تطورات صراع الإيمان اليماني والجنون الصهيوني..

أكثر من أي وقت مضى أصبح سلاح الرد والإيمان اليماني كفيل بإثارة رعب قادة الكيان الصهيوني وأخذه على محمل الجد

خاص - صحيفة اليمن - طلال هزبر

تطورات صراع الإيمان اليماني والجنون الصهيوني..

لم يعد مصطلح "الصراع العربي - الإسرائيلي " هو المصطلح اللائق لتوصيف الصراع الدائر بين العرب واليهود  بعد هرولة العديد من الأنظمة العربية إلى إعلان تطبيع علاقتها مع الكيان الصهيوني وفي مقدمتها النظام الإماراتي .. ويمكن القول أن التوصيف الصحيح لهذا الصراع أصبح هو " الصراع اليمني - الإسرائيلي"  لا سيما ولم تعد نوايا ومطامع تل أبيب الاستعمارية في احتلال سواحل اليمن والسيطرة على مياهها الإقليمية في البحر الأحمر والتواجد في مضيق باب المندب والتحكم بحركة السفن البحرية خافية على أحد.

 

فشل العدوان السعودي

الموقف اليمني الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني والمتمثل في موقف صنعاء إضافة إلى فشل العدوان السعودي الأمريكي في تحقيق أهدافه من جهة، إلى جانب تطور القدرات العسكرية للجيش اليمني واللجان الشعبية. لا سيما قدرات القوة الصاروخية ، وتحديداً سلاحي الطيران المسيَّر والصواريخ البالستية الدقيقة اللذين أثبتا نجاحهما الكبير في توجيه الضربات الدقيقة والموجعة للأهداف والمنشآت العسكرية في عمق أراضي العدو السعودي .. كلها أمور كانت كفيلة بإثارة المخاوف داخل غرف العمليات، وفي دوائر القرار السياسي والعسكري للكيان ووضع اليمن وبشكل جدي في دائرة المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني.

 

جنون الرعب الصهيوني

الجدير بالذكر هنا أن الشرارة الأولى لإنطلاق صراع الإيمان اليماني وجنون الخوف الصهيوني كانت قد انطلقت بعد الضربة التي تعرضت لها منشآت «أرامكو» السعودية في أيلول/ سبتمبر 2019م .

وهي ضربة أثارت مخاوف الكيان الصهيوني الذي أطلق على إثرها تهديداته بضرب مواقع في اليمن وإزاء تلك التهديدات جاء الرد اليمني من خلال عدد من التصريحات والمواقف السياسية وفي مقدمتها تحذيرات السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي توعّد "إسرائيل" بضرب أهداف قاسية في عُمقها في حالِ ارتِكابها أيّ حماقة ضدّ اليمن، وتصريحات العميد يحيى سريع، الناطق باسم الجيش اليمني، من أن مساعدة الكيان الصهيوني للعدوان السعودي على اليمن لن يمر بدون رد، وكذلك تهديد المصدر المسؤول في الخارجية اليمنية الذي جاء فيه: "في حال إقدام الكيان الصهيوني على أي تحرك، أو عمل متهور يمس اليمن، فإن أية مصالح لإسرائيل أو شركائها في البحر الأحمر ستكون هدفا مشروعا، في إطار حق الرد الذي كفلته كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية".

وخلافا للعادة وأكثر من أي وقت مضى كانت ردود رجال الإيمان اليماني كفيلة بإجبار قادة الكيان الصهيوني على أخذها على محمل الجد، وكان لها صداها الكبير والواسع في وسائل الإعلام "الإسرائيلية" وفي تحليلات وآراء المحللين والمعلقين العسكريين والاستراتيجيين "الإسرائيليين".

 

اغتيال زادة والتوعد الإيراني

بعد مرور عام تقريبا على انطلاق شرارة صراع الإيمان اليماني وجنون المخاوف الصهيوني وخروجه إلى دهاليز الإعلام والعلن زاد التوتر واحتمال نشوب حرب بين إيران وإسرائيل بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة من قبل الموساد الإسرائيلي أواخر شهر ديسمبر من العام المنصرم 2020م  ،وتوعدت إيران إسرائيل برد قوي في الوقت المناسب.

التوعد الإيراني بالرد المناسب كان كفيلا بإثارة جنون الكيان الصهيوني ومن ورائه الشيطان الأمريكي وشهدت المنطقة تحشيدا عسكريا كبيرا من جانب الولايات المتحدة التي استدعت أسلحتها الاستراتيجية إلى المنطقة ، ولأول مرة أرسلت إسرائيل غواصة عسكرية عبرت قناة السويس وهي حالياً في البحر الأحمر.

 

التحشيد الأمريكي الصهيوني

لم تتوقف الأمور عند ذلك الحد بل بدأت موازين القوى والقوة تتبدل ، وتطورت واتسعت دائرة الصراع الصهيوني مع كل قوى وحركات محور المقاومة في المنطقة العربية وجبهاته المفتوحة في سورية والعراق ولبنان وصولا إلى اليمن التي أصبحت وبصورة فعلية هي الجبهة التي يمكن تشبيهها بالقلب النابض لمحور المقاومة والرفض والتصدي لمشاريع ومؤامرات الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا ومن معهم من أنظمة العمالة العربية.

وفي ظل التحشيد والتحركات والتهديدات الأمريكية الصهيونية التي شهدتها المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية.

 

الرد اليماني الإيماني

جاء الرد اليمني على لسان السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي خلال خطابه بمناسبة ذكرى الشهيد 1442 الذي أوضح للأمة الطريق الصحيح لمواجهة ومجابهة تلك التحديات والأخطار بقوله : " لا يمكن أن نكون أمةً عزيزةً، تتجسد العزة في مواقفها وفي مسيرة حياتها، إلَّا إذا كنا في جرأتنا وإقدامنا على مستوى الاستعداد العالي للتضحية وللشهادة في سبيل الله، وتحركنا لمواجهة التحديات والأخطار والأعداء مهما كانت إمكاناتهم، ومهما كان جبروتهم، ومهما كانت الوسائل التي بأيديهم".

كما أكد السيد عبد الملك على أهمية وعظمة الاندفاع إلى ميادين الجهاد والشهادة في سبيل الله والتصدي لتهديد وخطر العدو الصهيوني الأمريكي قائلا:"  لنواجه هذا الخطر وهذا التحدي الذي يستهدفنا من قوى الشر والاستكبار والإجرام لمواجهة طاغوت العصر المتمثل بأمريكا وإسرائيل وعملائهم، نحتاج إلى ترسيخ هذا المفهوم العظيم: الذي هو الشهادة في سبيل الله "سبحانه وتعالى"، لماذا؟ لأنه لا بدَّ منه ليس لنفنى، بل لننتصر، لا بدَّ منه في تحقيق الانتصار".

 

معركة الأمة

وأضاف : "المعركة اليوم هي معركة الأمة كل الأمة، معركة الأمة جميعاً في مواجهة خطرٍ يستهدفها، يقود هذا الاستهداف ويتحرك فيه الأمريكي والإسرائيلي، والآخرون من الأدوات والعملاء ارتبطوا بهذا العدو، ويعملون لصالحه، مهما كانت عناوينهم التي يسعون من خلالها إلى الخداع للسذج والبسطاء من الناس ممن لا يمتلكون شيئاً من الوعي، أو هي عبارة عن استغلال لمشاكل، واستثمار في أزمات ومشاكل معينة، لكنها كلها لصالح أمريكا وإسرائيل".

كما أكد السيد القائد أن القضية الرئيسية للشعب اليمني هي القضية الفلسطينية مهما فرط فيها الآخرون الذين انكشف أمرهم، واتضحت حقيقتهم :"عندما أتى ما يسمونه الآن بقطار التطبيع، مجموعة من الأنظمة والجهات والكيانات التي تحركت علناً، وكشفت عن ارتباطها بالإسرائيلي، وعلاقتها به، التي هي علاقة روابط عملية، علاقة مشروع وأجندة، التحقت بالمشروع الأمريكي الإسرائيلي، وما هو المشروع الأمريكي الإسرائيلي؟ إلا مشروع عدائي يستهدف أمتنا الإسلامية، يهدف على مستوى المنطقة إلى تمكين العدو الإسرائيلي لأن يكون هو من يقود هذه المنطقة، وأن يكون هو وكيل أمريكا في المنطقة المسيطر على الآخرين، والمستحوذ على هذه المنطقة بشكلٍ كامل".

خندق واحد وموقف واحد

كما أكد السيد القائد على أهمية بل وجوب تعزيز وترسيخ مبدأ : الأمة الواحدة والخندق الواحد والموقف الواحد على مستوى محور المقاومة في مواجهة العدو :" نقول لأمتنا جميعاً نحن أمةٌ مسلمةٌ واحدة، والاستهداف لنا واحد، ويجب أن نكون في خندقٍ واحد، ويجب ألَّا نقبل بتجزئة المعركة التي تستهدفنا جميعاً، ويجب أن تبقى عناويننا الرئيسية بارزة وواضحة، العدو هو أمريكا وإسرائيل، والآخرون هم عملاء وأدوات، نحن نعي هذه الحقيقة مهما أظهروا من عناوين مخادعة".

وأضاف : "نحن معنيون بتعزيز حالة التعاون والإخاء مع أبناء أمتنا ومع أحرار أمتنا؛ لدحر الأعداء، لدحر الإسرائيلي- في نهاية المطاف- من هذه المنطقة بكلها؛ لأنه غاصبٌ، مجرمٌ، محتلٌ، ظالمٌ، ولا شرعية له في وجوده في هذه المنطقة، وفي كيانه الإجرامي المحتل الغاصب، وفي دحر الأمريكي من هذه المنطقة، دحر قواعده العسكرية التي هي لتثبيت سيطرته على المجتمع في منطقتنا بشكلٍ عام، وأيضاً التخلص من هيمنته على كل المستويات: السياسية، والثقافية، والفكرية، والعسكرية، والأمنية... وغيرها، أمتنا أمةٌ في انتمائها للإسلام جديرة بالحرية والاستقلال، ولا حرية ولا استقلال ولا كرامة مع الهيمنة الأمريكية، والخنوع لإسرائيل، والارتباط بإسرائيل".

المشاركة الصهيونية في العدوان

وفيما يتعلق بالمشاركة الأمريكية الصهيونية في العدوان على وطننا وشعبنا اليمني والتعاون والتنسيق السعودي الأمريكي الصهيوني الإماراتي في التآمر على محور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق وفي تآمرهم على الشعب الإيراني أكد قائد الثورة السيد عبد الملك تلك الحقيقة التي لم تعد خافية على أحد بقوله : "السعودي ومن معه ممن يباشرون العدوان على اليمن في التحالف، هم يخوضون هذا العدوان تحت الإشراف الأمريكي وبالتنسيق الواضح والتعاون الواضح مع إسرائيل، وفي مؤامراتهم على لبنان، في مؤامراتهم على سوريا، في مؤامراتهم على العراق، في مؤامراتهم الواسعة ضد الشعب الإيراني المسلم، في استهدافهم هنا أو هناك لأحرار الأمة، في تواطئهم على الظلم المستمر بحق شعب البحرين، في كل ذلك هم يخوضون معركة الأمريكي والإسرائيلي، في البحرين هناك سلطة آل خليفة الظالمة المتجبرة الفاسدة مرتبطة بالإسرائيلي بشكلٍ بشعٍ ومفضوح ومخجل، دنيء جداً، بكل دناءة وبكل حقارة".

الحاكم يرد

وكان لرئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع اللواء عبدالله يحيى الحاكم رده على تحركات وتهديدات الكيان الصهيوني خلال كلمة ألقاها في فعالية خطابية نظمتها الهيئة بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1442هـ، وتدشين العام التدريبي الجديد 2021م.

حيث أكد الحاكم أن أفراد الجيش والأمن اليمني "في أعلى جاهزية أمنية وعسكرية ومعنوية للقيام بكافة الأعمال والمهام النوعية لمواجهة مختلف التحديات في التصدي للمعتدين والمرتزقة ولمواجهة الكيان الصهيوني المحتل الذي نرقب كل تحركاته ونرصد كل استفزازاته وما يخطط له من أعمال عدوانية إجرامية مستعينين بالله سبحانه وتعالى ومسترشدين بالتوجيهات الحكيمة لقائد الثورة في التحرك لمواجهة كل التحديات داخلية وخارجية".

وأوضح رئيس هيئة الاستخبارات أن فشل العدوان على باليمن هو نتيجة التضحيات والشهداء والجرحى والأسرى والتلاحم الكبير بين كل أبناء الوطن ومكوناته الاجتماعية والسياسية وهو ما جعل العدو يستنجد بالصهاينة للتدخل بشكل أكبر وسقوط بعض الدول في مستنقع التطبيع.

وأردف قائلاً" يظن الكيان الصهيوني أنه على وقع ذلك سيستعرض عضلاته على شعب الإيمان والحكمة ولهذا نقول له أن اليمن وشعبه العظيم وقيادته الاستثنائية لا تخيفهم تلك التهديدات وأعيننا ليست غافلة عن تحركات العدو الصهيوني في المنطقة وعليه أن يستوعب جدية تحذيراتنا من أية أعمال متهورة أو طائشة أو مغامرة غير محمودة العواقب".

وأكد أن اليمن شعبا وقيادة توكل على الله واستعان به ويعرف خبث اليهود الصهاينة وأنهم كما وصفهم رب العزة "ضربت عليهم الذلة والمسكنة".. مشدداً على ضرورة التسلح باليقظة الأمنية وتوحيد الجهود والاستعداد لمواجهة أعداء الله وأعداء اليمن.


طباعة  

مواضيع ذات صلة