عوامل انتصار المقاومة وانكسار الصهاينة

لم يكن العدو الصهيوني ليوقف عدوانه الفاشي ويرفع حصاره على قطاع غزة ولا ليقبل بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى لولا صمود وصلابة وتماسك وثبات المقاومة الفلسطينية   ..

عوامل انتصار المقاومة وانكسار الصهاينة

موسى محمد حسن

ولولا بأسها وعنفوانها في مواجهة قوات جيش الاحتلال المتوغلة في القطاع والتنكيل بها في مختلف محاور التقدم والمواجهة عبر تنفيذ عمليات نوعية ومركبة ونصب كمائن محكمة وعمليات قنص وقصف واشتباك مباشر واستهداف من المسافة صفر واستدراج وتفخيخ منازل وفتحات اتفاق وزرعة ألغام وعبوات ناسفة ومتفجرة وإسقاط طائرات مسيرة وكذا السيطرة والاستيلاء عليها، بالإضافة إلى قصف المستوطنات المغصوبة والمدن المحتلة بما فيها عاصمة الكيان الغاصب يافا "تل أبيب"، ولم تتوقف عمليات المقاومة الفلسطينية بل اتخذت منحى تصاعدي كماً وكيفاً وبتكتيكات قتالية متطورة أربكت حسابات وخطط كيان وجيش الاحتلال وكبدت العدو خسائر كبيرة وفادحة في الأرواح والعتاد حيث قتل وجرح آلاف الضباط والجنود الصهاينة وجرح عشرات الآلاف منهم،  كما تم استهداف وتدمير عشرات الآلاف من الدبابات وناقلات الجند والجرافات والآليات العسكرية الصهيونية..

في التقرير التالي سنتناول أبرز وأهم العوامل التي أدت إلى انتصار المقاومة الفلسطينية وانكسار وهزيمة جيش الصهاينة في ميدان المواجهة وعجزه عن تحقيق أي من أهدافه المعلنة لحربه العدوانية على غزة، والمتمثلة في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس وعلى قدراتها العسكرية واستعادة اسراه الصهاينة من قطاع غزة. فعجز العدو عن تحقيق أي من أهدافه المعلنة وأجبر على القبول بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى صاغراً ذليلاً أمام بأس وعنفوان وصمود وثبات وصلابة المقاومة الفلسطينية..

 

 

 

 

 

لم يستطع العدو الصهيوني رغم كل إمكانياته العسكرية واللوجستية والاستخبارية ورغم الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، ورغم القصف المتواصل والتدمير الشامل وارتكاب جرائم حرب غير مسبوقة ومجازر إبادة جماعية متواصلة بحق أهالي قطاع غزة على مدى 15، إلا أن العدو يستطيع أن يحقق أي هدف من أهداف المعلنة، فلم يقضي على حركة حماس ولا على قدراتها العسكرية ولا على أيٍ من فصائل المقاومة واجنحتها العسكرية في قطاع غزة، حيث استمرت المقاومة حتى دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي، في خوض معركة الطوفان والتصدي للعدوان وتنفيذ عمليات نوعية ومركبة ضد القوات الصهيونية والتنكيل بها في مختلف محاور التقدم والمواجهة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، وتكبيدها خسائر كبيرة وفادحة في الأرواح والعتاد.

ورغم تكتم العدو الصهيوني على حجم خسائره الكبيرة في الأرواح والعتاد، فقد اعترف بمقتل 865 ضابط وجندي صهيوني منذ بدء معركة طوفان الأقصى في ال 7 من أكتوبر 2023، إلا أن العدد أكثر بكثير مما يعلنه العدو.. كما أعلن جيش الاحتلال مقتل 405 ضابط وجندي صهيوني في العملية البرية بقطاع غزة، وذلك بالإضافة إلى عشرات الآلاف الضباط والجنود الصهاينة الذين أصيبوا بصدمات نفسية جراء الحرب، ومنهم من قام بالانتحار ومنهم من رفض العودة للقتال في قطاع غزة.

واستمر المقاومون الأبطال يفاجؤون العدو بتكتيكاتهم القتالية المتجددة بما يتناسب مع ظروف المعركة وميادين المواجهة، وحيثما كان يظن العدو أنه قد أحكم قبضته وسيطرته على منطقة ما من مناطق قطاع غزة، وانهى وجود المقاومة فيها وانها أصبحت آمنة لتحركات قواته، خرج له المقاومون من حيث لا يحتسب، ونفذوا فيها عمليات نوعية ومركبة واوقعوا العديد من ضباط وجنود العدو بين قتيل وجريح  ودمروا دباباتهم وآلياتهم العسكرية، وهو ما أربك جيش العدو وأصابه باليأس والانهيار واشعل الخلافات بين قيادات ومسؤولي كيان الاحتلال وكذا بين قيادات وضباط وأفراد الجيش، وتبادل الاتهامات حول الإخفاق والفشل في إدارة معركة المواجهة وفي وضع خطط لليوم التالي للحرب، في ظل إدراك العدو الصهيوني بعدم قدرته على القضاء على المقاومة و إدراكه أيضاً أنه لن يتمكن من استعادة اسراه من قطاع غزة إلا من خلال صفقة تبادل مع المقاومة، لكنه كان يكابر ويراهن على استسلام المقاومة جراء ايغاله في الإجرام والتدمير وارتكاب مجازر الإبادة الجماعية، لكن رهانه هذا كان فاشلاً أيضاً كما كان تحركه العسكري وتوغله البري وعدوانه الهمجي فاشلاً في القضاء على المقاومة وعلى قدراتها العسكرية.

ولذا كان عامل الصمود والثبات والاستبسال والبأس والعنفوان الذي أظهره وجسده أبطال ومجاهدو المقاومة الفلسطينية على أرض الميدان وفي مختلف محاور التقدم والمواجهة، هو العامل الأهم والأقوى والحاسم في صنع النصر المبين وكسر شوكة الصهاينة المعتدين وتحطيم غرورهم وإجبارهم على الرضوخ والقبول بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

 

وفي هذا السياق، نقلت القناة 12 الصهيونية عن وزير خارجية كيان الاحتلال قوله انه "طوال شهور لم نتمكن من إعادة مختطف واحد حيا لذلك مسؤوليتنا ثقيلة كحكومة"، مشيراً إلى أنه "رغم الضربات القوية التي تلقتها حماس لكننا لم نحقق أهداف الحرب بشأنها".

فيما أكد معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني إلى أنه "تم استنزاف الجيش الصهيوني في مهام لم يكن لها تأثير على شروط إنهاء الحرب". مضيفاً بأن "اتفاق وقف إطلاق النار يعني أن إسرائيل لن تدمر حماس لأنها لم تكن قادرة على ذلك".

وأشار المعهد إلى أن "إصرار إسرائيل على مواصلة الحرب كان لأسباب سياسية أو بسبب قصر النظر".. لافتاً إلى أن "قرارات نتنياهو وحكومته والمؤسسة الأمنية كانت على حساب حياة الجنود والرهائن".

وبدورها ذكرت إذاعة جيش الإحتلال الصهيوني بأن عدداً من وزراء حكومة كيان الاحتلال وبعض الحضور وسكرتير الحكومة بكوا أثناء جلسة التصديق على صفقة تبادل الأسرى.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال ان "رئيس الموساد أقر أن الصفقة مريعة لكن يجب تنفيذها نظرا للظروف التي وصلت إليها إسرائيل".

 

صمود أهالي غزة

ومن أبرز عوامل انتصار المقاومة وانكسار الصهاينة هو الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة والمستهدف بشكل مباشر ومتعمد بكل أنواع الأسلحة الحديثة والمتطورة والفتاكة بما فيها المحرمة دوليا وارتكاب العدو الصهيوني بحق أهالي القطاع أطفال ونساء وشيوخ ومدنيين أبشع الجرائم الوحشية والمجازر الدموية في حرب إبادة جماعية وكذلك تعمد العدو تدمير قطاع غزة تدميراً شاملاً وقتل أو تهجير أهله بالكامل وجعل الحياة فيه مستحيلة بعد أن دمر كل مقومات الحياة واستهداف كل شيء دون استثناء بشر وشجر وحجر، لكن أهالي قطاع غزة ظلوا صامدين وكانوا أكبر وأقوى من جبروت وصلف العدو الصهيوني فلم يستجدو المحتل وكانوا يؤكدون من فوق انقاض منازلهم ومن بين الأنقاض وهم ينتشلون ابائهم واماتهم وإخوانهم وكذا أبنائهم واحفادهم واقربائهم، بانهم إلى جانب المقاومة لم ولن يتخلوا عنها أبداً وان كل ما قدموا ويقدموه وسيقدموه من تضحيات وشهداء وجرحى هو في سبيل الله ودفاعاً عن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك ومن أجل تحرير أرض فلسطين والعيش بحرية وعزة وكرامة، فجسدت معركة الطوفان تلاحم الشعب الفلسطيني والمقاومة وحطمت غطرسة العدو وكشفت حقيقته الإجرامية أمام كل شعوب العالم، بصمودها وثباتها وتمسكها بقضيتها العادلة والمحقة، فكان هذا الصمود الشعبي عاملاً حاسماً وهاماً في تحقيق النصر الغزاوي وتحطيم غرور وجبروت العدو الصهيوني.

فقد ثبت الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهو يباد بشكل يومي بمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة وبالحصار والتجويع ومنع الغذاء والدواء والماء عنهم أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، لكن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ظل صامداً وثابتاً ومتمسكاً بمقاومته وبارضه ورفض التهجير ورفض التخلي عن مقاومته كما رفض الخضوع أو الاستسلام لهمجية وغطرسة كيان الاحتلال وترك أرضهم، بل أصروا على البقاء، فانتصروا وانكسر العدو.

وقد أكدت حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بإن الاتفاق هو "ثمرة الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني العظيم ومقاومته الباسلة في قطاع غزة، على مدار أكثر من 15 شهرا".

 

فرحة الانتصار

لم يكد الإعلان عن الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أُبرم مساء الأربعاء الماضي، يرى النور، حتى امتلأت شوارع غزة المنكوبة بالمبتهجين والمحتفلين بطيّ هذه الصفحة المؤلمة، مرددين الهتافات والأهازيج وتراثيات فلسطينية تَغنَّى بها الغزيون بفرحةٍ جامعةٍ غامرة، وذلك وسط الأضواء الخافتة بسبب انقطاع الكهرباء عن جُلّ مناطق قطاع غزة وعلى ركام الأبنية المهدّمة بفعل القصف الصهيوني الإجرامي، ورغم الجراح خرج أهل غزة في عُرسٍ دونه كلُّ الأعراس، وعيدٍ لم يبلغه أَحدُ الأهلّة، وفرحةٍ تتعثّر الكلمات في التعبير عنها، ليُعلنوا للدنيا بأسرها أن غزة باقية، وأن أهلها هم أهل الأرض الباقون، وأن العدوّ إلى حيث أتى، يجرّ أذيال الخيبة والعار.

 

غزة لا تنكسر

يُدرك الغزّاويون حقيقة معركتهم وما تتطلبه من ثمنٍ باهظٍ بتقديم قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى والنازحين، لكنهم يبدون الزهو بانتصارهم على عدوهم الذي لم يستطع أن يكسرهم رغم عدوانه الهمجي الفاشي وحصاره المطبق والخانق وتدميره الشامل وقصفه المتواصل واستمراره في ارتكاب جرائم حرب غير مسبوقة ومجازر إبادة جماعية بحق أهالي قطاع غزة طوال 15 شهراً دون توقف بدعم لامحدود من حلفائه الأمريكيين والغربيين، إلا أنه لم يحقق أيًّا من أهدافه المعلنة ولا خططه الشيطانية، فلا المقاومة انتهت، ولا أسراه تحرروا، ولا أقام واقعًا جديدًا وفق شروطه في قطاع غزة، ولا نجح في تهجير أصحاب الأرض، بل أتاهم جاثيًا على ركبتيه -كما وعد أبو عبيدة- يطلب أسراه بصفقةٍ لم تنعقد إلا بموافقة المقاومة ومن خلفها الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة. حيث انكسر العدو الصهيوني أمام بأس وعنفوان أبطال المقاومة وأمام صمود أهالي القطاع رغم الجوع والحصار والقصف المتواصل والتدمير الشامل وحرب الإبادة الجماعية.. فهاهم أهل غزة يعبرون اليوم عن فرحتهم أمام الانكسار المُذل لمن توعّدهم بكل ويل وثبور، فلم يجنِ إلا عارًا وخزيًا يُمثّل مسمارًا في تابوت كيانه الاحتلالي اللقيط والزائل.

مؤكدين على تمسكهم بنهج المقاومة واعتزازهم بالقادة الأبطال الذين قدموا أروع الأمثلة في الفداء والتضحية وبذل الدماء والأرواح، وعلى رأسهم القادة الشهداء: إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري، وغيرهم من القادة العظماء الذين ارتقوا شهداء على طريق تحرير القدس والأقصى ودحر الاحتلال الغاصب، معلنين بذلك أن قادتهم قطعة منهم، لا ينطلقون إلا من أهداف شعبهم، ولا يُعبّرون إلا عن إرادتهم، ولا يعيشون إلا لقضيتهم العادلة مجاهدين في سبيل الله ودفاعاً عن الأرض والعرض والقدس والأقصى ودحر الاحتلال، شعارهم “انه لجهاد نصر أو استشهاد”.

تبتهج غزة إذ أخرجت أبطالاً لم يغادروا الميدان منذ تمترسوا في ثغورهم، أبطالاً أذلوا العدو وأرغموا أنفه أن يأتيهم صاغرًا يطلب إخراجه من وحل أرض غزة التي فضحت سريرته وكشفت سوءة جيشه المأزوم وأعادت الآلاف منهم في توابيت بعد أن أتوا غزة بخيلائهم يظنونها لقمة سائغة، فإذ بأبطال مقاومتها يقنصون ضباطهم وجنودهم وينكلون بهم في مختلف محاور التقدم والمواجهة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، يستهدفهونهم من المسافة صفر ويقصفون تجمعات قواتهم ويفجرون آلياتهم، ويستولون على طائرات استطلاعهم، ويفجرون العبوات الناسفة في قواتهم الراجلة، ودباباتهم المصفحة، وينصبون لهم الكمائن المحكمة التي توقعهم بين قتلى وجرحى.

 

رضوخ نتنياهو

وعلى صعيد متصل، قال موقع Middle East Monitor الإخباري الدولي، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو رضخ أمام شروط المقاومة في غزة من أجل التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار بعد أن غرق جيشه في مستنقع لم يكن يتوقعه على الإطلاق.

ولفت الموقع إلى أنه وبعد 15 شهرا من الهجمات الوحشية وارتكاب جرائم غير مسبوقة، وافق الاحتلال الصهيوني على وقف إطلاق النار دون تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها في بداية العدوان على غزة وهي ــ تدمير حماس، وتحرير الأسرى الصهاينة في غزة، وتأمين العودة الآمنة للمستوطنين إلى المستوطنات في محيط غزة.

وقال إن نتنياهو وحاشيته المتعصبة بذلوا أقصى جهودهم لتدمير غزة وقتل سكانها أمام العالم أجمع مستخدمين أحدث الأسلحة الفتاكة وهددوا بإخراجهم من غزة أو إبادتهم.

وأشار الموقع إلى أنه بعد 467 يومًا من ارتكاب “الإبادة الجماعية عبر البث المباشر”، انحنى نتنياهو على ركبتيه ووافق على عقد صفقة مع حماس تضمن إطلاق الأسرى الصهاينة.

وأشار إلى أنه بالرجوع إلى نص الصفقة، فمن الواضح أنها استجابت بشكل شبه كامل لكل المطالب التي طرحتها حماس خلال الحرب، ومن الواضح جدًا أن مطلبًا واحدًا من مطالب نتنياهو لم يتم تلبيته. بالإضافة إلى ذلك، غرق الاحتلال الصهيوني في مستنقع لم يكن يتوقعه على الإطلاق.

وأضاف أنه بالإضافة إلى فشل نتنياهو في تحقيق أهدافه من الإبادة الجماعية، فقد جعل من “إسرائيل” دولة منبوذة.

 

دعم وإسناد جبهات محور المقاومة

بالإضافة إلى ما سبق من العوامل التي أدت إلى صنع النصر وكسر شوكة العدو الصهيوني وداعميه الأمريكي والاروربي، يبرز عامل حاسم وهام ومؤثر وفاعل كان له أثره الكبير في تحقيق الانتصار الغزاوي والانكسار الصهيوني، وهو عامل الدعم والإسناد العسكري من قبل جبهات محور المقاومة والقدس والجهاد، التي دخلت في معركة المواجهة إلى جانب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وضد العدوان الصهيوني الفاشي على القطاع الذي استمر على مدى 15 شهرا في حرب تدميرية وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بدعم لامحدود من أمريكي أوروبي، وفي ظل تواطؤ دولي وصمت وصمت أممي وتخاذل عربي وإسلامي.

لكن جبهات محور المقاومة كان لها موقفها المشرف في نصرة غزة واسناد مقاومتها الباسلة وخوض غمار المعركة والمواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني وداعميه الأمريكي والبريطاني وغيرهم من قوى الطغيان والاستكبار العالمي، حيث خاضت اليمن غمار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نصرة لغزة وإسناداً لمقاومتها الباسلة وحضرت مرور سفن العدو الصهيوني وداعميه الأمريكي والبريطاني وكافة السفن المتعاملة مع العدو وكذا السفن التابعة لشركات الشحن البحري المتعاملة مع العدو أو التي خرقت قرار حضر المرور عبر البحر الأحمر والعربي، ونكلت القوات المسلحة اليمنية بسفن العدو وداعميه كما نكلت ببوارج ومدمرات وحاملات طائرات تحالف حماية السفن الصهيونية الذي أنشأته الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى استهداف ودك جنوب وعمق كيان الاحتلال الصهيوني الى اخر يوم من معركة المواجهة أي إلى قبل ساعات فقط من دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ.

كما دخل حزب الله المعركة منذ اليوم الثاني لعملية طوفان الأقصى المباركة، وكان لحزب الله دوره الهام وأثره الكبير في تحطيم غطرسة العدو الصهيوني وكذا المقاومة العراقية بعملياته النوعية التي استمرت وتواصلات وكان لها أثرها في صمود المقاومة وتكبيد الصهاينة خسائر فادحة، كما كان للجمهورية الإسلامية الإيرانية دورها الفاعل بدعمها المعنوي والسياسي والاستشاري وكذا توجيه ضربات مزلزلة للعدو باستهداف كيانه الاحتلالي في عمليتين هما الوعد الصادق 1 والوعد الصادق.

وفي هذا السياق وبعد إعلان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وجه رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية: رسائل شكر إلى جبهات الدعم والإسناد في اليمن وحزب الله والمقاومة العراقية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وقال الحية في رسائل الشكر "نخص بالذكر هنا الإخوةَ في جبهات الإسناد: في لبنان الشقيق، حيث الإخوةُ في حزب الله الذين قدموا مئات الشهداء من القادة والمجاهدين على طريق القدس، وعلى رأسهم سماحةُ الأمين العام السيد حسن نصر الله وإخوانه في القيادة"، مضيفاً "نستذكر كذلك مساندة الإخوة في الجماعة الإسلامية، وما قدمه الشعبُ اللبناني من مقاومة وتضحياتٍ كبيرةٍ وصبر عظيم، دفاعاً وإسناداً لشعبنا الفلسطيني، وقد أبلَوْا بلاءً حسناً، وحوّلوا حياةَ الاحتلال إلى جحيم وتشريد، في مشهد تضامن وإسناد حقيقي، يجسد أُخوّة الإسلام والعروبة"

وتابع الحية "كما نستذكر الإخوةَ في اليمن أنصار الله -إخوان الصدق- الذين تجاوزوا البعد الجغرافي، وغيّروا من معادلة الحرب والمنطقة، وأطلقوا الصواريخَ والمُسيَّرات على قلب الاحتلال وحاصروه في البحر الأحمر".

واردف "نستذكر أيضا جهد الإخوةَ في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي دعمت مقاومَتنا وشعبَنا، وانخرطت في المعركة ودكت قلبَ الكيان في عمليتيْ الوعد الصادق (1) و(2)، والمقاومةَ العراقية التي اخترقت كلَّ العوائق، لتساهمَ في إسناد فلسطين ومقاومتِها، ووصلتْ صواريخُها ومُسيّراتُها إلى أراضينا المحتلة".


طباعة  

مواضيع ذات صلة