كيف أفشل المشروع القرآني أهداف حرب واشنطن "الناعمة"؟
من باع نفسه لـ القرآن، لا تشتريه مخططات السفارات ولا أموال الوكلاء المرتزقة
في خضمّ المواجهة التاريخية المشتعلة، لم يعد الصراع محصوراً في ميادين القتال المادية وحدها، بل امتدّ إلى جبهة الوعي والمعتقد،

حيث تخوض قوى الاستكبار العالمي ( التحالف الأمريكي- الصهيوني)، حرباً ضارية لا هوادة فيها على الهوية والقيم، مستبدلةً قذائفها بـ"الحرب الناعمة" التي تستهدف تفكيك البنية المجتمعية للأمة وتشكّل هذه الاستراتيجية الجديدة اعترافاً ضمنياً بالعجز والفشل الذريع في تحقيق الأهداف الاستعمارية عبر القوة العسكرية الغاشمة، لا سيما في الساحات التي أبدت مقاومة عقائدية صلبة..
يحيى الربيعي
أثبتت السنوات الأخيرة أن محاولات الكيان الإسرائيلي وسيده الأمريكي لفرض الهيمنة بالقوة قد وصلت إلى طريق مسدود، خصوصاً أمام الحركات والقوى التحررية المتمسكة بـ القضية المركزية (فلسطين).
هذا الإحباط العسكري والميداني دفع بهما إلى تفعيل أدوات "التغريب والتذويب"، باستخدام شبكات السفارات والمنظمات المشبوهة والوكلاء المرتزقة كـ"جسر عبور" لتمرير مفاهيم ومصطلحات مسمومة – كـ"الجندر" وأنماط الحياة الغربية – بهدف تدمير الحصانة الأخلاقية وإفراغ المجتمعات من محتواها المقاوم تمهيداً لـ "احتلال صامت" وهذا التكتيك لا يقل خطورة عن العدوان المباشر؛ بل قد يكون أخطر لأنه يعمل في خفاء خادع يستغل نقاط الضعف المجتمعية والفراغات التشريعية.
وهنا، يبرز المشهد اليمني كـنقطة ارتكاز ونموذج تحدٍ لا يمكن تجاوزه. على النقيض من المجتمعات التي انزلاقت نحو أجندات التغريب، مثَّل المشروع اليمني القائم على "الهوية الإيمانية" و"المشروع القرآني" حصناً منيعاً لم تنجح مخططات الغرباء في اختراقه. لقد كان التحوّل السياسي والتعبوي، الذي تم بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، هو الصدمة المضادة التي أنقذت المجتمع من مسار الانحراف المخطط له تحت إشراف "سفارات غربية" ومحاولات غرس "النماذج المغايِرة" لقيمه الأصلية.
من هنا، كان لابد من تحليل وتفكيك استراتيجية "الحرب الناعمة" الصهيو-أمريكية الأخيرة، والكشف عن أبعادها التدميرية، وفي الوقت ذاته، إثبات وتأكيد كيف شكل الوعي القرآني المقاوم في اليمن الحاجز الذي أجهض هذه المخططات، مانعاً إياها من تحقيق نتائجها التي عجزت عن بلوغها بالقوة الغاشمة.
الهوية الإيمانية هي ميدان المعركة
اللافت في التحرك الأخير ، هو التركيز على دور وكالة التنمية المتقدمة (USAID)، التي تمثل، بحسب التحليل الأكاديمي، الذراع الاستخباراتي الذي يتخفى خلف ستار إنساني واهٍ. لقد تجاوز الأمر مجرد الشبهات ليتحول إلى معركة مفتوحة، حيث كشفت التطورات عن استهداف مباشر لأخطر معاقل الحصانة المجتمعية: مدارس الفتيات.
من زاوية تحليلية معمقة، يرى الأكاديميون أن هذا الاستهداف يقع ضمن استراتيجية شاملة تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية لتصفية الخصوم عبر "زيادة الدين الثقافي"، كما يصفه أكاديميون في جامعة بصنعاء. وأن هذه التوجهات "تحاول النيل من ثقافتنا ومن ديننا الإسلامي ومن هويتنا الإيمانية".
مشيرين ، إلى أن الأمريكان يركزون على المرأة؛ لأنها "قاعدة الإسلام والحاضنة الرئيسية للأسرة، وأساس لأي بناء حضاري". وبالتالي، فإن استهداف الفتاة في سن مبكرة (تحت الـ 16 عاماً) إنما هو استهداف لـ "تحطيم أساس المجتمع" برمته، لكون المرأة هي "جدار يمكن تسلقه والنيل من صمود المجتمع اليمني" بعد فشلهم العسكري المكلف.
المنح المسمومة وغسيل الأدمغة
إلى جانب الكشف عن آليات الحرب الناعمة التي يشنها الكيان الإسرائيلي وراعيته الولايات المتحدة الأمريكية لاستهداف نسيج المجتمع اليمني، تضاف اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية التي تم ضبطها في اليمن لتقدم دليلاً دامغاً على تكتيكات العدو الأمريكي في اختراق الجبهة الثقافية وتدمير الهوية. هذا الكشف يرسخ قناعتنا القائمة على التشكيك في كل تصرفات الصهيو-أمريكية العدائية، ويؤكد أن ما يجري ليس سوى تنفيذ لمخطط استخباراتي شامل.
يُظهر الاطلاع على هذه الاعترافات (حسب ما نشر منها في موقع المركز الوطني للمعلومات) أن الهجوم الثقافي ليس مجرد مبادرات عشوائية، بل شبكة متكاملة من الاستقطاب والتجنيد، تستخدم الغطاء الأكاديمي والإنساني للتغلغل في أهم القطاعات: الشباب والتعليم والإعلام ورجال الدين.
أوضح الجاسوس بسام المردحي أن الملحقية الثقافية في السفارة الأمريكية لم تكن يوماً مجرد واجهة أكاديمية، بل هي "غرفة عمليات" للاستقطاب والتجنيد. مشيراُ في اعترافاته أن السفارة قدمت منحاً في مجالات حساسة كالمجالين الأمني والعسكري، بالإضافة إلى منح تبادل ثقافي وعلمي تستهدف خريجي الجامعات وصحفيين وفنانين. لكن الهدف الحقيقي لم يكن تعلم تلك المجالات، وإنما كان يتم التركيز على "تغذيتهم بالأفكار والثقافة الأمريكية من تحرر وديمقراطية وأفكار غربية لا تتناسب مع ثقافة اليمنيين".
وأكد المردحي على أن الاستقطاب يتم عبر وسائل شديدة الخبث، تبدأ بإسكان الطلاب مع "أسر أمريكية قد تكون تابعة للـ CIA"، وصولاً إلى استغلالهم عبر "قصص حب، أو عبر الجنس، أو عبر المخدرات، أو عبر سد احتياجات". الهدف الواضح هو كسر الحواجز الأخلاقية و"إرجاعهم كناشطين أو كخريجين يعملون لصالح الحكومة الأمريكية"، حسب الجاسوس محمد الخراشي.
كما يشير الخراشي إلى النتائج التدميرية لهذه البرامج، حيث يعود الخريجون بـ "أفكار مختلفة عن قيمهم وعاداتهم"، وتبدأ الفتيات في التفكير بـ "خلع الحجاب"، بينما "بعض الشباب أعلنوا المثلية في أمريكا، ولم يعودوا"، ليصبحوا أدوات ترويجية للفكر المنحرف عبر وسائل التواصل.
"الزائر الدولي" لصناعة العملاء
وعلى صعيد آخر، أكد الجاسوس شايف الهمداني أن برنامج "الزائر الدولي"، الذي يظهر كتبادل ثقافي، هو في الحقيقة أداة استخباراتية لـ "بناء علاقات واستقطاب شخصيات مؤثرة" من السياسيين والأكاديميين والاقتصاديين، مشيراً إلى أن الهدف من استقطاب هذه الشخصيات هو "السيطرة عليهم" لتسهيل الحصول على المعلومات والتأثير على القرار في مختلف شؤون اليمن، وضمان "السيطرة الأمريكية على هذا القرار وعلى المؤسسات التي يعملون فيها".
ويضيف الجاسوس هاشم الوزير، موضحاُ أن العملية تتدرج من "بناء علاقة عادية" إلى إرسالهم لبرامج في أمريكا أو مؤسسات تعليمية تابعة للأمريكيين (مثل الجامعة الأمريكية في بيروت ومصر)، لضمان "تشبعهم بالثقافة الأمريكية والغربية" و"ضمان أنهم أصبحوا يدورون في نفس فلك هذه الثقافة".
أذرع استخباراتية للتدمير الناعم
وتمتد الأذرع الثقافية الأمريكية، حسب ما تظهر الاعترافات، لتشمل شركات ومنظمات تعمل بشكل مباشر لخدمة الأجندة الاستخباراتية وتفكيك البنية المجتمعية، حيث كشفت اعترافات الجاسوس عبد المعين عزان عن دور شركة "لابس" التابعة لمجموعة موبي، والتي أسست بدعم من المخابرات المركزية الأمريكية (CIA). هذه الشركة عملت على مسارين:
المسار الأول: جمع المعلومات عن "ميول المواطن اليمني وتوجهاته والتحديات التي تواجهه"، وإرسالها إلى جهات مثل وزارة الدفاع الأمريكية والمخابرات الأمريكية لاستغلالها لأغراض "عسكرية أو أمنية أو سياسية أو اقتصادية".
فيما يتمثل المسار الثاني في تنفيذ حملات إعلامية، بناءً على نتائج دراسات "اللاند سكيب" لتحديد الوسائل واللغة الأكثر تأثيراً، بهدف "تغيير القناعات" وتجنيد الصحفيين، مثل مشروع "صحافة السلام" الممول من مبادرة الشراكة الشرق أوسطية.
وتطرق عزان أيضاً إلى "دار السلام" ومشروع التغلغل الديني للتطبيع، وهي الدار التي أنشئت بدعم من المعهد الديمقراطي الأمريكي تحت شعار "حل النزاعات". كان هدفها الأساسي هو استهداف رجال الدين لتعزيز "الحوار الديني والتسامح الديني"، الذي يهدف في حقيقته إلى "إقناع رجال الدين في اليمن بقبول الطائفة اليهودية واحترامهم والتسامح معهم والتطبيع معهم".
وأكدت الاعترافات عن وجود أعمال لجهات تبشيرية كثيرة، معظمها تتبع "المؤسسات أو الكنائس البروتستانتية في أمريكا المرتبطة بالصهيونية العالمية"، التي تعمل على استقطاب وتحويل الأشخاص عبر الجامعات والمدارس ووسائل الإعلام.
هذه الاعترافات، جنباً إلى جنب مع مخططات وكالة التنمية الأمريكية الموجهة لمدارس الفتيات، تكشف عن طبيعة الحرب الذكية التي تقودها الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي لاستهداف "الإنسان" اليمني وهويته الإيمانية. إنها أعمال تخريبية تهدف إلى "نشر الثقافات الأمريكية في البلد، وسلخ الشباب عن هويتهم ومجتمعهم" وتطعيم المناهج التعليمية بكل ما يربطهم بالهويات الغربية المضللة، حسب الجاسوس جمال الشرعبي.
هذا الواقع المُر يحتم على مجتمعاتنا إدراك أن "الخسارة في تراثنا الإسلامي هي هويتنا الإيمانية التي نتحصن بها"، وأن المواجهة ليست عسكرية أو اقتصادية فحسب، بل "حرب لاهوادة فيها" تتطلب تجذير الثقافة القرآنية في النفوس لمواجهة هذا الغزو الاستخباراتي المبطن.
فضيحة سقوط "الكفيل" في المستنقع
في تأكيد إضافي للطبيعة العدائية والمباشرة للحرب التي تشنها قوى الاستكبار الأمريكي ضد الهوية الإيمانية والقيادة المقاومة في اليمن، جاءت الفضيحة الأخيرة لـ "سفارة الشيطان الأكبر" في اليمن (المتمركزة في الرياض) لتفضح حجم الأزمة والارتباك الذي تعيشه واشنطن وحلفاؤها في معركتهم الثقافية والدعائية.
لم تكتفِ واشنطن بإدارة حربها الناعمة عبر أدواتها المستأجرة، بل اضطرت للنزول بـ "حسابها الرسمي" إلى مستوى "الدعاية الرخيصة"، في إعلان مدوٍ عن فشل كل تلك الأدوات المكشوفة والمنظمات المشبوهة التي فقدت مصداقيتها أمام الشارع اليمني، وهو ما يسميه الدكتور عبد الملك عيسى، الأستاذ المشارك في علم الاجتماع السياسي، بأن "حين يتكلم الكفيل… تموت الأدوات".
هذه الخطوة المباشرة وغير المعهودة من قبل الحساب الرسمي لـ السفارة الأمريكية بنشر رسم كاريكاتيري يتهم اليمن بـ "بيع المخدرات" في حملة وسمتها بـ "أنصارالمخدرات"، تضعها بشكل صريح في خندق التشويه الأخلاقي الذي يتناقض كلياً مع ادعاءاتها بـ "الهم الإنساني".
ويشدد المحلل عيسي على أن هذا "الهجوم الأمريكي" لم يكن بريئاً؛ فقد جاء "مباشرة بعد نجاح صنعاء في تعبئة المواطنين من أجل نصرة غزة"، وهي الحملة التي أظهرت "حجم التلاحم الشعبي والديني" وأربكت المحور الأمريكي – السعودي – الإماراتي.
وأشار عيسى إلى أن الهدف من هذه الحملة هو محاولة بائسة لـ "إحداث شرخ بين القيادة والشعب" عبر استهداف "صورة اليمن النقية في الوعي الجمعي". وهذا الأسلوب ليس جديداً، فالقرآن الكريم يفضح أسلوب الباطل في تشويه أهل الحق، كما في قوله تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾.
وأكد أن الرسم الكاريكاتيري الذي يضع المسن اليمني أمام "دواء المخدرات بدل دواء القلب" ليس سوى تلاعب بصري رخيص، لكن خطأ واشنطن القاتل هو أنها مارسته من منبر رسمي، ما يجعل الرسالة صريحة بأنها "معركة أمريكية مباشرة ضد الشعب اليمني"، وذلك في الوقت الذي تؤيد فيه أمريكا جرائم الكيان الإسرائيلي في غزة وتوفر لها الغطاء السياسي والدعم العسكري.
وتؤكد هذه الفضيحة ما توصل إليه تحليلنا السابق حول فشل مخططات الحرب الناعمة التي تعتمد على المنظمات المشبوهة والملحقيات الثقافية (كـ USAID و"لابس" ومنح السفارات)، أن نزول السفارة للقتال بالدعاية الرخيصة دليل على أن أدواتها المحلية (من نشطاء مرتزقة ومواقع مأجورة) قد "ماتت" وفقدت كل تأثير أمام "الوعي القرآني" المتجذر.
بل يؤكد الدكتور عيسى أن هذه الحملة أسقطت واشنطن في فخ "الاعتراف بأن المواجهة الحقيقية هي مع أمريكا مباشرة لا مع أطراف محلية"، وهي صرخة عجز في وجه صمود يمني مستمر. مشيراً "قد زاد من غيظهم شهادة "إخوان الصدق" من كتائب عز الدين القسام (أبو عبيدة) بوصف اليمنيين بـ "إخوان الصدق"، وهي شهادة أربكت كل خصوم صنعاء".
الحصانة القرآنية.. جدار الصد اليمني
على النقيض من هذه المخططات الصهيو-أمريكية التدميرية السافرة، يبرز الموقف اليمني كـ "جدار صد" عقائدي ومنيع في وجه سياسات الهيمنة والتغريب. لقد أكد المحللون أن الشعب اليمني، بهويته الإيمانية الراسخة و"مشروعه القرآني" القيادي، يشكل التحدي الأبرز أمام التوجه الأمريكي الساعي لإعادة تشكيل المنطقة وفق مصالحه الاستعمارية.
إن هذا المشروع المقاوم لم ينجح فقط في الصمود عسكرياً أمام آلة العدوان الغاشمة، بل نجح في التغلغل العميق في وعي الأمة، مانعًا مخططاتهم المسمومة من تحقيق تأثيرها التخريبي الذي نجحت فيه في "شعوب أخرى" استسلمت لمرض التبعية. إن فشل قوى الاستكبار المتكرر في اليمن عسكرياً يدفعهم اليوم، بعجز واضح، نحو الاعتماد الكلي على هذه "الحرب الناعمة" القذرة لتحقيق أهدافهم السياسية والاستعمارية التي عجزوا عن إنجازها بالقوة الغاشمة.
وفي هذا السياق، لم يكن تحذير الأستاذ محمد طاهر أنعم، مستشار المجلس السياسي الأعلى وعضو اللجنة العليا لنصرة الأقصى، مجرد رأي عابر؛ بل هو تثبيتٌ لخطورة ما تم كبحه. فقد أشار إلى أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر مثَّلت إنقاذًا حاسمًا للمجتمع اليمني من مسار "قطع شوطًا لا بأس به" في تغريبه، حيث كانت "سفارات غربية" وعملاء لهن يفرضن أجندة دخيلة ومغرضة تحت مسميات كاذبة مثل "الجندر" و"حصص عسكرية للنساء"، وكل ذلك تم "بتهليل من السفارات والمنظمات" التي تُدار بغرض التدمير القيمي.
وهنا تكمن الاستراتيجية الفاصلة، وتحديداً عندما يدعو الأكاديميون والمفكرون إلى تجدير وإحياء الثقافة القرآنية والاعتزاز بـ "الهوية الإيمانية" في نفوس الأجيال، مؤكدين أن القرآن هو المرجع الحصري والحصن الواقي الذي "يقي ويعالج الإشكالات"، وهو الكافي والوافي لمواجهة هذه "الحرب اللاهوادة فيها" التي تسعى لتحطيم الأساس القيمي والأخلاقي للمجتمع.
في المحصلة النهائية، يُثبت هذا الارتباك والتخبط الأمريكي المتوالي أن الصورة الحقيقية التي يحاولون تشويهها هي صورة "مرسومة في قلوب الملايين" من أحرار الأمة. ولتكن الرسالة الأخيرة مدوية: من باع نفسه لـ القرآن، لا تشتريه مخططات السفارات، ولا أموال الوكلاء المرتزقة. إن كلما ازداد تشويه الباطل وتفنن في خبثه، ازداد الحق وضوحاً ونصوعاً، مصداقاً لقول الله تعالى: ﴿إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا﴾ [آل عمران: 120].





