معهد جيوبراغما الفرنسي للأبحاث: خسارة مأرب بمثابة فشل مرير للسعودية وداعميها الدوليين

يجب على السعودية وحلفائها الدوليين الاعتراف بانتصارات الجيش واللجان الشعبية

معهد جيوبراغما الفرنسي للأبحاث: خسارة مأرب بمثابة فشل مرير للسعودية وداعميها الدوليين

 سنعيد الحوثي إلى جبل مران، والمهمة لم تحتاج سوى أيام قليلة..هذا ما قاله محمد بن سلمان الذي استهان باليمن وجيشه ولجانه..اعتقد أن الحرب العدوانية التي شنها على بلادنا اليمن ستركع الشعب اليمني الذي لا ينحني إلا لله ولا يركع إلا لخالقه..شعب يرفض الخنوع والخضوع ولن يقبل العيش إلا بعزة وكرامة مهما كان الثمن..صحيفة "اليمن" حصلت على معلومات خاصة من موقع معهد ”جيوبراغما“الفرنسي للأبحاث تؤكد صحة ماذكر أعلاه حيث قال إن هذه الحرب تدور بعيداً عن الجميع ، بعيداً عن وسائل الإعلام ، في صمت تام ، باستثناء عدد قليل من المنظمات غير الحكومية التي تشجب وتلوم هول المأساة الإنسانية التي يواجهها الشعب اليمني.

وأكد أنه كان من الممكن أن تتوقف هذه الحرب ، والتي كان من المفترض أن تنتهي..في الواقع تم وضع خطة سلام في العاصمة السويدية ستوكهولم سنة 2018، تحت رعاية مارتن غريفيث ، ممثل الأمم المتحدة في اليمن، لكن لم يتم احترام وقف إطلاق النار خالص، ولم يتم رفع الحصار المفروض على ميناء الحديدة ومطار صنعاء أبداً.

وبعد أن سيطر أنصار الله على صنعاء اتخذت الأمم المتحدة قرار 2216،  وتم التصويت عليه سنة 2015، واتهمهم بكونهم المعتدين، وبالتالي يصرح بفرض حصار على ميناء الحديدة ومطار صنعاء تحت ذريعة منع إيران من إمدادهم أو تزويدهم بالسلاح.. كما يطالب القرار بانسحاب أنصارالله من الأراضي التي يحكمونها.

لكن كان ذلك دون احتساب عزيمة مقاتلي الجيش واللجان الشعبية الذين استهانت بهما السعودية والتحالف الذي يدعمها على سبيل المثال الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا.

ومنذ ذلك الحين أطلق على هؤلاء المقاتلين بـ "المتمردين"، هؤلاء واصلوا تقدمهم  وهم الآن على أبواب مدينة مأرب، آخر معقل في شمال البلاد للقوات الموالية، والتي تعتبر خطاً أحمراً حقيقياً للسعوديين وقوات التحالف.

وأفاد الموقع أن موارد المحافظة من النفط والغاز تمثل 90% من المواد الهيدروكربونية المستهلكة في مختلف أنحاء اليمن..وبالنسبة لحكومة هادي اللاجئ في الرياض ولحماته السعوديين هذا التقدم غير مقبول.. لذا أن خسارة محافظة مأرب بمثابة فشل مرير بالنسبة للسعودية وداعميها الدوليين.

أما بالنسبة لمقاتلي أنصار الله الذين يستمرون في التقدم ويحققون انتصارات ويكتسبون الأرض فهم يشعرون بأنهم يتزايدون أجنحة ولا يريدون أن تفرض عليهم مفاوضات يمليها المهزومون.. بالإضافة إلى ذلك هم يقاتلون  ضد القاعدة وداعش الذين دعوا أنفسهم إلى المشاركة في المعركة من أجل يخففون ويلات هزائم السعودية وحلفائها.

وذكر أنه في سياق التوتر في الشرق الأوسط حيث أن المفاوضات النووية الإيرانية تتآكل ويدخل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مرحلة جديدة، فأن ذلك يمثل إغراء كبيراً بالنسبة لأنصارالله لإنهاء معركة مأرب والاستمرار في الحرب من خلال إعادة  التوجه بعد ذلك صوب الجنوب.

وهذا بالضبط ما يخيف السعوديين والإماراتيين وحلفائهم الأمريكيين الذين تظل السيطرة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر ضرورية بالنسبة لهم.

الموقع رأى أن من الحكمة أن تعترف السعودية وحلفاؤها الدوليون في نهاية الأمر بانتصار الجيش واللجان الشعبية، لوضع حد لهذه الحرب، نظراً لما لها من عواقب إنسانية مأساوية على الشعب اليمني، وهزائم مخزية ألحقت بالتحالف السعودي.. مضيفاً أنه يجب على الأمم المتحدة أن تغير موقفها وتصدر قراراً جديداً يتماشى مع الواقع على الأرض ، بدلاً من الاعتماد على القرار 2216 ، الذي أصبح أمنية عفا عليها الزمن.. قرار جديد يؤكد على سيادة اليمن كما نص عليه الاتحاد الأوروبي مؤخراً والذي يدعو إلى انسحاب القوات الأجنبية مثل قوات السعودية المتواجدة في محافظة المهرة، وانسحاب القوات الإماراتية من جزيرتي سقطرى وميون. لكن عليها أيضا ان تدعو الجيش واللجان أن يتوقفوا عن التوغل في الأراضي السعودية وهجماتهم الصاروخية على أهداف نفطية.. من شأنه هذا الأمر سيسمح برفع الحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء.

وأكد الموقع أن إدارة جو بايدن التي تحاول اخراج  اليمن من الفوضى  بإمكانها أن تستخدم نفوذها في الأمم المتحدة والضغط من أجل اتخاذ مثل هذا القرار. ويجب عليها إقناع الحلفاء البريطانيين والفرنسيين ، مع العلم أن روسيا والصين ستكون مؤيدة.

لقد كان في صنعاء وفد من سلطنة عمان يرافقه المفاوض اليمني محمد عبدالسلام يحاول إيجاد مخرج من الأزمة، سيما بعد فشل المباحثات مع المبعوث الأمريكي الخاص تيم لانديركينغ.

ويختم الموقع حديثه بالقول: سيكون هذا القرار مفيداً للغاية لأن السعوديين بدأوا مفاوضات مع الإيرانيين ، وتوقعوا انسحاب الأمريكيين من الشرق الأوسط ، الأمر الذي من شأنه أن يجعل من الضروري الحفاظ على علاقات جيدة بين جميع الأطراف المتنازعة.

يمكن لأي قرار جديد للأمم المتحدة أن يؤدي إلى إنهاء الصراع في اليمن الذي من شانه إذا استمر أن يزعزع استقرار المنطقة بأسرها أو بأكملها.


طباعة  

مواضيع ذات صلة