معركة البحر الأحمر .. اعترافات أمريكية بالفشل و (إف 18) + 7 (MQ-9) أُسقطت

طلال الشرعبي

 

أقرّت أمريكا خلال الأيام الماضية بفشل حملتها العسكرية على اليمن ، ونجاح الدفاعات الجوية لقواتنا المسلحة في اصطياد طائراتها المسيّرة ، واعترف الأمريكيون يوم أمس الأول، بسقوط طائرة حربية أمريكية من طراز "إف 18" في البحر الأحمر..

معركة البحر الأحمر .. اعترافات أمريكية بالفشل و (إف 18) + 7 (MQ-9) أُسقطت

وكانت  شبكة "CNN" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، قد ذكرت إن "اليمنيين نجحوا في إسقاط ٧ مسيرات لنا مما عرقل الانتقال للمرحلة الثانية من الحملة"، مشيرين إلى أن المسيرات الأنسب للمهمة هي إم كيو 9 وأن القوات المسلحة اليمنية تسقطها بشكل متكرر.

وأوضح المسؤولون الأمريكيون، أن اليمنيين أصبحوا أكثر براعة في استهداف الطائرات الأمريكية المسيرة من طراز إم كيو 9، مؤكدين أن" الخسائر المستمرة للمسيرات صعبت عليهم تحديد نجاح تدمير أسلحة اليمن بدقة".

من جانبها، أكدت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أن واشنطن لم تتمكن من المضي قدمًا في خطتها الاستخباراتية، بسبب الخسائر المتكررة لطائرات MQ-9، وهي الطائرات التي كانت تُعتمد عليها لتعويض غياب القوات البرية الأمريكية في اليمن، والتي تستخدم عادة لرصد الأهداف وتحديد مواقع القادة الميدانيين.

وأكدت الشبكة نقلاً عن مسؤول أمريكي، أن الولايات المتحدة لم تتمكن حتى الآن من فرض سيادة جوية كاملة فوق أجواء اليمن، حيث واصلت الدفاعات الجوية اليمنية إسقاط طائراتها المسيرة، مما أدى إلى تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية.

يأتي ذلك، في ظل إقرار الأوساط الأمريكية بفشل الهجمات على اليمن، مع استمرار عمليات قواتنا المسلحة المساندة لغزة.

 

أمريكا تعلن فشلها

وكانت أمريكا قد أعلنت خلال الأيام الماضية، عن فشل حملتها العسكرية ضد بلادنا، مؤكدة عدم تأثر قدرات القوات المسلحة اليمنية بأكثر من 1200 غارة جوية.

وقال مسؤولون أمريكيون في تصريحات لقناة " سي إن إن" الأمريكية: "كنا نأمل تحقيق تفوق جوي باليمن خلال 30 يوما وإضعاف دفاعات اليمنيين لبدء مرحلة جديدة تركز على جمع المعلومات لاستهداف قادتهم".

وأضافوا: "اليمنيون أصبحوا أكثر براعة في استهداف طائراتنا المسيرة من طراز إم كيو9 " وبينوا أن "الخسارة المستمرة للطائرات بدون طيار جعلت من الصعب تحديد مدى تدهور مخزونات الأسلحة لدى اليمنيين" ولفتوا إلى أن "تقييم أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن قدرة اليمنيين في مواصلة إطلاق الصواريخ لم تتغير كثيرا وكذلك هيكل القيادة والسيطرة لديهم".

وفي تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” نشرته الأسبوع الماضي، أكدت الصحيفة أن الحملة الأمريكية فشلت فشلًا ذريعًا في تحقيق أهداف الردع، بل أن العمليات اليمنية تصاعدت بوتيرة غير مسبوقة، وأصبح من المؤكد أن الغارات الأمريكية ساهمت في تعزيز صمود صنعاء أكثر من إضعافها ، وذكرت الصحيفة أن “الباحثين حذروا مرارًا من أن الغارات قد تخدم اليمنيين بدلًا من ردعهم”.

أما مجلة “فورين بوليسي”، فقد ذهبت أبعد، حين أكدت في تقرير موسع لها أن الحملة الأمريكية المكلفة التي تجاوزت نفقاتها مليار دولار خلال خمسة أسابيع فقط، لم تحقق لا حرية الملاحة للصهاينة في البحر الأحمر، ولا إعادة فرض الردع المفقود.

وفي تأكيد إضافي على عمق الفشل الأمريكي، أشارت شبكة “CNN” إلى أن اليمنيين يواصلون إطلاق الصواريخ والمسيرات باتجاه كيان الاحتلال، وأن السفن الأمريكية المتمركزة لحماية الكيان أصبحت نفسها هدفًا يوميًا للهجمات، في مشهد يُحرج البنتاغون ويكشف وهن القدرات الأمريكية رغم تفوقها العددي والتقني.

وبدوره أكد موقع “ذا وور زون” المتخصص في الشؤون العسكرية، أن الدفاعات الجوية اليمنية باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا، مشيرًا إلى استمرار إسقاط الطائرات الأمريكية المتطورة (MQ-9)، وهو ما دفع واشنطن إلى الاستعانة بقاذفات استراتيجية مثل (B-2) لمحاولة تقليل خسائرها الجوية، في اعتراف ضمني بفشل الحملات الجوية الاعتيادية.

الجانب الصهيوني نفسه لم يُخفِ خيبة أمله من الأداء الأمريكي، فقد كتب رئيس تحرير موقع “سنترال إنترست” أن “الجيش الأمريكي العظيم يعاني فشلًا مذهلًا”، وأن القوات المسلحة اليمنية تواصل ضرب السفن التجارية، وتوسيع ساحة المواجهة في البحر الأحمر وفي العمق الصهيوني.

 

خنق الإمدادات العسكرية الأمريكية

وفي السياق، أشار تقرير مركز واشنطن للدراسات، إلى أن الضربات اليمنية أدت كذلك إلى خنق الإمدادات العسكرية الأمريكية، حيث أصبح الحظر البحري الذي تفرضه القوات اليمنية يهدد نقل 80% من مواد الدفاع الأمريكية، مما اضطر السفن إلى سلوك طرق أطول وأكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح، وهو ما يكبد واشنطن خسائر إضافية تقدر بمليون دولار إضافي لكل رحلة شحن.

كل هذه المعطيات تكشف أن الولايات المتحدة لا تواجه مجرد تحدٍ عسكري في اليمن، بل مأزقًا استراتيجيًا بنيويًا، إذ تجد نفسها عاجزة عن إيقاف تمدد المقاومة، وعاجزة عن حماية جنودها وسفنها، ومحرجة أمام الداخل الأمريكي والرأي العام العالمي الذي يرى في استمرار العدوان على اليمن انتهاكًا فجًا لكل القوانين الدولية.

لقد تحولت الحملة العسكرية الأمريكية من محاولة لاستعراض القوة إلى إعلان فاضح عن تآكلها، مما يفتح الباب واسعًا أمام تسريع التحولات الكبرى في ميزان القوى العالمية، حيث تفقد واشنطن تدريجيًا قدرتها على فرض إرادتها بالقوة، خصوصًا أمام إرادة الشعوب الحرة المقاومة.

وإزاء هذا الفشل الذريع، باتت واشنطن أمام مفترق طرق خطير: إما أن تعترف بفشل مشروعها العدواني وتبدأ بمراجعة استراتيجياتها، أو أن تغرق أكثر في مستنقعات الحروب الخاسرة التي تعجل بسقوط الإمبراطورية الأمريكية كما حدث لأسلافها في التاريخ.

 

خلافات البيت الأبيض والبنتاغون

إلى ذلك، تصاعدت وتيرة الخلافات داخل الإدارة الأمريكية، مطلع الأسبوع الجاري، مع قرار سحب حاملة الطائرات "يو اس ترومان" من البحر الأحمر .

وأفادت مصادر إعلامية أمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية اعترضت مقترحا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتضمن إرسال حاملة طائرات جديدة لخلافة "ترومان" التي يتوقع سحبها في غضون أيام.

وأشارت المصادر إلى أن ترامب اعتبر سحب "ترومان" من البحر الأحمر دون إحلال بديل يعرض الهيمنة الأمريكية والقوة للخطر مستقبلا ويعطي إشارات سيئة لدول كبرى كالصين لتكرار السيناريو اليمني.

ولا تزال النقاشات تحتدم بين الجانبين مع تمسك الدفاع الأمريكية بإبقاء "فينسون" للتنقل بين المحيطين الهندي والهادي كنوع من رسائل الردع فقط وعدم تعريض مزيد من البوارج للاستهداف في ضوء الإنهاك الذي تعانيه البحرية الأمريكية.

ونقلت قناة الجزيرة عن مسؤول أمريكي مطلع الأسبوع الجاري، قوله أن نقاشات تدور حول استبدال ترومان، مؤكدا وجود ترتيبات لسحبها.

وكانت إدارة ترامب طلبت من طاقم ترومان قبل أسابيع مهلة شهر لترتيب خلافاتها في البحر الأحمر.

وتعرضت ترومان منذ إرسالها مجددا إلى البحر الأحمر وحتى مطلع الأسبوع الجاري لأكثر من 40 هجوما بالصواريخ والمسيرات من قبل قواتنا المسلحة اليمنية.

وأصيبت حاملة الطائرات ترومان منذ نشرها أواخر العام الماضي عدة مرات تم إخضاعها للصيانة أبرزها قبل بدء العملية الأخيرة حيث تم سحبها إلى الموانئ الأمريكية قبل إعادتها ، والخلافات حول استبدال ترومان تؤكد بأنها تعرضت لإصابات كبيرة وأن أمريكا تقامر ببقائها حتى لا يقال أنها هزمت.

 

تصاعد الجدل حول الفشل الأمريكي

وبعد مرور أيام قليلة من تهديد ووعيد الأحمق ترامب لليمن، تصاعد الجدل حول الفشل العسكري الأمريكي، وتوسعت الخلافات في أوساط صناع القرار في واشنطن، حول جدوى استمرار الحرب العدوانية الأمريكية على بلادنا.

في المقابل نجحت قواتنا المسلحة الباسلة في إفشال المرحلة الثانية من العدوان الأمريكي على بلدنا وشعبنا، وهذا باعتراف الأمريكيين أنفسهم، الذين أكدوا أن قدرة اليمنيين على إسقاط الطائرة الأمريكية “MQ-9” عطّلت على أمريكا المرحلة الثانية من العدوان على اليمن.

في السياق أكدت شبكة CNN الأمريكية أن اليمنيين نجحوا في إفشال المرحلة الثانية من العدوان على اليمن، من خلال إسقاط الطائرات الأمريكية. حيث كانت حسابات الأمريكيين في البداية، كما ذكرت CNN، أن يدمروا عوامل القوة اليمنية، ثم تتاح أمامهم فرصة استباحة الأجواء اليمنية بكل حرية بواسطة طائرات التجسس، وعبرها يتم جمع المعلومات ورصد الأهداف والتحركات، ثم تصفية واغتيال القيادات، ثم بعد ذلك تحريك المرتزقة في مرحلة تالية واحتلال المحافظات والمناطق اليمنية الحرة بما فيها العاصمة صنعاء.

شبكة CNN الأمريكية، وهي أهم شبكة إخبارية، تؤكد أن الإحباط يضرب الصف القيادي العسكري في أمريكا. كما تؤكد بأن الأمريكيين أصبحوا يدركون أن أمامهم جبهة عصية غير التي تعودوا عليها في تاريخ الحروب، وصار لديهم قناعة بأنه لا توجد فائدة من العدوان على اليمن، سوى مزيد من الاستنزاف لأمريكا عسكرياً واقتصادياً وسقوط هيبتها أمام العالم.

 

اليمنيون أسقطوا القوة الأمريكية

وفي سياق متصل، شبه كبير استراتيجيي البيت الأبيض ومستشار رئيس الولايات المتحدة سابقًا ستيف بانون، ما يجري لأمريكا في اليمن من هزائم متتالية وخسائر بما جرى لها في حربها الخاسرة في فيتنام الشمالية.

وقال ستيف: أمريكا بكل ما تملكه من ترسانة عسكرية "طائرات وفرقاطات وحاملات طائرات" فشلت في حملتها على اليمن وخسرت في تحقيق أهدافها أمام القدرات اليمنية. معتبرا ما يفعله اليمنيون في البحر الأحمر وما تواجهه البحرية الأمريكية من فشل واخفاقات أمام القدرات اليمنية بمثابة "اسقاط القوة الأمريكية".

وأضاف ستيف "السعودية والإمارات فشلت في هزيمتهم لسنوات وأنا لا أضع اللوم عليهم لأن المصريين حاولوا لمدة عشر سنوات وفشلوا!

وتابع "اليمنيون رجال أقوياء يقاتلون حتى الموت، لقط أسقطوا العديد من الطائرات الأمريكية التجسسية وإف 16".

 

الرد اليمني يرغم واشنطن علی التفكير بالتهدئة

فيما يتواصل العدوان الأمريكي على بلادنا، فإن قواتنا المسلحة ترد الصاع صاعين الأمر الذي جعل واشنطن تفكر في التهدئة.

وبحسب محللين سياسيين وعسكريين، فإن عمليات قواتنا المسلحة تؤكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصل إلى طريق مسدود حيث تواصل قواتنا المسلحة عملياتها في البحر الأحمر وضد الأهداف العسكرية والحيوية في كيان الاحتلال الصهيوني، كما تؤكد أن العدوان الأمريكي قد فشل لعدم قدرة واشنطن على الانتقال إلى المرحلة الثانية. ويعتبر المحللون أيضاً أن الحديث عن إيقاف الغارات الأمريكية يأتي بسبب فشل واشنطن في تحقيق هدفها من العدوان على اليمن في ظل تزايد كلفة الحرب العدوانية إلى نحو مليار دولار في ثلاثة أسابيع فقط، وذلك وسط الحديث عن محاولة واشنطن إرضاء صنعاء بالضغط على رئيس وزراء كيان الاحتلال نتنياهو لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة كي توقف قواتنا المسلحة عملياتها العسكرية قبل زيارة ترامب المرتقبة للمنطقة.

 

ضربات يمنية موجعة

وقد تكبدت الولايات المتحدة ضربة موجعة في بلادنا بعد إعلان مسؤولين عسكريين أميركيين عن إسقاط سبع طائرات مسيّرة من طراز MQ-9 خلال الأسابيع الستة الماضية على يد قواتنا المسلحة الباسلة، في تصعيد خطير يعكس فشلًا عسكريًا وتكتيكيًا للجيش الأمريكي.

وبحسب ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس"، فقد تجاوزت الخسائر الأميركية في العتاد حاجز الـ200 مليون دولار، في وقت لا تزال فيه الحرب العدوانية مستمرة، دون مؤشرات حقيقية على تحقيق أهداف العدوان على اليمن.

 

أرقام تكشف حجم الفشل

أشار المسؤولون – الذين طلبوا عدم كشف هويتهم – إلى أن ثلاث طائرات مسيرة تم إسقاطها خلال الأسبوع الماضي وحده، أثناء تنفيذها مهام هجومية واستطلاعية فوق أراضٍ تسيطر عليها سلطات صنعاء.

وتُعد طائرة MQ-9 من الطائرات المسيرة الهجومية الأهم في الترسانة الجوية الأميركية، وتبلغ كلفة الواحدة منها حوالي 30 مليون دولار، ما يجعل خسارة سبع منها في فترة قصيرة أمرًا غير مسبوق في تاريخ العمليات الجوية الحديثة للجيش الأميركي.

 

نتائج صفرية أمريكية

كما أشرنا آنفاً، إلى أنه بالرغم من بدء حملة جوية أميركية مكثفة ضد اليمن منذ 15 مارس بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي وصلت إلى ما يزيد عن 1250 غارة جوية خلال ستة أسابيع، إلا أن النتائج على الأرض صفرية تماماً.

حيث أن الهدف المعلن للعملية الأمريكية هو "ضمان أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أحد أهم الممرات التجارية في العالم، بعد أن صعّدت قواتنا المسلحة من عملياتها العسكرية وهجماتهما ضد السفن والبوارج وحاملات الطائرات الأمريكية، دعماً وإسناداً لغزة وتصدياً للعدوان الأمريكي على بلادنا ورداً على اعتداءاته السافرة وغاراته الهستيرية التي تستهدف المدنيين والأعيان المدنية.

وبينما كانت واشنطن تسعى لفرض سيطرتها الجوية وردع اليمن عن إسناد غزة وحماية كيان العدو الصهيوني وسفنه في البحرين الأحمر والعربي، وجدت نفسها عاجزة عن حماية سفنها ومدمراتها وبوارجها وحاملات طائراتها من ضربات قواتنا المسلحة الباسلة التي أجبرتها على الابتعاد إلى أقصى شمال البحر الأحمر بما يصل إلى 900 ميل بحري عن السواحل اليمنية.. كما جاء إسقاط سبع من أهم وأحدث الطائرات الأمريكية دون طيار وهي طائرات MQ-9 ليكشف ذلك عن ثغرات لوجستية واستخباراتية، وهو ما وصفه محللون عسكريون بأنه "فشل مزدوج" في التقدير والاستجابة.

 

قلق عام وتكتم رسمي

وفي الوقت الذي حاولت فيه وزارة الدفاع الأمريكية التقليل من شأن هذه الخسائر إعلاميًا، فإن المصادر داخل البنتاغون تشير إلى حالة من الاستياء والقلق المتصاعد، خاصة وأن الحرب الجوية تُعتبر أحد أبرز نقاط القوة الأمريكية، مقارنة بالحروب البرية أو المعارك التقليدية وبالتالي فإن خسارة هذا التفوق الجوي، أمام اليمن، يمثل ضربة مؤلمة لصورة الردع العسكري الأميركي.

إلى ذلك، تحدثت صحيفة "نشنال إنترست" الأمريكية في مقال نشرته بتاريخ 13 ابريل الجاري عن الخسائر الكبيرة التي تكبدتها أمريكا في مواجهتها مع اليمن وخطر فقدان هيمنتها في المنطقة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى فشل أمريكا في مواجهة اليمنيين على الرغم من التكاليف العالية وأعلنت الصحيفة أن واشنطن تكبدت خسائر كبيرة خلال العام الماضي، حيث فقدت ذخائر ومعدات تقدر قيمتها بحوالي 5 مليار دولار.

وأضافت أن اليمنيين يستخدمون طائرات مسيرة وصواريخ رخيصة وفعالة، وأن أمريكا تواجه خطر فقدان طائرات مسيرة من نوع MQ-9 التي تصل قيمتها إلى 30 مليون دولار.

وجددت الصحيفة أنه على الرغم من التكاليف الباهظة التي تصل إلى حوالي 4.86 مليار دولار وفقدان الطائرات المسيرة المتقدمة MQ-9 في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية ذات الكلفة المنخفضة، لم تتمكن القوات الأمريكية حتى الآن من استعادة قدرتها الرادعة المفقودة.

وأشارت الصحيفة إلى اعتراف وسائل الإعلام الأمريكية بفشل إدارة "دونالد ترامب"، واستمرارها في نهج الفشل الذي سارت عليه إدارة بايدن التي كانت تسخر منه بسبب فشل حملته العسكرية على اليمن،.

وذكرت أن البنتاغون تحت قيادة ترامب لم يجد حلاً للمشاكل التي حالت دون نجاح العمليات السابقة ضد اليمن.

وأضافت الصحيفة في هذا السياق أنه وفقًا للتقارير الأخيرة من المسؤولين العسكريين، قد تواجه هذه الإدارة نتائج مشابهة، مما قد يؤدي إلى تآكل مصداقية أمريكا أكثر إذا لم تحقق نتائج سريعة ومرغوبة.

وأشارت الصحيفة إلى دور اليمن في إضعاف الهيمنة والسيطرة الأمريكية في المنطقة، مؤكدة أن استمرار هذا الصراع العسكري قد يقلل من نفوذ أمريكا في النزاعات الإقليمية ويضعف قدرتها على التركيز على اتجاهات أكثر أهمية مثل المحيط الهندي والمحيط الهادي.

 

قلق وتخوف في الكونغرس

على ذات الصعيد، عبّر مسؤولون في الكونغرس الأمريكي عن تخوفهم من استنزاف الأسلحة الأمريكية في الحرب العدوانية على اليمن في ظل الفشل الذريع عن تحقيق نتائج ملموسة.. ومع استمرار العدوان الأمريكي على بلادنا يتخوف مسؤولون في الكونغرس الأمريكي من استنزاف الأسلحة الأميركية، خصوصاً أن أهداف الحملة العدوانية على بلادنا لم تحقق نتائج ملموسة في تدمير أو اضعاف قدرات قواتنا المسلحة، وهذا ما أكده مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

وفي السياق قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلاً عن مسؤولين في الكونغرس، إن القادة الأميركيين يشعرون بقلق متزايد من أن البنتاغون سيحتاج قريباً إلى نقل أسلحة دقيقة بعيدة المدى من مخزوناته في منطقة آسيا والمحيط الهادي إلى الشرق الأوسط، وذلك بسبب الكمية الكبيرة من الذخائر التي تستخدمها الولايات المتحدة في حملة القصف على اليمن، والتي أمر بها ترامب. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين أن تكلفة الحملة الأخيرة في اليمن أعلى بكثير مما كشف عنه البنتاغون علناً، حيث تجاوزت المليار دولار.

 

مؤشرات الفشل الأمريكي

وتبرز وتتجلى مؤشرات الفشل الأمريكي في اليمن، بعد 6 أسابيع من الحرب العدوانية الثانية على اليمن التي بدأت في 15 مارس الماضي، خرجت بنتائج صفرية بالنسبة للأهداف المعلنة لهذه الحرب العدوانية الغاشمة وغير المبررة، حيث تتوالي الاعترافات الأمريكية بأن الحملة العسكرية والقصف البحري والغارات الجوية  لم تحدث أي تأثير على قدرات قوات المسلحة الباسلة ولا على بنية القيادة والتحكم فيها، وفي المقابل التعبير عن صدمة القوات الأمريكية تجاه القدرات العسكرية المتطورة لقوات المسلحة، وما تتمتع به من براعة في إسقاط الطائرات المسيرة الأمريكية من طراز “MQ9″، معترفة بإسقاطها 7 منها خلال الـ 6 الأسابيع الماضية.

وجاءت الاعترافات الأمريكية على لسان مسؤولين حكوميين وعسكريين، بحسب ما نقلته شبكة “CNN” الأمريكية، حيث نقلت عن مصدرين قولهما إن ” القصف المستمر منذ 6 أسابيع لم يؤثر على قدرات ‎قوات صنعاء ولا بنية القيادة والتحكم لديهم، وإن قدرتهم وعزمهم على ضرب السفن الأمريكية والتجارية وقصف إسرائيل لم تتغير كثيرا”. مضيفة أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن ” الخسائر المستمرة للمسيرات صعبت علينا تحديد نجاح تدمير أسلحة اليمنيين بدقة، وأن اليمنيين أصبحوا أكثر براعة في استهداف طائراتنا المسيرة من طراز MQ-9 والتي تعد الأنسب للمهمة -حسب تعبيرهم- ولكن اليمنيين كانوا يسقطونها تباعا”.

وفي تعبير عن حالة سوء التقدير التي اندفعت بها الإدارة الأمريكية إلى استئناف العدوان والهجمات على اليمن، رغم فشل الجولة السابقة من الحرب العدوانية التي استمرت قرابة العام، ذكرت CNN أن مسؤولين أمريكيين قالوا: “كنا نأمل تحقيق تفوق جوي باليمن خلال ٣٠ يوما وإضعاف الدفاع الجوي لليمنيين، ومن ثم بدء مرحلة جديدة تركز على جمع المعلومات ومراقبة القادة لاستهدافهم، لكن اليمنيين نجحوا بإسقاط 7 مسيرات لنا مما عرقل الانتقال للمرحلة الثانية من الحملة”.

وكانت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية قد نقلت في وقت سابق عن مسؤولين بالبنتاغون، قولهم إن “اليمنيين أسقطوا 7 مسيرات أمريكية بقيمة 200 مليون دولار خلال 6 أسابيع”، وهو ما يكشف جانبا مهما من الخسائر الأمريكية خلال هذه الحرب العدوانية، ليس على مستوى الكلفة المادية الباهظة لهذه الطائرات، بل على المستوى الاستخباري والعسكري والتكتيكي خلال العمليات العسكرية.

وفي موازاة تلك الاعترافات الأمريكية بالفشل في التأثير على القدرات العسكرية لقوات صنعاء، تغادر حاملة الطائرات الأمريكية “هاري” ترومان” البحر الأحمر كما غادرت سابقاتها، ترافقها الخيبة والهزيمة بعد أشهر من قدومها، على أمل تحقيق ما يمكن اعتباره نصرا على قوات صنعاء، ولو من باب الدعاية، غير أن لا شيء تحقق خلال الأسابيع الماضية وكذلك الأشهر المنصرمة، سوى تعرضها لضربات متتالية بصواريخ قواتنا المسلحة وطائراتها المسيرة، وهذا ما أكده أيضاً رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط قبل أيام، من أن حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” تعرضت لهجمات أخرجتها عن الخدمة.

وبعيدا عن الخوض في القدرات العسكرية والتكيتيكية والتسليحية لقواتنا المسلحة الباسلة، والتي بات مؤكدا أنها وصلت إلى مراحل متقدمة من التطور والكفاءة العالية، بحيث أصبحت قادرة على مواجهة أقوى وأعتى الأسلحة الأمريكية والتغلب عليها، وإسقاط الطائرات التي تعد من أهم الأسلحة الاستراتيجية العسكرية والاستخبارية لدى القوات الأمريكية، وألحاق الضرر بحاملات الطائرات والبوارج والمدمرات والقطع البحرية التابعة لها، والتي تمثل القوة الضاربة التي أرعبت بها أمريكا العالم، فإن تلك المعطيات بقدر ما تعكس الفشل الأمريكي في اليمن، تعد دليلا على أن لا طائل من وراء استمرار أمريكا في حربها العدوانية على بلادنا والتي لن تجني منها سوى تكبد المزيد من الخسائر الفادحة بالإضافة إلى خسارة المزيد من سمعتها ومواردها وسقوط هيبتها أمام العالم أجمع. وهو الأمر الذي كان على الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب استيعابه منذ البداية، وأخذ العبر من الفشل الذي منيت به الإدارة السابقة، خلال عام كامل من الحرب العدوانية على بلدنا.


طباعة  

مواضيع ذات صلة