واشنطن وصنعاء .. تفاصيل عروض الترغيب والترهيب (يناير - يوليو 2024)

طلال الشرعبي

 بعد أن كان اهتمام العالم بأسره يتركز خلال الفترة الممتدة بين تاريخي (مارس 2015 - أكتوبر 2023م ) حول الضربات الجوية التي ينفذها تحالف العدوان الأمريكي السعودي البريطاني الصهيوني الإماراتي على اليمن بقيادة الرياض ، أصبح اهتمام العالم بأسره منذ ال 31 من ديسمبر 2023م يتركز حول الضربات التي تنفذها صنعاء منفردة على الكيان الصهيوني وسفن وبوارج الأمريكي والبريطاني الداعم له على امتداد ميدان معركة المواجهة البحرية المفتوحة بين الجانبين والتي شملت البحر الأحمر والعربي وخليج عدن والبحر المتوسط والمحيط الهندي ..

واشنطن وصنعاء .. تفاصيل عروض الترغيب والترهيب (يناير - يوليو 2024)

في ال 7 من أكتوبر 2023م انطلقت شرارة معركة المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال الإسرائيلي فسارعت دول الغرب الصهيوني وفي مقدمتها أمريكا إلى نجدة إسرائيل وبالمقابل لم تتجرأ عاصمة عربية على إعلان نجدتها ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني سوى صنعاء .

منذ مطلع يناير 2024م تطورت مواقف الدعم والتأييد السياسي للشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي إلى مواقف دعم وتأييد عسكري تجسدت أبرز صوره في اتساع نطاق المواجهة واندلاع الحرب المباشرة بين الأطراف الإقليمية والدولية الداعمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا والأطراف الداعمة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها صنعاء.

 تجدر الإشارة إلى أن المجال هنا لا يتسع للحديث عن كافة تفاصيل المعركة وفقا لمساراتها وتعدد مجالاتها والأطراف المشاركة فيها على مستوى المنطقة والمستوى الدولي وسيقتصر الحديث هنا فقط على تفاصيل أحداث ووقائع معركة المواجهة العسكرية بين واشنطن وصنعاء وعروض الترغيب والترهيب (يناير - يوليو 2024).

 

ترهيب أمريكي جوي

في ال 12 من يناير 2024م حاولت واشنطن إرهاب صنعاء بشنِّ عدوان جوي واسع النطاق ب 73 غارة استهدفت عددا من محافظات الجمهورية اليمنية.

ورغم كثافة واتساع نطاق العدوان فقد فشلت واشنطن في تحقيق هدفه المتمثل في إرهاب صنعاء وإجبارها على التخلي عن موقفها الداعم والمساند لغزة وللشعب الفلسطيني .

 في ال15 من يناير جاء رد صنعاء بإعلان قواتها المسلحة أن كافة السفن والقطع الحربية الأمريكية والبريطانية المشاركة في العدوان على اليمن أصبحت أهدافا معادية ضمن بنك أهدافها.

 

موقف يمني ثابت

وفي ال 17 من يناير أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ قواتها البحرية أول عملية استهداف لسفينة ( جينكو بيكاردي) الأمريكية في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة.

طيلة 6 أشهر مضت تعددت عروض ترهيب وترغيب واشنطن لصنعاء ومحاولات إثنائها عن موقفها العسكري الداعم والمساند لغزة وعلى العكس من ذلك شهد ميدان المعركة العديد من تطورات الوقائع والأحداث التي لم تتوقف عند حد معين من الفعل السياسي والعسكري اليمني الداعم والمساند للشعب الفلسطيني .

 

تخبط أمريكي

مواقف واشنطن التي لم تكن تتخيل أن تصل بها الأمور يوما إلى الحد الذي وصلت إليه خلال معركة مواجهتها البحرية المباشرة مع صنعاء لخصته عدد من تغريدات نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية العميد عبدالله عامر بعد مرور 6 أشهر من عمر المعركة.

وفي تعليقه على السقوط المشين لواشنطن وصيتها العالمي وهيبتها العسكرية يقول العميد بن عامر في تغريدة له على X " يتضرر الأمريكي أكثر بالإعلان عن العمليات العسكرية ضد قطعه الحربية ولم يتمكن من إخفاء انزعاجه ليس فقط بسبب استهداف تلك القطع وإنما انزعاجه الأكثر بسبب الإعلان عن تلك العمليات وطريقة التناول ومستوى المتابعة وحجم الأصداء العالمية الممتدة من بكين وبيونغيانغ إلى موسكو وحتى هافانا وبرازيليا.

ويلخص العميد بن عامر واقع حال المعركة وأحداثها وإلى أين يمكن أن ينتهي بها المطاف في تغريدة أخرى بقولت " تدرك الولايات المتحدة أن اليمن سيذهب في هذه المعركة إلى أبعد مما تتخيل أو تعتقد ولهذا نجدها ما بين الحين والآخر تعرض عروضها عبر الوسطاء وما إن تفشل حتى تحرك أدواتها وحتى تهدد مجدداً بتحركات اضافية وهكذا يستمر الموقف فلا ‎اليمن خضع ولا أمريكا توقفت وهي معركة حتى النصر إن شاء الله" .

ويضيف تريد واشنطن تسويات منفردة بعيداً عن ‎غزة وهذا هو هدفها منذ اليوم الأول إلا اليمن واضح فلا توقف للعمليات إلا بوقف العدوان على غزة .

وفيما يتعلق بسياسة الترغيب والترهيب التي مارستها واشنطن على صنعاء يتساءل العميد بن عامر في تغريدة أخرى له "  ترى كم عدد الرسائل الأمريكية التي تلقتها صنعاء عبر الوسطاء منذ مجزرة المعمداني في غزة وحتى اللحظة ؟ ما هو مضمون تلك الرسائل؟

كم هي التهديدات وكم هي العروض والإغراءات المتعلقة بتسوية الملفات مقابل إيقاف عمليات الإسناد؟ والأهم من ذلك لماذا لا تتوقف أمريكا عن بعث الرسائل ما دام اليمن متمسك بموقفه؟

 

تفاصيل العروض

بالمقابل جاء الرد على تساؤلات بن عامر  على لسان رئيس الوفد اليمني المفاض محمد عبدالسلام خلال المقابلة التي أجرتها معه قناة الميادين مؤخرا حيث قال :"  تلقينا رسائل من الولايات المتحدة عبر بعض الوسطاء بأنها لا تريد توسعة الصراع ولا تريد أي إسناد يمني لغزة وكان رد السيد القائد أن من يحرص على عدم توسعة الصراع عليه إيقاف الصلف الصهيوني.

وأوضح عبدالسلام : حزمة الضغوط التي واجهناها نتيجة موقفنا تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني كانت كبيرة وكثيرة جداً والاتفاق مع السعودية كان جاهزاً حتى جاء العدوان الإسرائيلي وما تلاه من إجراءات ورد فعل أميركي وغربي ليعطل مسار الاتفاق مع السعودية.

وأضاف : حصل نوع من العروض منها السماح للتفاهمات اليمنية السعودية بالاستمرار في مقابل أن يتوقف اليمن عن موقفه ولكننا أكدنا وما زلنا نؤكد أننا لا يمكن أن نتوقف عن موقفنا إلا بتوقف العدوان على غزة.

وأكد أن محور المقاومة أصبح في أكثر المراحل تطوراً وتشكلاً ليكون محوراً قوياً ومؤثراً وما يقرره الإخوة في فلسطين وقادة المقاومة من أي اتفاق أو تعليق أو هدنة للعمليات العسكرية سيلتزم به اليمن ونحن جاهزون لأن نوقف العمليات الخاصة إذا توقف العدوان الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني.

 

تحركات لندركينج

 من خلال التتبّع لأهم محطات تحرك المبعوث الأمريكي الخاص لليمن لندركينج منذ بدء المواجهة البحرية اليمنية الأمريكية وحتى اللحظة والتي كان آخرها وصوله إلى مسقط مطلع الأسبوع الجاري يتجلى حجم عروض الترغيب التي تقدمها واشنطن لصنعاء وفي هذا السياق أفادت مصادر دبلوماسية بأن المبعوث الأمريكي يحمل في جعبته عرضا جديدا لصنعاء يتعلق بالبحر الأحمر، دون كشف المزيد من تفاصيله.


طباعة  

مواضيع ذات صلة