الإرهاب الأمريكي المضلل والرد اليماني المزلزل

دأبت أمريكا ولا تزال على استخدام مصطلح " الإرهاب " ومكافحته كشماعة لاحتلال البلدان وأداة لمحاربة أعدائها

خاص - صحيفة اليمن - رفيق الحمودي

الإرهاب الأمريكي المضلل والرد اليماني المزلزل

وفي المقام الأول المحاولة ـ عبثا ـ الإساءة لقيم الدين الإسلامي السمحاء وتعاليمه النبيلة.

والحقيقة أن الحرب على الإرهاب وما تسمى أيضاً الحرب العالمية على الإرهاب ويطلق عليها البعض تسمية الحرب الطويلة هي في الظاهر عبارة عن حملة عسكرية وإقتصادية وإعلامية تقودها أمريكا بمشاركة بعض الدول المتحالفة معها تهدف بحسب تصريحات رئيس الولايات المتحدة السابق جورج دبليو بوش إلى القضاء على ما يسمونه -الإرهاب والدول التي تدعم الإرهاب- كذبا وبهتانا- لأنه في الحقيقة ليس سوى مجرد أداة لمعاقبة كل من يخالف قرارات ومطامع الإدارة الأمريكية وأجنداتها الاستعمارية والعبثية.

 حملة عسكرية أمريكية

 هذه الحملة بدأت عقب هجمات 11 سبتمبر 2001م التي كان لتنظيم القاعدة دور فيها وأصبحت محوراً مركزياً في سياسة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش على الصعيدين الداخلي والعالمي .

وشكلت هذه الحرب إنعطافة وصفها العديد بالخطيرة وغير المسبوقة في التاريخ كونها حرباً غير واضحة المعالم وتختلف عن الحروب التقليدية في أنها متعددة الأبعاد والأهداف التي وصفت بالوهمية وأتت لتحقيق أهداف ومصالح الأمريكان وأعوانهم .

وفي هذا السياق يتساءل سياسيون وعسكريون : عما سمي بـ"الحرب على الإرهاب"، التي أعلنها الرئيس الأمريكي الأسبق ، جورج دبليو بوش، في 2001م؟

 لماذا لا تزال قائمة؟ وإن كان الجواب لأنه مازال هناك إرهاب فمن يقف ورائه ؟

وإلى متى ستظل هذه الحرب كأداة تخويف لمن يعارض البيت الأبيض وحلفائه ؟

ولماذا لم تحقق أهدافها سابقاً، أو أنها كانت مجرد هدر للأموال وشماعة لتبرير احتلال وتدمير بعض البلدان وأداة للقبض على بعض الجماعات أو الأفراد ومعاقبتهم باسم انتمائهم للإرهاب ؟

 

مخططات أمريكية صهيونية

أو لأن أمريكا ومن خلفها النظام العالمي يستخدمون لفظ " الإرهاب " للإساءة للإسلام خاصة في ظل إثبات محللين بأن أمريكا وأداتها من أعراب الخليج هم في حقيقة الأمر من يستخدمون بعض عناصر القاعدة ممن يصفونهم بالإرهابيين وتجنيدهم ودعمهم مادياً وعسكريا للقتال من أجل تنفيذ وتحقيق المشاريع والمخططات التآمرية الصهيونية الأمريكية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه وبحسب إحصاءات أممية : لا يزال آلاف الجنود الأمريكيين، رجالا ونساء، موجودين في أفغانستان، والعراق، والخليج، والقرن الأفريقي، بعد حوالي 19 عاما من الهجوم الذي تعرضت له الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

ومازالت غارات الطائرات مستمرة على مناطق نائية في العالم، مستهدفة من يشتبه بأنهم قادة إرهابيون. وقد زادت ميزانيات مكافحة الإرهاب في أنحاء العالم بنسب فلكية لمواجهة تهديدات لا تعد ولا تحصى.

الصحف البريطانية تناولت مؤخرا تقريرا يشير إلى نزوح وتشريد 37 مليون شخص منذ بدء الولايات المتحدة الأمريكية حربها على ما تسميه الإرهاب .

فقد ذكرت صحيفة الغارديان أن الصراعات منذ بدء الحرب الأمريكية على الإرهاب تسببت في نزوح 37 مليون شخص تقريبا من مختلف أنحاء العالم .

وخلص تقرير أعدته جامعة براون الأمريكية إلى أن الصراعات التي حدثت منذ بداية "الحرب على الإرهاب" قبل عقدين تقريبًا مع التدخل العسكري الأمريكي تسببت في نزوح ما لا يقل عن 37 مليون شخص.

وأن غزو العراق وما أعقب ذلك من عدم الاستقرار أدى إلى اقتلاع ما لا يقل عن 9.2 مليون حتى الآن، وهي الأكثر تكلفة من بين ثماني عمليات عسكرية أمريكية تم تضمينها في تقرير مشروع تكاليف الحرب على الإرهاب التابع لجامعة براون.

قرارات عدة ضد دول وأحزاب وجماعات وحتى أفراد باتت تصدرها أمريكا ويؤيد معظمها النظام العالمي الخانع لها للتصنيف تحت كلمة " الإرهاب "و مؤخرا أتى القرار الأمريكي بتصنيف مكون أنصار الله كإرهابيين من قبل الرئيس الأمريكي دونالد قبيل مغادرته البيت الأبيض .

 

ورقة ضغط وتهديد

ويرى مهتمون بالشأن اليمني أن أمريكا التي أعلن منها العدوان على اليمن تلوح بهذا القرار كورقة ضغط وتهديد بعد أن فشلت هي وأدواتها بالمنطقة من آل سعود وزايد في حربهم على اليمن واليمنيين .

مراقبون يرون أن مرور قرابة ستة أعوام من العدوان على اليمن دون أن تحقق دول تحالف العدوان السعودي مآربها في إعادة فرض الوصاية على اليمن أثبت فشل ذلك التحالف العدواني ومن ورائه أمريكا وجعل أمريكا تبحث عن مبرر تمثل في التصنيف الإرهابي كإفلاس وتعبير عن الفشل الذريع الذي منيت به تلك الدول في عدوانها على اليمن .

سياسيون وعسكريون ينظرون لقرار التصنيف الأمريكي بأنه ورقة

 

للضغط على أنصار الله وسلطة صنعاء لإرضاخها لمطامع دول تحالف العدوان السعودي بعد أن فشل ذلك التحالف عسكريا وسياسيا .

القرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله كإرهابيين لم يثن اليمنيين على الأقل في مناطق حكومة صنعاء عن الخروج الجماهيري والمليوني الحاشد للتعبير عن رفضهم للقرار الأمريكي الذي وصفوه بالظالم والإرهابي .

صور الاحتشاد الجماهيري بصنعاء والمحافظات اليمنية الوطنية الأخرى عكست التلاحم الكبير للشعب اليمني خلف قيادته ورفضهم لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي تسابقت عليه دول التحالف السعودي .

وأكدت بيانات المسيرات الجماهيرية الحاشدة مطالب الشعب اليمني بوقف العدوان على اليمن وتصنيف دول التحالف السعودي وداعمتها أمريكا كدول إرهاب لقتلها اليمنيين واستمرارها بشن حرب ظالمة منذ قرابة ستة أعوام وحصارهم المفروض على اليمنيين برا وبحرا وجوا واحتلالها بعض الأراضي اليمنية .

مراقبون قالوا أن الحشود المليونية بصنعاء والمحافظات اليمنية الوطنية جسدت رسائل قوية في مقدمتها أن اليمنيين يقفون خلف قيادتهم الحكيمة ضد الإرهاب الحقيقي المتمثل بالحرب السعودية الإماراتية على اليمن وكرسالة أيظا بأن اليمنيين يرفضون محاولات التركيع والإذلال ولم يعودوا تحت الوصاية الخارجية ولا تخيفهم القرارات الظالمة مهما كانت .

 

مسيرات دولية

أصداء وتقارير دولية ذكرت أن حشود الإثنين المليونية بصنعاء وبقية المحافظات الأخرى كانت ردا كبيرا للتنديد بالقرار الأمريكي ورفضا له واستفتاء كبير أيظا على مطالب الشعب اليمني بوقف عدوان التحالف السعودي على اليمن .

المسيرات الدولية التي تزامنت مع الحشود اليمنية المليونية أكدت حقيقة بدء بعض الدول العمل على كشف فضائح الإرهاب الأمريكي ودول التحالف السعودي والتعريف بمظلومية اليمنيين .

ورغم أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن وعدت بإعادة دراسة القرار الذي أصدره ترامب بتصنيف أنصار الله كإرهابيين إلا أن اليمنيين استبقوا ذلك بتوجيه رسالة وصفها الخارج قبل الداخل بأنها رسالة قوية تؤكد أن اليمنيين لا يستجدون أحدا ولا يعولون على أحد ولا يخشون أمريكا أو غيرها وتهديداتهم لأنه بات لديهم قادة ليسوا في جلباب الوصاية الخارجية ولا يقبلون الظلم أو يخضعون لأساليب التركيع والإذلال .

 


طباعة  

مواضيع ذات صلة