فيما نتنياهو يصف فيديو الأسيرين بالحرب النفسية .. المقاومة الفلسطينية تقصف مستوطنات غلاف غزة وتستمر في تغيير المعادلة

بدعم أمريكي مطلق وفي ظل تواطؤ دولي وصمت أممي وتخاذل عربي وإسلامي يواصل كيان الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث يشن كيان الاحتلال يومياً مئات الغارات الهستيرية ويواصل قصفه الوحشي الذي طال ويطال الأطفال والنساء والمدنيين العزَّل في المنازل ومخيمات النزوح ومراكز الإيواء ..

كما يطال المرضى والجرحى والأطباء في المستشفيات، وذلك بهدف إخضاع المقاومة الفلسطينية واجبارها على القبول بالاملاءات الصهيونية وبالتالي تنفيذ مشروع التهجير القسري للشعب الفلسطيني، لكن المقاومة الفلسطينية ومعهم كل أهالي قطاع غزة يؤكدون أن استمرار المجرم نتنياهو وأركان حكومته المتطرفين في عدوانهم وحرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزَّة، وتصعيد جيشهم الصهيو نازي القصف الهمجي وارتكابه المجازر المروّعة ضد المدنيين والنساء والأطفال، لن يحقق لهم أهدافهم العدوانية. وان ما عجز عن تحقيقه خلال 15 شهراً من العدوان الفاشي على القطاع لن يحققه بعدوانه الجديد..

فيما نتنياهو يصف فيديو الأسيرين بالحرب النفسية .. المقاومة الفلسطينية تقصف مستوطنات غلاف غزة وتستمر في تغيير المعادلة

في التقرير التالي سنتناول أبرز التطورات في قطاع غزة.. فإلى التفاصيل:

 

طلال الشرعبي

في اليوم الثامن من استئناف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، بثت كتائب القسام مقطع فيديو لأسيرين صهيونيين انتقدا فيه بشدة استئناف الحكومة الصهيونية الحرب على قطاع غزة، وناشدا -زملاءهم الذين أطلق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى- بكسر الصمت، والحديث عن حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى الصهاينة، وذلك في مقطع فيديو بثته كتائب القسام يوم أمس الأول.

وتعليقا على الفيديو الجديد، اعتبر رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو أن مقطع فيديو حماس بشأن الأسرى حرب نفسية ومشاهدته صعبة، مؤكدا أنه سيدمر حماس وفي غضون ذلك، أعلنت سرايا القدس، أنها قصفت سديروت ونتيف هعسراه وزيكيم ومستوطنات غلاف قطاع غزة برشقة صاروخية.

 

الحرب تقتلنا

وفي مقطع الفيديو الذي بثته كتائب القسام، يوم أمس الأول -الاثنين، لأسيرين صهيونيين، انتقد الأسيران بشدة استئناف حكومة كيان الاحتلال الصهيوني الحرب على قطاع غزة، وأكدا أن ذلك سيؤدي إلى مقتلهما.

وطالب الأسيران المحتجزان في غزة، الأسرى الذين أطلق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بكسر الصمت، والحديث عن حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى الصهاينة.

وقال أحدهما مخاطبا أسيرا صهيونيا سابقا يُدعى أوهاد: "لماذا لا تخبرهم؟ أنت كنت معنا وتجلس معنا"، وطالبه بالحديث من أجل الأسرى المحتجزين في غزة، لكونه يعرف جيدا حجم المعاناة في أثناء تنفيذ الاتفاق والحرب.

وشدد على أنه "من الصعب بمكان البقاء هنا كل يوم من دون ابنه وزوجته".

بدروه، قال الأسير الصهيوني الثاني إن مجاهدي حماس "حرصوا على توفير كل ما نحتاجه ونطلبه خلال فترة وقف إطلاق النار"، لكن قرار الحكومة بمهاجمة غزة من الجو جعلنا نتلقى ضربة صعبة".

وانتقد هذا الأسير مبررات حكومة كيان الاحتلال لاستئناف الحرب على قطاع غزة، بزعمها العمل على إعادة الأسرى المحتجزين في القطاع.

وأكد أن هذا الفيديو لا يندرج في سياق الحرب النفسية، مشيرا إلى أنه ورفيقه هما من طلبا وتوسلا كي يسمع الصهاينة صوتهما في الأسر.

وأشار إلى الظروف المعيشية الصعبة التي كانت قبل بدء المرحلة الأولى من اتفاق وقف وقف إطلاق النار في غزة، قبل فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، في حين عادت أوضاع الأسرى الصهاينة المحتجزين في غزة إلى ما كانت عليه قبل وقف إطلاق النار، إذ لا يوجد مكان آمن ولا يتوفر طعام.

وتعليقا على ذلك، قال رئيس الحزب الديمقراطي في كيان الاحتلال يائير جولان، إن "الفيديو الذي نشرته حماس تذكير مؤلم، مضيفا "لدينا حكومة منغلقة شريرة، و59 من إخواننا وأخواتنا ما زالوا في غزة يُعرّضون حياتهم للخطر. بينما رئيس وأعضاء الحكومة منشغلون بالبقاء على قيد الحياة، وسرقة الأموال، وتدمير البلاد".

ومطلع مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة التي استمرت 42 يوما، في حين تنصل كيان الاحتلال من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب العدوانية على قطاع غزة.

ونصت المرحلة الأولى على إطلاق سراح 33 أسيرا صهيونيا (أحياء وأموات)، وهو ما أوفت به فصائل المقاومة الفلسطينية بالفعل، إذ أفرجت عن 25 أسيرا حيا و8 جثامين عبر 8 دفعات مقابل خروج قرابة ألفي أسير فلسطيني، بينهم مئات من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.

ولا يزال هناك 59 أسيرا صهيونيا محتجزا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة -وفق تقديرات صهيونية- في حين يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وصهيونية.

 

رسائل ظهور بأرقام لا أسماء

وبدا لافتا ظهور الأسيرين الصهيونيين في فيديو القسام بأرقام لا أسماء، في خطوة تحمل رسائل مهمة للمجتمع الصهيوني، وفق محللين سياسيين.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي والباحث في الشأن السياسي الفلسطيني سعيد زياد إن هذه الخطوة تمثل رسالة بليغة بأن رئيس وزراء كيان الاحتلال٠ نتنياهو "لا يعرف أسماء هؤلاء الأسرى الأحياء في غزة".

ووفق زياد، فإن هؤلاء الأسرى يمثلون حالة من الفزع والكابوس والقيد الذي يضغط على نتنياهو، مشيرا إلى أن الأخير لا يريد التفاوض على الأسرى، بل سيسارع إلى قتلهم لو عرف مكانهم، إذ يفضل عودتهم جثثا لا أحياء.

وينظر نتنياهو إلى الأسرى الصهاينة بغزة على أنهم مجرد أرقام، وهو ما قاله الأسيران الصهيونيان رقم "21" و"22″ في الفيديو بأنه كان لديهما في الأمس أسماء وهوية ولكن باتا اليوم مجرد أرقام.

وخلص زياد إلى أن المقاومة تستخدم هذه الفيديوهات للضغط على المجتمع الصهيوني والأسرى المحتجزين الذين خرجوا في عمليات التبادل السابقة بعدما قطعوا الأمل والرجاء من حكومة نتنياهو.

ويجد الأسرى الصهاينة بغزة العزاء في الأسرى المطلق سراحهم من أجل الحديث عن معاناتهم وضرورة المضي قدما في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والضغط على الإدارة الأميركية لإلزام نتنياهو وكيان الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأعرب زياد عن قناعته بأن الفيديو الذي سيغير المعادلة، هو ذلك الفيديو الذي سيوثق مقتل أحد الأسرى بقصف صهيوني قبل عودته بصفقة تبادل، مشيرا إلى أن الفيديو الجديد يعد الأول من نوعه في إطلاق مناشدة لأسير صهيوني أطلق سراحه.

ومطلع مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة التي استمرت 42 يوما، في حين تنصل كيان الاحتلال من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب، قبل أن يستأنف العدوان على قطاع غزة الذي خلفت أكثر من 163 ألف شهيد وجريح من أهالي القطاع، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود. منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر 2023.

ونصت المرحلة الأولى على إطلاق سراح 33 أسيرا صهيونيا (من الأحياء والأموات)، وهو ما أوفت به المقاومة الفلسطينية بالفعل، إذ أفرجت عن 25 أسيرا حيا و8 جثامين عبر 8 دفعات مقابل خروج قرابة ألفي أسير فلسطيني، بينهم مئات من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.

 

دلالات الترقيم

بدوره، أكد الخبير في الشؤون الصهيونية الدكتور محمود يزبك أهمية قضية الترقيم، إذ أرسلت حماس رسالة مفادها أن نتنياهو ينظر إلى الأسرى الصهاينة على أنهم مجرد أرقام ولا يعرف أسماءهم ولا يهتم لحياتهم أو مقتلهم.

ووفق يزبك، فإن القيادة السياسية الصهيونية تتعامل مع أسراها مثلما تعاملت ألمانيا في حقبتها النازية عندما سجلت أرقاما على أيدي اليهود، مشيرا إلى أن الصحافة العبرية سارعت إلى ذكر أسماء الأسيرين اللذين ظهرا في فيديو القسام.

ويأتي نشر الفيديو في ظل الحديث عن مبادرة مصرية للعودة إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إذ قال يزبك إن حماس أرادت إظهار أسرى صهاينة على قيد الحياة في سبيل الدفع قدما نحو المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأبدت حماس حرصاً كبيراً في الحفاظ على حياة الأسرى الصهاينة، لكنه ليس بيدها ضمان سلامتهم في حال استمر القصف الصهيوني على قطاع غزة، كما يؤكد يزبك.

ونوه يزبك، إلى إن الأسرى الصهاينة يعانون من سياسة التجويع المفروضة على قطاع غزة في ظل إغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية.

ولا يزال هناك 59 أسيرا صهيونيا محتجزا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة -وفق تقديرات صهيونية- في حين يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وصهيونية.

 

غارات متواصلة للاحتلال

ويواصل كيان الاحتلال الصهيوني منذ استئنافه الحرب العدوانية الفاشية على قطاع غزة ارتكاب عشرات الجرائم الوحشية والمجازر الدموية المروعة بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل من أهالي القطاع، في إطار الإبادة الجماعية التي يرتكبها في قطاع غزة بدعم أمريكي مطلق وفي ظل تواطؤ أممي وصمت دولي وتخاذل عربي وإسلامي فاضح ومخزي.. وفي سياق مجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أهالي قطاع غزة، شن العدو يوم أمس الأول -الاثنين، غارات هستيرية مكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، أسفرت عن استشهد 57 فلسطينياً، 30 منهم جنوبي القطاع.

وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد الشهداء من الأطفال إلى 15 ألفا و613 منذ بداية الحرب العدوانية الصهيونية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.

وأوضحت الوزارة أن من بين الأطفال الشهداء 825 رضيعا تقل أعمارهم عن عام، ولفتت في السياق ذاته إلى أن عدد الشهداء الأطفال يمثل 31% من إجمالي الشهداء في غزة.

من جانب آخر، قال جيش الاحتلال إنه هاجم منذ استئناف الحرب على غزة أكثر من 100 مركبة تستخدمها حماس في عملياتها.

 

غارات على خان يونس

في جنوب قطاع غزة، أفاد مراسلو قنوات إخبارية يوم أمس الأول، باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين بغارة للاحتلال الصهيوني على منزل في قيزان النجار جنوبي مدينة خان يونس.

وقالت مصادر طبية وشهود عيان إن 18 فلسطينيا، بينهم 3 أطفال، استشهدوا في 5 غارات صهيونية على مناطق متفرقة.

الغارة الأولى استهدفت منزلا لعائلة أبو خاطر في منطقة معن شرق مدينة خان يونس، وأسفرت عن استشهاد 4 أشخاص، والثانية استهدف خيمة نازحين لعائلة أبو سمرة في منطقة قيزان رشوان جنوب المدينة، وخلفت 6 قتلى.

والغارة الثالثة استهدفت ورشة لتصليح مركبات في منطقة معن، وأسفرت عن مقتل طفل، والغارة الرابعة استهدفت منطقة العطار غرب خان يونس، وأدت إلى مقتل 4 فلسطينيين، بينهم طفل.

أما الغارة الخامسة فاستهدفت شقة سكنية في منطقة بطن السمين غرب خان يونس، ما أسفر عن مقتل الصحفي الفلسطيني محمد منصور مراسل قناة "فلسطين اليوم" المحلية وزوجته وطفله.

وأفاد شهود عيان بأن عددا من الفلسطينيين أصيبوا في قصف صهيوني استهدف 5 مركبات متوقفة في مناطق متفرقة من خان يونس.

وأضافوا أن جيش الاحتلال قصف خيمة في شارع الكنيسة بمنطقة المواصي غرب خان يونس، ما أسفر عن إصابات.

 

وسط القطاع

وفي المحافظة الوسطى، استشهد 10 فلسطينيين وأُصيب آخرون بثلاث غارات صهيونية، الأولى استهدفت شقة سكنية بمخيم النصيرات، ما أسفر عن مقتل سيدتين.

واستهدفت الغارة الثانية خيمة تؤوي نازحين داخل مدرسة في مخيم النصيرات، ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين، بينهم طفلة وإصابة 13 آخرين، حسب بيان لمستشفى العودة الأهلي وشهود عيان.

فيما استهدفت الغارة الثالثة تجمعا لمدنيين قرب مدخل بلدة المغراقة، مما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين، وفق مصدر طبي.

وقال شهود إن جيش الاحتلال استهدف خيمة في منطقة السوارحة وورشة لصيانة المركبات في مدخل مخيم المغازي وسط القطاع.

كما قصف مركبتين متوقفتين في الزوايدة والنصيرات، ولم يبلغ عن إصابات.

 

محافظة غزة والشمال

أما في محافظة غزة، فقتل 4 فلسطينيين في غارتين استهدفتا منزلين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وأفاد شهود عيان بإصابة فلسطينيين اثنين في قصف صهيوني استهدف مركبة في منطقة المشتل غرب محافظة غزة.

وفي محافظة الشمال، استُشهد 4 فلسطينيين في غارتين صهيونيتين استهدفت إحداها مراسل قناة الجزيرة مباشر حسام شبات ما أسفر عن استشهاده، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ووفق ما أعلنت حركة حماس.

فيما استهدفت الثانية مخزنا إغاثيا في حي التوام شمال غرب بيت لاهيا، ما أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين.

وفي وقت سابق من يوم أمس الأول -الاثنين-، قصف جيش الاحتلال مركبة كانت متوقفة في حي القصاصيب بمخيم جباليا، إضافة إلى مبانٍ سكنية بقرية أم النصر شمال القطاع.

ومنذ استئناف كيان الاحتلال الحرب العدوانية والإبادة الجماعية، في 18 مارس الجاري، استشهد 730 فلسطينيا وأصيب 1367 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة في غزة.

وبدعم أميركي مطلق يرتكب كيان الاحتلال الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت كما أشرنا آنفاً أكثر من 163 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

 

وضع كارثي وعواقب وخيمة

وعلى صعيد متصل، كشفت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في قطاع غزة، أولغا تشريفكو، عن تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر، واصفة الوضع بأنه "أصبح أكثر كارثية" مع استمرار القصف وإغلاق المعابر.

وقالت تشريفكو في مقابلة مع قناة الجزيرة: "لقد واجهنا أسبوعا عصيبا جدا منذ بدأ التصعيد في الهجمات، وهذا لم يتوقف منذ الثاني من شهر مارس الجاري، نسمع أصوات الانفجارات في كل أنحاء قطاع غزة، والمئات يُقتلون والمئات يصابون، وهذا بالطبع له أثره المروع على المدنيين".

وشددت المتحدثة الأممية على أن إغلاق المعابر لفترة طويلة يعطل العمليات الإنسانية ويؤثر مباشرة على حياة الناس، موضحة أن "الناس يحاولون أن يعيدوا بناء حياتهم بعد 15 شهرا من العناء والمعاناة والقصف. وكثيرون منهم يحاولون العودة إلى بيوتهم، ولكن يجدونها عبارة عن ركام".

وأضافت أن "المواد والموارد التي حصلنا عليها خلال وقف إطلاق النار قمنا بتوزيعها على الناس لتحسين الوضع الصحي والمأوى، لكن كل هذه النجاحات الآن يتم تعطيلها، لأننا لا نملك الموارد الكافية".

وحول الوضع في الأسواق، أوضحت تشريفكو أن "الرفوف خالية، ليس هناك خضار ولا فاكهة، والناس يحاولون شراء هذه المواد لكي يبقوا على قيد الحياة، ولكن هذه المواد غير موجودة".

 

استهداف المستشفيات

وتطرقت المتحدثة الأممية إلى استهداف كيان الاحتلال للمستشفيات والبنية التحتية المدنية، مؤكدة أن الأمم المتحدة توثق هذه الانتهاكات ب علقولها: "لدينا مكاتب وموظفون يقومون بالتوثيق، ودعونا باستمرار إلى حماية البنية التحتية المدنية".

وأشارت إلى أن "الهجوم على المستشفيات، بما في ذلك الهجوم على مستشفى ناصر، أمور مروعة، لأن مستشفى ناصر هو واحد من 13 مستشفى تم الهجوم عليها".

وحول التوصيف القانوني للوضع الإنساني في غزة، قالت تشريفكو إن "هناك كثيرا من المصطلحات القانونية وأترك هذا لزملائي القانونيين، ولكن بالنسبة إلينا -نحن العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية- فالوصف هو أن هذا أمر لا يمكن تخيله على الإطلاق".

وأكدت أن "حتى الحروب لها قواعد وقوانين، وهناك التزامات محددة على طرفي الصراع الالتزام بها، ونحن طالما طالبنا وقلنا إن هذا الأمر عبارة عن التزامات مقدسة ويجب الالتزام بها، ومن ذلك حماية المدنيين وحماية البنية التحتية المدنية، وعدم استهداف العاملين في قطاع الرعاية الصحية".

واضافت تشريفكو: "لقد مر عام ونصف العام، وفي كل مرة نظن أن الأمور لن تزداد صعوبة، تصبح الأمور أكثر صعوبة، فما يجري هنا هو جحيم لم نر مثيلا له في أي مكان في العالم وفي أماكن الصراع وأماكن الحرب، هذا الأمر بكل بساطة لا يمكن وصفه".


طباعة  

مواضيع ذات صلة