سوريا (الجولاني) .. تنمر على الأقليات السورية وصمت أمام الاعتداءات الصهيونية

في حين يواصل كيان الاحتلال الصهيوني عربدته في سوريا، يقصف ويدمر ويحتل ويتوغل، تمارس الإدارة والحكومة السورية الجديدة

سوريا (الجولاني) .. تنمر على الأقليات السورية وصمت أمام الاعتداءات الصهيونية

الصمت المطبق والمخزي إزاء تلك الاعتداءات الهمجية السافرة والمتواصلة، لكن هذه الإدارة الصماء البكماء العمياء عن رؤية الاعتداءات الصهيونية بحق سوريا، نجدها تصب جام غضبها وتفش غلها وتستعرض عضلاتها على الاقليات السورية، وتستخدم معها كل القوة المفرطة لا لردع أو إسكات تلك الاقليات عن معارضة أو انتقاد الإدارة الانتقالية الجولانية بل لذبح ابنائها وازهاق ارواحهم ونهب مملتاكتهم وإحراق مزارعهم وهدم منازلهم، ومصادرة حقهم في الحياة. في التقرير التالي سنتناول تطورات الأحداث في سوريا والاعتداءات الصهيونية المتواصلة التي شهدتها الأيام القليلة الماضية وسعي الكيان الصهيوني لتكريس احتلاله في الجنوب السوري.. فإلى التفاصيل: اليمن : خاص في سياق الاعتداءات الصهيونية المتواصلة والمتصاعدة على سوريا، اعلن المتحدث باسم الجيش الصهيوني، يوم أمس الأول -الاثنين-، بان القوات الصهيونية تنتشر في منطقة جنوب سوريا وستبقى مستعدة لمنع دخول قوات معادية إلى المنطقة وإلى القرى الدرزية. ويوم السبت الماضي، شن الطيران الحربي الصهيوني، غارات عنيفة في وقت متزامن على العديد من المواقع في مختلف المحافظات السورية وعلى رأسها دمشق وريف حماة ودرعا واللاذقية. واعلنت وكالة الأنباء السورية عن استشهاد مدني جراء غارات طيران الاحتلال على محيط مدينة ‎حرستا بريف دمشق.كما أفادت الوكالة عن إصابة 4 أشخاص جراء غارات صهيونية على ريف حماة. من جانبه، قال جيش الإحتلال إنّ قواته هاجمت موقعًا عسكريًا ومدفعية مضادة للطائرات وبنى تحتية لصواريخ أرض-جو في سوريا بطائرات مقاتلة. مشروع تقسيم سوريا وعن تطورات العدوان على سوريا، تحديداً خلفياته الحقيقية، يرى محللون أن ما وراء الهدف المزعوم للعدو أي “حماية الدروز”، “مشروع تفتيت وتقسيم سوريا الذي يعمل عليه العدو”، إضافة إلى “اقتطاع جزء من الأراضي السورية وايجاد موطئ قدم للعدو بخلق منطقة إدارة حكم ذاتي، أو ما يسمى بالمنطقة العازلة وهذا يتم بدعم جماعات مسلحة معينة، إضافة إلى الغارات الجوية وإبعاد سيطرة النظام الحالي عن هذه المناطق”. كما لفت المحللون إلى أن الغارات الصهيونية التي شنتها طائرات الاحتلال الحربية يوم السبت الماضي، التي كانت خارج النطاق الجغرافي حيث المواجهات بين بعض الجماعات الدرزية وجماعات الإدارة السورية الحالية، تثبت أن “العدو يسعى إلى أن يفرض نفسه كطرف أساسي في رسم المشهد السوري في الفترة المقبلة”. رسالة الكيان من استهداف محيط القصر الرئاسي بدمشق وكان الاحتلال الصهيوني قد شن يوم الجمعة الماضية، غارة استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، وجدد كيان الاحتلال تحذيره السلطة الانتقالية في سوريا من “تهديد الأقلية الدرزية”، حسب تعبير العدو، وذلك رغم عودة الهدوء بعد اشتباكات دامية تسببت بأكثر من 100 قتيل خلال يومين. وعقب الغارة، قال رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الحرب يسرائيل كاتس “هذه رسالة واضحة للنظام السوري. لن نسمح بنشر قوات سورية جنوب دمشق أو بتهديد الطائفة الدرزية بأي شكل من الأشكال”، حسب زعمه. وجاء القصف المعادي بعد ساعات من تأكيد المراجع الدينية والفصائل العسكرية الدرزية أنها “جزء لا يتجزأ” من سوريا التي ترفض “الانسلاخ” عنها، داعية السلطات إلى “تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة”. تصعيد الغارات الصهيونية وكانت الغارات الصهيونية قد استهدفت يومي السبت والجمعة الماضيين، حرستا باكثر من عشر غارات كذلك درعا حيث استهدفت غارة صهيونية الكتيبة الصاروخية في بلدة موثبين بريف درعا. وقبل منتصف ليل الجمعة-السبت، طالت الغارات الصهيونية المنطقة الواقعة ما بين “برزا” وبين ضاحية “حرستا”، وهذه المنطقة من جبل قاسيون عبارة عن سلسلة جبلية كانت تنتشر عليها بعض القطع العسكرية ووحدات الدفاع الجوي. وطالت الغارات أيضًا ريف حماة، حيث شن الطيران الصهيوني غارات عنيفة على ريف حماة، وكذلك مدينة اللاذقية حيث تم قصف منطقة الشعرة، كما حلّق الطيران الصهيوني في ريف حماة على مسافات منخفضة. كما، استهدفت غارات صهيونية الفوج 175 في محيط مدينة إزرع بريف درعا. وبحسب وسائل إعلام سورية، فقد “تركّزت بعض الغارات الصهيونية على الجنوب السوري، حيث الأفواج العسكرية المستهدفة تضم العديد من الوحدات والقطع العسكرية التي يتبع بعضها قسم المدرعات وكذلك سلاح الجو وكتائب المشاة”. من جانبه، قال جيش الإحتلال الصهيوني في بيان، يوم السبت، إنّ “قواتنا هاجمت مؤخرًا موقعًا عسكريًا ومدفعية مضادة للطائرات وبنية تحتية لصواريخ أرض-جو في سوريا بطائرات مقاتلة”. وأضاف البيان “سوف يواصل الجيش الإسرائيلي العمل حسب الضرورة لحماية مواطني إسرائيل”. 74 قتيلا في اشتباكات بين قوات الإدارة السورية ومسلحين من الطائفة الدرزية ارتفعت حصيلة القتلى جرّاء التصعيد المسلح بين قوات من وزارتي الدفاع والداخلية التابعة للإدارة السورية الجديدة، إلى جانب عناصر رديفة من جهة، ومسلحين محليين من أبناء الطائفة الدرزية من جهة أخرى، في صحنايا وجرمانا ومناطق أخرى جنوب سوريا في محافظة السويداء، خلال أيام الخميس والجمعة والسبت الماضيين، إلى 74 شخصاً من الجانبين. وبحسب مصادر محلية، انتشرت وحدات من وزارة الدفاع داخل بلدة صحنايا بحثاً عن مطلوبين ومصادرة للأسلحة، بعد أن أُغلقت جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى منطقة أشرفية صحنايا، بدءاً من منطقة المعامل وحتى أوتستراد درعا ومحيط موقف الطيارة. وبعد ذلك توصل محافظو ريف دمشق والسويداء والقنيطرة، وعدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية، إلى اتفاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء السورية. وكانت مصادر محلية سورية قد أوضحت أن مجموعات مسلحة تابعة لوزارة الدفاع السورية حاولت اقتحام البلدة ليل الثلاثاء–الأربعاء الماضي، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع مقاتلي “حركة رجال الكرامة”، الذين تصدوا للهجوم مستخدمين الأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط ضحايا من الجانبين. في تلك الأثناء، أعلن الكيان الصهيوني تنفيذ ضربة جوية استهدفت ما وصفته بـ”مجموعات متطرفة” كانت تخطط لمهاجمة الدروز في المنطقة. وقال بيان مشترك لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس إن “إسرائيل لن تسمح بتهديد الطائفة الدرزية”. وكان الاحتلال الصهيوني، قد شن أيضاً يوم الأربعاء، غارات على منطقة أشرفية صحنايا، ما تسبب في موجة نزوح للأهالي. وذكرت وسائل إعلام ومصادر سورية وقوع عدد من الإصابات جراء تلك الغارات الصهيونية. تكريس الاحتلال الصهيوني هذه التطورات تُنذر بخطر انفلات أمني يزداد يوماً بعد آخر وقد ينفجر في أي لحظة، كرد فعل على حملات الاعتقال والتصفية التي تقوم بها الإدارة السورية الجديدة، وسط تصاعد شعور البعض بأحقية تنفيذ أعمال انتقام فردية، في ظل غياب الدولة كجهة ضابطة ورادعة، وفق ما تراه أوساط سورية. كما تعالت الأصوات في الداخل السوري ضد سياسات السلطات الانتقالية، وسط تحذيرات ومخاوف متصاعدة من استمرار الاستغلال الصهيوني لحالة الفوضى، بهدف تعميق الانقسامات الداخلية وتكريس الاحتلال للأراضي السورية. وفي هذا السياق، كانت هيئة البث الصهيونية قد أعلنت يوم الاربعاء الماضي، أن مسيّرات تابعة لجيش الاحتلال نفّذت غارات على مجموعات مسلّحة في بلدة صحنايا قرب دمشق، زاعمةً أنها كانت تتجه لمهاجمة سكان البلدة من الدروز. كما أعلنت حكومة الاحتلال في بيان مشترك، إصدار أوامر لرئيس الأركان أيال زامير والجيش بتنفيذ هجوم “تحذيري” استهدف تجمعًا تابعًا لمجموعة كانت تستعد لمواصلة الهجوم على الدروز في دمشق. وأضاف البيان أنه بالتوازي، نُقلت رسالة شديدة اللهجة إلى النظام السوري، جاء فيها أن “إسرائيل” تتوقع منه التدخل لمنع المساس بالدروز، بحسب ما ورد في البيان.


طباعة  

مواضيع ذات صلة