رئيس هيئة مستشفى الثورة لـ"اليمن": هيئة مستشفى الثورة تعمل ب10%من قدرتها التشغيلية

في هذا اللقاء مع صحيفة "اليمن" يتحدث الدكتور عبداللطيف أبو طالب رئيس هيئة مستشفى الثورة العام عن العمل الصحي في ظل المعوقات التي تتضاعف بشكل يومي

خاص - صحيفة اليمن - حوار محمد النظاري

رئيس هيئة مستشفى الثورة لـ"اليمن": هيئة مستشفى الثورة تعمل ب10%من قدرتها التشغيلية

 بسبب العدوان وما يترتب على ذلك من صعوبات مالية وتقنية تضعف أداء القطاع الحي في اليمن في وقت هو أشد ما يكون حاجة  ليعمل بطاقته الكاملة.

موضحاً أن هيئة مستشفى الثورة تكافح من أجل القيام بالمهام الملقاة على عاتقها رغم أنها تعمل بما لا يزيد عن 10%من طاقتها المطلوبة في مواجهة احتياجات صحية تضاعفت عشرات المرات كل يوم .. كل هذا وأكثر تقرؤونه في هذا اللقاء.. فإلى الحصيلة:

 * كيف يسير العمل في هيئة مستشفى الثورة في ظل شحة الإمكانات المادية والصعوبات الكبيرة التي تعترض القطاع الصحي؟

** طبعاً في ظل العدوان الغاشم على بلادنا والحصار المطبق على الشعب اليمني اقتصادياً صحياً و تأثرت كل القطاعات الحكومية وعلى رأسها القطاع الصحي، وفيما يخص هيئة مستشفى الثورة فقد كانت موازنتها كبيرة جداً تتراوح بين 16 و 17 مليار ريال يمني، طبعاً هذه الموازنة منذ بداية العدوان  إلى يومنا هذا  ظلت تقل تدريجياً إلى أن وصلت إلى أقل من 2 مليار سنوياً أي ما يعادل أقل من 10% من الموازنة السابقة، بالرغم من كثافة المرضى والجهد الأكبر الذي تبذله المستشفى مواجهة الطلب المتزايد على خدماتنا الصحية حيث نتحمل أعباء كبيرة جداً في استقبال شرائح مختلفة مثل الجرحى و أسر الشهداء و أسر المرابطين و النازحين، هؤلاء جميعاً تستقبلهم الهيئة مجاناً.. تصور أنه في العام الماضي فقط تم إعفاء مرضى بكلفة تقدر باثنين و800 مليون.. هذا ونحن نعاني من نقص حاد في الموازنة.

* ماذا عن الاسترتيجية التي تعملون وفقها؟

نعمل بخطة نصف سنوية، لكن أنا من وجهة نظري كرئيس لهيئة مستشفى الثورة، الخطة التي نعملها أحياناً في المؤسسات الحكومية تكون طموحة أكثر من اللازم بل خيالية أحياناً و ليست متوائمة مع الإمكانات المتاحة، لذا أرى أن تكون  الخطط متسقة مع الوضع الراهن وحسب الإمكانات المحدودة، وهذا ما عملناه وسرنا عليه منذ تم تعييني و مستقبلاً نود أن نعمل الكثير والكثير، لكن في حدود إمكاناتنا المتوفرة، لا تنسى بأن الموظف بدون راتب يعمل منذ أربع سنوات فكيف سيقدم العامل خدمة ممتازة وهو لا يتلقى أقل حقوقه ، مع العمل أنه عندما تولي العامل الاهتمام اللازم  بدروه هو سيولي  الآخرين بالاهتمام المطلوب و خاصة الكادر في القطاع الصحي.

هذا إلى جانب معاناتنا الكبيرة في توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وصيانة الأجهزة الطبية، كل هذا بسبب نقص الموازنة، وهذا ينعكس على الأداء، لكن الحمد لله، فالشكر موصول لكادر مستشفى الثورة وهم يبذلون قصارى جهدهم في تقديم أفضل مستوى.

 

*هل هناك تشبيك مع القطاع الخاص والمنظمات لدعم ومساندة المستشفى؟

طبعاً المنظمات العام الماضي والعام 2018 قدمت لنا الكثير من المشاريع الكبيرة كمنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر، حيث قام الصليب الأحمر بترميم المبنى الرئيسي بالكامل، الذي يمثل نصف مبنى المستشفى الرئيسي بكلفة 600 ألف دولار أو أكثر للمتر الواحد ، طبعاً نحن لا نستلم مساعدات عينية وإنما هم ينفذونها بعد إنزال  المناقصات ونحن نكون لجنة إشراقية فقط،  وقد بدأ هذا الدعم يقل لأسباب عدة كمركزية التعامل مع المنظمات عن طريق وزارة الصحة، وبناء على هذه المركزية تم تحويل الدعم إلى الوزارة  التي  تقوم بتنفيذ مشاريع أخرى حسب أولوياتها مثل تدريب قبالة، و أشياء  أخرى اعتقد ضرورات ملحة.. اعود للقول إننا خلال 2020 لم نستلم من المنظمات أي مشروع.. ما عدا مشروع الطاقة الشمسية.. وبالنسبة للقطاع الخاص لا شيء يذكر بخصوصه لكن هناك جهود مجتمعية لا تنكر حيث وفر فاعل خير مصنع أكسجين لتغطية احتياجات المستشفى ويعتبر أكبر مصنع أكسجين في المستشفيات المحلية.

 

* ماذا عن بعض المراكز التابعة للمستشفى والتي تعرضت للتوقف؟

رغم كل الصعوبات والمعوقات لم نسمح بتوقف أي مركز تابع للمستشفى و جميع المراكز تعمل ما عدا مركز الطب النووي الذي لا يعمل منذ بداية العدوان، لأنه تم إيقاف إدخال المواد المشعة وحجبها، كونها كما يقولون تستخدم في أغراض حربية.

وما يحدث فقط نقص في المواد الأمر الذي يتسبب بتعطل لبعض الأجهزة التي لم نستطع إصلاحها بسبب عدم وجود قطع الغيار، ومتى ما توفرت هذه القطع تعود الجزة للعمل كما حدث مع  جهاز القسطرة القلبية الذي كان بحاجة لقطعة غيار واحدة بكلفة  104 آلاف دولار، تأخرنا فترة بالحصول عليها لكن و الحمد لله تم تدبر المبلغ وشراء القطعة، إصلاحها وبدأ الجهاز يعمل من جديد، وهنا أود أن أقول شيئاً مهماً رغم  أن الموازنة في الفترات السابقة كانت خيالية لم يكن يتم تحديث الأجهزة أو تغيرها لا اعرف لماذا فأحدث جهاز في المستشفى  عمره 11 عاماً وهذا عمر طويل، و  في ظل تلك الموازنات الكبيرة لماذا لم يتم شراء أجهزة جديدة وقد كان بالإمكان تغيير كل أجهزة المستشفى.

 

* بالنسبة للمستلزمات الطبية والادوية التي تحتاجها المستشفى الطبية  كيف يتم توفيرها؟

كانت موازنة هيئة مستشفى الثورة لشراء المستلزمات والأدوية تقدر بـ2 مليار و800 مليون سابقاً، الآن معنا فقط  498 مليوناً وهذا بالطبع مبلغ بسيط.. لكن من خلال ترشيد الاستهلاك أنجزنا الكثير و تمكنا من إطالة عمر المواد والاحتياجات، تصور أنه كان في الماضي ينفق مبلغ مليون و200 ألف دولار لشراء محاليل للمختبر لا تستخدم في أغلبها، في حين نحن في العام الماضي لم نشتر بأكثر من 200ألف ريال يمني.

* ماذا عن الطاقة الاستيعابية للمستشفى؟

تقدر طاقة المستشفى بـ 809 أسّرة لكنها تعمل بثلاث أضعاف قدرتها، و أحياناً نضيف أسرة جديدة بسبب الازدحام والضغط وأحياناً نقلل الأسرة لعدم وجود كادر متخصص في نفس المجال.

* بالنسبة للكادر والتأهيل والتدريب المعهد شغال أو توقف؟

** المعهد الطبي التابع للمستشفى إنجاز يتحدث عن نفسه، فمعهد الثورة الصحي ما زال يعمل ويؤهل كوادر جديدة كل عام رغم الصعوبات الماثلة أمامه و لولا معهد الثورة لما كان هناك تمريض في هيئة مستشفى الثورة أو بقية المستشفيات، كان يعمل في هيئة مستشفى الثورة 1300ممرض أجنبي كلهم رحلوا إلى بلدانهم وتم تغطية الـ1300 بكادر يمني الذين تم تدريبهم سواء في معهد الثورة أو في مكان آخر.

بالنسبة للكادر اليمني الذي رحل خلال هذه الفترة.. كيف يتم تغطية هذه الفجوة؟

نزوح الكادر المحلي ليس أمراً طارئاً فهو يحدث منذ زمن لكنه  ارتفع حالياً بسبب الصعوبات المعيشية، ورغم خطورة نزوح الكادر اليمني هناك ما هو أخطر و هروب الكادر من المنشآت الصحية الحكومية إلى المنشآت الصحية الخاصة داخل البلد، و الحل وضع  استراتيجية من وزارة الصحة لحثهم على التوفيق بين العمل الخاص والحكومي.. بآليات يقبلها الجميع.. بحيث لا أترك الاستشاري يشتغل في المستشفى الخاص 24 ساعة ولا يعمل في المستشفى الحكومي يومين أو أربعة أيام على الأقل، خاصة في أوقات الدوام الرسمي.. فلابد من رد الجميل وإعطاء المواطن والوطن جزءاً من حقهم علينا، لكن أصبح هذه الأمر منسياً حتى أنني في يوم من الأيام طلبت من أحدهم العمل يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع فقال "افصلوني" هكذا بكل بساطة وهذا الكلام لا يصح، فنحن في عدوان على البلد استهدف كل شيء  ولابد أن يتحمل الجميع المسؤولية ويقوموا بكل ما يستطيعون.

 

* وزارة الصحة أعلنت عن برنامج ضبط الجودة إلى أي مدى هذا البرنامج سيساهم في تحسين الخدمة؟

يقول المثل (على قدر فراشك مد رجلك) عندما أقترح اشتراطات خيالية فمن الصعب تطبيقها، هناك بالفعل أشياء علينا ضبطها وتصحيحها، لكن في ظل حصار قاتل وإمكانات متدنية يجب أن يؤخذ في الاعتبار هذا الأمر عند  أي خطوة نخطوها..  الأمم المتحدة مؤخراً نادت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن 20 مليون طفل وشاب مهددين في اليمن بالوفاة.. فكيف سنطبق مشروع ضبط الجودة في ظل حاجتنا المتزايدة لأبسط الإمكانات.

لكن هناك إجراء يجب أن نقوم به وهو وقف إعطاء التصاريح لمن هب ودب لعمل مستشفى يحب أن يكون هذا المستشفى مطابقاً لمواصفات ضبط الجودة، قبل أن أعطيه التصريح.. أما أن اعطيه التصريح كيف ما تقف وبعدها أطلب منه ضبط الجودة فهذه إشكالية يصعب حلها، فخلال السنتين الماضتين أعطيت الكثير من التصاريح من دون تمعن ففي كل شارع ترى مستشفى جديداً.. وهذ خطأ فادح.

* بالنسبة لأجهزة الغسيل الكلوي والضغط الكبير عليها؟

** مستشفى الثورة هو المرجع الوحيد في غسيل الكلى فلديه أكبر مركز للغسيل الكلوي في اليمن، نحن نغسل من 200 - 220 غسلة يومياً، ولدينا مشروع جديد نفذناه تم فيه توسعة مركز الغسيل الكلوي، بـ 40 سريراً جديداً سيتم تشغيلها عما قريب من فاعل خير تكفل ببنائه وبشروط هندسية، والآن يقوم المركز بـ 220 غسلة يومياً وسيرتفع إلى أكثر من 300 غسلة في اليوم.

* رؤية المستشفى وطموحاتكم إلى أين؟

رؤية المستشفى طموحة وتتواءم مع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، ونحن نعمل على تطبيقها بإذن الله تعالى كرؤية واضحة للجميع ليس لهيئة مستشفى الثورة فقط وإنما لجميع المنشآت الحكومية في الدولة، ونحن نبذل قصارى جهدنا في تشكيل لجان متخصصة لتحقيق هذا الهدف بإذن الله تعالى خلال الفترة القادمة.

* دور وزارة الصحة في دعم هذه الجهود إلى أي مدى تساند الوزارة جهود المستشفى؟

** وزارة الصحة لا تولي المستشفى الدعم المطلوب والمتوقع، كونه هو المستشفى المرجع الصحي الحكومي في اليمن ويواجه ضغاطاً كبيراً، حيث توجد فيه المراكز المتخصصة التي لا توجد في مستشفى آخر، ولهذا أقول آسفاً إن مستشفى الثورة لا يتلقى الدعم الكافي مقارنة بما تتلقاه بعض المستشفيات من وزارة الصحة.

* الكادر الذي يشتغل في المستشفى هل يتناسب مع الضغط الذي يواجهه المستشفى؟

** كادر مستشفى هيئة الثورة كادر ضخم من حيث العدد والخبرة وهم  يبذلون قصارى  جهدهم في ظل إمكانات يسيرة، ويقدر كادر هيئة مستشفى الثورة بـ3200 عنصرا من فنيين وإداريين وأطباء واستشاريين وهذا العدد يتطلب إمكانات هائلة واهتماماً كبيراً من الجهات المعنية ليقدم أفضل ما لديه.

* كلمة أخيرة ودعوة

** مستشفى الثورة هو المستشفى المرجعي في اليمن والمستشفى الأكبر الذي يملك عناصر فنية متكاملة من أطباء واستشاريين تتمنى المستشفيات الأخرى الحصول عليها، لذا أتمنى من الجهات الحكومية المعنية الحفاظ على هذا الكادر والحفاظ عليه وعلى مراكز هيئة مستشفى الثورة وتقديم الدعم اللازم لتطوير العمل الفني والإداري في المستشفى.


طباعة  

مواضيع ذات صلة