الاحتلال السعودي الإماراتي يؤجج صراعات مرتزقته ويفاقم الأوضاع سوءا في الجنوب

تتزايد الأزمات والصراعات في المحافظات الجنوبية والواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان السعودي الإماراتي وتتفاقم الأوضاع

خاص - صحيفة اليمن - رفيق المحمودي

الاحتلال السعودي الإماراتي يؤجج صراعات مرتزقته ويفاقم الأوضاع سوءا في الجنوب

سوءا في ظل الانفلات الأمني واستمرار الحروب المستعرة بين مليشيات الارتزاق وتدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية وتردي الأوضاع المعيشية للمواطنين وفي ظل نهب ثروات الجنوب من قبل دول العدوان التي تقمع أي أصوات مناهضة لتواجدها واحتلالها غير المشروع.

ويبدو أن ما يشهده جنوب الوطن من تطورات متسارعة – سياسيا وعسكريا واقتصاديا - يشير إلى أن ثمة تأجيج للصراعات بين طرفي الصراع "حكومة الفنادق بالرياض المدعومة من السعودية والمقيمة فيها، والانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات".

ويرى مراقبون أن استمرار الصراع والاقتتال بين الطرفين وفشل اتفاق الرياض بنسختيه الأولى والثانية يعد دليلا واضحا على سياسة كل من الرياض وأبو ظبي في تغذية الصراعات والاقتتال بغية تحقيق مآربهما حتى ولو كانت على حساب أشلاء اليمنيين وخاصة في جنوب الوطن.

إلى ذلك سلمت مليشيات المجلس الانتقالي المعسكرات في مدينة زنجبار مركز محافظة أبين جنوبي اليمن الى قوات تابعة له ما ادى الى تفاقم التوتر مع المليشيات الموالية للفار هادي والاصلاح وعرقلة عملية الانسحاب.. وقالت مصادر محلية ان مليشيات الانتقالي سلمت معسكر القوات الخاصة لمليشيات المدعو فضل باعشن الموالية لهم بعد ان كانت اللجنة المكلفة من نظام العدوان السعودي قد طلبت مما يسمى قوات الامن الخاصة الموالية لهادي الاستعداد لتسلم المعسكر.. واضافت المصادر ان عملية الانسحاب تعرقلت بعد تراجع الانتقالي عن تسليم معسكرات ما يسمى قوات الامن العامة والخاصة والشرطة العسكرية والتي كانت وحدات من هذه القوات في شقرة تستعد لدخول مدينة زنجبار وتسلمها.

وأشارت المصادر إلى حالة من التوتر تسود بين الطرفين بسبب ذلك وأن عملية الانسحاب التي كانت مقرة من جانبي جبهة الشيخ سالم تعثرت.. 

مصادر مطلعة أكدت أن قوات الاحتلال السعودية بدأت في عدن الاحد الماضي، ضغوطاً جديدة على المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا وتحديداً الفصائل المنتمية إلى محافظة الضالع للخروج إلى مناطقها، في خطوة قد تفجر صراع مناطقي جديد في عدن تغذيه انظمة الاحتلال والعدوان السعودي الإماراتي. 

ويتزامن ذلك مع تعيين نظام الاحتلال السعودي قائدا جديدا لقواته والذي يقول عنه عسكريون أنه سيكون بمثابة الحاكم الفعلي للمدينة التي يتوقع انسحاب قوات الانتقالي منها  مع ابقاء  فصيل واحد وآخر لهادي. 

على ذات السياق قالت مصادر محلية بمحافظة عدن ان قوات الاحتلال السعودية طالبت ما يسمى اللواء الثالث صاعقة المتمركز في جبل حديد والذي يقوده شقيق رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي  بسرعة إخلاء المعسكر المطل على قصر المعاشيق والانسحاب إلى الضالع. 

وبحسب المصادر  كانت لجنة سعودية قد زارت مطلع الاسبوع مقر المعسكر برفقة مليشيات من الحزام الامني التي يتوقع خلافتها لما يسمى الصاعقة ولم تعثر فيه على قواته مما يشير إلى قيام المجلس بنشرها في الاحياء كخطوة وصفت بالالتفاف على خطة وعملية الانسحابات.

وجاءت خطوة العدوان السعودي في عدن بالتزامن مع محاولات لإعادة فصائل مليشيات الضالع إلى  محافظتها ووصول قائد قوات الاحتلال السعودية الجديد المدعو نائف الحبيل إلى المدينة كبديل للمدعو مجاهد العتيبي الذي تم الاطاحة به بعد  دخوله في صراع مع المجلس الانتقالي. 

 

مصادر دبلوماسية في عاصمة مملكة العدوان الرياض كشفت عن مساعي الفار هادي لإضافة حقيبة جديدة إلى حكومة فنادق الرياض بغية رفع رصيد حقائبه في حكومة الارتزاق الجديدة بفنادق الرياض إلى 5 حقائب.

وأفادت المصادر بان الفار هادي اتصل برئيس حكومته مساء الاثنين وطلب منه ضرورة رفع تشكيلة الحكومة إلى 25 بدلا عن 24 حقيبة  مضمنة في اتفاق الرياض، مبررا هذه الخطوة بضرورة اضافة حقيبة وزارية تجمع النساء وتهامة.  ووفقا للمصادر فقد رشح الفار هادي طالبة علوم سياسية تدعا سناء مكي وابنة رئيس الوزراء الاسبق حسين مكي للحقيبة المناصفة بين النساء وتهامة وهو ما يشير إلى مساعيه للاحتفاظ بالحقيبة الجديدة لتعويض الفارق بينه وبقية الاحزاب التي حصلت على 5 حقائب مقابل 4 لهادي، لكن من شان هذه الخطوة بعثرة الاوراق السعودية التي كانت استكملت مؤخرا بتوزيع حصص حكومة الارتزاق الجديدة المرتهنة والمدعومة من دول العدوان على قوى الفار هادي على أن يتم اعلانها رسميا منتصف هذا الأسبوع بعد تنفيذ اتفاق الشق العسكري الذي لا زال متعثرا. 

وعلى صعيد متصل وفي مدينة عدن اغتال مسلحون، الاثنين الماضي، نجل القيادي المرتزق فيما يسمى ألوية الدعم والإسناد التابعة للحزام الأمني في حادثة يرى مراقبون أنها قد تعكس اتساع رقعة الخلافات التي تغذيها السعودية داخل فصائل مليشيات الانتقالي المدعوم إماراتيا. 

 

وقالت مصادر محلية إن مسلحين في مديرية المنصورة فتحوا نيران اسلحتهم على الشاب سامي مهدي محمد ناصر حنتوش  نجل المرتزق الركن المالي لما يسمى ألوية الدعم والاسناد المدعو مهدي حنتوش واردوه قتيلا على الفور.

ولم تعرف بعد دوافع جريمة الاغتيال لكن توقيتها يشير إلى أنها في إطار الصراع بين مليشيات الحزام  الذي ينتمي عناصره إلى يافع وفصائل مليشاوية اخرى من الضالع خصوصا وأن الحادثة تزامنت مع اعلان المرتزق قائد ألوية الدعم والاسناد استمرار هذه الفصائل بتنفيذ عملية الانسحاب من ابين رغم اعلان هيئة رئاسة الانتقالي تعليق عملية تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض بذريعة تعزيز الاصلاح وهادي لمواقع مليشياته في ظل تواطؤ سعودي.

يشار الى أن هذه الفصائل كانت تعرضت خلال الايام الاخيرة لحملة من داخل المجلس حيث يتهم قائدها المرتزق المدعو عبدالرحمن شيخ المتواجد حاليا ضمن وفد المجلس في مفاوضات الرياض بعقد صفقة مع نظام العدوان السعودي تتضمن نشر مليشيات الحزام الأمني كقوة امنية في المدن الجنوبية مقابل اخراج فصائل المليشيات التابعة للمجلس والمنتمية إلى الضالع.

الى ذلك قالت مصادر محلية أن طائرات دول العدوان على السعودي الاماراتي نفذت ، الاثنين، طلعات جوية مكثفة في سماء محافظة أبين، جنوبي اليمن تزامن ذلك مع تجدد المواجهات بين مليشيات الاصلاح وهادي ومليشيات الانتقالي عقب فشل تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض.

وأفادت المصادر  بفتح طائرات العدوان السعودي حاجز الصوت في مناطق التماس بين مليشيات الاصلاح وهادي ومليشيات الانتقالي بالطرية والشيخ سالم مشيرة إلى أن عملية التحليق كانت منخفضة.

وجاء التحليق بالتزامن مع اندلاع مواجهات بين طرفي الصراع عقب توقف عملية الانسحاب الشكلية من محاور القتال في المحافظة.

من جانبه اتهم المجلس الانتقالي السعودية  بالدفع لتسليم معاقله لمليشيات الاصلاح وهادي وسط تصاعد المواجهات بين طرفي المليشيات في ابين.

وكشف بيان لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي عن دفع مليشيات هادي بتعزيزات جديدة إلى جبهات القتال في ابين وتحصين مواقعها في المحافظة التي كان يتوقع أن تشهد بدء انسحاب متبادل من خطوط التماس نهاية الأسبوع الماضي وفق ما أعلنه العدوان السعودي – الاماراتي.

وطالب البيان بموقف حازم تجاه ما وصفها بـ "خروقات مستمرة لمليشيات هادي" في ابين.

الى ذلك كشف رئيس وفد المجلس الانتقالي الجنوبي للتفاوض على اتفاق الرياض، المدعو ناصر الخبجي، عن خطوات تنفيذ الاتفاق وآلية تسريع تنفيذ بنوده الأخيرة.

وقال المرتزق الخبجي ان ما تم مؤخرًا من إجراءات تنفيذية لبنود الاتفاق لا تعد آلية جديدة أو اتفاقا جديدا كما يُتداول، بل هو إعلان متمم لآلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض.

وبين أن آليات التسريع تحتوي على عدة بنود أهمها تشكيل حكومة الارتزاق الجديدة بين الفار هادي والانتقالي بالمناصفة بين الجنوب والشمال، وتعيين محافظ ومدير أمن محافظة عدن، وتنفيذ عمليات الفصل بين المليشيات في أبين ونقلها إلى الجبهات، وإعادة انتشار وتموضع المليشيات من محافظة عدن إلى خارجها .

وتأتي هذه الأحداث في جنوب الوطن في ظل ما تشهده المحافظات الجنوبية من انعدام شبه تام لمعظم الخدمات العامة وفي مقدمتها المياه والكهرباء والأمن والتعليم والصحة والمواصلات في حين تنهب ثروات الجنوب الى جيوب قيادات في حكومة الفنادق بالرياض ودول العدوان وفي ظل انفلات أمني غير مسبوق، ولم تتمكن دول العدوان من حماية المنشات الواقعة تحت سيطرتها.

فقد أعلنت مليشيات الفار هادي والاصلاح، تعرض منشأة بلحاف للغاز المسال لهجوم مسلح.

وأكد مصدر مطلع انه تم القبض على 6 مسلحين كانوا على متن سيارة دفع رباعي في محيط منشأة بلحاف.

ووجهت الاتهامات للمسلحين باطلاق قذائف هاون على المنشأة الغازية، التي تتخذها قوات الاحتلال الاماراتية ثكنة عسكرية منذ العام 2016م.

و استهدفت المنشأة بثلاث قذائف هاون،  في أول هجوم على المنشأة المتوقف عملها منذ بدء العدوان نهاية مارس/آذار 2015م.

وكشفت مصادر عن تعرض منشأة بلحاف الغازية، لهجومٍ بقذائف الهاون، في سابقة لم تشهدها المنشأة الواقعة بمحافظة شبوة .

وافادت المصادر أن هجوماً بقذيفة هاون تعرضت له المنشأة الغازية، انفجرت في محيطها دون أن تتسبب في أية أضرار .

وأوضحت المصادر أنه لم يتبين إلى هذه اللحظة من يقف خلف هذه العملية.

 وتعتبر بلحاف الغازية منشأة اقتصادية استراتيجية، وجزء أساسي وهام في واردات اليمن قبل العدوان، وحيدت من الصراع، وتتواجد فيها قوات احتلال إماراتية منذ سنوات، الأمر الذي أدى إلى توقف عملها نهائيًا رغم المطالبات باستئناف نشاطها.. وفي سياق متصل كان 51 برلمانيًا فرنسيًا قد استجوبوا السبت الماضي وزير الخارجية، جان إيف لودريان، بشأن وجود قاعدة عسكرية ومركز احتجاز للجيش الإماراتي في منشأة بلحاف الغازية التي تديرها شركة “توتال” الفرنسية باليمن.

وتقع المنشآت النفطية والغازية تحت سيطرة دول العدوان التي تستغلها وتحرم أبناء الجنوب منها وفي هذا الإطار اتهم وزير النفط والمعادن في حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء عبدالله دارس حكومة الفنادق بالرياض ودول العدوان الداعمة لها، بنهب 3 مليار وأكثر من 500 مليون دولار من قيمة النفط اليمني خلال عامي 2018 و2019 م.

وقال دارس في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام: إن كمية النفط الذي تم نهبه من الحقول النفطية الواقعة تحت سيطرة حكومة الفنادق بالرياض ودول العدوان خلال العام 2018م قدرت بنحو 18 مليون و80 ألف برميل نفط خام تم بيعها بحوالي 1.3 مليار دولار، مشيراً إلى أنه في العام 2019م تم نهب 29 مليون و600 ألف برميل نفط خام من الحقول النفطية اليمنية بيعت بأكثر من 2 مليار و300 مليون دولار حد تصريحه.

وأوضح أن إيرادات النفط المنهوب تم إيداعها في البنك الأهلي السعودي وبنوك أخرى في العاصمة السعودية الرياض، مؤكداً بأن المبالغ التي تم نهبها من النفط الخام ومن مصافي صافر وعدن قادرة على تغطية رواتب موظفي الدولة واحتياجات البلد الأخرى وفق تعبيره. 

مراقبون مهتمون بالشأن اليمني يرون أن نظامي العدوان في الرياض وأبوظبي يمارسان لعبة خلط الأوراق وسياسة "فرق تسد "لتشتيت أي مساعي من شأنها رأب الصدع ووقف الصراع والاقتتال حتى يتسنى لهما تنفيذ مخططاتهما ومطامعهما في نهب الثروات والتحكم والسيطرة على الموانئ والجزر والمياه اليمنية وتنفيذ أجنداتهما العدائية الحاقدة.


طباعة  

مواضيع ذات صلة