السلام الغائب في اتفاقي التطبيع الإماراتي البحريني الصهيوني

الثلاثاء الماضي 15 سبتمبر الجاري، أدق وصف لما جرى في البيت الأبيض بواشنطن أنه كان يوماً بائساً

السلام الغائب في اتفاقي التطبيع الإماراتي البحريني الصهيوني

وأسوداً في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، أن يأتي صغار القوم للحديث والتوقيع المذل على قرارات مصيرية باسم الأمة تحت مسمى التطبيع والسلام الذي لا يمكن أن تحققه الإمارات والبحرين، وهما في موقف الضعيف أمام جبروت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر قوة استعمارية وكيانها الصهيوني الإستخباراتي.

حقيقة ما حدث في البيت الأبيض أمس الأول لا يحقق السلام للمنطقة طالما وحقوق الشعب الفلسطيني غائبة ولم يتم الاعتراف بها، فلا يحق للإمارات والبحرين التحدث باسم الشعب الفلسطيني وعقد صفقات سلام باسمه والمزايدة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية وكسب مواقف سياسية من ورائها.

السلام المشرف لا يمكن أن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس وفقاً للقرارات الدولية بهذا الشأن، وما دون ذلك كلام هراء ليس له أي معنى ولا يحقق شيء في الصراع العربي الإسرائيلي.

الإمارات والبحرين دولتان صغيرتان وتأثيرهما في مجرى السياسات العربية بصورة عامة والقضية الفلسطينية بشكل خاص، لا يكاد يٌذكر ولا تربطهما بفلسطين حدود مشتركة ولم يقدما أي إسهامات سياسية أو عسكرية على مدى تاريخ الصراع العربي الصهيوني.

برزت الإمارات والبحرين حالياً وبشكل نشاز في استغلال واضح لغياب دور الدول العربية القومية كمصر وسوريا والعراق في محاولة بائسة منهما للحديث باسم الأمة العربية، وهذا محال عليهما إذ لا توجد أي مؤهلات للإمارات والبحرين سياسية ولا عسكرية وسكانية للحديث عن الأمة وقضاياها المركزية والرئيسية.

وبالعودة إلى الوراء قليلاً لنستذكر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ونفتح ملف التطبيع الذي تم بين مصر والأردن وإسرائيل، ونتساءل ماذا حقق؟ وهل تم التطبيع ؟ الجواب بالنفي أكثر من ربع قرن من الزمان مضى على ذلك التطبيع ونتائجه السلبية التي جعلت النتيجة فاشلة هو الموقف القومي للشعبين المصري والأردني اللذين جابها التطبيع بالرفض الساحق.

مشكلة الدول الغربية وأمريكا وإسرائيل أنها لا تأخذ من عبر التاريخ دروس ولم تعمل حساب لمشاعر وأحاسيس أبناء الأمة العربية وتاريخها المجيد المتجسد في كيان كل فرد من أبنائها، وعليه فإنهم سيفشلون في كل ما يفكرون به لتحقيق السلام من وجهة نظرهم والبحث موطئ سكن آمن لكيانهم الصهيوني الاستخباراتي في المنطقة.

هناك حقائق تاريخية وديمغرافية تتجاهلها أمريكا وإسرائيل وبقية الدول الغربية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، لعل أبرزها أن الأمة عصيّة على الاستحواذ عليها وعلى مقدراتها وثرواتها وموقعها، قاومت الاستعمار بمختلف أشكاله ومسمياته ورفضت الذل والهوان، لها تاريخ مشرف من المجد ومقارعة الاستعمار، ترفض التحكم بقرارتها المصيرية والسياسية، وهذا سر بقائها وقوتها.

الجمهورية اليمنية ومن منطلق ثبات موقفها الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني، أدانت توقيع الإمارات والبحرين اتفاقي تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني واعتبرت وزارة الخارجية في صنعاء التطبيع خيانة عظمى لقضية العرب المركزية، وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، محكوم عليه بالفشل والأيام المقبلة ستثبت ذلك.


طباعة  

مواضيع ذات صلة