كامل وجهوزية قتالية عالية لمواجهة أية قوى عدوانية واي تهديدات قائمة أو قادمة، وذلك ما أشار إليه اللواء العاطفي قائلاً : "نحن في القوات المسلحة اليمنية نقف أمام استحقاقات واستراتيجيات عديدة، في مقدمتها الحرص على الامتلاك الكامل للأدوات والوسائل والأساليب، التي تحقق نقلات نوعية وخطوات متقدمة، ومستوى أعلى من الأفضلية والاحتراف والاستعداد القتالي،
المؤثر والقادر على مواجهة التهديدات القائمة".

السلام المشرف
وأشار وزير الدفاع إلى أهمية التأهيل العلمي العسكري التخصصي، وتكثيف التدريب، والتوجّه نحو استكمال تطوير الصناعات والقدرات العسكرية؛ لتغطية كافة احتياجات القوات المسلحة من قوة الردع الإستراتيجي، وبما يضمن لليمن قوة تدافع عن السيادة الوطنية.
وبيَّن أن اليمن قيادة وجيشا في مرحلة خفض التصعيد، ومستعد لخيار السلام، وفي الوقت ذاته ما يزال يمسك بصلابة وقوة سلاح الردع.. وقال: "إن السلام المشرف لا يستقيم الا بالقوة والعزة، ومؤخراً كادت تلوح بالأفق ملامح أمل في الانفراج، وإدراك قوى العدوان أن السلام أساسه صنعاء، ولديها كل مفاتيح السلام المشرف القائم على الندية، واحترام القرار اليمني والسيادة الوطنية".

لا قبول للمراوغة
وأوضح اللواء العاطفي، أن القيادة الثورية والسياسية العليا قد قابلت جهود إحلال السلام بإيجابية حرصا على تثبت السلام الشامل والعادل.. لافتاً إلى أنه لا قبول لأي مراوغة أو مناورة أو تلكؤ من قِبل العدوان في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من حقوق ومطالب مشروعه للشعب اليمني.

استكمال معركة التحرير
سيواصل أحرار شعبنا اليمني العظيم معركة الدفاع عن الوطن وتحرير وتطهير كل شبر محتل في أرضنا الطيبة والطاهرة، فاليمن كانت وما زالت وستظل على الدوام مقبرة للمحتلين والغزاة الطامعين، وواقع وأحداث تاريخ اليمن المجيد والعريق، قديمه وحديثه يشهد بذلك، وهنا يجدد القائد الحيدري الهمام اللواء العاطفي هذه الحقيقة الخالدة وهذا المسار التحرري العظيم، حيث يؤكد بأن "أبناء الشعب اليمني يقفون اليوم أكثر من أي وقت مضى بقوة وصلابة وتماسك واقتدار، لاستكمال معركتهم التحررية الشاملة ضد المعتدين الطغاة وأزلامهم في الداخل، الذين لم يستوعبوا بعد مجمل المستجدات والمتغيرات على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية، ولا يزالون يراهنون على الخارج، وهم بذلك يكونوا قد حكموا على أنفسهم بالخسران المبين".

التدخل الأمريكي البريطاني
واستطرد وزير الدفاع: "نحن نتابع عن قرب طبيعة التحديات التي يفرضها التدخل الأمريكي والبريطاني، وبشكل فاضح وواضح، على إعاقة مجمل الجهود المبذولة لتحقيق السلام، وفي مقدمتها الملف الإنساني، الذي يفرضون توجيهاتهم وأفكارهم العدائية على الطرف الآخر، والهادفة في مجملها إلى إفشال ما يتم التوافق عليه بما يخدم مراميهم الخبيثة في إطالة أمد العدوان والحصار على شعبنا".

تعمل عكس ما تقول
ولفت اللواء العاطفي إلى أن القوى الاستعمارية الأمريكية - البريطانية تتحدث عن السلام في اليمن، بينما تعمل على الأرض عكس ما تقوله كما اعتادت عليه في نهجها السياسي الذي بات مكشوفاً ومنهزماً أمام كل أحرار العالم، وفي مقدمتهم الأحرار في اليمن، وشعوب محور المقاومة.

حتماً ستنتصر
وتابع زير الدفاع رسائله الحيدرية ومن ضمنها الرسائل الدالة عن الحكمة القيادية والرؤية السديدة والحرص الكبير على مصلحة الأمة، وهذا ما نلمسه في رسائله التالية التي وجه فيها النصح لأنظمة ودول العدوان، بهذا المنطق القومي العروبي المفيد : "نقول لتحالف العدوان على اليمن، وعلى رأسه النظامان السعودي والإماراتي، ان مصلحة الأمة والنهوض بشعوبها وقدراتها الاقتصادية والأمنية واستعادة أمجادها تكمن بتعاون وتكاتف دولها، وتوحيد مواقفها تجاه قضاياها المصيرية، التي حتماً سوف تنتصر".
مجدداً النصح للنظامين السعودي والإماراتي أن يكونا على يقين تام أن الذي يتكئ على جدار أمريكا وبريطانيا مصيره إلى الانهيار والفشل.

لا عاصم للمعتدين
إذا ما استمر المعتدي في غيه واستكباره فإنه سيحكم على نفسه بمواجهه غضب أولى القوة والبأس الشديد وفي مقدمتهم الأبطال الميامين المجاهدين الذين أصبح لديهم كل القدرات والامكانيات اللازمة لسحق المعتدين وهدم كل ما عرشوه منذ عشرات السنين، ولن ينقذهم أحد هذه المرة إذا ما استعرت الحرب من جديدة، بل ستصليهم نار تلظى تقذفها حمم البراكين اليمنية، وعندها سيدرك المعتدون أنه لا عاصم لهم من غضب شعبنا اليمني وابطاله الميامين، وهذا ما أفصح عنه اللواء العاطفي قائلاً: "إن المعتدين لا عاصم لهم من غضب الشعب اليمني وأبطاله المجاهدين؛ لأن الله هو الغالب والناصر للمجاهدين الأبطال، ولدينا كل الإمكانيات والقدرات التكتيكية القادرة على فرض قواعد اشتباك قوية ومؤثره وجديدة".

تعزيز جوانب البناء والتحديث
وأشاد وزير الدفاع بالخبرات والمهارات والمعارف العسكرية، التي اكتسبها الخريجون.. لافتا إلى أن "هذه القدرات والخبرات النوعية ستسهم في تعزيز جوانب البناء والتحديث والتطوير للقوات المسلحة العملاقة، التي تقع على مسؤولياتها مهام مستقبلية عظيمة؛ انتصاراً للجمهورية اليمنية، ولإرادة شعبها الصامد الوفي".
وثمن جهود كل من ساهم في إعداد وتخريج هذه الدفع المؤهلة تأهيلاً علمياً عسكرياً مواكباً لمتطلبات المرحلة الراهنة، وفي مقدمتهم قائد المنطقة العسكرية المركزية - قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، اللواء الركن عبدالخالق بدرالدين الحوثي.

اهتمام القيادة
فيما أوضح رئيس أركان اللواء 63 حرس جمهوري، العميد الركن حسن القطريفي، في كلمة الترحيب، أن المهارات والقدرات العسكرية النوعية التي وصل إليها الخريجون تؤكد اهتمام القيادة العسكرية والسياسية العليا بالنهوض الشامل بوحدات القوات المسلحة، بالتوازي مع الملاحم البطولية، التي يسطرها المرابطون؛ دفاعا عن السيادة الوطنية ضد تحالف العدوان ومرتزقته.

كفاءة واحتراف
من جانبه، أوضح العقيد يحيى غالب، في كلمة الخريجين، أنهم اكتسبوا المهارات القتالية في المناطق الجبلية والصحراوية، ومناطق الأحراش والأودية بكل اتقان واحتراف، يواكب مجريات خوض المعارك الحديثة المشتركة.
وكان الخريجون قد قدموا نماذج من المهارات العسكرية والبدنية، التي اكتسبوها، جسدت المستوى المتقدم الذي وصلوا إليه.
وفي ختام العرض العسكري، والتمرين التعبوي، الذي تخللته قصيدة معبِّرة للشاعر أمين الجوفي، كرم وزير الدفاع أوائل الخريجين، وتم توزيع الشهادات على المشاركين.


طباعة  

مواضيع ذات صلة