سيناريو الإرهاب الأمريكي في العراق يتكرر في عدن

مع مرور كل يوم ترتفع وتيرة الجرائم الإرهابية التي تشهدها مدينة عدن المحتلة في مشهد يعيد إلى الأذهان ما شهدته عدد من المدن العراقية عقب

سيناريو الإرهاب الأمريكي في العراق يتكرر في عدن

الاحتلال الأمريكي لها في العام 2003م من جرائم إرهاب أمريكي متعدد الوسائل والأدوات والأشكال.. المزيد من التفاصيل في السياق التالي:

اليمن / خاص

لا يزال الإرهاب يضرب مدينة عدن الجميلة ، تلك المدينة التي لا يمكن لأي مدينة في العالم منافستها فيما تتعرض له من جرائم إرهابية، وفي تعداد ما يستخلصه منها الإرهاب من الأرواح البريئة والطاهرة .. لقد أضحت تلك المدينة (بموقعها الاستراتيجي الحيوي، وبمكانتها ودورها وبريقها التاريخي الذهبي في عالم الاقتصاد والنقل والتجارة) مسرحاً مفتوحاً أمام الإرهاب بشتى أنواعه ومصادره واختلاف دوافعه ومحركاته ، وفيها تتواصل جرائمه بشكل شبه يومي في مسار تصاعدي ومسلسل تراجيدي حلقاته الدموية وفصوله المأساوية متواصلة يتابعها العالم - للأسف الشديد - بصمت مريب ، وربما بابتسامات رضى أو سخرية .
ورغم ما يتحتم على الأسرة الدولية من واجبات إنسانية تجاه ما تتعرض لها عدن وأبنائها الأبرياء من جرائم إرهابية في زمن احتلالها وخضوعها للوصاية السعودية والإماراتية ، تتعمد دول ما يسمى بالرباعية الدولية التجاهل وعدم الرؤية أو التقدير لحجم الخسائر المكلفة والتضحيات الجسيمة التي يدفعها أبناء شعبنا اليمني في عدن خاصة وفي محافظات جنوب الوطن المحتلة بشكل عام يومياً جراء الجرائم الإرهابية واستمرار الحرب الاستنزافية بوسائلها وأشكالها المختلفة ، التي تديرها أنظمة الغزو والاحتلال وتعرف خفاياها وتفاصيلها الدقيقة ، أكثر من غيرها ، وما يترتب عن تلك الحرب العدوانية الاستنزافية من صنوف وأشكال معاناة متعددة - ليست جرائم الإرهاب سوى صورة من صورها - بغية كسر إرادة الشعب وإجباره على الاستسلام.
وفي الوقت الذي تقع فيه على عاتق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ودول الرباعية الدولية التحرك الجاد لوضع حد لما تشهده عدن وغيرها من المحافظات المحتلة من جرائم إرهابية شبه باعتبارها جرائم ضد الإنسانية، يجب مكافحتها وتقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية ( محكمة الجنايات الدولية).
غير أن شيئا من هذا القبيل لم يتحقق أو يسمع أو يشاهد باستثناء بيانات الإدانة ، التي غالبا ما تنتهي بإلصاقها بشماعة التسويق والتبرير لما تتعرض له عدن وأبنائها من حرب استهداف سياسي واقتصادي وعسكري وجرائم إرهابية متواصلة.
وبدلاً من النهوض بواجبهم الأخلاقي والإنساني الذي يتحتم عليهم النهوض به من خلال العمل على تجفيف منابع وبؤر استمرار الحرب العدوانية وكذا التصدي لجرائم الإرهاب ومنعها من مصادرها يلقون باللوم - عقب تفاقم كل أزمة إنسانية تشهدها عدن أو وقوع جريمة إرهابية - على جميع الأطراف والمكونات التي تتقاسم مشهد الحكم الشكلي لعدن وغيرها من المحافظات المحتلة وهي في حقيقة الأمر مجرد أدوات مرتزقة وعميلة خاضعة لأوامر وإملاءات منظومة الغزو والعدوان والاحتلال الأمريكي السعودي الإماراتي.
وأكثر من ذلك يستمرون في تسويق الوعود ( العرقوبية اليومية ) عبر وسائل إعلامهم الرسمي، أو أثناء زيارات الوفود الأممية والدولية إلى عدن ، لا لشيئ سوى تخدير أبنائها لتحمل سكرات وربما حقنات الموت والإرهاب الأمريكي الذي يراد تسويقه لهم على غرار تسويقه لأبناء العراق عقب احتلاله .
هذه الوعود رغم كثرتها لم تعد كافية اليوم لردم الهوة المتنامية بين الصورة والواقع والأوهام والأحلام والحقيقة المعاشة يومياً في عدن ، التي تكشف عن أبشع صور الإرهاب الوحشية المجردة من كافة الأخلاق والقيم والأعراف الإنسانية مع مرور كل يوم .
وبالنظرة التأملية العميقة في كل ما تقدم ذكره يمكن القول أن صمت المجتمع الدولي عما تتعرض له عدن من إرهاب هو جزء من أدوات ووسائل الإدارة الأمريكية لسياسات واستراتيجيات هيمنتها وإذلالها للشعوب بما فيها شعبنا اليمني ، وأن نشاط الجماعات الإرهابية وارتكابها لجرائم التفجير والقتل والإزهاق لأرواح الأبرياء في عدن تعد بالنسبة للإدارتين الأمريكية والصهيونية وأنظمتها العميلة في المنطقة أعمال مشروعة وفي الوقت ذاته هي من تمتلك مفاتيح التحكم بتلك الجماعات وتوجيهها طالما تخدم أعمالها وجرائمها مشاريعها ومخططاتها الاستعمارية ولا تشكل خطراً على شعوبها أو تهديداً لأمنها القومي ومصالحها.
لتبقى الحقيقة هي حقيقة إطلاق العنان لغول الإرهاب الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني للعبث بأمن عدن واستقرارها وسلمها الاجتماعي وإزهاق الأرواح البريئة الطاهرة على مرأى ومسمع وصمت مريب ومعيب من دول الرباعية ودول الإقليم والعالم أجمع في مشهد تكرار لسيناريو الإرهاب الذي شهدته ولا تزال تشهده العراق منذ الاحتلال الأمريكي لها في العام 2003م.


طباعة  

مواضيع ذات صلة