في ظل تواطؤ الضامنين وعجزهم الفاضح عن وضع حد للإرهاب الصهيوني.. كيان الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف النار
منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يواصل كيان الاحتلال الصهيوني انتهاك وقف إطلاق النار وارتكاب جرائم وحشية ومجازر دموية مروعة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عبر قصفٍ متكرر واستهدافٍ مباشر للخيام والمنازل والمدارس وغيرها من الأماكن،

ولكنه لا يكتفي بخرق الاتفاق ميدانيًا، بل يتفنن من حين إلى آخر في اختلاق أحداثٍ مزيفة لتبرير جرائمه أمام العالم، وصناعة ذرائع أمنية تمنحه غطاءً سياسيًا لمواصلة الإبادة عبر خروقات تُسوّق إعلاميًا كـ”دفاع عن النفس”.. في المقابل، ورغم الاستفزازات والانتهاكات الصهيونية لاتفاق وقف إطلاق النار، تواصل المقاومة الفلسطينية التزامها ببنود الهدنة وتتعامل مع الخروقات بوعي سياسي، عبر التواصل مع الوسطاء، لتكشف حقيقة الاحتلال الإرهابية وسياسته العدوانية الفاشية وتعمده وإصراره على مواصلة حرب الإبادة في قطاع غزة.. في التقرير التالي سنتناول تطورات الأوضاع في قطاع غزة والخروقات الصهيونية لاتفاق وقف النار خلال اليومين الماضيين.. فإلى التفاصيل:
تقرير - موسى محمد حسن
جرائم يومية وخروقات متكررة يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، منتهكا اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه في العاشر من أكتوبر الماضي بوساطة ورعاية وضمانة كل من مصر وقطر وتركيا وأمريكا، حيث يواصل الاحتلال بشكل يومي شنّ غارات جوية وقصف مدفعي مكثّف على مناطق متفرقة من قطاع غزة، بالتزامن مع تنفيذ عمليات نسفٍ وهدمٍ تطال المنازل في عدد من مناطق القطاع.
قصف جوي ومدفعي
وفي سياق الخروقات الصهيونية المتكررة، واصلت قوات الاحتلال، أمس الثلاثاء، انتهاك وقف إطلاق النار وقصفت جوًّا وبرًّا الأطراف الشرقية لقطاع غزة مع استمرارها في عمليات نسف ما تبقى من منازل.
وأفاد مراسلو قنوات إخبارية أن طائرات الاحتلال شنت غارات في وقت مبكر صباح أمس الثلاثاء، شرقي خان يونس.
وأوضح المراسلون أن طائرات الاحتلال سبق أن شنت بعد منتصف الليل غارات عنيفة شرقي مدينة خان يونس، في حين قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية لحيي الشجاعية والتفاح شرقي مدينة غزة.
وسُمِعَ دوي انفجارات كبيرة ناجمة عن عمليات نسف للمباني شرقي خانيونس وغزة.
ويوم أمس الأول -الاثنين- أعلن مجمع ناصر الطبي استشهاد 3 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال شمال مدينة رفح، وإصابة فلسطيني رابع بنيران مسيرة صهيونية في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس، فيما أصيب فلسطينيان شرقي مدينة غزة.
وأكدت مصادر محلية أن الاحتلال استهدف مواطنين خلال محاولتهم تفقد منازلهم.
استهداف حفل زفاف في حي الشجاعية
كما أصيب يوم أمس الأول -الاثنين- ثلاثة أطفال برصاص جيش الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بعد استهداف طائرةٍ مسيّرة لحفل زفاف داخل مدرسة.
وأكد مراسلو قنوات إخبارية إصابة 3 طفلات برصاص قوات الاحتلال قرب مفترق الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وأوضح المراسلون ان المصابين وصلوا إلى المستشفى المعمداني في مدينة غزة، بعد استهداف طائرة مُسَيَّرة صهيونية حفل زفاف داخل مدرسة الزهراء في حي الشجاعية شرقي المدينة.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة حرب الإبادة والتجويع الصهيونية على القطاع إلى 68 ألفا و865 شهيدا فلسطينيا، إضافة إلى 170 ألفا و670 مصابا، منذ 7 أكتوبر 2023.
وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وكيان الاحتلال حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
اعتقال 5 عملاء في عملية نوعية لأمن المقاومة بخانيونس
وفي سياق العمليات الأمنية النوعية والدقيقة التي تنفذها قوات أمن المقاومة في قطاع غزة ضد عملاء الاحتلال، نفذت قوة رادع التابعة لأمن المقاومة الفلسطينية فجر أمس الأول -الاثنين- عملية أمنية دقيقة في منطقة جنوب خان يونس بقطاع غزة، أسفرت عن اعتقال خمسة أفراد من ميليشيا المدعو حسام الأسطل، إثر رصد ومتابعة استخباراتية شملت أنشطتهم المشبوهة.
وأفاد مصدر أمني في قطاع غزة، بأن العملية أسفرت أيضًا عن مصادرة أسلحة ومبالغ مالية كانت تُستخدم في تمويل أعمال تخريبية تُستهدف فيها أمن المقاومة واستقرار الجبهة الداخلية.
واضاف المصدر أن الملاحقة الأمنية ستستمر بحزم شديد ضد كل من يثبت ولاؤه للعدو أو تعاونه مع شبكاته المعادية.
وبين أنه تم إحالة المعتقلين إلى الجهات المختصة لتتخذ الإجراءات القانونية والعسكرية المعمول بها في مثل هذه الحالات.
وأكد المصدر التزام قوة رادع بأعلى معايير الدقة والاحترافية في جميع عملياتها، من أجل الحفاظ على الأمن العام واستقرار الأوضاع في القطاع.
يُذكر أن قوة رادع تم تشكيلها في أواخر يونيو الماضي من قبل أمن المقاومة، بهدف مكافحة الفوضى، وملاحقة اللصوص وقطاع الطرق، إضافة إلى التصدي للعملاء والمجرمين المتورطين في الجرائم الأخلاقية والأمنية.
ومنذ تأسيسها، شهدت القوة تصعيدًا في إجراءاتها شمل تنفيذ إعدامات ميدانية وعمليات نوعية ضد المتعاونين مع الاحتلال الصهيوني.
القسام تعلن العثور على جثة أحد جنود الاحتلال وترتيبات لتسليمه
وفي سياق تبادل الأسرى، أعلنت كتائب القسام، أنها عثرت أمس الثلاثاء على جثة أحد جنود الاحتلال القتلى شرق حي الشجاعية خلال عمليات البحث والحفر المتواصلة داخل الخط الأصفر، مؤكدة أنه جاري ترتيب إجراءات تسليمها للاحتلال.
وقالت الكتائب في تصريح لها: إن دخول المعدات الهندسية ومرافقة طواقم من كتائب القسام للصليب الأحمر في عمليات البحث عن الجثامين داخل الخط الأصفر ساهم بشكلٍ كبير في سرعة انتشال الجثث وأدى إلى العثور على العديد منها.
ويأتي هذا التطور بعد يومين من تسليم الكتائب جثامين 3 ضباط وجنود صهاينة.ويسيطر جيش الاحتلال حاليا على ما يعرف بـ”الخط الأصفر”، الذي يمتد على نحو نصف مساحة قطاع غزة، من شماله حتى أطراف رفح جنوبا.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي، سلّمت حماس 20 أسيرا صهيونيا حيا ورفات آخرين، في حين تؤكد الحركة أن استخراج بقية الجثث “يستغرق وقتا بسبب الدمار الواسع الذي خلّفته حرب الإبادة الصهيونية”.
الاحتلال يفرج عن عددٍ من معتقلي غزة
في المقابل، أفرج كيان الاحتلال الصهيوني، أمس الأول -الاثنين- عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة، بعد شهور من الاعتقال في سجون الاحتلال التي تفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير الإنسانية.
وأكد مكتب إعلام الأسرى بقطاع غزة في منشور عبر تلغرام، أن الأسرى المفرج عنهم تم نقلهم عبر معبر كرم أبو سالم إلى مستشفى “شهداء الأقصى” في دير البلح، وسط القطاع، بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأشار المكتب إلى أن المفرج عنهم شملوا عددًا من الأسرى الذين عانوا من ظروف اعتقال قاسية، لافتًا إلى أن بعضهم أمضى أشهرًا طويلة داخل سجون الاحتلال.
استلام جثامين 45 شهيدا من الاحتلال
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استلام 45 جثماناً لشهداء أفرج الاحتلال الصهيوني عنهم يوم أمس الأول -الاثنين- عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 270 جثماناً.
وأكدت الوزارة في بيان لها، التعرف حتى الآن على 78 جثمانا من أصل 270، من الجثامين المفرج عنها والتي تم استلامها من الاحتلال.
وقالت الوزارة إن طواقمها الطبية تواصل التعامل مع الجثامين وفق الإجراءات الطبية والبروتوكولات المعتمدة، تمهيداً لاستكمال عمليات الفحص والتوثيق والتسليم للأهالي.
وكان كيان الاحتلال الصهيوني قد أفرج عن نحو 1700 أسير من قطاع غزة في 13 أكتوبر الماضي، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي وقعته حركة حماس مع كيان الاحتلال، برعاية ووساطة وضمانة مصر وقطر وتركيا وأمريكا.
تم تنفيذ الاتفاق في 10 أكتوبر، ويشمل عدة مراحل، وقد وصل معظم الأسرى المفرج عنهم في حالة صحية حرجة، حيث تحدثوا عن تعرضهم للتعذيب والتجويع والإهانة داخل السجون الصهيونية.
في السياق ذاته، كشف مكتب إعلام الأسرى يوم الجمعة الماضية، عن شواهد طبية وفحص ميداني ترافق تسليم كيان الاحتلال جثامين عدد من الأسرى، مشيرًا إلى أن هؤلاء الأسرى تعرضوا لإعدام ميداني بعد تعذيبهم وتقييدهم، فضلاً عن دهسهم بالآليات العسكرية.
ويستمر أكثر من 10 آلاف فلسطيني في سجون الاحتلال، بينهم أطفال ونساء، يعانون من التعذيب والإهمال الطبي الذي أدى إلى استشهاد العديد منهم.
وكانت حرب الإبادة الجماعية التي شنها كيان الاحتلال على قطاع غزة قد أسفرت عن استشهاد 68,865 فلسطينيًا وإصابة 170,670 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية للقطاع، قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمارها بنحو 70 مليار دولار.





