رئيس مركز الزلازل بذمار.. البحر الأحمر في طريقه ليكون محيطا جديدا بالمنطقة

كشف رئيس مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين في محافظة ذمار المهندس محمد حسين مطهر الحوثي، الأسباب العلمية عن تسجيل عدد من الهزات الأرضية في خليج عدن، وبقية المحافظات اليمنية، بالاضافة إلى الهزات التي حدثت في شرق وغرب الجزيرة العربية بصورة متصاعدة منذ مطلع العام الجاري 2025م..

رئيس مركز الزلازل بذمار..  البحر الأحمر في طريقه ليكون محيطا جديدا بالمنطقة

كشف رئيس مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين في محافظة ذمار المهندس محمد حسين مطهر الحوثي، الأسباب العلمية عن تسجيل عدد من الهزات الأرضية في خليج عدن، وبقية المحافظات اليمنية، بالاضافة إلى الهزات التي حدثت في شرق وغرب الجزيرة العربية بصورة متصاعدة منذ مطلع العام الجاري 2025م..

lخاص - اليمن- محمد العلوي

وقال الحوثي، إن " الزلازل التي حدثت وتحدث في الأخدود الأفريقي وأثيوبيا، أسهمت في تنشيط الأحزمة الزلزالية المجاورة له في كلا من البحر الأحمر الممتد جنوبا وشمالا، حيث شهدت مصر مؤخرا نشاطا زلزاليا، بالإضافة إلى خليج عدن وصدوع كارلسبيرغ وأوين الذي يقسم خليج عدن إلى جزئين شرقي وغربي".

وأضاف أن خليج عدن شهد حدوث هزات أرضية كان آخرها زلزال بقوة 5.3 درجة على ريختر، كما شهدت المنطقة الحدودية بين السعودية وقطر حدوث هزات أرضية.

وأكد أن الزلازل لا تحدث بطريقة عشوائية، لكنها تحدث في أماكن معروفة تسمى بـ الأحزمة الزلزالية، التي تقع عادة على الحدود الفاصلة للصفائح التكتونية المعروفة، مبينا أن الصفيحة العربية تتأثر بثلاثة أنواع من الحدود التكتونية، هي "التباعدية، التقاربية،  التماسية" التي تمثل شبة الجزيرة العربية الجزء الأكبر من هذه الصفيحة التي جاء تسميتها بالصفيحةالعربية.

وذكر المهندس الحوثي أن حدود الصفيحة العربية من اتجاه الغرب نطاق اتساع قاع البحر الأحمر بمعدل إنفتاح حوالي 3 سم في السنة، ومن الجنوب نطاق اتساع قاع منتصف خليج عدن فى كلتا المنطقتين تزداد مساحة هذه الأجزاء من الصفيحة العربية، كما تشكل جبال زاجروس ومكران في إيران وجبال طوروس في جنوب تركيا الحدود الشرقية والشمالية للصفيحة العربية، وهى حدود تقاربية يمثلها نطاق تصادم مع الصفيحة الأوراسية، ويحد الصفيحة العربية من الشمال الغربي حد تماس يساري يسمى فالق البحر الميت ويمتد من الطرف الشمالي للبحر الأحمر حتى جبال طوروس في جنوب تركيا مارا بالبحر الميت، ويحدها من الجنوب الشرقي تماس يميني يمتد من الطرف الشرقي لخليج عدن حتى الطرف الشرقي لجبال مكران في باكستان، ويطلق علية فالق أوينز.

وأوضح أن الصفيحة العربية تتحرك ناحية الشمال الشرقي بين حدي التماس المذكورين، فيؤدى ذلك إلى اتساع مساحة البحر الأحمر وخليج عدن من جانب، ومزيد من الاصطدام عند جبال مكران وزاجروس وطوروس من الجانب الآخر، وهذا يفسر أسباب حدوث الزلازل عند حدود الصفيحة العربية وعند سلاسل جبال زاجوروس وجبال طوروس وخليج عدن والبحر الأحمر وعند فالق البحر الميت وفالق أوينز.

وأفاد أن هذه القوى المؤثرة تنتقل إلى داخل الصفيحة العربية، وتتجمع إلى أن تصل لحد يزيد عن تحمل الصخور الموجودة، فتتسبب في حدوث زلازل، أو قد تعمل على إعادة تنشيط للفوالق الموجودة داخل نطاق الصفيحة العربية.

وتابع قائلا "كما تحدث العديد من الهزات الأرضية بالقرب من الحدود الفاصلة بين الصفيحة العربية والمناطق المحيطة بالصفائح التكتونية، حيث يحدث نشاط زلزالي كبير على طول نظام الصدع التحولي في البحر الميت، كما يحدث العديد من الهزات الأرضية أيضا على طول الحافة الشمالية الشرقية للصفيحة العربية نتيجة لاصطدامها مع الصفيحة الإيرانية في منطقة الاندساس بمحاذاة حزام جبال زاجروس، مع وجود نشاط زلزالي على طول محور البحر الأحمر وخليج عدن".

وأشار إلى تغطية صخور القاعدة التابعة لعصر ماقبل الكمبري معظم الصدوع العديدة التابعة لعصر ما قبل الكمبري داخل الدرع العربي، وهي صدوع غير نشطة، من الممكن أن يعود النشاط المحلي من وقت إلى لآخر اعتمادا على مدى الإجهاد المؤثر على المنطقة التي لا تزال بعض المناطق البركانية في الجزء الأوسط والغربي من الدرع العربي التابعة لحقب الحياة الحديثة نشطة بشكل متكرر، ويصاحب هذا النشاط البركاني نشاط زلزالي منخفض القدر الزلزالي، كما يوجد قواطع عديدة داخل الدرع العربي في  اليمن موازية للبحر الأحمر، وكذلك الصدوع الساحلية المتحولة قد يعزى نشاط بعض هذه الصدوع إلى الضغوط التكتونية الإقليمية.

وأضاف بقدر الاهتمام الذي تلقاه مخاطر الزلازل في الصفيحة العربية فإن المنطقة الأكثر نشاطا تقع على طول الصدع التحويلي للبحر الميت، حيث يبلغ معدل الحركة الجانبية إلى اليسار المنتسب لسيناء من 4 إلى 5 مم سنويا، ويقع بمنطقة خليج العقبة بصورة أساسية عدد من الصدوع التحويلية اليسارية النشطة شبه المتوازية (Sub-parallel)  مع الأحواض العميقة المتباعدة ( Pull-apart )  ذات الأعماق الكبيرة في خليج العقبة، لتشكل منطقة زلازل مدمرة تحدث بشكل منتظم لكتلتين صخريتين غير متشوهتين نسبيا.

ولفت رئيس المركز  إلى أن الازاحة المضربية عبر هذا النطاق تعبر في الواقع عن مجموع الإزاحات التي تحدث في عدد من الصدوع الصغيرة الموازية للصدع الرئيسي، أو بمعنى آخر تعبر عن التراكيب الثانوية التضاغطية والشدية الناجمة عن إعادة توزيع الاجهادات الناشئة عن حركة الصدع الرئيسي.

وبين أن تراكيب الحدود الفاصلة الهدامة أثبتت الدراسات السيزمية بأن خنادق المحيطات الحديثة تأخذ شكل الحرف الانجليزي ( V ) ويكون الجانب شديد الانحدار فيها باتجاه ميل نطاق الانضواء، على الرغم أن قيعان هذه الخنادق عادة ما تكون ممتلئة بما يقرب من 2 كم من الرواسب التي تبدو غير مشوهة في القاع وشديدة التشوه من أعلى، حيث تظهر أنماط متعددة من الطيات والصدوع الدثرية، والصدوع الدفعية"، يعزى التشوه الشديد في الرواسب السطحية الموجودة في الخنادق إلى عملية الانضواء في حد ذاتها.

وجدد تأكيده بأن البحر الأحمر يعد حالة خاصة بين بحار العالم، كما انه أكثرها إثارة للجدل بين العلماء، لأن أقصى عرض له عند المنتصف تقريبا لا يزيد على 35 كم، كما يبلغ عمقه 538 مترا، كما تصل أعمق نقطة فيه إلى 2600 متر، ومع ذلك لا تزيد مساحته على 457 كم، ولهذا يطلق عليه علماء الجيولوجيا في العالم اسم "المحيط الصغير".

وبين أن المحيطات لا تعرف علميا باتساعها، ولكن بقدر ما يحدث من اتساع أو فوالق تدريجية في باطنها تماما كما يحدث في المحيط الأطلنطي الذي كان سببا في انفصال الأمريكتين عن إفريقيا في أزمنة سحيقة، لافتا إلى أن كنوز باطن البحر الأحمر بما يضمه من كميات هائلة من المعادن والثروات الطبيعية الناتجة عن التحولات التي تحدث في باطنه التي تنفذ للطبقات السحيقة من الكرة الأرضية لافظا أنواع الحمم البركانية المتفجرة في هذه الطبقات السحيقة التي تكون هذه المعادن، الذي لابد من الفطنة إلى أهمية استثمار هذه الثروات للدول المطلة على البحر الأحمر واليمن إحداها.

وفيما يخص تأثيرات تباعد فلقتي البحر الأحمر على المنطقة، استعرض رئيس المركز رصد الزلازل، توقعات العلماء عن ما سيحدث من تأثيرات بالمنطقة على المدى القريب هو الأهم الذي يجدر دراسته والاحتياط له، حيث أن تحرك القشرة الأرضية وإزاحتها في باطن البحر الأحمر وتنامي الفالق يوما بعد يوم سوف ينقل المنطقة إلى داخل نشاط الحزام الزلزالي والتغيير من طبيعتها، بما يستلزم اتباع سياسات تنموية مدروسة بالمنطقة، خاصة فيما يتعلق بطرق البناء واستخدام أساسات للتربة مختلفة عن المستخدمة حاليا.

وتطرق إلى التأثيرات على المدى الطويل تتمثل في انفصال قارة إفريقيا عن آسيا والتباعد بينهما بشكل كبير، كما أن التأثير الأقوى الذي يمكن أن يغير تماما من النمط المكاني والجغرافي سيكون على خليج العقبة الذي يعد امتدادا طبيعيا للخصائص الجيولوجية للبحر الأحمر.

وأكد على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند إقامة مشاريع التنمية بالدول المطلة على ساحل البحر الأحمر، حيث تعتبر ضمن مناطق النشاط الزلزالي منذ القدم، ولذلك لابد من العمل على وجود "كود خاص" ووضع اشتراطات محددة للبناء أو لإقامة وتنفيذ مشروعات التنمية حتى لا تتفاجئ بهدر الاستثمارات.

وأشار إلى أن للأرض نشاطا متحركا ديناميكيا يتمثل في حركة ألواح الغلاف الصخري لها فتتحرك تلك الألواح بفعل الطاقة المندفعة من باطن الأرض نتيجة الثورات البركانية، ولذلك فهي في حالة ابتعادها عن بعض تكون قيعان البحار والمحيطات، أما في حالة اقترابها ببعضها واصطدامها فهنا تتكون سلاسل الجبال، لاسيما ونحن أمام ظاهرة اتساع مستمر في قاع البحر الأحمر من ناحية الجنوب عند باب المندب بنسب أكبر بكثير عما يحدث في شماله بخليج العقبة، وتفسير ذلك علميا هو تحرك شبه الجزيرة العربية التي تمثل سواحلها الجانب الشرقي من البحر الأحمر في اتجاه الشمال الشرقي، أي ناحية الخليج العربي الذي يضيق هو أيضا بدوره بمقدار سنتيمتر كل عام، وهذا ما يفسر الهزات الشديدة التي تحدث في هذه المنطقة ويشعر بها في مصر.

وأرجع بداية نشوء البحر الأحمر وفق الدراسات والأبحاث العلمية إلى ما قبل 42 مليون سنة، حيث بدأ البحر الأحمر عبارة عن  شرخ صغير قبل تلك المدة، كما أن شبه الجزيرة العربية كانت جزء من القارة الإفريقية وكانت أراضيها متصلة بأراضي مصر وإثيوبيا والسودان، إلى أن حدث شرخ كبير “فالق” في القشرة الأرضية أخذ يتسع ببطء لتندفع فيه المياه من خليج عدن حتى تكون البحر الأحمر.

وأورد رئيس المركز معلومات وفق الأبحاث العلمية بأن الصدع اخذ في الاتساع بمعدل 2 إلى 3 سم كل عام، مما يعني أن الجزيرة العربية تبتعد أكثر فأكثر عن شرق إفريقيا وأن البحر الأحمر في طريقه ليصبح محيطا جديداً، مما يعني أن جميع الدول المطلة على الساحل سوف تتأثر ولكن من الصعب توقع موعد محدد لهذا الحدث.

واعتبر تشكيل البحر الأحمر عن طريق عزل شبه الجزيرة العربية عن أفريقيا بسبب حركة الصدع الموجود في البحر الأحمر، بدأ الانقسام في العصر الإيوسين وتسارع خلال العصر الإوليجوسيني، ولا يزال البحر يأخذ بالإتساع ويعتقد أن البحر  الأحمر سيصبح محيطا يوما ما كما هو مقترح في نموذج جون توزو ويلسون.

وذكر أن أغلاق باب المندب في بعض الأحيان خلال فترة العصر الثلاثي قد تبخرت مياه البحر الأحمر مكونة حوض فارغ جاف وحار لطبقة ملحية، الآثار التي قد تسبب هذه سباق بين اتساع البحر الأحمر وانفجار بركان جزيرة بريم ليملئ باب المندب بالحمم البركانية، ليزداد

يزداد عدد الجزر البركانية وسط البحر، معظمها خامل، ولكن في 2007 ثار بركان جزيرة جبل الطير بعنف، وفي 2012م حدث نشاط بركاني في جزر الزبير.


طباعة  

مواضيع ذات صلة