انتشار سموم وأوبئة تفتك باليمنيين

استمرارا‭ ‬لمسلسل‭ ‬تغذية‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬بالسموم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دول‭ ‬العدوان‭ ‬السعودي‭ ‬الغاشم‭ .. ‬وفي‭ ‬خطوة‭ ‬ليست‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬وكواحدة‭ ‬من‭ ‬السموم‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنها‭ ‬مرارا‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬رقيب‭ ‬أو‭ ‬ضابط‭ ‬لمنعها‭ .. ‬كشفت‭ ‬مصادر‭ ‬طبية‭ ‬عن‭ ‬دخول‭ ‬مادة‭ ‬سامة‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬باعتبارها‭ "‬كحول‭ - ‬اسبرت‭ ‬طبي‭"‬،‭ ‬ويتم‭ ‬تداولها‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬صيدليات‭ ‬اليمن‭..‬

انتشار سموم وأوبئة تفتك باليمنيين

وأكدت‭ ‬المصادر‭ ‬أن‭ ‬كمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬مادة‭ "‬الميثانول‭" ‬السامة‭ ‬دخلت‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬باليمن،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تداولها‭ ‬وبيعها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬مادة‭ "‬ايثانول‭"‬،‭ "‬كحول‭ - ‬اسبرت‭ ‬طبي‭"‬،‭ ‬فيما‭ ‬هي‭ ‬مادة‭ ‬سامة‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الوفاة‭.‬

واستغربت‭ ‬المصادر‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬وتداولها‭ ‬وعرضها‭ ‬للبيع‭ ‬على‭ ‬رفوف‭ ‬الصيدليات‭ ‬التي‭ ‬يتوجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عاملوها‭ ‬حاصلين‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬طبيب‭ ‬صيدلاني‭ ‬ويعلم‭ ‬ماهية‭ ‬الأدوية‭ ‬والمطهرات‭ ‬والكحول‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬بيعها

وشهدت‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬المنصرمة‭ ‬معظم‭ ‬مناطق‭ ‬البلاد‭ ‬عشرات‭ ‬الوفيات،‭ ‬كشفت‭ ‬التقارير‭ ‬الطبية‭ ‬أنها‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬تعاطي‭ ‬مادة‭ "‬الميثانول‭" ‬السامة‭.‬

الهيئة‭ ‬العليا‭ ‬للأدوية،‭ ‬بعدن‭ ‬دعت‭ ‬الخميس،‭ ‬في‭ ‬تعميم‭ ‬صادر‭ ‬عنها،‭ ‬كافة‭ ‬مستوردي‭ ‬الأدوية‭ ‬وتجار‭ ‬الجملة‭ ‬والصيدليات‭ ‬والمرافق‭ ‬الصحية‭ ‬للتحري‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬والشراء‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬موثوقة‭ ‬ومرخصة‭.‬

وأكدت‭ ‬في‭ ‬تحذيرها‭ , ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬مراقبون‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬متأخرا،‭ ‬على‭ ‬مستوردي‭ ‬الأدوية‭ ‬بضرورة‭ ‬التحري‭ ‬عند‭ ‬استيراد‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬عبر‭ ‬جهات‭ ‬رسمية‭ ‬مرخص‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬ذاتها،‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬المستوردين‭ ‬المرخص‭ ‬لهم‭ ‬بذلك

وبحسب‭ ‬أطباء‭ ‬ومراقبين‭ ‬فإن‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬دخول‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السموم‭ ‬هي‭ ‬حكومة‭ ‬الفنادق‭ ‬ودول‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬اليمن‭ ‬بقيادة‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬المنافذ‭ ‬البرية‭ ‬والبحرية‭ ‬والجوية‭ ‬واقعة‭ ‬تحت‭ ‬سيطرتها‭ ‬وأن‭ ‬انتشار‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬وبصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬يتواجد‭ ‬بالمحافظات‭ ‬الساحلية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬محافظة‭ ‬عدن‭ , ‬جنوب‭ ‬اليمن‭ , ‬الواقعة‭ ‬تحت‭ ‬سيطرتهم‭ .‬

الى‭ ‬ذلك‭ , ‬وبحسب‭ ‬تقارير‭ ‬محلية‭ , ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬اليمنية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ( ‬انتاج‭ ‬وانتهاء‭ ) ‬وبداخلها‭ ‬طعم‭ ‬أو‭ ‬لون‭ ‬مغير‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬منتجات‭ ‬الحليب‭ ‬ومشتقاته‭ ‬ومواد‭ ‬غذائية‭ ‬أخرى‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬وبعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬عبر‭ ‬منفذ‭ ‬الوديعة‭ ‬ويرى‭ ‬اقتصاديون‭ ‬أن‭ ‬استقدام‭ ‬تلك‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬موادا‭ ‬غذائية‭ ‬وبتلك‭ ‬الطريقة‭ ‬يحولها‭ ‬الى‭ ‬سموم‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬اليمنية‭ ‬وتتسبب‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬المسرطنة‭ ‬نتيجة‭ ‬سوء‭ ‬التخزين‭ ‬والتلاعب‭ ‬في‭ ‬تواريخ‭ ‬انتهائها‭ ‬الواضح‭ ‬على‭ ‬معظمها‭ .‬

وكانت‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للمواصفات‭ ‬والمقاييس‭ ‬في‭ ‬صنعاء‭ ‬وكذا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مكاتب‭ ‬الصناعة‭ ‬في‭ ‬عدن‭ ‬وحضرموت‭ ‬ومأرب‭ ‬وريمة‭ ‬وذمار‭ ‬قد‭ ‬حذرت‭ ‬في‭ ‬بيانات‭ ‬سابقة‭ ‬من‭ ‬تواجد‭ ‬أصناف‭ ‬لمواد‭ ‬غذائية‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬ويتم‭ ‬تداولها‭ ‬بتواريخ‭ ‬انتهاء‭ ‬معمولة‭ ( ‬مزورة‭ ) ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬وجود‭ ‬مواد‭ ‬تباع‭ ‬بالأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬للاستخدام‭ ‬نتيجة‭ ‬سوء‭ ‬تخزينها‭ .‬

ومؤخرا‭ ‬اتلفت‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬بصنعاء‭ ‬35‭ ‬طناً‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬المنتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬ضبطها‭ ‬في‭ ‬محلات‭ ‬تجارية‭ ‬بالعاصمة‭ ‬صنعاء‭ . ‬

الى‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬مكتب‭ ‬الصناعة‭ ‬بحضرموت‭ ‬قد‭ ‬حذر‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬سابق‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬منتجات‭ ‬غذائية‭ ‬تالفة‭ ‬عبر‭ ‬منفذ‭ ‬الوديعة‭ ‬الحدودي‭ ‬وأن‭ ‬سوء‭ ‬تخزينها‭ ‬يجعلها‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬نهائيا‭ .‬

وتنشر‭ ‬بالأسواق‭ ‬اليمنية‭ , ‬بحسب‭ ‬تقارير‭ ‬محلية‭ , ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأصناف‭ ‬لمنتجات‭ ‬دوائية‭ ‬وغذائية‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬التعرف‭ ‬في‭ ‬بعضها‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬انتاج‭ ‬وانتهاء‭ ‬أو‭ ‬تحمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬أو‭ ‬منتفخة‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬ما‭ ‬يدلل‭ ‬على‭ ‬سوء‭ ‬تخزينها‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والاخر‭ ‬يتم‭ ‬ضبط‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأصناف‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬قدوم‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ .‬

الى‭ ‬ذلك‭ ‬كانت‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬بالعاصمة‭ ‬صنعاء‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬ضبطها‭ ‬لكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬الدقيق‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬للأكل‭ ‬وأصبح‭ ‬تالفا‭ ‬وعرضت‭ ‬قنوات‭ ‬فضائية‭ ‬عمليات‭ ‬الضبط‭ ‬لكميات‭ ‬الدقيق‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬أنها‭ ‬قادمة‭ ‬كمساعدات‭ ‬غذائية‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وجاء‭ ‬بالعرض‭ ‬التلفزيوني‭ ‬كميات‭ ‬السوس‭ ‬الكبيرة‭ ‬المنتشرة‭ ‬داخل‭ ‬أكياس‭ ‬الدقيق‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬بعض‭ ‬منها‭ ‬واظهار‭ ‬ما‭ ‬تخبؤوها‭ ‬تلك‭ ‬المساعدات‭ .‬

ويرى‭ ‬أطباء‭ ‬ومختصون‭ ‬أن‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والدوائية‭ ‬وبهذه‭ ‬الطرق‭ ‬من‭ ‬تواريخ‭ ‬انتاج‭ ‬متلاعب‭ ‬بها‭ ‬وسوء‭ ‬تخزين‭ ‬يجعلها‭ ‬تتحول‭ ‬الى‭ ‬سموم‭ .. ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعد‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وباء‭ ‬قادم‭ ‬وأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ " ‬كورونا‭ " ‬المتفشي‭ ‬عالميا‭ ‬ويطالبون‭ ‬دول‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬اليمن‭ ‬بقيادة‭ ‬السعودية‭ ‬القيام‭ ‬بتحمل‭ ‬مسؤولياته‭ ‬بمنع‭ ‬استيراد‭ ‬تلك‭ ‬المواد‭ ‬أو‭ ‬منع‭ ‬السماح‭ ‬بدخولها‭ ‬كما‭ ‬يطالبون‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬كافة‭ ‬بتكثيف‭ ‬الحملات‭ ‬الرقابية‭ ‬الميدانية‭ ‬لضبط‭ ‬تلك‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬يصفونها‭ ‬بالسموم‭ ‬القاتلة‭ , ‬كما‭ ‬يطالبون‭ ‬المواطنين‭ ‬بالتحري‭ ‬عند‭ ‬شراء‭ ‬تلك‭ ‬المواد‭ ‬والإبلاغ‭ ‬للسلطات‭ ‬المحلية‭ ‬وعدم‭ ‬السكوت‭ ‬أو‭ ‬التغاضي‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬استخدامها‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الادمي‭ .‬

الى‭ ‬ذلك‭ ‬كانت‭ ‬تقارير‭ ‬محلية‭ ‬قد‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬تزايد‭ ‬أنواع‭ ‬المبيدات‭ ‬الزراعية‭ ‬السامة‭ ‬والمنتهية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬والتي‭ ‬يستخدم‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬زراعة‭ ‬شجرة‭ ‬القات‭ ‬والبعض‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬رش‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬ـ‭ ‬بحسب‭ ‬أطباء‭ ‬ومختصين‭ ‬بالأغذية‭ ‬والبيئة‭ ‬ـ‭ ‬في‭ ‬تسمم‭ ‬غذائي‭ ‬خطير‭ ‬وقد‭ ‬ينشر‭ ‬أمراض‭ ‬سرطانية‭ ‬ويدللون‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بانتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬والأورام‭ ‬السرطانية‭ ‬بكثرة‭ ‬باليمن‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يراه‭ ‬مراقبون‭ ‬أنه‭ ‬يتسبب‭ ‬بأوبئة‭ ‬تعد‭ ‬أشد‭ ‬فتكا‭ ‬من‭ ‬وباء‭ " ‬كورونا‭ "‬

فساد‭ ‬وسموم‭ ‬العدوان‭ ‬الإغاثي

حصلت‭ ‬“مصادر”‭ ‬على‭ ‬وثائقَ‭ ‬ومستنداتٍ‭ ‬جديدةٍ‭ ‬تكشفُ‭ ‬المزيدَ‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الفساد‭ ‬الذي‭ ‬يمارسُه‭ ‬“برنامجُ‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي”‭ ‬وغيرُهُ‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الأممية‭ ‬والدولية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإصرار‭ ‬المتواصِل‭ ‬على‭ ‬إدخال‭ ‬الأغذية‭ ‬والمواد‭ ‬الفاسدة‭ ‬والتالفة‭ ‬وتوزيعها‭ ‬لليمنيين‭ ‬المحاصَرين،

في‭ ‬نشاط‭ ‬منافٍ‭ ‬تَمَاماً‭ ‬لكُلِّ‭ ‬الشعارات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬ترفعُها‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكتفِ‭ ‬بأن‭ ‬تنهبَ‭ ‬أكثرَ‭ ‬من‭ ‬ثلثي‭ ‬أموال‭ ‬المانحين‭ ‬كـنفقات‭ ‬تشغيلية‭ ‬لموظفيها،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬كشفه‭ ‬سابقاً‭ ‬وبالوثائق،‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬ترسلُ‭ ‬سمومَها‭ ‬لليمنيين،‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تواصلُ‭ ‬محاولاتِها‭ ‬لابتزاز‭ ‬المجلس‭ ‬السياسي‭ ‬الأعلى،‭ ‬ساعية‭ ‬لتمرير‭ ‬كُـلّ‭ ‬ذلك‭ ‬الفساد‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يبدو‭ ‬وكأنَّه‭ ‬مشروعٌ‭ ‬ربحي‭ ‬تخافُ‭ ‬أن‭ ‬يتوقفَ‭.‬

تتضمّنُ‭ ‬الوثائقُ‭ ‬الجديدةُ‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬الصحيفة،‭ ‬كشوفاتٍ‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬رفضُها‭ ‬وإتلافُها‭ ‬من‭ ‬قبَلِ‭ ‬هيئة‭ ‬المواصفات‭ ‬والمقاييس،‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحافظات؛‭ ‬وذلك‭ ‬بسَببِ‭ ‬عدم‭ ‬مطابقتها‭ ‬لمعايير‭ ‬الاستخدام‭ ‬البشري‭. ‬شحنات‭ ‬فاسدة‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬جداً،‭ ‬تضمنت‭ ‬حتى‭ ‬الأكياس‭ ‬الفارغة،‭ ‬وكان‭ ‬بإمْكَان‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬كارثة‭ ‬صحية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬إذَا‭ ‬ما‭ ‬وُزّعت‭ ‬على‭ ‬المواطنين،‭ ‬وترجح‭ ‬مصادر‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تسببت‭ ‬فعلاً‭ ‬في‭ ‬تسميمِ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬وأسهمت‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬اليمنُ‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭.‬

تضُمُّ‭ ‬إحدى‭ ‬الوثائق،‭ ‬كشفاً‭ ‬للشحنات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إتلافُها‭ ‬من‭ ‬مساعدات‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية؛‭ ‬بسَبَبِ‭ ‬عدم‭ ‬صلاحيتها‭ ‬للاستخدام،‭ ‬ويلاحَظُ‭ ‬أن‭ ‬النصيبَ‭ ‬الأكبر‭ ‬منها‭ ‬لـ”برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي”‭.‬

وبحسب‭ ‬الكشف،‭ ‬فقد‭ ‬قام‭ ‬ديوان‭ ‬عام‭ ‬الهيئة‭ ‬اليمنية‭ ‬للمواصفات‭ ‬والمقاييس،‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬يناير‭ ‬2019،‭ ‬وحتى‭ ‬منتصف‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019،‭ ‬بإتلاف‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ (‬385‭) ‬طناً‭ ‬من‭ ‬مواد‭ (‬دقيق‭ ‬القمح‭ ‬الأبيض‭ ‬والبسكويت‭ ‬وخليط‭ ‬القمح‭ ‬والصويا‭ ‬والعدس‭ ‬والمكملات‭ ‬الغذائية‭ ‬والسكر‭ ‬والزيت‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قرابة‭ ‬ألف‭ ‬كيس‭ ‬من‭ (‬البقوليات‭ ‬ودقيق‭ ‬القمح‭ ‬المدعم‭)‬،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬تم‭ ‬إدخالها‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي‭.‬

ويوضح‭ ‬الكشف‭ ‬أَيْـضاً‭ ‬أن‭ ‬فرع‭ ‬هيئة‭ ‬المواصفات‭ ‬والمقاييس‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬إب‭ ‬قام‭ ‬بإتلاف‭ (‬636‭) ‬كيساً‭ ‬من‭ (‬الدقيق‭ ‬الأبيض‭ ‬والملح‭ ‬والسكر‭ ‬والعدس‭)‬‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬65‭) ‬ألف‭ ‬كرتون‭ ‬وعلبة‭ ‬من‭ ‬مواد‭ (‬البزاليا‭ ‬والتونة‭ ‬وخليط‭ ‬القمح‭ ‬والصويا‭ ‬والحلاوة‭ ‬الطحينية‭ ‬والزيت‭ ‬النباتي‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وكل‭ ‬تلك‭ ‬المواد‭ ‬تحملُ‭ ‬شعارَ‭ ‬برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي‭.‬

بالمثل،‭ ‬يوضحُ‭ ‬الكشفُ‭ ‬آلافَ‭ ‬الأطنان‭ ‬والأكياس‭ ‬والكراتين‭ ‬والعلب،‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مواد‭ ‬فاسدة‭ ‬ومنتهية‭ ‬جاءت‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي‭ ‬ومنظمات‭ ‬أُخرى،‭ ‬وأتلفتها‭ ‬هيئةُ‭ ‬المواصفات‭ ‬والمقاييس‭ ‬في‭ ‬الحديدة‭ ‬وحجَّة‭ ‬وعمران‭ ‬وصعدةَ‭ ‬ومركَز‭ ‬عفار‭ ‬ومركَز‭ ‬الراهدة‭ ‬ومركَز‭ ‬سفيان،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬وحتى‭ ‬فبراير‭ ‬المنصرم‭.‬

واحتوت‭ ‬الوثائقُ‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬يلخص‭ ‬إجمالي‭ ‬الشحنات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إتلافُها‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬ويوضح‭ ‬الجدول‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الشحناتِ‭ ‬تتضمن‭ ‬أكثرَ‭ ‬من‭ (‬407‭)‬‭ ‬أطنانٍ‭ ‬من‭ (‬دقيق‭ ‬القمح،‭ ‬وخليط‭ ‬القمح‭ ‬والصويا،‭ ‬والبسكويت،‭ ‬ومواد‭ ‬غذائية‭ ‬متنوعة‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ (‬2000‭) ‬كرتون‭ ‬من‭ (‬الحلاوة‭ ‬الطحينية‭ ‬والفول‭ ‬والمكمِّلات‭ ‬الغذائية‭ ‬والبزاليا‭ ‬والتونة‭ ‬والزيت‭) ‬وقرابة‭ (‬ألف‭) ‬كيس‭ ‬من‭ ‬البقوليات‭ ‬والسكر‭ ‬والملح،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬حوالي‭ ‬90‭% ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬دخلت‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬زال‭ ‬يحاولُ‭ ‬التنصُّلَ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفساد‭ ‬الكارثي،‭ ‬ويهاجمُ‭ ‬سلطاتِ‭ ‬المجلس‭ ‬السياسي‭ ‬الأعلى؛‭ ‬لأَنَّها‭ ‬منعت‭ ‬هذه‭ ‬السمومَ‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تقتُلَ‭ ‬الناس‭!‬

ما‭ ‬سبق‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سوى‭ ‬جزءٍ‭ ‬بسيطٍ‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬المسمومة‭ ‬التي‭ ‬يُدخِلُها‭ ‬“برنامجُ‭ ‬الغذاء”‭ ‬وغيرُه‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬اليمن،‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬“مساعدات”،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬بكثير،‭ ‬وقد‭ ‬سبق‭ ‬وكشفت‭ ‬صحيفة‭ ‬المسيرة‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬تقاريرَ‭ ‬وبالوثائق‭ ‬عن‭ ‬شحنات‭ ‬أُخرى‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والدوائية‭ ‬الفاسدة‭ ‬والمنتهية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬رفضُها‭ ‬وإتلافُها‭.‬

والواقعُ‭ ‬أنه‭ ‬يمكنُنا‭ ‬القول‭: ‬إن‭ ‬معظمَ‭ ‬ما‭ ‬تقومُ‭ ‬المنظماتُ‭ ‬الأممية‭ ‬والدولية‭ ‬بإدخاله‭ ‬إلى‭ ‬اليمن‭ ‬هو‭ ‬عبارةٌ‭ ‬عن‭ ‬مواد‭ ‬فاسدة‭ ‬ومنتهية،‭ ‬إذ‭ ‬تظهر‭ ‬الوثائق‭ ‬التي‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬اليوم،‭ ‬أن‭ ‬هيئة‭ ‬المواصفات‭ ‬والمقاييس‭ ‬رفضت‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬464‭ ‬ألفاً‭) ‬من‭ ‬“الأكياس‭ ‬الفارغة”‭ ‬والتي‭ ‬تُستخدَمُ‭ ‬لتعبئة‭ ‬الدقيق‭ ‬والبقوليات،‭ ‬والتي‭ ‬أرسلها‭ ‬برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي‭.. ‬حتى‭ ‬الأكياس‭ ‬الفارغة‭ ‬لم‭ ‬تسلم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفساد‭ ‬“الإغاثي”‭!.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬حصلت‭ ‬صحيفة‭ ‬المسيرة‭ ‬على‭ ‬وثيقتَي‭ ‬“رفضٍ‭ ‬كلي”‭ ‬صادرتين‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬اليمنية‭ ‬للمواصفات‭ ‬والمقاييس‭ ‬فرع‭ ‬الحديدة،‭ ‬تتعلقان‭ ‬بشحنتَين‭ ‬كبيرتَين‭ ‬من‭ ‬“الدقيق”‭ ‬أرسلهما‭ ‬برنامجُ‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي،‭ ‬العامَ‭ ‬الماضيَ‭ ‬إلى‭ ‬ميناء‭ ‬الحديدة،‭ ‬وتم‭ ‬رفضُهما؛‭ ‬لعدم‭ ‬مطابقتهما‭ ‬للمواصفات‭ ‬الصحية‭.‬

تتعلَّقُ‭ ‬الوثيقةُ‭ ‬الأولى‭ ‬بشُحنة‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬الميناء‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2019،‭ ‬وتحتوي‭ ‬على‭ (‬163‭ ‬ألفاً‭ ‬وَ892‭) ‬كيساً‭ ‬من‭ ‬“دقيق‭ ‬القمح”‭ ‬الذي‭ ‬أرسله‭ ‬البرنامج‭ ‬كمساعدات،‭ ‬وتتضمن‭ ‬الوثيقة‭ ‬إشعاراً‭ ‬لمدير‭ ‬عام‭ ‬جمرك‭ ‬ميناء‭ ‬الحديدة‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬“تبين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المعاينة‭ ‬والفحص‭ ‬بأن‭ ‬الإرساليةَ‭ ‬غيرُ‭ ‬مطابقة‭ ‬للمواصفات‭ ‬القياسية‭ ‬المعتمدة‭ ‬الخَاصَّة‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬وجودِ‭ ‬حشراتٍ‭ ‬ميتةٍ‭ ‬فيها،‭ ‬وبذلك‭ ‬تعتبر‭ ‬الكمية‭ ‬تالفةً‭ ‬وغيرَ‭ ‬صالحة‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الآدمي،‭ ‬وعليه‭ ‬يرجى‭ ‬التوجيهُ‭ ‬بإعادة‭ ‬تصدير‭ ‬الكمية‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الباخرة”‭.‬

وتتعلق‭ ‬الوثيقةُ‭ ‬الثانية‭ ‬بشحنة‭ ‬أُخرى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬الميناءِ‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019،‭ ‬وتحتوي‭ ‬على‭ (‬100‭ ‬ألف‭ ‬و5‭ ‬أكياس‭) ‬من‭ ‬الدقيق‭ ‬الذي‭ ‬أرسله‭ ‬البرنامجُ‭ ‬أيضاً،‭ ‬وتوضح‭ ‬الوثيقة‭ ‬أن‭ ‬سببَ‭ ‬رفض‭ ‬هذه‭ ‬الشحنة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تأريخَ‭ ‬الانتهاء‭ ‬يسبقُ‭ ‬تاريخَ‭ ‬الإنتاج‭.‬

ماذا‭ ‬لو‭ ‬وُزِّعت‭ ‬هذه‭ ‬الموادُّ‭ ‬التالفةُ‭ ‬على‭ ‬المواطنين؟‭! ‬يتجاهلُ‭ ‬برنامج‭ ‬الغذاء‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬باستمرار‭ ‬ويستمرُّ‭ ‬بإدخال‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المواد،‭ ‬وبدلاً‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬التي‭ ‬يفترَضُ‭ ‬به‭ ‬أن‭ ‬يتحملها،‭ ‬يتهربُ‭ ‬بوقاحة‭ ‬ويحاول‭ ‬أَيْـضاً‭ ‬أن‭ ‬يهاجمَ‭ ‬حكومة‭ ‬الإنقاذ‭ ‬الوطني‭ ‬لأَنَّها‭ ‬تمنعُ‭ ‬هذه‭ ‬السموم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تقتلَ‭ ‬اليمنيين‭.‬

ويتماهى‭ ‬“مجلسُ‭ ‬الأمن”‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬الفساد‭ ‬الإجرامي‭ ‬بكل‭ ‬وقاحة‭ ‬أيضاً،‭ ‬ليؤكّـدَ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأغذية‭ ‬الفاسدة‭ ‬والتالفة‭ ‬ليست‭ ‬إلا‭ ‬وسيلة‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬اليمن،‭ ‬شأنُها‭ ‬شأنُ‭ ‬شحنات‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬يواصلُ‭ ‬مجلسُ‭ ‬الأمن‭ ‬نفسُه‭ ‬التغاضيَ‭ ‬عنها‭ ‬ودعمَ‭ ‬استمرارها‭ ‬برغم‭ ‬الجرائم‭ ‬المشهودة‭ ‬التي‭ ‬ترتكبُها‭ ‬دولُ‭ ‬العدوان‭ ‬بحق‭ ‬اليمنيين‭.‬

 

 

 


طباعة  

مواضيع ذات صلة