المقاومة الإسلامية تستهدف قواعد العدوّ العسكرية بمختلف أنواعها

يواصل مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان تصديهم للعدوان الإسرائيلي ويكبدون جيش العدو خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المُواجهة عند الحافّة الأماميّة وصولًا إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المُحتلّة..

المقاومة الإسلامية تستهدف قواعد العدوّ العسكرية بمختلف أنواعها

يواصل مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان تصديهم للعدوان الإسرائيلي ويكبدون جيش العدو خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المُواجهة عند الحافّة الأماميّة وصولًا إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المُحتلّة..

غالية حمود الحمادي

وتأتي عمليّة حيفا الصاروخية النوعيّة في سياق الوعد الذي أعلنته المُقاومة بتزخيم ورفع وتيرة سلسلة عمليّات خيبر النوعيّة، كما تأتي في سياق دحض مزاعم وادعاءات قادة العدوّ عن تدمير القوّة الصاروخيّة للمُقاومة، فإن المُقاومة ومن خلال هذه العمليّة تؤكد أنها ما تزال تمتلك القدرة على استهداف قواعد العدوّ العسكريّة بمختلف أنواعها بوقت واحدٍ ومُتزامن وبصلياتٍ كبيرةٍ من الصواريخ النوعيّة التي أمطرت مدينة حيفا المُحتلة وحققت أهدافها بدقّة، وقد حققت عمليّة حيفا النوعيّة أهدافها ووصلت صواريخ المُقاومة إلى القواعد العسكريّة الخمسة التي أُعلن عنها وأدخلت العمليّة أكثر من 300,000 مستوطن إلى الملاجئ.

وتؤكد المقاومة الإسلامية أن العمليّات الدفاعيّة المُركّزة والنوعيّة التي نفذتها خلال المرحلة الأولى من العملية البرية لجيش العدوّ الإسرائيلي هي التي أجبرت قوّاته على الانسحاب إلى ما وراء الحدود في بعض الأماكن، وسلبتْهم القدرة على التثبيت في معظم البلدات الحدوديّة، فقد بلغ مُجمل العمليّات التي نفذتها المقاومة ضد قوات العدو الإسرائيلي منذ بدء العمليّة البريّة وحتّى اليوم أكثر من 350 عمليّة على الأراضي اللبنانيّة، وأكثر من 600 عمليّة نارية على مناطق مسؤولية الفرق العسكرية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة، تلقّى خلالها جيش العدوّ الإسرائيلي خسائر فادحة ومنها ما لحق بالكتيبة 51 لواء غولاني عند أطراف مثلث عيناثا – مارون الراس – عيترون، فيما بلغت حصيلة الخسائر التي تكبّدها جيش العدوّ الإسرائيلي منذ إعلانه عن بدء المرحلة الثانيّة أكثر من 18 قتيلا و32 جريحًا (إصابات بعضهم حرجة)، بالإضافة إلى تدمير 5 دبابات ميركافا وجرافة عسكريّة لتصبح الحصيلة التراكميّة لخسائر العدوّ الإسرائيلي منذ بداية الشهر الماضي الى اليوم مقتل أكثر من 110 وجرح أكثر من 1,050 من ضباط وجنود جيش العدوّ وتدمير 48 دبابة ميركافا، و9 جرّافات عسكريّة، وآليّتي هامر، ومُدرّعتين، وناقلتي جند وإسقاط 6 مُسيّرات من طراز "هرمز 450"، ومُسيّرَتين من طراز "هرمز 900"، ومُحلّقة "كوادكوبتر"، مع الإشارة إلى أنّ هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدوّ الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة والمُستوطنات والمُدن المُحتلّة.

وعلى سياق متصل قال رئيس المجلس المحلي لمستوطنة المطلة دافيد أزولاي: "إنّه صباح صعب، المطلة تُدمر على يد حزب الله، وسقطت 6 قذائف ملحقةً أضرارًا بالعديد من المباني، وأضاف أنّه جرى معاينة أضرار لصاروخ ثقيل أطلق من لبنان وسقط عند مدخل منزل من دون تفعيل صفارات الإنذار"، مشددًا على أن صواريخ وقذائف ومسيّرات حزب الله تُلحق أضرارًا جسيمة في المستوطنات، فيما قال رئيس بلدية "كريات شمونة" السابق بروسفير أزران إنّ حزب الله أطلق صواريخه ومسيّراته على الشمال من نهاريا وحيفا وصولًا إلى وسط "إسرائيل" وأن الركض إلى الملاجئ تحوّل رياضة مفضلة وتمرينًا حيويًا تطلبه قيادة الجبهة الداخلية من الطفل والعجوز على حدٍ سواء.

هذا وأفاد الإعلام الإسرائيلي أن حزب الله أطلق أكثر من 100 صاروخ استـهدف بشكلٍ مُكثف المطلة والمستوطنات الشمالية ما تسبب بأضرارٍ جسيمة في المستوطنات والمدن الشمالية وعن دوي صفارات الإنذار في عرب العرامشة ومستوطنات "حرفيش" و"الكوش" و"إدميت"، وفي "كريات شمونة" و"مرغليوت" ومناطق واسعة في الشمال، وفي مدينة صفد المحتلة ومناطق عدة في الجليل الغربي، وفي "المطلة" في إصبع الجليل، كما وصلت صواريخ المقاومة إلى "نتانيا" وشمالي "تل أبيب"؛ الأمر الذي أدخل مئات آلاف الإسرائيليين إلى الملاجئ.

وقد ذكرت وسائل إعلام العدوّ أن حزب الله أطلق يوم الاحد 400 صاروخ نحو مختلف أنحاء إسرائيل، فيما لفتت قناة "كان" الصهيونية إلى أن نيران حزب الله غير اعتيادية على الإطلاق، وأضافت: كمية إطلاق الصواريخ هي 3 أضعاف، وانتشار الصواريخ كان على طول الشمال وفي عمق إسرائيل، وذكرت "القناة 12" الصهيونية أن صواريخ حزب الله سقطت في الكثير من المناطق، ومنظومات الدفاع الجوي ببساطة لم تعد تعمل كالمعتاد"، فيما لفتت قناة "كان" إلى أن "روتين الاستنزاف الذي يقوم به حزب الله هو في ذروته ويمكن أن يستمر لوقت طويل، وأفاد إعلام العدوّ بأن صفارات الإنذار دوّت 504 مرات في إسرائيل، وفي غضون ذلك أكدت وسائل إعلام العدوّ سقوط صاروخ في "إلعاد" في "المنطقة الوسطى"، مشيرة إلى ورود تقارير عن سقوط قذيفة صاروخية في مستوطنة "شفايم" قرب "هرتسيليا"، حيث أصيب مبنى بصورة مباشرة، بينما سقطت 5 قذائف صاروخية في مستوطنتي "هشارون" و"غوش دان".

بينما حملت كلمة الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله دلالات مهمة ركزت على محورين رئيسيين هما الميدان والمفاوضات، بالإضافة إلى رسائل مرتبطة بإدارة المشهد السياسي في لبنان بعد الحرب، ففي الجانب الميداني قدم شرحا مفصلا لنمط عمل المقاومة، مشيرا إلى اعتمادها أسلوب الدفاع المتحرك عوضا عن الدفاعات الثابتة التقليدية، كما بيّن قاسم أن المقاومة نجحت خلال شهرين في إحباط محاولات العدو الإسرائيلي لتحقيق أي تقدم ميداني، مستشهدا باستمرار إطلاق الصواريخ والتصدي لمحاولات التوغل في مناطق مثل الخيام، وشمع، وأطراف بنت جبيل وأن العدو الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أهدافه الاستراتيجية في القضاء على البنية العسكرية لحزب الله التي ما زالت فاعلة ومستمرة في المواجهة، وأكد الشيخ نعيم حرص المقاومة على الوصول إلى اتفاق ينهي العدوان ويحفظ سيادة لبنان، بشرط عدم المساس بالتضحيات اللبنانية أو إخضاعها لشروط إسرائيلية، وأن القوة العسكرية على الأرض تُعتبر ورقة أساسية لتحسين شروط التفاوض لصالح المقاومة.


طباعة  

مواضيع ذات صلة