ربيع الأنوار في دعوة .. روحانية المكان والإنسان

في شهر ربيع الأنوار ، شهر مولد النبي المختار ، محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، تتميز مديرية مناخة ولا سيما عزلة دعوة " بيت ردمان قرية الجزوع " ومثلها أيضاً عزل وقرى مديرية صعفان

صحيفة اليمن - تقرير طلال الشرعبي

ربيع الأنوار في دعوة .. روحانية المكان والإنسان

في شهر ربيع الأنوار ، شهر مولد النبي المختار ، محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، تتميز مديرية مناخة ولا سيما عزلة دعوة " بيت ردمان قرية الجزوع " ومثلها أيضاً عزل وقرى مديرية صعفان

صحيفة اليمن - تقرير طلال الشرعبي

عن كثير من مديريات محافظة صنعاء والمحافظات الأخرى في جانب التعظيم والاهتمام والإحياء والاحتفاء بذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله وسلم عليه وعلى آله ، وكذا في موروثها الديني الثقافي العريق والأصيل وطرقها وطقوسها الروحانية المتمثلة في إقامة مجالس الذكر والصلاة على النبي وقراءة منظومات مولده الشريف ، وما يتخللها من دروس يلقيها سادة ومشايخ العلم الأجلاء عن سيرته العطرة وأوصافه الخَلْقِية والخُلقُية العظيمة وشمائله الزاكية، إضافة إلى سماع وإنشاد القصائد والمدائح النبوية كبردة البوصيري وغيرها من القصائد والأناشيد التي يلقيها أحباب النبي من الشعراء والمنشدين الذين يحضرون تلك المجالس ، التي تسود أجواءها النفحات والرحمات ، وتشرق فيها الكرامات ، وتغمر النفوس والأفئدة والقلوب والأرواح والأبدان مشاعر وأحاسيس الصفاء والنقاء والشوق والتفاني في حب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والزهد والترفع والارتقاء بالأرواح والأبدان عن دنيا الفناء .. المزيد من التفاصيل في سياق التقرير التالي :

بعد انتهاء مراسم الاحتفال والإحياء الكبير لذكرى المولد النبوي الشريف 1443ه‍ ، الذي شهده ميدان السبعين في العاصمة صنعاء ، بدأنا رحلتنا تجاه عزلة دعوة في مديرية مناخة تلبية لدعوة كريمة من الشيخ محمد ردمان للمشاركة في الإحياء والاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف هناك .. السيد سمير الشريف والشيخ عبدالقوي الصرمي والشاعر والأديب الكبير الحارث بن الفضل الشميري والشيخ أحمد العاقل والشيخ يحيى الشريف ومحبون آخرون كانوا رفاق الرحلة .

شعار الرحلة

" لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم"  .. كان شعار رحلتنا الذي اختاره الأديب والشاعر الكبير الحارث بن الفضل الشميري .. ترديد الشعار وقراءة الأذكار وتلاوة القرآن والصلاة والسلام على النبي وعلى آله كان زاد رحلتنا ، وعبر طريق "صنعاء - الحديدة" مررنا بمتنة ثم الحيمة وفي مسجد على جانب الطريق بمنطقة القدم توقفنا لأداء صلاة المغرب والعشاء .

نحو عزلة دعوة الواقعة على سفح سلسلة جبلية يحتضنها جبل بني اسماعيل المجاور للسحب ، انعطفنا من الخط الاسفلتي يمينا ، وبدأنا صعود طريق حلزوني متعرج معبد بالحجارة ، تحول فجأة في أعلاه إلى طريق ترابي شديد الوعورة ، ضيق النطاق على حافة المنحدرات والجبال الشاهقة .. تنفست أرواحنا الصعداء بالوصول إلى قرية الجزوع التي تتوسط قرى عزلة دعوة المحيطة بها من جميع الجهات  .. كان المئات من الأهالي بانتضارنا ، ويا لعظمة الترحيب وحسن الاستقبال والإكرام الذي حظينا به هناك !!.

ومن خلال ذلك الحضور والاجتماع الروحاني والتملك الوجداني العجيب المسيطر على نفوس وقلوب وأرواح الأهالي تجلّت لنا وبكل وضوح حقيقة عظمة  كمال محبتهم وعظمة شوقهم للحبيب المحبوب طبيب الأبدان والقلوب المبعوث رحمة للعالمين عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.

ثلاثة أيام قضيناها في ضيافة الشيخ أبو حسام الدين  ، ذلك المحب المتفاني في حبه للنبي ، كانت عامرة بمجالس الذكر لله والإحياء والاحتفاء بذكرى مولد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار .

وامتثالا لأمر الله تعالى القائل : "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون"،

تجسدت عظمة اهتمام أهل دعوة بالإحياء والاحتفاء بذكرى مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم في إقامة العديد من مجالس الذكر التي احتضنتها تلك الخيمة الروحانية المنصوبة أمام منزل الوالد محمد غالب الجزوع وفيها تعددت وتنوعت طقوس التعبير عن الفرح برسول الله وبذكرى مولده المبارك.

 

بسملة الافتتاح

 بصوت السيد العلامة الفقيه اللغوي والنحوي سمير الشريف تم افتتاح أول مجالس الذكر لله والاحتفاء برسول الله بترديد نشيد " بسم الله ، نستفتح القول نبدأ ،  الله الله .. يا مولى هيئ لنا منك رشدا" ..

فارتسمت معالم البهجة في النفوس المولعة بحب النبي والهائمة بعشقه وارتفعت أصوات ترديد المحبين لذكر الله والصلاة على خير البرية وآل بيته الأطهار والابتهال تعظيما وإجلالا لمولده الشريف.

 قصيدة الموسم

قصائد ديوان الحبيب المصطفى التي ألقاها الشاعر والعلامة الصوفي الحارث بن الفضل الشميري والمعبرة في أفكارها ومعانيها وأساليبها وألفاظها وتراكيبها وصورها الشعرية عن أسمى مراتب تفاني الروح والوجدان في حب الحبيب المصطفى كان لها حضورها الكبير والفاعل والمؤثر في نفوس وقلوب الحاضرين في مجالس الذكر المتكررة التي شهدتها خيمة قرية الجزوع على مدى ثلاثة أيام ، ليلها ونهارها صبحها ومساؤها ، غير أن قصيدة الموسم التي حملت عنوان " ربيع الحبيب المصطفى"  كان لها حضورها وتأثيرها الأكبر وضياؤها الأكثر صفاءً وبهاءً ونوراً وإشراقاً محمدياً في القلوب والنفوس والأرواح وكان من جملة أبياتها التي يخاطب فيها الحارث الصوفي حبيبنا المحبوب بقوله :

أشرقتَ عرضاً في البلادِ وطُولا .. شعري جَعلتُ على هواكَ دليلاَ

هذا رَبيعُ هواكَ يُزهُرُ في دَمِي .. نُوراً يَضُمُ خَديجةً وبَتُولاَ

ما كلُّ هذا الحُبّ قلبي قد غَدا .. بِكَ لا سِواكَ مُتيماً مَشغُولاَ

يا كُلّ حُبّ غير حُبّ محمدٍ .. ارحلْ بلا أسفٍ عليكَ هَزيلاَ

لا حُبّ إلا حُبّ مَنْ في حُبّه .. عِزٌ لِمَنْ في الحُبّ عاشَ ذليلاَ

حُبّ الذي جَمعَ الإلهُ لِعشْقِهِ .. مُهَجاً وتاقَ لما يقولُ عُقُولاَ

وعليه أُنْزِلَ مُحْكَمُ الذّكرِ الذّي .. لا يَعرفُ الباغي إليه سبيلاَ

عظمة الحدث والمناسبة

وعن عظمة الحدث المتمثل بمولد خير خلق الله أجمعين خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين، وأهمية الابتهاج والاحتفاء بذلك الحدث وذلك اليوم وتلك المناسبة المباركة وتشريفها وتعظيمها ، تجسد علم وفقه العلامة السيد سمير الشريف في دروس البيان والتوضيح لعظمة وأهمية المناسبة والاحتفاء بها ومظاهر التعبير عن محبة النبي وواجب التأسي والاقتداء به واتباع ما جاء به من الهدى ودين الحق والحث على حضور مجالس الذكر والخير والحرص على الاستفادة مما فيها من خيرات وبركات ، كما كان للفقيه محمد العزي الجرادي دوره في إلقاء الدروس التي تحدث فيه عن فضائل ليلة المولد النبوي الشريف ، ومشروعية الاحتفال بهذه المناسبة المباركة.

منظومات المولد

قراءة منظومات المولد النبوي المتضمنة لأوصاف وشمائل ورحمات وكرامات أكرم الخلق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. هي أبرز مظاهر طقوس وعادات الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف في دعوة  ولها أثرها وتأثيرها الكبير في الوجدان الروحي والديني لأبنائها ، ومن خلال الترنم والترديد لأبياتها المتبوعة بالصلاة والسلام على الرسول في حضرته الشريفة والروحانية المباركة ، تتجدد ولادة حقائق الصدق في القلوب محققة كمال المحبة وحسن الاتباع له وقوة الصلة والارتباط به صلى الله وسلم عليه وعلى آله والتأسي والاقتداء به.

كان لمنظومة الحبيب أبو بكر العدني بن علي المشهور بما تتضمنه من مفردات الحب والشوق للحضرة المحمدية حضورها في مجالس الاحتفاء بذكرى المولد النبوي في دعوة ومنها قوله :

سعدتْ نفساً أحبّتْ أحمدا .. وتفانتْ في اتباعِ المهتدى

غايةُ الحبّ تنادي أهلها .. لينالوا من نداها المددا

إنّ حبّ المصطفى مكسبنا .. وكذا الآل نجوم الاهتداء

هكذا الإسلام يدعو أهله .. ليصيغوا الحب عقداً مفردا

ربّ حقق حبنا بالمصطفى .. واهدنا للصالحات أبدا

 

 منظومة مولد الضياء اللامع للحبيب عمر بن حفيظ كان لها حضورها أيضاً ومنها :

الحمد لله الذي هدانا .. بعبده المختار من دعانا

والله ما ذكر الحبيب لدى المحب .. إلا وأضحى والهاً نشوانا

أين المحبون الذين عليهم .. بذل النفوس مع النفائس هانا

لا يسمعون بذكر طه المصطفى .. إلا به انتعشوا وأذهب رانا

 يا ربنا صل وسلم دائما .. على حبيبك من إليك دعانا 

 

وكذلك منظومة مولد "ذخيرة الأذكياء" للعلامة المرحوم إبراهيم بن عقيل كان لها حضورها الكريم في حضرة مولد الرسول الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم ومن أبياته قوله :

بأسرار بسم الله نستمنح الفضلا .. وإخلاص توفيق به نبلغ الوصلا

لك الحمدُ حمداً طيباً ومباركاً .. كثيراً دواماً لا يُعَدّ ولا يبلى

وأشهدُ أن اللّه لا ربّ غيره .. شهادة صدقٍ تُصلحُ الفعلَ والقولا

وأنّ رسولَ اللّه أُرسِلَ رحمةً ..  لمن تشمل الأكوان كي يبلغوا السؤلا

رؤوف رحيم شافع ومشفع .. لدى اللّه في الأخرى وفي هذه الأولى

عليه صلاةُ اللّه منذ وجوده .. مدى أبدِ الآباد حسب رضى المولى

مع الآل والأصحاب والأمة التي .. لهم أخرجت فرعاً وكانوا لها أصلا

 

طلال هزبر, [٢٦.١٠.٢١ ١٦:٠٨]

جزى الله عنّا المصطفى أفضل الجزا .. جزاء يؤدي الفرض والندبَ والنفلا

وعند القيام يجد المحبون بغيتهم الروحانية وتشرق في نفوسهم أنوار وأحاسيس حضرة طبيب الأبدان والقلوب الحبيب المحبوب محمد صلى الله عليه وسلم وتعلوا أصوات الترحيب والصلاة والسلام عليه   " يانبي سلام عليك ،يارسول سلام عليك، يا حبيب سلام عليك ، صلوات الله عليك".

أناشيد ومدائح

يتخلل مجالس الذكر وقراءة منظومات المولد النبوي في دعوة أيضاً إنشاد الأناشيد والمدائح النبوية التي تتضمن ذكر أوصاف الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومناقبه وصفاته وتؤدى بألحان متميزة وبديعة، على وقع  "الطار " .. وهنا كان لأحباب الرسول الكريم من منشدي دعوة ومنهم المنشد ناصر علي قعشة من قرية الجزوع والمنشد الأستاذ فؤاد الحاج من قرية عر الجرادي وبراعم الإنشاد القادمون من صنعاء حسام الدين  ردمان ومحمد عبدالقوي الصرمي ومحمد سمير الشريف وكذا المنشدون الوافدون من صعفان دورهم الكبير في الإحياء والاحتفاء والفرح والابتهاج بذكرى المولد النبوي الشريف من خلال ترديد التحاميد والتهاليل وإنشاد أناشيد الصلاة والسلام على النبي والقصائد والمدائح النبوية المختلفة.

وبشكل متميز آسر للقلوب كان لقراءة وترديد وإنشاد بردة المصطفى للأديب والقطب الصوفي محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري وقعها الخاص الذي شنف الآذان وأطرب النفوس والأرواح ، سماعاً صادحاً بأوصاف وسيرة وشمائل أكرم وأعظم الخلق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن تلك الشمائل والأوصاف المحمدية:

 مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ

مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ

مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَه

مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ

مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلٍ اللهِ قاطِبَةً

مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِمِ

مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ

مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ

مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ

مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُوراً مِنَ القِدَمِ

مُحَمَّدٌ حاكِمٌ بالعَدْلِ ذُو شَرَفٍ

مُحَمَّدٌ مَعْدِنُ الإنْعامِ وَالحِكَمِ

مُحَمَّدٌ سَيِّدٌ طابَتْ مناقِبُهُ

مُحَمَّدٌ صاغَهُ الرَّحْمنُ بِالنِّعَمِ

مُحَمَّدٌ طابَتِ الدُّنيا ببِعْثَتِهِ

مُحَمَّدٌ جاءَ بالآياتِ والْحِكَمِ

مُحَمَّدٌ يَوْمَ بَعْثِ النَّاسِ شَافِعُنَا

مُحَمَّدٌ نُورُهُ الهادِي مِنَ الظُّلَمِ

 

روحانية خاصة

للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في دعوة " بيت ردمان ، قرية الجزوع " عاداته ونكهته وروحانيته الخاصة ، ومظاهر التعبير عن مشاعر الفرح والسرور والابتهاج المتميزة ، التي تجعل من ذكرى يوم مولد النبي الكريم شبيها بيوم العيد ،  بل عيد الأعياد كلها ، ومن تلك المظاهر الاحتفائية والفرائحية على سبيل المثال تزيين المنازل بالأقمشة والأضواء الخضراء وكذا ما يقوم به فاعل الخير ومحب النبي وعاشق الصلاة والسلام عليه الشيخ أبو حسام الدين من ذبح للذبائح وإقامة ولائم الطعام الكبيرة لإطعام الحاضرين والوافدين وتوزيعه أيضاً على الفقراء والمساكين إضافة إلى ما تضج به " بيت ردمان ، قرية الجزوع"  عبر مكبرات الصوت من تهليل وتحميد وتكبير وصلاة على الحبيب صلى الله وسلم عليه وعلى آله ، وما يقوم به الحاضرون من العلماء والمشائخ ومعهم أعيان وأهالي دعوة من سعي طيب وزيارات لقبور المتوفين وأولياء الله الصالحين والدعاء لهم .. وغيرها من الطقوس والشعائر التي تجسد في مجملها عظمة الاهتمام بمناسبة المولد النبوي والشريف وعظمة الموروث الديني لأهالي دعوة وسمو أخلاقهم وتفانيهم في حب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.. وإكرامهم المنقطع النظير للمحبين والمريدين وعامة الناس المتوافدين إلى مجالس احتفائهم بذكرى المولد النبوي الشريف ..ليصدق فيهم قول القائل :

 إلى دَعوةٍ دَاعِي الإله دَعَاني .. وحُبُّ النّبي الخاتمِ العدناني

-وسَخّرَ لي ربِّي لنقلي لِرَبْعِها .. مُحِبّاً صَدُوقَاً صَادِقَاً همداني

- وذاك الفتى المفتون في حُبّ أحمدٍ  .. وراجي رضا مولاه عنه ابن ردمانِ

 إلى دعوةٍ داعي الكرامِ دعاني.. وفي ربعها نورُ الحبيبِ لقاني

- فطابتْ بطيبِ رجالِها وبحُبّهمْ .. لطَه دواء الرُّوحِ والأبدانِ

- رجالٌ سألتُ اللّه تفريجَ هَمّهمْ .. بجاهِ النّبِي في سائر الأحيانِ


طباعة  

مواضيع ذات صلة