21 سبتمبر.. ثورة التحرر من الوصاية.. "شواهد تاريخية سياسية"

1- ظل اليمن لعقود من الزمن تحت وصاية دول خارجية ولم ينعم بالاستقلال الحقيقي ففي الستينيات وقع تحت الوصاية المصرية وكان من أبرز تلك المحطات سجن حكومة السلال في القاهرة لمدة ستة أشهر والبعض من أعضائها سنة وشهرين حتى قال أحد وزرائه وهو النعمان (كنا نطالب بحرية القول أصبحنا نطالب بحرية البول). المصدر(مذكرات النعمان).

21  سبتمبر.. ثورة التحرر من الوصاية..  "شواهد تاريخية سياسية"


٢-بعد الوصاية المصرية أصبحت اليمن تحت الوصاية السعودية وكان الملحق العسكري في السفارة السعودية صالح الهديان هو المتحكم الأول في البلد.
٣- شكل الهديان اللجنة الخاصة والتي كانت مهمتها احتواء وتوجيه كبار رجال الدولة وكبار مشائخ القبائل لضمان بقاء سيطرة النفوذ السعودي على المفاصل الرئيسية للدولة، فكان الرئيس ورئيس مجلس النواب وغيرهم يستلمون المبالغ المالية من اللجنة.
٤- كانت الوصاية السعودية امتدادا للوصاية الأمريكية وأصبح السفير الأمريكي هو الآمر الناهي في البلد، يوجه الرئيس ويلتقي بمسؤولي الدولة وكبار المشائخ أكثر من لقاءات الرئيس بهم، حتى قال صادق الأحمر أن السفير الأمريكي هو من يدير الدولة وبالتلفون.
٥- تغلغلت واستحكمت الوصاية أكثر وأكثر عندما جاءت المبادرة الخليجية والتي شرعنت وصاية السفير الأمريكي والدول العشر بقرار من مجلس الأمن وصفقت القوى التقليدية لهذا القرار، واكتملت الوصاية بوضع البلد في البند السابع.
٦- كانت ثورة 21 من سبتمبر أكرم ثورة عند أوقخ معارضة، فلم يحصل في تاريخ اليمن المعاصر أن يسلم المنتصر كل الحقائب الوزارية في المرحلة الانتقالية للمهزوم، وأن يوقع معه اتفاق سلم وشراكة، وهو ما فعلته ثورة الـ 21 من سبتمبر معبرة بذلك عن أرقى صور كرمها ومع ذلك قوبل كرمها بالنكران والجحود.
٧- حافظت الثورة على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه وها هي الآن في مفاوضاتها مع المحتل تشترط خروجه من كامل الأراضي اليمنية، وهي قبل من أفشلت مشروع الأقاليم.
٨- مايحصل الآن في المناطق المحتلة من انعدام للاستقلال للدرجة التي صرح فيها وزير داخليتهم ووزير نقلهم عدم قدرتهم الدخول للمطار أو الميناء أو حتى قسم شرطة إلا بإذن ضابط إماراتي أو سعودي، وتصريح كبار قيادات المرتزقة دليل واضح على أن من يتحكم بحكومتهم هو آل جابر.
٩- أصبحت أبرز مظاهر نجاح ثورة الـ 21 من سبتمبر تتجلى بوضوح في الحفاظ على مؤسسات الدولة التي أرادت قوى العدوان لها الفشل والانهيار، وفي تقديم الخدمات بموارد تكاد لا تذكر وتأمين البلد والدفاع عنه، وإدارة اليمن بمساحة واسعة من العفو والصفح واحترام كرامة الإنسان.

 

 


طباعة  

مواضيع ذات صلة