في مشهدٍ يختصر حال الانحدار القيمي: إزدواجية آل سعود بين خدمة الحرم ورعاية الإنحلال

اليمن - خاص:

في مشهدٍ يختصر حال الانحدار القيمي الذي تعيشه مملكة آل سعود، يتجلّى التناقض الفاضح بين ما يُمارس في أقدس بقاع الأرض، وبين ما يُحتفى به في مواسم اللهو والانحلال التي ترعاها السلطة في الرياض وجدة وغيرها من المدن.

في مشهدٍ يختصر حال الانحدار القيمي: إزدواجية آل سعود بين خدمة الحرم ورعاية الإنحلال

بينما يُهان زوّار بيت الله الحرام من الرجال والنساء، ويُعاملون بغلظة وقسوة من جنود النظام، تُفتح أبواب القصور والمهرجانات لاستقبال الراقصات والعاهرات وشذّاذ الآفاق، في مشهدٍ لا يعكس إلا تربية محمد بن سلمان ومنهجه في الحكم القائم على تغييب الدين وتمجيد الفساد والانحطاط الأخلاقي.
لم تعد هذه الممارسات حوادث فردية أو سلوكيات عابرة، بل باتت سِمةً ممنهجة في التعامل مع زوار الحرم المكي، حيث تُوثّق عدسات الحجاج مشاهد الاعتداء والتجاوز داخل باحات المسجد الحرام، في انتهاك صارخ لحرمة المكان وقدسيته. مشاهد تضجّ بها وسائل التواصل، دون أن يصدر من السلطات السعودية سوى الصمت أو التبرير، وكأنها تُقرّ هذا الانحراف كسلوك رسمي.
وفي المقابل، تُستقبل حاخامات اليهود بالأحضان، وتُفتح لهم قاعات القصور والمجالس، وتُمنح لهم الامتيازات الكاملة تحت عنوان “الانفتاح والتسامح”، بينما يُضيّق على المسلمين القادمين من أصقاع الأرض لأداء فريضة الحج أو العمرة، ويُعاملون كالغرباء في بيت الله الحرام الذي جعله الله مثابةً للناس وأمناً.
إن ما يجري اليوم في الحرم المكي الشريف ليس مجرد تجاوز إداري أو خطأ فردي، بل هو انعكاس لسياسة ممنهجة تُفرغ الدين من جوهره وتُقدّس السلطة على حساب القيم. سياسةٌ تسعى لتشويه صورة الحرمين وتحويلهما من رمزٍ للخشوع والسكينة إلى ساحةٍ تُنتهك فيها الكرامة ويُمارس فيها القهر.
وفيما ينشغل النظام السعودي بإقامة الحفلات الصاخبة واستقدام راقصات الغرب وملكات الإباحية، تزداد الاعتداءات والانتهاكات على زوار بيت الله، في دلالةٍ على المفارقة المهولة بين ما كان عليه الحرم من وقارٍ وهيبة، وما آل إليه اليوم في ظل حكمٍ لا يرى في الإسلام سوى شعارٍ لتزيين الصورة أمام العالم، بينما في الواقع يهدم كل قيمةٍ مقدسة ويمسخ كل معنى للطهارة والقداسة.
إنها مملكة التناقض، حيث يُستقبل الحاخامات بالأحضان، ويُصفع المصلون على أعتاب الكعبة، وحيث يُقدَّم الفسق على أنه “تطوير”، بينما يُقابل الخشوع بالإهانة.


طباعة  

مواضيع ذات صلة