شركاء الإرهاب الصهيوني وسر الدعم الأمريكي المطلق للكيان

منذ اللحظة الأولى لإعلان قيام الكيان الصهيوني، تبنّت واشنطن هذا المشروع الاستعماري كما يتبنى الأثرياء حيوانًا مدللًا يحتاج إلى رعاية خاصة على الرغم من ادعاءات "الكيان"الترويجية بأنه قوة إقليمية لا تُقهر، إلا أن الواقع يكشف أنه مجرد قاعدة عسكرية غربية متنكرة في هيئة دولة شاذة، لا يستطيع البقاء دون شريان الدعم الأمريكي الذي أصبح التزامًا استراتيجيًا راسخًا، امتزج بالعقائد "الانجيليصهونية" ويترجم بـ مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية والاقتصادية، وغطاء سياسي غير محدود في المحافل الدولية..

شركاء الإرهاب الصهيوني وسر الدعم الأمريكي المطلق للكيان

منذ اللحظة الأولى لإعلان قيام الكيان الصهيوني، تبنّت واشنطن هذا المشروع الاستعماري كما يتبنى الأثرياء حيوانًا مدللًا يحتاج إلى رعاية خاصة على الرغم من ادعاءات "الكيان"الترويجية بأنه قوة إقليمية لا تُقهر، إلا أن الواقع يكشف أنه مجرد قاعدة عسكرية غربية متنكرة في هيئة دولة شاذة، لا يستطيع البقاء دون شريان الدعم الأمريكي الذي أصبح التزامًا استراتيجيًا راسخًا، امتزج بالعقائد "الانجيليصهونية" ويترجم بـ مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية والاقتصادية، وغطاء سياسي غير محدود في المحافل الدولية..

 

بشير القاز

 

عندما ورثت الولايات المتحدة النفوذ البريطاني في الشرق الأوسط، لم تجد إسرائيل أي حرج في تغيير ولائها سريعًا، فالاحتلال الذي نشأ تحت مظلة بريطانيا الاستعمارية ببساطة، أدرك بأن من يدفع أكثر، يتحكم أكثر، وواشنطن كانت مستعدة لفتح خزائنها بسخاء، طالما أن "الحيوان المدلل" يؤدي مهامه القذرة دون شكوى فانتقلت بسلاسة إلى الرعاية الأميركية، لتصبح الذراع الضاربة للسياسات الغربية في المنطقة باعتبار الشرق الأوسط ، بثرواته النفطية وموقعه الجغرافي الحساس، الذي ظل ساحة صراع بين القوتين العظميين خلال الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة والشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي لهذا أدرك الغرب أن وجود كيان وظيفي قادر على تنفيذ أجنداته هو أمر ضروري لضمان السيطرة على المنطقة ومنع أي تمدد للقوى المنافسة هكذا تحولت إسرائيل إلى قاعدة متقدمة للنفوذ الغربي، وخاضت حروبًا عدوانية متتالية ضد الدول العربية المجاورة لكيانها المحتل بدءاً من(1948 وحتى 2025) لتقويض أي محاولة عربية لاستعادة سيادتها على أرضها وثرواتها .

أمريكا و"إسرائيل".. حب أبدي لا تهزه جرائم الحرب

منذ نصف قرن، تتعامل واشنطن مع الشرق الأوسط وكأنه مجرد محطة وقود ضخمة الكثير من النفط، الكثير من المصالح، والقليل جدًا من الالتزام لكن حين يأتي الحديث عن "إسرائيل"، تنقلب المعادلة رأسًا على عقب...لا حسابات، لا خطوط حمراء، فقط دعم مفتوح على مصراعيه فالمسألة هنا ليست مجرد تحالف سياسي، بل عشق أعمى، حيث يحصل الكيان المحتل على شيكات سخية، أسلحة بلا شروط، وغطاء دبلوماسي يبيّض جرائمه كما لو كانت أعمال خيرية لكن الحقيقة تقول بأن الأمر أعمق من السياسة وأغرب من الخيال فالإنجيليون الصهاينة في أمريكا – وهم ربع السكان تقريبًا – لا يرون في "إسرائيل" مجرد دولة، محتلة بل "مشروعًا إلهيًا" وشرطًا أساسياً لعودة المسيح المزعوم.

وهؤلاء ليسوا مجرد متدينين عاديين، بل جيش من أصحاب النفوذ، يملكون مئات القنوات التلفزيونية، مليارات الدولارات، وجحافل من السياسيين الموالين داخل الكونغرس والبيت الأبيض، مما يجعل دعم "الكيان الصهيوني" بالنسبة لهم واجبًا عقائديا مقدس قبل أن يكون قرارًا سياسيًا.

 

أمريكا في حضن "إسرائيل" الأبدي

من المفارقات الساخرة أن الدستور الأمريكي يتحدث بفخر عن الفصل بين الدين والدولة، لكن الواقع يصرخ بعكس ذلك تمامًا فالولايات المتحدة، التي تدّعي العلمانية، تبني جزءًا من سياستها الخارجية على "نبوءات" دينية مزيفة، وكأنها تسير وفق سيناريو مقدّس كتبه الآباء البروتستانت الأوائل الذي ربع الأمريكيين ينتمون لهذا التيار، الذي يعتقد بأن "إسرائيل" ليست مجرد كيان سياسي، بل قطعة أساسية في "بازل النهاية الانجيلية لتكون النتيجة دعم غير مشروط، مباركة رسمية لكل مستوطنة تُقام فوق جثث الفلسطينيين، وتغطية سياسية لأي مجزرة تُرتكب باسم "الخطة العقائدية"لكن الأكثر إثارة هو الجانب الدرامي في هذه العلاقة، عندما تشابكت السياسة مع الدين في مشهد هوليوودي مثير  من خلال اعتقاد الكثير من الإنجيليين الأمريكيين، بأن "الكيان الصهيوني" ليس مجرد دولة، فاشية بل "إشارة المرور الإلهية " التي تسرّع في قدوم مايسمى بالمسيح المنتظر وهكذا، يتحول الدعم الأمريكي إلى ما يشبه التذكرة الذهبية، ليس فقط لحماية "إسرائيل"، بل لضمان مكانة متقدمة في صفوف "المنتظرين" وبما أن النبوءة الدخانية تقتضي أن تسيطر "إسرائيل" بالكامل على فلسطين، فلا بأس ببعض الاحتلال، القليل من التطهير العرقي، وحتى بحور من الدماء، فكل ذلك مجرد تفاصيل ثانوية في الخطة الكبرى أما عن سر استمرار هذا الولاء الأبدي، فالقصة لا تنتهي عند العقيدة وحدها، فهناك أيضًا المدير التنفيذي لهذا المشروع اللوبي الإسرائيلي الذي لا يلعب دور وسيط زواج، بل مدير أعمال محترف، يضمن أن تظل "هذه الدولة الاجرامية المحتلة " في الصدارة، مهما تغيّرت الإدارات الأمريكية فالباحثان جون ميرشايمر وستيفن والت وصفاه في كتابهما "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية" بأنه تحالف فضفاض، لكنه فعال للغاية، يعرف كيف يوجّه واشنطن في الاتجاه المطلوب، ويمارس ضغطًا لا يرحم على كل من يفكر في انتقاد "إسرائيل" حتى يستمر الدعم الأمريكي الأعمى الذي لا تهزه مجازر، ولا تحركه حتى جرائم الإبادة الجماعية فالعلاقة بين واشنطن و"إسرائيل" لم تعد مجرد تحالف سياسي، بل قدر شيطاني ازلي لا فكاك منه، كُتب بحبر المصالح وسُوّق على أنه وحي إلهي.

 

علاقة لا تهزها انتخابات ولا تغيّرها إدارات

وبينما يقف المواطن الأمريكي في طوابير الضرائب، ويفكر في كيفية دفع أقساط تعليمه أو تأمينه الصحي، يجد أن أمواله تُعاد تدويرها في شكل قنابل ذكية تُسقط على رؤوس الفلسطينيين كل ذلك باسم "أمن إسرائيل"، الذي يبدو أنه أكثر قداسة عند واشنطن من أمن مواطنيها أنفسهم لكن، لا داعي للقلق فالصفقة ليست مجرد كرم أمريكي خالص، بل استثمار طويل الأمد، حيث يبقى "الكيان" الذراع التنفيذية لمشاريع الهيمنة في الشرق الأوسط، وحامل لواء المصالح الأمريكية، في مقابل تدفق دائم للأسلحة والدعم السياسي غير المشروط.. إنها علاقة لا تهزها انتخابات، ولا تغيّرها إدارات، وهو ما يوحي بأن "الكيان المحتل" ليس مجرد دولة حليفة، لواشنطن بل ولاية غير رسمية في الاتحاد الأمريكي، بامتيازات تفوق حتى بعض الولايات الفيدرالية ما يجعلها المستفيد الأول عالميًا من أموال الأميركيين، الذين يُطلب منهم التضحية بمستقبلهم لضمان استمرار "العدو الصهيوني" في ارتكاب المجازر في المحصلة، يبدو أن الشعار الترمبي "أميركا أولًا" مجرد نكتة سمجة، فالحقيقة تقول: "إسرائيل أولًا... والبقية يدفعون الثمن".

 

ماكينة القتل الصهيونية.. تعمل بأموال أمريكية 100%

واشنطن لم تعد تكتفي بلعب دور الممول السخي، بل باتت المساهم الأكبر في ماكينة القتل الصهيونية، تخوض معاركه بالوكالة، وتدفع الفواتير عن جرائمه دون تردد، بينما يعيش المواطن الأميركي تحت وطأة أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة لكن، وكما هو واضح، عندما يطلب "الحيوان المدلل" المزيد، فلا مجال للمساومة، فالخزائن الأميركية تُفتح على مصراعيها، حتى لو كان الثمن جيب دافع الضرائب الذي يُستنزف لتمويل حرب لا ناقة له فيها ولا جمل بينما في الداخل، تُلقي واشنطن خطبًا عن التقشف وضبط الإنفاق، لكن حين يكون المستفيد هو الكيان الصهيوني، يصبح المال متدفقًا كالشلال في كل حرب تشنها "إسرائيل" على الاشقاء في الاراضي الفلسطينية المحتلة، الذي يكون الدعم الأمريكي فيها حاضرًا بلا تردد، ما يؤكد بأن واشنطن ليست مجرد حليف، بل شريك أساسي في كل الجرائم الصهيونية فمنذ اللحظة الأولى للتصعيد، تفتح الخزائن الأمريكية، وتتحرك الأساطيل، وتُفرغ مستودعات الأسلحة لصالح العدو الصهيوني بينما تُستخدم الدبلوماسية الأمريكية كدرع يحمي الاحتلال من أي مساءلة دولية ولنا في العدوان الإسرائيلي على غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 وحتى نهاية 2024 خير مثال حيث ضخت الإدارة الأميركية 22.76 مليار دولار لدعم آلة الحرب الإسرائيلية، وفقًا لتقرير "كلفة الحرب" الصادر عن معهد واتسون بجامعة براون وكأن هذا لم يكن كافيًا،... قررت واشنطن إضافة 8 مليارات دولار أخرى في يناير 2025، لترتفع الفاتورة إلى 30 مليار دولار—وكأن دعم الاحتلال تحول إلى "اشتراك شهري" ثابت في حرب إبادة لا تنتهي أما عن المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل عبر العقود، فالأرقام تفضح الحقيقة فمنذ الحرب العالمية الثانية، تلقى الكيان الصهيونى ما مجموعه 251.2 مليار دولار، في حين لاننسى ان نشير إلى عقد الحب الأبدي الذي جددته واشنطن مع "حيوانها المدلل" في 14 سبتمبر 2016 ووقّعت معه مذكرة تفاهم أمنية مدتها عشر سنوات (2019-2028)، تتضمن 38 مليار دولار من المساعدات العسكرية نعم، 38 مليار دولار أي ما يعادل جيشًا صغيرًا من الطائرات والصواريخ والدبابات، تضاف إلى الترسانة الإسرائيلية المكدسة أصلًا منها 33 مليار دولار على شكل منح (لأن القروض ليست من أخلاق الحلفاء المخلصين)، و5 مليارات أخرى تذهب لتعزيز منظومات الدفاع، وكأن الاحتلال بحاجة إلى مزيد من الحماية، في مواجهة المدنيين العزل في غزة والضفة.

 

الغرب.. جسر جوي للموت في سماء غزة

لم تغادر طائرات الدعم العسكري الغربية سماء المنطقة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وكأنها تحوّلت إلى سربٍ دائمٍ من طيور الموت، مهمتها الوحيدة تزويد الاحتلال الصهيوني بكل ما يحتاجه لمواصلة المجازر فقد أقامت واشنطن وعواصم أوروبا جسرًا جويًا دائمًا، لا لنقل المساعدات الإنسانية، بل لشحن الذخائر والصواريخ على مدار الساعة، عبر أكثر من 6 آلاف رحلة جوية، في عملية توصيل سريع للموت لا تعرف التأخير 70 % من هذه الرحلات حطّت في قواعد عسكرية بقبرص، واليونان، وإيطاليا، التي تحوّلت إلى فنادق خمس نجوم لطائرات تخدم آلة القتل الإسرائيلية، بينما اختارت الرحلات الأخرى الهبوط مباشرة في إسرائيل، فلا وقت لإهدار الوقود في توقفات غير ضرورية، فالدمار لا يمكنه الانتظار أما المواقف الغربية لوقف المجازر؟.

لم تُرصد بعد فالطائرات التي ملأت سماء غزة لم تكن مجرد دعمٍ تقني، بل مشاركة فعلية في عملية إبادة جماعية، حيث لم تكتفِ الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، ودول أخرى بإرسال الأسلحة، بل وفّرت للاحتلال معلومات استخباراتية، واستطلاعًا جويًا، وإمدادات وقود، في تحالف دموي يكشف زيف الخطاب الغربي عن "حقوق الإنسان" فالمعادلة واضحة: عندما يكون القاتل إسرائيليًا والضحية فلسطينيًا، تتحوّل "المبادئ" الغربية إلى مجرد لافتات جوفاء، ترفرف فوق غزة، تمامًا كطائراتهم الحربية، لكنها لا تحمل سوى الموت.

 

أمريكا وبريطانيا.. شركاء في الإرهاب الصهيوني

واشنطن، كالعادة، لم تتأخر عن أداء دورها المعتاد كالممول الرسمي والراعي الأول للإرهاب الإسرائيلي، فخلال العدوان الصهيوني الأخير على غزة، لم تكتفِ بتزويد الاحتلال بالقنابل، بل وفّرت له خدمة التوصيل الجوي الفاخر فـ طائرات التجسس الأميركية الضخمة حلّقت 167 مرة فوق القطاع، وكأنها تدير معركة بحجم حرب عالمية، وليس حملة إبادة ضد شعب محاصر في بقعة لا تتجاوز 365 كيلومتراً مربعاً أما طائراتها المسيرة، فظهرت في 73 طلعة على الأقل، تراقب المشهد وتضمن أن الاحتلال لا يفوّت أي فرصة للقتل والتدمير أما طائرات الإنذار المبكر، فقد كانت بمثابة غرفة العمليات الطائرة، تُنسّق وتُوجّه وكأنها تتحكم في لعبة فيديو دموية، بينما كانت رحلات التزود بالوقود عماد الحرب الجوية، حيث نفّذت واشنطن وحدها 950 رحلة، لتتبعها بريطانيا بـ560 رحلة، لأن القصف المتواصل يتطلب طاقة لا تنضب، والدمار يحتاج إلى إمدادات لا تتوقف ولم تكتفِ لندن بلعب دور محطة الوقود، بل كانت العين التي لا تنام، حيث نفّذت 47% من رحلات الاستطلاع بطائراتها "شادو آر1"، التي قدّمت للاحتلال كل ما يحتاجه لرصد وتحليل وتحويل أي هدف إلى أنقاض أما طائراتها المقاتلة "تايفون"، فقد حلّقت 135 مرة، ليس لإنقاذ المدنيين أو وقف المجازر، بل لاستعراض القوة وسحق أي مظهر للحياة في القطاع باختصار، بينما يتحدث الغرب عن "حقوق الإنسان"، تتسابق واشنطن ولندن في سباق "أكثر من يخدم آلة القتل الإسرائيلية"، وكأن غزة حقل تجارب لطائراتهم ومعداتهم الحربية التي لم تجد ساحة أنسب لاستعراض قوتها من قصف البيوت والمستشفيات والمدارس.

 

واشنطن.. المورد الحصري للموت في غزة

مع اشتعال معركة "طوفان الأقصى"، لم تتأخر واشنطن الحنون في التعبير عن دعمها لحيوانها المدلل، فهرعت لإرسال سلة هدايا قاتلة إلى جيش  العدو الصهيوني وكأنها تقول: "هل تحتاجون إلى المزيد من الأدوات للتعبير عن حبكم للدمار؟

فيما يلي قائمة مختارة من أبرز"الهدايا" التي قدمتها واشنطن للعدو الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على القطاع:

  1. 57 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم.

لأن القصف العشوائي يحتاج دائماً إلى جرعة إضافية من الحديد والنار لدعم قوات المشاة، مع إمكانية إطلاقها من مسافات بعيدة كأنها رسالة حب من أمريكا.

  1. آلاف الذخائر الخارقة للتحصينات. (BLU-109)صممت لاختراق الخرسانة قبل أن تنفجر، لتضمن أن البنايات لا تُبقى حُصناً منيعاً أمام "الإبداع الأمريكي".
  2. 200 طائرة بدون طيار انتحارية (Switchblade)لمراقبة الاجواء وتنفيذ "الانتحارات" التي تترك بصمة دموية على أرض المعركة.
  3. 14,000 طلقة ذخيرة دبابات (120 ملم M830A1) بقيمة تفوق 106 مليون دولار.
  4. 5000 قنبلة غير موجهة من طراز Mk82.

تستخدم لتقديم دعم ناري شامل، ولتكون خياراً سريعاً لقصف الأبنية المدنية، لأن الدقة ليست دائماً ما يحتاجه الميدان.

  1. أكثر من 5400 قنبلة "المطرقة" (Mk84).

التي تُعرف برؤوسها الحربية المتفجرة، والتي ربما تكون السبب في الفظائع التي شهدتها بعض المناطق، لتذكرنا بأن التاريخ العسكري لا يخلو من لمسة "فنية".

  1. 1000 قنبلة ذكية "الآمنة" (GBU-39).

والتي تُدمر الهدف من الداخل دون إحداث فوضى بالجوار، لأنها حتى في التدمير، يجب أن يكون هناك نظام وترتيب.

  1. 3000 قنبلة JDAM "الذكية".

والتي تحول القنابل "الغبية" إلى أسلحة موجهة بدقة، حيث تبدأ رحلة الذكاء منذ عام 1997 لتصل إلى ساحات المعارك اليوم.

  1. 2000 صاروخ هيلفاير بالليزر و36,000 طلقة من عيار 30 ملم .لتضمن أن حتى السماء لا تبقى بعيدة عن رسالة الدمار الموجهة خصيصاً لطائرات الأباتشي.
  2. 3000 صاروخ M141 يُطلق من الكتف.

والذي يخترق الخرسانة حتى 20 سم، لأن "الدقة" في التدمير لا تأتي بسهولة.

  1. شحنات ضخمة من قذائف الهاون عيار 120 ملم كخيار إضافي لحرب الابادة .
  2. بطاريتا "قبة حديدية" مع 312 صاروخ اعتراض من طراز تامير لتضمن "الحماية" من أي هجوم مفاجئ.
  3. 75 مركبة تكتيكية خفيفة مدرعة.

لتقديم الدعم المتنقل، وكأنها تُذكر الجميع بأن "الأسلحة على العجلات" أصبحت من أهم معايير الحماية.

  1. 5000 جهاز رؤية ليلية (PVS-14).

لتضيء الليالي الحالكة وتعزز قدرة القوات على "رؤية المدنيين" بكل وضوح.

  1. 20,000 بندقية M4A1 (نسخة AR-15).

وصلت إلى المستوطنين لإسناد الجيش الصهيوني في مهام الإبادة وما خفي أعظم.

 وبهذه الهدية المتكاملة من الأسلحة والذخائر، تتأكد الولايات المتحدة من أن "الإبداع العسكري" الصهيوني لن يتوقف أبداً، وأن "رسالة الحب" الأمريكية في دعم الدمار ستظل صادقة كما عهدناها كيف....  لا ؟  وحصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة حتى الآن أكثر من 143 ألف شهيدا وجريحا معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 10 آلاف مفقود دفنوا تحت الأنقاض، بينما تحصد المجاعة أرواح العشرات يومياً لكن، لا تقلقوا، فالمساعدات الإنسانية "الأمريكية قيد الدراسة"، والمؤتمرات "ما زالت منعقدة"، أما الطائرات العسكرية، فمتفرغة تماماً لإنجاز المهمة بلا أي تعطيل.

 

متى ستتخلى واشنطن عن "حيوانها المدلل"؟

إذا كان لا يزال البعض يراهن على أن واشنطن قد تتخلى عن "كيان العدو الصهيوني" قريبًا، فمن الأفضل أن يبدأ بحزم أمتعته والتخطيط لحياة جديدة على سطح المريخ، لأن هذا الرهان لا يختلف كثيرًا عن توقع أن يتوقف التمساح عن الافتراس أو أن تتخلى شركات النفط عن الوقود الأحفوري حبًا في البيئة فـ واشنطن لا تُدار بالمبادئ، بل بالأرباح، و"إسرائيل" ليست مجرد حليف، بل أفضل استثمار استراتيجي في الشرق الأوسط، حيث تقوم بالدور القذر نيابة عن أمريكا، فتقمع، وتغتال، وتشعل الحروب، بينما تتكفل واشنطن بإرسال الشيكات المفتوحة والصواريخ الذكية، ويواصل ساسة البيت الأبيض التنافس في مسابقة "أفضل تابع لتل أبيب"، وكأن دعم الاحتلال أصبح طقسًا انتخابيًا مقدسًا لا يجرؤ أحد على انتهاكه.

 

 السؤال الحقيقي ..؟

فواشنطن الإرهاب العابر للقارت لن تتخلى عن "حيوانها الصهيوني المدلل" لأن الحيوان المدلل لا يُعاقب، بل يُدلل أكثر، فمتى يكف العرب عن انتظار الفرج من البيت الأبيض، وهو ذاته مصنع الأزمات التي يعانون منها؟! بل متى سيتخلى العرب عن دور المتفرج؟ متى يدركون أن مواجهة الغطرسة الأمريكية ليست مجرد خيار، بل مسألة بقاء؟ متى ينتقل الغضب العربي من مرحلة التغريدات الساخطة إلى الفعل الحقيقي..؟


طباعة  

مواضيع ذات صلة