ماذا يعني إعلان اللواء العاطفي جهوزية القوات البحرية اليمنية لحماية وتأمين الممرات الملاحية الدولية؟

رسائل صادحة بالعزم والإصرار على مواصلة المسار حتى تحقيق الانتصار وتحرير وتطهير اليمن من قوى الشر والاحتلال والعمالة والإرتزاق.. وهي كذلك

تقرير - موسى محمد حسن

ماذا يعني إعلان اللواء العاطفي جهوزية القوات البحرية اليمنية لحماية وتأمين الممرات الملاحية الدولية؟

رسائل قوة واقتدار وامتلاك للقرار، تقول لقوى الاستكبار بأن عهود الهيمنة والوصاية الخارجية ولت وإلى غير رجعة، وأن اليمن وشعبه العظيم سيبقى شامخا قويا وسيحيا بحرية وعزة وكرامة وسيادة واستقلال.. رسائل استعداد وجهوزية وحرص على مواكبة التطورات التي تشهدها المرحلة الراهنة وبما من شأنه الحضور المؤثر والإسهام الفاعل في صنع الفارق بل وصنع الأحداث نفسها لتصب في خدمة مصلحة وطننا وشعبنا اليمني الحر الأبي.. بهذه الرسائل الهامة صدح وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي خلال اللقاء الموسع لقيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي، يوم أمس الأول، مؤكداً أن قواتنا تمتلك القدرة الكاملة لتأمين وحماية المسارات الملاحية الدولية على امتداد مياهنا الإقليمية السيادية.

وأننا في اليمن ملتزمون بتأمين حركة الملاحة في المسار الملاحي الدولي في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، الذي هو مسار ومجرى ملاحي يخدم العالم أجمع، ويخدم التجارة الدولية والإقليمية.. لافتاً إلى أن أوراق العدوان تكشفت وما يقوم من احتلال، وفرض سيطرة بحرية عدوانية على الموانئ والجزر والمياه الإقليمية هو الإرهاب بعينه.. التفاصيل في السياق التالي:

على قوى الاستكبار العالمي وعلى كافة الدول والأنظمة وخاصة على مستوى المنطقة والإقليم، أن تعلم علم اليقين وأن تدرك جيداً، بأن ليمن العروبة والحضارة والمجد العريق سياسته الدفاعية الشاملة وأن النطاق الجيوبولتيكي لقواتنا المسلحة الباسلة ممتد على نحو جغرافي بحري واسع، من البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن ويشمل كذلك النطاق الحيوي والاستراتيجي للبحر العربي والمحيط الهندي.. وهذا ما أوضحه وزير الدفاع اللواء العاطفي، حيث أكد أن البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، والنطاق الحيوي والاستراتيجي للبحر العربي والمحيط الهندي، هي النطاق الجيوبولتيكي للقوات المسلحة اليمنية وللسياسة الدفاعية لليمن.. وتابع قائلاً "آن الأوان ليعلم الجميع الحقائق كما هي لا كما يريد العدوان تصويرها لتضليل العالم".
فعلى الجميع أن يعلم ويعرف حدود هذا الواقع ويدرك جيداً هذه الحقائق، ليضع لها حسابها السليم والدقيق الذي فيه مصلحة الجميع، ولا ينبغي أن ينظر إلى هذه الحقائق بمنظور خاطئ كما تريد قوى العدوان وكما تروج لذلك من اكاذيب وما تطلقه من شائعات هدفها تضليل العالم.

قدرة كاملة على تأمين الملاحة


حجم التطور النوعي الذي حققته قواتنا المسلحة الباسلة والفتية في كافة المجالات العسكرية والقتالية والتكتيكية واللوجستية والتعبوية والمعلوماتية، والأبرز والأهم هو ما حققته قواتنا المسلحة من إنجازات عظيمة ومذهلة في مجال التطوير والتصنيع الحربي وامتلاك أسلحة ردع استراتيجية فتاكة كان لها أثرها الكبير والفاعل في حسم معركة الدفاع عن الوطن وكسر شوكة تحالف العدوان وإجباره على الاستنجاد بمن ينقذه من ضربات الرد والردع والاعصار وكسر الحصار، وذلك شاهد على المستوى المتطور الذي أصبحت عليه قواتنا المسلحة اليوم في إمكانياتها وقدراتها وكفاءتها وتسليحها وأدائها النوعي من مهارة وخبرة واحتراف قتالي عال جسده ويجسده منتسبوها الأبطال الميامين على أرض الواقع وفي ميادين المعارك وجبهات المواجهة والقتال، وجسدوه أيضاً بما حققوه من انتصارات حاسمة على تحالف العدوان وحشود المرتزقة، وكذلك في ميادين التدريب وخلال المناورات العسكرية الكبرى والنوعية التي نفذتها قواتنا المسلحة الباسلة الفتية في عدد من المناطق العسكرية بمشاركة وحدات رمزية من مختلف التخصصات العسكرية القتالية بما فيها القوة الصاروخية والطيران المسير، فكانت هذه المناورات شاهد حي على المستوى العالي الذي وصلت إليه قواتنا المسلحة، شهد بذلك ما عكسته تلك المناورات النوعية من احترافية قتالية عالية وما حققته الوحدات المشاركة فيها من نجاح متميز في التحكم بمسار المعركة وتدمير الأهداف الافتراضية المعادية والقدرة على فرض السيطرة الكاملة على مواقع العدو وتحقيق الانتصار الحاسم والخاطف حتى أصبح جيشنا العظيم اليوم يمتلك القدرة الكاملة على التصدي لأي قوى عدوانية مهما كان حجمها ومهما كانت قدراتها التسليحية والحربية، وأصبحت قواتنا المسلحة قادرة كذلك على حماية السيادة ودحر المحتل وتحقيق الاستقلال الناجز وقادرة أيضاً على تأمين وحماية المسارات الملاحية الدولية على امتداد مياهنا الإقليمية، وهذا ما أكده وزير الدفاع، بقوله "نحن في القوات المسلحة، ومنها القوات البحرية على وجه التحديد، نؤكد بأننا نمتلك القدرة الكاملة لتأمين وحماية واستقرار المسارات الملاحية الدولية على كل امتداد مياهنا الإقليمية السيادية".
وأردف "نؤكد أن البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب مجرى ملاحي يخدم العالم أجمع، والتجارة الدولية والإقليمية، وتأمينه يحظى باهتمام عالمي كبير، ونحن ندرك هذه الأهمية، وملتزمون بتأمينه وحرية الإبحار والملاحة فيه، وملتزمون بالقوانين والأعراف الدولية التي تنظم الملاحة، ولن نحيد عنها قيد أنملة؛ بما يرضي الله ورسوله، ولما فيه مصلحة الشعب اليمني".

حضور مؤثر


واشتملت كلمة وزير الدفاع التي ألقاها خلال اللقاء الموسع لقيادة القوات البحرية، يوم أمس الأول، بحضور قائد القوات البحرية، اللواء ركن بحري محمد فضل عبدالنبي، ورئيس أركان القوات البحرية، اللواء ركن بحري منصور أحمد السعادي، وقائد لواء الدفاع الساحلي - مدير الكلية البحرية، اللواء ركن بحري محمد علي القادري، ورئيس عمليات القوات البحرية، عميد ركن بحري أحمد سعيد الزبير، وقادات الألوية والوحدات التخصصية في القوات البحرية والدفاع الساحلي على العديد من الرسائل الهامة، حيث شدد على ضرورة أن نواكب كل التطورات السياسية والاجتماعية وكافة المتغيرات فرضتها المرحلة، لكي يكون لنا حضورنا المؤثر والفاعل في صنع الفارق بل الإسهام بقدر كبير في صناعة هذه الأحداث، وبما يخدم مصلحة وطننا وشعبنا اليمني العظيم، وهذا ما أشار إليه اللواء العاطفي بقوله: "إننا في هذه المرحلة نعيش أحداثا وظروفا استثنائية، وتطورات عديدة، بدأت تشهدها منطقتنا، تطورات سياسية واجتماعية ومتغيرات فرضتها المرحلة، ما يستوجب منا أن نكون مواكبين لها، ويكون لنا حضور مؤثر؛ لأننا من نصنع الفارق بين الأحداث بل نحن من يسهم بقدر كبير في صناعة هذه الأحداث، التي تخدم الشعب اليمني، فالاتجاه نحو سلام عادل وندّي ومشرف، سلام الشجعان كان لنا نحن اليمنيين الشرفاء الوطنيين من كتب ملامحها الأولى وبكل ثقة".

أعلى درجات الكرامة الوطنية


وأكد وزير الدفاع، أن القرار اليمني يمثل أعلى درجات الكرامة الوطنية، وهو الطريق الذي يفضي إلى مساقات عليا من الحضور السياسي محلياً وإقليمياً ودولياً.. وقال: "اليوم اليمن هو صاحب القرار الوطني السيادي في ظل القيادة الحكيمة، وهو من يتحدث، وعلى الجميع أن يحسنوا الاستماع إليه".
وأضاف اللواء العاطفي: "الجميع مطالب أكثر من أي وقت مضى لبذل المزيد من الجهود العملية والميدانية، سواء في مجال التأهيل والتدريب أو التطوير والتحديث لقواتنا البحرية، وبما يجعلها دوما عند المستوى الرفيع من الجهوزية واليقظة والاستعداد للدفاع عن سيادة واستقلال اليمن، والحفاظ على وحدته وعزة وكرامة أبنائه".
وأردف قائلاً: "من هذا المنظور العسكري الإستراتيجي، فإن تعزيز وترسيخ جوانب البناء النوعي لقواتنا المسلحة من أولوياتنا واهتماماتنا في قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة لما لها من أهمية بالغة في تحقيق التفوق القتالي المحترف في مواجهة أعداء الوطن".

انكشاف أوراق العدوان


وأشار وزير الدفاع، إلى أن أوراق العدوان تكشفت واتضحت السيناريوهات، وما يقوم به العدو من احتلال، وفرض سيطرة بحرية عدوانية على الموانئ والجزر والمياه الإقليمية هو الإرهاب بعينه.. مبيناً أن دول العدوان هي من تصنع الإرهاب، وتحتضن وتمول عناصرها الإرهابية، ومجاميع القرصنة البحرية.
وبين اللواء العاطفي أن التواجد غير المشروع للاحتلال في المياه الإقليمية اليمنية ستكون كلفته باهظة الثمن، وأن أي اتفاق يوقع مع أي دولة أو نظام بشأن أي تسهيلات عسكرية أو أمنية، أو ترتيبات تمس السيادة الوطنية، تعتبر اتفاقيات مشبوهة، وغير قانونية، ولا تساوي الحبر الذي كتبت به.

خيار وطني استراتيجي


وقال اللواء العاطفي: "سنقابل التحدي بالتحدي، والتصعيد بالتصعيد، والقصف بالقصف، والاحتلال بالمقاومة، والمناورات بالتطبيق العملي، والسلام بالسلام، ومن موقع المسؤولية نقول للشعب اليمني، في الداخل والخارج، أن القضية اليوم أصبحت واضحة، ولن يستطيع أعداء اليمن بعد اليوم الاستمرار في الكذب وتضليل الناس عن الحقائق، وشعبنا يدرك جيداً الأهداف والمخططات التي تستهدف اليمن كله دون استثناء".
وأشاد وزير الدفاع بموقف أحرار الشعب اليمني في التلاحم إلى جانب القوات المسلحة، للدفاع عن السيادة الوطنية، والانتصار للإرادة الوطنية في تحقيق الاستقلال؛ كونه الخيار الوطني الإستراتيجي الذي لا رجعة عنه، مهما كانت التضحيات.

وسام يزّين صدورنا


وبارك اللواء العاطفي العمليات الفدائية، التي تقض مضاجع العدو الصهيوني المؤقت المغتصب للأراضي الفلسطينية.. وقال: "كل طلقة رصاصة وعملية فدائية نضالية ينفذها الشباب الأحرار في فلسطين هي وسام يزّين صدورنا نحن في اليمن قبل أي شعب".
أوان استئصال الورم الخبيث
ولفت وزير الدفاع، إلى أنه آن الأوان لاستئصال الورم الخبيث من جسد الأمة العربية والإسلامية، وأن اليمنيين سيظلون داعمين للمقاومة الفلسطينية حتى تنتصر الأمة في تحرير فلسطين، وتطهير الأقصى الشريف من دنس الصهيونية، التي تخاذلت أنظمة العمالة والارتهان عن نصرتها والدفاع عنها.
وفي مستهل اللقاء، نقل الوزير العاطفي لمنتسبي القوات البحرية تحيات قائد الثورة، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والقيادة السياسية والعسكرية العليا.. مباركاً لهم نجاح التجارب الأخيرة، التي أجريت على عدد من الصواريخ البحرية والزوارق الحربية الحديثة والمتطورة.
وتطرق اللواء العاطفي إلى الإنجازات التي تحققت للقوات البحرية والدفاع الساحلي خلال الأعوام
الماضية، خاصة أثناء فترة الهدنة في التدريب والتأهيل والإعداد القتالي والمعنوي، وتخريج أعداد كبيرةً من الدورات القتالية التخصصية من أبطال القوات البحرية.. معتبراً تلك النجاحات تجسيداً وترجمة للشعار الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد "يد تحمي .. ويد تبني".

قوة ردع ضاربة


فيما ألقى قائد القوات البحرية، اللواء ركن بحري عبدالنبي، كلمة رحّب فيها بوزير الدفاع ولقاءاته المتكررة بمنتسبي القوات البحرية والدفاع الساحلي، الذي يدل على الاهتمام الكبير، الذي توليه قيادة الثورة والقيادة السياسية والعسكرية العليا، بها؛ وتقديراً لدورها الكبير في الدفاع عن سيادة الوطن وعزته وكرامته ضد تحالف العدوان وأذنابه.
وأكد أن "ما وصلت إليه القوات البحرية من تطور في إعادة بنائها وتعزيز قدراتها القتالية، جعلنا نتفاءل في قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي كثيراً، ونطمح بأن تكون هذه القوات قوة ضاربة، وجزاءً كبيرا من قوات الردع للقوات المسلحة اليمنية".
وقال عبدالنبي: "إن مهام القوات البحرية والدفاع الساحلي في المستقبل هي توسيع نطاق أعمالها القتالية في المناطق البحرية، إلى مستوى أبعد من ذلك".l


طباعة  

مواضيع ذات صلة