الانتقالي يعلن موقفه من أبناء المحافظات الشمالية ودول العدوان تتخلى عن مرتزقتها
تتزايد حدة التوترات الأمنية والعسكرية بالمحافظات الجنوبية وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية وصراعات لا تنطفئ نيرانها ..
وتأتي هذه الأوضاع في ظل ما يشكو منه الأهالي بتلك المحافظات من غياب للخدمات العامة وفي مقدمتها مياه الشرب والكهرباء التي باتت شبه منعدمة .. وكذا غياب خدمات أخرى بات يفتقد اليها السكان في المحافظات الجنوبية .
ويبدو أن ما حدث مؤخرا من تدمير للعديد من المنازل والأضرار الناجمة عن السيول بسبب هطول الأمطار على عدن وبعض المحافظات الجنوبية والشرقية قد أماط اللثام عن مستوى الاهتمام الذي يصفه سكان محليون بالمتدني وشبه المنعدم .
والأحد الماضي أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي ما أسماه بالحكم الذاتي بعد أن تحدثت مصادر محلية بعدن عن رفض الانتقالي لعودة طائرة حكومة الفنادق المقيمة بالرياض والموالية لها .
الى ذلك اتهم محافظ محافظة لحج المعين في حكومة الإنقاذ الوطني الشيخ أحمد حمود جريب الصبيحي دول العدوان على اليمن بقيادة السعودية والإمارات باحتلال الجنوب ونهب ثرواته وتحويل أبنائه إلى أدوات للقتل والتدمير بيد الإمارات التي قال إنها تستغل أوضاع أبناء الجنوب المعيشية
وأوضح جريب في تصريح سابق لصحيفة اليمن قائلا : أن الوضع في المحافظات الجنوبية بات على وشك الانفجار خصوصا بعد أن تكشفت أرواقه في الآونة الأخيرة وبات دوره واضح , والوجود الإماراتي في الجنوب احتلال كامل الأركان يستدعي وقوف كل جنوبي حر وشريف ضده .
وأضاف الشيخ أحمد جريب : العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن لم يحقق شيئا سوى المآسي ولم يعد الأمن والاستقرار للجنوب ، بل العكس جلب الفقر والجوع والتخلف والإرهاب والفوضى وذلك من اجل إطالة احتلاله للجنوب .
كما أن قوات العدوان التي قدمت إلى الجنوب تحت ذرائع وشعارات زائفة لاستعادة شرعية مزعومة الرئيس الفار عبدربه منصور هادي ولكنها تحولت إلى دول محتلة تتحكم بالجنوب وتسجن حكومة الفنادق القادمة من الرياض والموالية لها.
وعن المجلس الانتقالي الجنوبي وما اتخذه مؤخرا من قرار لما يسمى بالحكم الذاتي قال الشيخ أحمد جريب الصبيحي:
من المضحك الباعث على السخرية ما اتخذه المجلس الانتقالي , المدعوم اماراتيا , من قرارات تسمى بالحكم الذاتي ولا شك أن السياسي المخضرم يدرك تماما أنها قرارات اصدرت من أبو ظبي وبموافقة سعودية لخلط الأوراق واستمرار الصراعات بين الجنوبيين من جانب وتبرير بقاء دول العدوان وتنفيذ أجندتها من جانب آخر وهذا هو السيناريو المراد والمخطط له للجنوبيين منذ الوهلة الاولى لانطلاق العدوان على اليمن والذي حذرنا منه مرارا وتكرارا , فالسعودية والامارات ودول العدوان الاخرى لا تريد سوى تنفيذ مصالحها ومخططاتها وأجنداتها الاستعمارية وعلى حساب دماء وأشلاء الجنوبيين .
ويمضي الصبيحي للقول: المجلسُ الانتقالي يرفع شعار فك الارتباط من أجل التضليل على المواطنين وللمتاجَرة بهذه القضية المحقة، ولكي يستغلَّ مظلومية أبناء المحافظات الجنوبية، لكن في الحقيقة المظاهرةُ التي جمع لها الانتقالي لا تعبر عن المزاج الشعبي الجنوبي، وذلك بالنظر إلى الحضور الذي كان محدوداً، ولو عُدنا بالزمن قليلاً فجميعُ المكونات السياسية اليمنية اعترفت بالقضية الجنوبية وعلى رأس هذه المكونات أنصارُ الله، الذين تبنّوها في مؤتمر الحوار، وهي فعلاً قضيةٌ محقةٌ ومظلومية لا نقاش حولها .
مختتما كلامه : تبقى الوحدة مكسباً وطنياً كَبيراً وخطًّا أحمرَ لا نقبلُ المساس بها، ويجب علينا الحفاظ عليها، وأن مصيرها مسؤولية ثلاثين مليون يمني، فكما كان الدخول فيها قرارَ الشعب اليمني من أقصاه إلى أدناه، فكذلك تقريرُ مصيرها تقع على عاتقهم جَميعاً، وهؤلاء الذين خرجوا، البعضُ منهم خرج تحت ضغوطٍ والبعضُ غرّر به كما تم إغراء كثيرين، وفي المحصلة لا يُمثل هؤلاء تطلعات الشارع الجنوبي، الأمرُ الذي يبعث الحسرة في أن العدوان على اليمن لم يُقدّم لنا في الجنوب سوى المزيد من القاعدة والإرهاب؛ بهدف إذكاءِ الصراعات وتمزيق النسيج الاجتماعي وإغراق اليمن بالفوضى.
الى ذلك كشف رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، أحمد سعيد بن بريك، موقفه من أبناء المحافظات الشمالية المتواجدين في الجنوب.
وأكد بن بريك خلال ترؤسه الاجتماع الطارئ لهيئة رئاسة المجلس اليوم الأحد، في ديوان محافظة عدن، أن المجلس الانتقالي الجنوبي، لا يضمر أي عداوة للمواطنين من أبناء محافظات الشمال، ووجه في السياق الجهات المعنية بالنزول إلى مخيمات النازحين والعمل على ترتيب شؤونهم وتوفير احتياجاتهم بما يؤمن لهم سُبل الحياة ـ حد قوله ـ.
هذا وكانت دول العدوان على اليمن بقيادة السعودية والإمارات قد دعيا إلى عودة الاوضاع سابق وضعها إثر إعلان حالة الطوارئ من جانب المجلس الانتقالي عبر بيانه الأخير.
وطالب بيان دول العدوان إلغاء أي خطوة تخالف اتفاق الرياض والعمل على التعجيل بتنفيذه.
كما طالب دول العدوان بوقف أي نشاطات أو تحركات تصعيدية
ووصف سياسيون بيان دول العدوان بأنه خجول , مكتفيا بالدعوة بالعودة إلى ما قبل اعلان الانتقالي وتنفيذ اتفاق الرياض , في حين ان ما قبل الاعلان هو كما بعده , حيث كان الانتقالي قد منع عودة حكومة هادي قبل الاعلان
وتجنب بيان دول العدوان ادانة خطوة الانتقالي او الحديث عن الوحدة اليمنية .
الى ذلك قالت مصادر محلية بمحافظة عدن أن توترا أمنيا وعسكريا كبيرا تشهده المحافظات الجنوبية عموما ومحافظة عدن بشكل خاص في ظل تدني لمستوى الخدمات العامة وفي مقدمتها الكهرباء.. وتتوارد أنباء من مصادر إعلامية ومحلية عن توجه قوات طارق محمد عبدالله صالح , قائد قوات الساحل الغربي التابعة لحكومة الفنادق, من الساحل الغربي صوب عدن وذلك لمساندة قوات الانتقالي المدعومين جميعا من الامارات في مواجهة قوات حكومة الفنادق المتأهبة في تخوم أبين والمتهيئة لدخول عدن .
واكدت مصادر محلية في مديرية المحفد بمحافظة أبين ان قوات الانتقالي نصبت عدداً من الكمائن لقوات حكومة الفنادق القادمة من مأرب وشبوة صوب مدينة شقرة في أبين.
وقالت المصادر إن قوات الانتقالي المدعومة إماراتيا نفذت ثلاث عمليات وصفتها بالناجحة ضد رتل عسكري يتكون من 12 طقماً كان قادماً من شبوة لتعزيز قوات حكومة الفنادق التي يصفها الانتقالي بقوات الاصلاح ، حيث اوقعت الكمائن قتلى وجرحى وتدمير عدد من الأطقم ـ بحسب المصادر ـ .
واضافت المصادر ذاتها بأن الاشتباكات لازالت قائمة في منطقة جراك شرق المحفد .
وكانت قوات الانتقالي قد هاجمت تعزيزات عسكرية لقوات حكومة هادي في محافظة أبين وقالت أنها تسعى لخلق فوضى بعدن .
في غضون ذلك واصلت قوات حكومة فنادق الرياض الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية الى مدينة شقرة, في ظل تصاعد التوتر مع قوات الانتقالي .
وقال مصدر عسكري ان تعزيزات تضم نحو 40 عربة عسكرية وصلت , السبت ، الى شقرة قرب خطوط التماس مع الانتقالي بقيادة القيادي في قوات الحماية التابعة للرئيس الفار هادي لؤي الزامكي .
الى ذلك سخر الناشط السياسي المحامي يحيى غالب الشعيبي، مما وصفها بقوات الإخوان التابعة لحكومة الفنادق
يأتي ذلك في ظل ما تشهده محافظة عدن منذ يومين من انهيار لخدمة الكهرباء – بحسب سكان محليين - وتضاعف ساعات الإطفاء مقابل ساعات التشغيل وذلك بعد نفاد الوقود من محطات توليد الكهرباء.
وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة التابع لحكومة فنادق الرياض محمد المسبحي إن الوضع مرشح للتصاعد وتوقف الخدمة بشكل نهائي مالم تتدخل الحكومة لحل أزمة الوقود في عدن
وأشار في تصريح صحافي إلى: وجود سفينة تحمل كميات من الوقود المخصص لوزارة الكهرباء الا ان الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا حالت دون دخول السفينة.
وتأتي هذه أزمة الكهرباء بعدن , التي ارتفعت فيها ساعات انطفاء التيار لأكثر من خمس ساعات مقابل ساعتين من التشغيل , في ظل ارتفاع لدرجات الحرارة والرطوبة وكذا إجراءات حظر التجوال الذي فرضته قوات الانتقالي ما ألزم جميع المواطنين بالبقاء في منازلهم من الثامنة مساء وهو ما زاد من معاناتهم - بحسب إفادات الأهالي بعدن - .
مصادر طبية ومحلية متطابقة أفادت : أن عشرات المرضى من كبار السن وممن لديهم أمراض مزمنة وكذا أمراض الجهاز التنفسي يصلون تباعاً للمشافي إثر تدهور وضعهم الصحي بفعل ارتفاع درجات الحرارة المتزامن مع غياب خدمة الكهرباء بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية
وفي سياق متصل تحدثت مصادر صحفية عن توصل وزارة الكهرباء لاتفاق مع شركة فامبا للمشتقات النفطية لتوفير ثلاثة آلاف طن متري من الديزل لمحطات الكهرباء كسلفة تلتزم الوزارة بإرجاعها فور دخول باخرة الوقود الخاص بالكهرباء , لكن مصادر بالسلطة المحلية استغربت ذلك وطالبت بضبط المتلاعبين في كهرباء عدن التي – بحسب مصادر محلية – أهدرت خلال ثلاثة أعوام مضت مبالغ تكفي لإنشاء ثلاث محطات كهرباء موازية لمحطة عدن الكهربائية .
وكانت مصادر في ميناء عدن قد تحدثت عن رفض دول العدوان على اليمن إفراغ سفينة محملة بالوقود خاصة بكهرباء عدن اليوم السبت.
وقالت المصادر إن سفينة تجارية تقل على متنها 38 ألف طن متري من الوقود منعت من الدخول إلى ميناء الزيت بتوجيهات من دول العدوان .
وقالت المصادر أن العدوان أصدر توجيهات تقضي بوقف دخول السفينة سابيلا من الدخول إلى ميناء الزيت .
وأوضحت المصادر أن السفينة منعت من الدخول منذ أمس الجمعة، في ظل ما وصفه سكان محليون أنه لا مبالاة من العدوان على اليمن بقيادة السعودية ومن والانتقالي وكذا حكومة الفنادق بالرياض من مناشدات المواطنين جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي.
وأشار المصدر إلى أن حمولة 120 الف طن متري ديزل و90 ألف طن متري مازوت خاصة لمحطات الكهرباء.