مواجهات مفتوحة في غزة وسيناريوهات محتملة لنهاية المعركة

خاص - اليمن

لم تعد حقيقة ما يجري في غزة من تطورات وقائع وأحداث مواجهة عسكرية بين قوات الجيش الإسرائيلي المدعوم أمريكيا وغربيا وكتائب المقاومة الفلسطينية التي قرأت مشهد المخاطر الوجودية على الشعب الفلسطيني ومصير قضيته المقدسة وحقه في تحرير أرضه فقررت باستقلالية تامة انتزاع المبادرة وقلب الطاولة على تلك التهديدات ، ولا تزال مستمرة في صمودها وفي تحقيقها للانتصارات المتوالية

مواجهات مفتوحة في غزة وسيناريوهات محتملة لنهاية المعركة

التي وضعت الجميع في محطة فرز مصير واختبار للمواقف مع امتيازات أطواق نجاة ومخارج سلامة على المستوى الفلسطيني والعربي والإقليمي والدولي وجعلت مشهد حسم المعركة مع كيان الاحتلال الصهيوني مفتوحا على كل الخيارات والسيناريوهات المحتملة لنهاية المعركة، التي يمكن تلخيصها من خلال القراءة التحليلية فيما يلي:
السيناريو الأول: وقف العدوان ورفع الحصار مع الحفاظ على المقاومة من أي ضرر استراتيجي والحفاظ بيدها على ورقة الأسرى بما يشكل نصف استراتيجية النصر الكبير.. وهذا يتطلب مواكبة متسارعة في تطوير خيارات الردع الفعالة والتعبئة القتالية واللوجستية وتحشيد الموارد والطاقات بمستويات الاستعداد للذهاب إلى أبعد مدى كونها معركة مصير نكون أو لا نكون ولو حتى واجهنا العالم ، وليس فقط أمريكا والغرب وأذيالهم في المنطقة وبقدر الحزم والجدية تحت هذه السقف الذي يوفر مخارج ستتعزز فرص تحقيق هذا النصر وتقل فرص الذهاب إلى التصعيد الكبير الذي هو آت لامحالة . رغم أن الذهاب للجولة الكبرى في هذه اللحظة تمثل فرصة ذهبية ومثالية يصعب الجزم بتكرارها.
السيناريو الثاني: إن حدث السماح لا قدر الله بأي ضرر استراتيجي للمقاومة بعد هذه الكلفة أو تقديم تنازل جوهري بورقة الأسرى يضر بمعادلات صفقة تبييض السجون والمعتقلات سوف يشكل انتكاسة مؤذية وستعود الأمور إقليميا ودوليا إلى مربع الصفر والتصعيد في كل الساحات وبشكل انعطافات حادة وصادمة ، كما سيجعل ظهر المقاومة الفلسطينية مكشوفا لأخطر تهديدات الاستهداف لقيادتها ، كما سيترتب عليه تبعات فوضوية تذهب بالجميع إلى هاوية سحيقة وتفتح أبواب الجحيم دون أفق بشكل متسارع نحو لحظة مجنونة تهدد الجميع بفقدان التوازن على مستوى المنطقة والساحة الدولية ، وقد يأتي بظروف أصعب على محور المقاومة تفقده زمام المبادرة وصمام أمان الحسم المؤكد ، كما يهدد بخلق ظروف عزلة وتحييد أهم عناصر القوة الشعبية والجيوسياسية للمحور بما يذهب نحو دفع كلفة كبيرة وخطيرة كان بالإمكان تلافيها ، وبالمقابل الذهاب بالعدو وأذياله ورعاته للتصعيد بدوافع أكبر.
السيناريو الثالث: وقف العدوان ورفع الحصار والحفاظ على ورقة الأسرى التي تفرض صفقة شاملة يعني انهيار استراتيجي لخرافات التطرف الصهيوني وأطماعه ورهانات أذياله إقليميا وغربيا ، كما يعني فتح مسار إنصاف القضية الفلسطينية بحلول عادلة وكاملة اتجاه إجباري .. وفي نفس الوقت تصويب مسار المنطقة باتجاهات إجبارية نحو تسويات السلام الصريح والكامل وبجدول زمني منضبط دون مماطلة في كل الساحات برعاية وضمانات الصين والقوى المؤمنة بمستقبل التعددية الدولية ذات الموثوقية وبهيكل فلسطيني جديد، بحيث يكون حل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي من واقع معادلات وحقائق الواقع الجديد مدخلا لبناء النظام الدولي الجديد ، وهذا المسار يحدده مدى جدية محور وقوى المقاومة ومدى حزمه وجرأته في قيادة المبادرة والمعركة باستباقية تجعل العدو وحلفه أمام خيار الرضوخ باتجاه إجباري إن أراد السلامة ،كما يتطلب تفهم وسرعة استجابة فعالة مع الأحداث من الحلفاء في الشرق للمواقف والاستراتيجية..
السيناريو الرابع: الاحتلال الصهيوني لم يوجد ليكون دولة طبيعية ، بل وجد ليكون سلة لخرافات عنصرية تقوم على عقيدة أرض الميعاد وشعب الله المختار والحق المقدس لإقامة مملكة الرب العالمية وهذه الرواية الرسمية التي يعتمدها النظام الغربي الذي تكفل بالزراعة والرعاية ، ولذلك أي مسار للسلام المنصف والحقيقي تحت ضغوط الأمر الواقع لا يستطيع الاحتلال العيش والتعايش مع حقائقه وبالتالي لن يكون أمامه سوى الذهاب نحو الانهيار والتفكك السريع من الداخل والرحيل أو الذهاب نحو الخيارات اليأسة بإشعال جولة تصعيد انتحارية دون أفق أو استراتيجية أو خط رجعة بل يذهب به إلى الاجتثاث بكلفة أقل وأسرع..
السيناريو الخامس: تقرير مصير الشعوب العربية والمنطقة ومصير عقود من الألم والأمل والتضحيات والصراع في هذه اللحظة بحاجة إلى تقدير ثوري إبداعي خارج صندوق الروتين الوظيفي المقيد بحسابات الرتابة النفسية والذهنية أمام المشاهد المضللة للحسابات الجوهرية والحساسة ، وعلى إيران وبقية المحور إدارك أن رؤوس الجميع مطلوبة والحرب الكبيرة والفاصلة أمر حتمي من الطرف الآخر ، وأمام محور المقاومة خياران إما الآن تحت عنوان يفرض حقائق الصراع بعنوانها المقدس لنصرة الحق الفلسطيني والمقدسات الإسلامية في مواجهة
العدو الصهيوأمريكي ومن يتورط من أذياله المتربصين.. وفي لحظة مثالية حسمت المقاومة الفلسطينية فيها ثلاثة أرباع المعركة الكبيرة ، أو الترحيل بأنصاف الحلول التي تفرغ الانتصارات والإنجازات المستحقة من مفاعليها وبمخاطر الذهاب إلى مربع كلفة شعوبنا في غنى عنها ضمن جولة تصعيد وحروب تفرض عناوين مظللة قومية وطائفية ومذهبية وعرقية وسياسية تفرق الأمة.


طباعة  

مواضيع ذات صلة