العدوان الأمريكي على اليمن .. أشكال ومجالات العدوان ( 3-3 )

 كان واضحاً منذ اللحظات الأولى لإعلان العدوان سواء من خلال الوقائع والمعطيات أو من خلال تصريحات القيادة الأمريكية واعترافها الصريح بذلك،

خاص - صحيفة اليمن

العدوان الأمريكي على اليمن .. أشكال ومجالات العدوان ( 3-3 )

وسبق وأن أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار قانون لوقف الدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة للتحالف السعودي، وطالب إدارة دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية المشاركة في الحرب الدائرة باليمن بعد أحاديث عن إبرام صفقات قدرت بمليارات الدولارات لتوريد أسلحة نارية وقنابل وأنظمة أسلحة إضافة إلى المشاركة الأمريكية في التدريب العسكري لقوات النظامين السعودي والإماراتي.

استناداً إلى تلك المعطيات وغيرها تجلت حقيقة المشاركة الأمريكية في تشكيل تحالف دولي مكون من 17 دولة على رأسها السعودية والإمارات لشن العدوان الإجرامي وارتكاب المجازر الوحشية بحق الشعب اليمني في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع بموافقة ودعم ومشاركة أمريكية. لاسيما وأن ذلك العدوان قد أُعُلن من واشنطن، على لسان السفير السعودي آنذاك “عادل الجبير” الذي صرح فيما بعد أنه يتم التنسيق مع الأمريكان دقيقة بدقيقة في عدوانهم على اليمن، مروراً بإعلان وزير الخارجية الأمريكية حينها جون كيري بشكلٍ صريحٍ أثناء زيارته للرياض عن مشاركة بلاده في العدوان على اليمن ناهيك عن تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين التي أكدت ضلوع "أمريكا وإسرائيل" ومشاركتهما في العدوان.

وهنا يمكن توضيح -يمكن إيجاز- أبرز مظاهر وأشكال العدوان الأمريكي على اليمن والمجالات التي شملها فيما يلي:

المجال العسكري   

 ساهمت الأسلحة المتدفقة من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية ومنها بريطانيا في إطالة أمد العدوان الذي انطلقت شرارته الأولى منذ أكثر من 6 سنوات، وتسببت في دمار هائل وسقوط آلاف الضحايا المدنيين، وهي الممارسات التي سبق وأن انتقدها تقرير أصدره فريق الخبراء الأممي المعنيّ برصد انتهاكات حقوق الإنسان، مسمياً الأطراف التي تبيع الأسلحة لقوى العدوان، خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، واعتبر هذه الخطوة استمراراً لدعم الصراع في اليمن ، والتي تسببت في دمار هائل وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين ، حيث حصلت السعودية على خُمس مبيعات الولايات المتحدة من الأسلحة، منذ عام 2015م. ، حيث وقع الرئيس دونالد ترامب، خلال زيارته للسعودية في مايو 2017م، على صفقات لبيع الأسلحة للمملكة بقيمة 110 مليارات دولار, وشملت الصفقات الأمريكية للسعودية توريد مدافع ذاتية الحركة، وطائرات عسكرية، ومنظومات مضادة للدبابات، إضافة إلى دبابات وذخائر ومعدات عسكرية. كانت آخر صفقات بيع الأسلحة الأمريكية للمملكة السعودية في 13 مايو 2020م حيث تم التوقيع على عقدين بقيمة تزيد على ملياري دولار لتوريد أكثر من ألف صاروخ "جو - أرض"، وصواريخ مضادة للسفن وبلغت قيمة العقد الأول، وفقاً لبيان لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، 1.97 مليار مخصص لتحديث وتطوير صاروخ كروز "سلام- إي آر"، إلى جانب تسليم 650 صاروخاً جديداً لدعم المملكة. و"سلام-إي آر" هي صواريخ "جو - أرض" موجهة عبر نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، ويصل مداها إلى نحو 290 كيلومتر تقريباً، وتقرر إتمام ذلك العقد بحلول ديسمبر 2028.

كما أعلن البنتاغون عقداً آخر بأكثر من 650 مليون دولار لتصدير 467 صاروخاً جديداً من طراز "هاربون بلوك تو" المضاد للسفن، بينها 400 للسعودية، وأما البقية فلدول أخرى. وبعد أكثَر من ثلاثة أعوام من الإنكار، أعلنت أمريكا صراحة عن نفسها كشريك في العدوان على اليمن، حيث جاء الإعلان الأمريكي عن طريق وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” والتي تحدثت بكل وقاحة أنها لن تكشف عن حجم قواتها الخاصة داخل اليمن، مشيرة إلى أن هذه القوات تساعد في العمليات اللوجستية والاستخبارية وتأمين الحدود السعودية، وأكدت الصحف والمواقع الامريكية مشاركة الولايات المتحدة الامريكية الحرب على الشعب اليمني.

صفقات أسلحة

وكان أبرز ما تناولته وسائل إعلام أجنبية وبالأخص وسائل إعلامية أمريكية حول مشاركة أمريكا في العدوان على اليمن ومنها ما أكده موقع “التورنت” الأمريكي على أن السعودية ليست المسؤولة الوحيدة عن ارتكاب الجرائم في اليمن بل تشاركها أمريكا ودول أخرى، وهذا ما أشار إليه السيناتور “كريس مورفي” الذي اتهم واشنطن بالمشاركة في قتل اليمنيين، وقال مورفي في مقابلة تلفزيونية على شبكة الـ CNN الأمريكية أن هناك بصمة لبلاده في كل حياة يفقدها المدنين في اليمن جراء العدوان ،وكشفت مجلة “ذا ويك” الأمريكية عن دعم أمريكي للتصعيد العسكري الأخير في السواحل الغربية لليمن، والاستهداف المستمر لميناء الحديدة، واعتبرت المجلّة أن الرئيس “ترامب” لم يبادر فقط إلى الحفاظ على النهج الذي كان معمولاً به في عهد باراك أوباما، لجهة “دعم الحرب السعودية الكارثية في اليمن”، بل ذهبت أبعد من ذلك في إظهار “كل إشارة دعم وتأييد في اتجاه المزيد من التصعيد” هناك , وكشف موقع “جلوبال ريسيرش” الأمريكي إن العملية هي مخطط لتدمير الأمة العربية، وإغراقها في حروب أهلية، بأيدٍ عربية، تنفيذاً لخطط أمريكية صهيونية ،نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية خبر أكدت فيه مشاركة قوات خاصة أمريكية في مساعدة السعوديين على تدمير ما أسمتها مخابئ الصواريخ في اليمن، حيث قالت الصَّحيفة في تقريرها “أن قُوات أطلقت عليها اسم “القُبَّعات الخضراء” انخرطت في مَعارِك في شمال اليمن ضِد قُوات “أنصار الله، شارك الطيران الأمريكي في استهداف اليمنيين تحت شماعة استهداف مخابئ الصواريخ، وهو الأمر الذي يفسر لنا تلك النزعة الإجرامية للأمريكان الذين يديرون غرف عمليات العدو ويدفعون به لارتكاب المجازر والمذابح البشرية في حق نساء وأطفال اليمن دونما شفقة أو رحمة أو استشعار لفداحة وبشاعة هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.

مشاركة فعلية

لم يقتصر الدور الأمريكي في العدوان على اليمن على تزويد مقاتلات النظام السعودي وتحالفهم الصهيو عربي بالوقود، وتزويدهم بأحدث الأسلحة والعتاد الحربي عبر صفقات الأسلحة المبرمة بين الجانبين ولا على الدعم اللوجستي وإرسال الخبراء والمستشارين، بل صار الضابط الأمريكي هو من يضع الخطط العسكرية ويقوم برصد وتحديد الأهداف وقصفها بواسطة الطيران الحربي، أو عبر الطائرات الاستطلاعية المقاتلة التي تم نشرها في سماء اليمن لرصد تحركات أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية وقيادات الدولة.

و نشرت مجلة بيز فيد “BuzzFeed News” الأمريكية تقريراً أعده مراسل التحقيقات والمحرر في المجلة، الصحفي الأمريكي “آرام روستون”، المختص بالشؤون العسكرية وترجمه وائل شاري،  التقرير جاء تحت عنوان“: هذا الأمريكي يعمل كجنرال لجيش أجنبي متهم بجرائم الحرب في اليمن. وكشف التقرير أن جيش الإمارات يدار بقيادة ضباط أمريكيين كبار، وأن قُـوَّة الطيران الإماراتية يقودها الجنرال الأمريكي ستيفن توماجان الذي يتواجد في اليمن, متهمة إياهم بالمشاركة في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين اليمنيين، وأوضحت أن ستيفن توماجان يتواجد في اليمن للإشراف على تنفيذ العمليات الجوية, مشيرة أنه يدير فرع المروحيات العسكرية الإماراتية التي تقوم بعمليات عسكرية في العدوان على اليمن والمتهمة بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين .

وفي التحليل الإخباري الذي نشره الموقع الأمريكي المستقل تروث اوت الخميس في 6 اكتوبر 2019 قال:" إن التحالف الذي تقوده السعودية مذنب بارتكاب جرائم حرب منهجية في اليمن، والولايات المتحدة تتحمل المسؤولية القانونية بسبب استخدام الأسلحة التي تم شراؤها من الولايات المتحدة في الحرب ضد اليمن. كما ذكر التحليل أن منظمة العفو الدولية قامت بتوثيق انتهاكات السعودية لقوانين الحرب في اليمن و أعلنت صراحة استهداف متعمد للمدن و المدنيين في اليمن, ووثقت أيضا مسؤولية الولايات المتحدة في جرائم الحرب التي ارتكبت في الغارات الجوية على اليمن. حيث قامت أمريكا بتزويد السعودية بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً .

وصرح جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “إن الحكومة الأمريكية تعلم جيدا بالهجمات الجوية العشوائية للتحالف الذي تقوده السعودية، والتي قتلت مئات المدنيين في اليمن منذ مارس2015م. ولا زالت تمد السعوديين بمزيد من القنابل وفي ظل هذه الظروف فإن ذلك يعني مزيداً من وفيات المدنيين، التي ستكون الولايات المتحدة مسؤولة عنها.

 كذلك قامت بإرسال مرتزقة من شركات بلاك ووتر، وداين قروب التي استخدمتها الإدارة الأمريكية في احتلال العراق للقتال إلى جانب دول التحالف الشيطاني واللتين منيتا بهزيمة نكراء ودس أنوف مقاتليهم في التراب على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية.

وهكذا ساهمت الأسلحة المتدفقة من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية ومنها بريطانيا في إطالة أمد العدوان ، وتسببت في دمار هائل وسقوط آلاف الضحايا المدنيين، وهي الممارسات التي سبق وأن انتقدها تقرير أصدره فريق الخبراء الأممي المعنيّ برصد انتهاكات حقوق الإنسان.

المجال السياسي  :

تجلى العدوان الأمريكي على شعبنا ووطننا اليمني في المجال السياسي من خلال السطوة والنفوذ الأمريكي والإسرائيلي، على جميع المنظمات الأممية بما فيها مجلسا الأمن وحقوق الانسان اللذان لم تحركا ساكنا، بل كانا هي من يتولى الشرعنة والتغطية لهذه الانتهاكات. حيث قاما بتشكيل غطاء دولي يتستر على الجرائم الوحشية للعدوان وانتهاكاته لكل المبادئ والقيم والقوانين والمواثيق الدولية.

كذلك عملت أمريكا على تعطيل الحل السياسي في اليمن من خلال سياسة دأبت عليها أمريكا بين الأطراف السياسية اليمنية غير أن أهمها تعطيل الحوار في موفمبيك وجنيف وإدخال اليمن في فراغ دبلوماسي طال أمده ، ذلك الحوار الذي قال فيه جمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة “أن اليمنيين كانوا على وشك الاتفاق النهائي لولا إعلان بدء العدوان بعملية ” عاصفة الحزم” التي أعلن عنها السفير السعودي من واشنطن.

وعملت أيضا على إفشال أي مفاوضاتٍ أو مشاورات مباشرة من خلال القصف العشوائي مرتكبةً أبشع المذابح، وكذلك من خلال العمل على استبعاد الحلول والتي تبين أن العدو السعودي لا قرار له وأن القرار كله بيد “أمريكا”.

إضافة إلى ما تم كشفه من تأكيدات أن النظام الأمريكي يقف خلف العدوان على اليمن، وهو من يُسلح، ويحدد الأهداف، ويغطي العدوان سياسياً وأخلاقياً على جرائمه الفظيعة بحق الشعب اليمني، وهو أيضاً من يقف خلف استمرار العدوان والحصار من خلال دعم أدواته بالمنطقة والمتمثلين في النظامين السعودي والإماراتي اللذين لم يكونا- بحسب كثيرين- سوى مجرد منفذين للسياسات الأمريكية وأجندتها وتقديم الغطاء السياسي في المحافل الدولية حيث تم ضم السعودية ضمن كشف القائمة السوداء" العار" لارتكابها حرب إبادة بحق أطفال اليمن وبضغوطات أمريكية وتنصل السعودية من دفع المبالغ المستحقة للأمم المتحدة تم حذفها من الكشف وباعتراف الأمين العام للأمم المتحدة بنكي ميون .

المجال الاقتصادي:

لم يكن  العدوان الاقتصادية على اليمن أقل تأثيراً وعنفاً من نظيره العسكري ، بل إن العدوان الإقتصادي كان أكثر وأشد فتكاً بالمواطن اليمني وقوته اليومي، وإن كان العدوان قد حشد تحالفه العسكري لقتل اليمنيين، فإن عدوانه الاقتصادي أكبر وأوسع وأكثر جرماً واحترافية من العدوان العسكري.

وفي هذا السياق تحدث معهد واشنطن المهتم بشؤون الشرق الأوسط، في تقرير صادر عن مجموعة "جورج تاون الاستراتيجية"، عن قيادة الولايات المتحدة الأمريكية لحرب اقتصادية على اليمنيين، وأوضح التقرير أن هناك مؤامرة أخرى لاستهداف سيادة الأمة اليمنية تحت عنوان "الإنسانية وخطط الطوارئ لإنقاذ الاقتصاد"، حيث بين أن هناك انتهاكات لسيادة اليمن واستقلاله، قائلاً: إن توصيات الولايات المتحدة توصيات مغطاة بالرحمة، ولكنها في حقيقة الأمر تشكل انتهاكاً للسيادة اليمنية. وأظهر التقرير أن هذه الحرب الاقتصادية على اليمن تديرها الولايات المتحدة، خاصة بعد أن جاء نائب وزير الدفاع الأمريكي للمطالبة بتنفيذ هذه التوصيات.

حصار مطبق

لم تكتف أمريكا بقتل الشعب اليمني وتدمير بنيته ومنشآته وكل مقومات الحياة بل سعت إلى إبادته بالكامل عبر حصارها المطبق والظالم على الشعب اليمني بحراً وجواً وبراً ، من خلال مشاركة السفن الحربية الامريكية الراسية في البحر الأحمر والعربي بدوريات جنبا إلى جنب مع السفن السعودية في الحصار الذي فرضته السعودية على اليمن بحجة منع وصول الأسلحة و منعت وصول الطعام والوقود والدواء ، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والمشتقات النفطية إلى الملايين من اليمنيين وخلق كارثة إنسانية ، حيث ارتفع في عهد الرئيس ترامب الحضور العسكري الأمريكي في المياه المحاذية للسواحل اليمنية من باب المندب و حتى سواحل ميدي وأمام سواحل الحديدة بشكل يبدو أنه تموضع وتمركز لما يبشر به التحالف السعودي و الولايات المتحدة من اعتزامهما مهاجمة ميناء الحديدة ،وتشديد الحصار على الموانئ اليمنية ،بهدف استخدام استراتيجية التجويع في الحرب الإجرامية التي تقودها على اليمن ، ففي تقرير نشر في يناير 2018، اتهمت لجنة خبراء أمميين، التحالف الأمريكي السعودي باستخدام “التهديد بالتجويع وسيلة للمساومة وأداة للحرب” في اليمن ، ورغم تسبب الحصار البحري على الموانئ في الأزمة الإنسانية الأكثر حدة في اليمن، قام تحالف أمريكا باستهداف متعمد لمخازن الغذاء والمصانع والمستودعات ومحطات توليد الطاقة والمواقع الاقتصادية الأخرى ، وتتولى أمريكا إدارة حرب التجويع والإبادة الجماعية في اليمن، حيث تعتبر نقص الغذاء السلاح الأكثر فاعلية في اليمن، بهدف إخضاع المدنيين باستخدام سياسة العقاب الجماعي.

 فقد هدد سفير الولايات المتحدة الامريكية في مفاوضات الكويت ديسمبر2016م بنقل البنك وجعل الحبر على العملة الوطنية اغلى من قيمتها حسب ما صرح به الاستاذ محمد عبدالسلام رئيس الوفد الوطني في مفاوضات الكويت ليفاقم من معانات الشعب اليمني في قطع الرواتب على موظفي الدولة وانهيار للعملة الوطنية وتوقف عن دفع المرتبات بعد قيام تحالف العدوان بنقل البنك الى عدن.

وعملت على اغلاق مطار صنعاء المتنفس الوحيد للشعب لنقل المرضى للعلاج في الخارج والذي تسبب في وفاة أكثر من 250 ألفاً ، وعودة آلاف اليمنيين العالقين في الخارج من طلاب ومسافرين ومغتربين .

ولعل جريمة إغلاق مطار صنعاء وحصاره من أكبر الجرائم التي ارتكبتها دول العدوان وفي مقدمتها أمريكا والسعودية في حق الشعب اليمني وللعلم انها اول مرة في تاريخ الحروب المعاصرة يغلق مطار لدولة ذات سيادة ويتم سجن شعب.

 مؤخراً عمدت أمريكا ومجموعة دول تحالف العدوان إلى فرض قيود على تدفق المساعدات وأوقفت تمويل المشاريع الإنسانية.

كما علمت على عرقلة كل بنود الملف الاقتصادي المتفق عليها في مشاورات استوكهولم ، وعدم حل إشكالية عدم صرف مرتبات موظفي الدولة، إلى جانب التلاعب بقيمة العملة المحلية أمام العملات الصعبة، وفوق ذلك احتجاز سفن المشتقات النفطية وما نتج عن ذلك من أزمة وقود خانقة في المدن اليمنية الخاضعة لحكومة المجلس السياسي حيث أصبحت عدد من القطاعات الهامة مهددة بالتوقف وعلى رأسها قطاعات الصحة والنقل والكهرباء والمياه والزراعة، إضافة إلى تعطل المصانع والمنشآت الهامة وشل الحركة الطبيعية وعديد من التداعيات والآثار الإنسانية والاقتصادية ومآلات كارثية أخرى حسب ما أطلقته الجهات الرسمية في صنعاء من تحذيرات ونداءات استغاثة وإعلان دخول اليمن في كارثة إنسانية مع نفاد مخزون الوقود واستمرار احتجاز السفن النفطية.

تدمير البنية التحتية

من أولى أهداف العدوان الأمريكي الصهيوني تدمير البنية التحتية للاقتصاد اليمني , تجلت الحرب الاقتصادية الممنهجة باستهداف البنية التحتية للاقتصاد اليمني والتي كان لها تأثير كبير على إيرادات الدولة، واستهداف المصانع والشركات والموانئ والمطارات والمنافذ البرية وحرمان الدولة من مليارات الريالات من عائدات الضرائب والجمارك، التي تمول الموازنة العامة.

 حيث عمد العدوان الأمريكي منذ أيامه الأولى ضمن خطة ممنهجة لتدمير البنية التحتية من مطارات وموانئ، والمنشآت الحيوية العامة والخاصة من مصانع وشركات وصوامع غلال، ومخازن الأغذية والأسواق والمجمعات التجارية ومحطات الكهرباء والوقود ومزارع الدواجن والأعلاف، وأصبحت معظم المنشآت الحيوية في اليمن خارج نطاق عملية الإنتاج ما كلف الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة وخلق أزمات اجتماعية تمثلت بالبطالة والفقر، والذي انعكس بصورة كارثية على حياة مجمل اليمنيين.

مجال دعم الإرهاب:

الدلائل الأكيدة على العدوان الأمريكي سردتها  -بكل الشواهد- القوات المسلحة اليمنية التي عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة في محافظة البيضاء عليها شعار الوكالة الأمريكية للتنمية خلال العمليات العسكرية الأخيرة، وسبق وأن عثرت أيضا ضمن الغنائم على كميات مختلفة من الأسلحة عليها شعار الوكالة في مناطق وجبهات أخرى -حسب بيانها الصحفي- الذي كشف دور المنظمة الأمريكية وما تمارسه من أدوار مشبوهة، إذ أشار البيان العسكري أن واشنطن لم تكتفِ بدعمها العسكري واللوجستي والاستخباراتي لتحالف العدوان في حربه وعدوانه على اليمن، بل جعلت حتى منظمات تدّعي أنها تعمل من أجل التنمية ومن أجل المساعدات الإنسانية تستخدم التمويلات الممنوحة لها في تنفيذ انشطة عسكرية كالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. ما تم كشفه جاء ليعزز مواقف صنعاء التي طالما أكدت أن النظام الأمريكي يقف خلف العدوان على اليمن، وهو من يُسلح، ويحدد الأهداف، ويغطي العدوان سياسياً وأخلاقياً على جرائمه الفظيعة بحق الشعب اليمني، وهو أيضاً من يقف خلف استمرار العدوان والحصار من خلال دعم أدواته بالمنطقة والمتمثلين في النظامين السعودي والاماراتي اللذين- بحسب كثيرين- مجرد منفذين للسياسات الأمريكية وأجندتها.

الخلاصة

 من خلال ما ذكرناه نستنج أن العدوان وحرب الإبادة التي شنها تحالف العدوان على وطننا وشعبنا اليمني هو عدوان أمريكي بامتياز .. غير أنه ورغم بشاعة ذلك العدوان وطول أمده فقد أفشله الشعب اليمني العظيم بفضل الله وبفضل صموده العظيم وثبات أبطال الجيش واللجان الشعبية في مواجهة الغزاة ومرتزقتهم بمختلف الجبهات على مدى أكثر من ست سنوات.


طباعة  

مواضيع ذات صلة