جهود محور المقاومة متناسقة لمواجهة التهديدات الصهيونية باجتياح مدينة رفح

بينما تتقدم لغة الحرب والتهديد عند كيان العدو الصهيوني لجهة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، هناك خطوات خطاها محور المقاومة من أجل مسألة تنسيق الجهود وتكاملها لردع هذه التهديدات، مع ما يقتضي ذلك من تعزيز هجماته والاستعداد في المقابل لمواجهات مع العدوانية الصهيونية.

ولعل ما أطلقته فصائل محور المقاومة بكل ألوان طيفها، في الفترة الأخيرة يؤكد أنها قد أعدّت كل ما يلزم للانتقال إلى مراحل جديدة من التصعيد لزيادة الجهود المساندة للمقاومة الفلسطينية وبمعنى آخر، تثبت حجم تأثيرها وكفاءتها بإدارة يوميات المساندة والمواجهات، وتفوقها التكتيكي والميداني.

وبينما لا تزال المقاومة الفلسطينية في غزة تدك جيش العدو الصهيوني وصامدة في وجهه العدوان، تطلق القوات المسلحة اليمنية تهديداً تاريخياً مقابل التهديد برفح، عبر إعلانها بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد باستهداف كل السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الصهيونية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من البحر الأبيض المتوسط.

ولا ريب أن إعلان القوات المسلحة اليمنية ينطوي على دلالات عدة أبرزها، أن المقاومة في اليمن قد قررت الانتقال إلى تجربة قتالية مختلفة مضمونها أن عملياتها العسكرية لن تهدأ حتى ينتهي العدوان على غزة ويرضخ الكيان الصهيوني لكل طلبات المقاومة الفلسطينية.

وهنا يتحدث الأمين العام لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" في لبنان علي يوسف حجازي عما حققته المقاومة في اليمن من فرض معادلات جديدة أرستها منذ الأيام الأولى لدخولها المواجهة.

ويقول حجازي: إن "اليمن رغم ما عاناه، ها هو اليوم بدل أن يُحاصَر، هو اليوم يضع معادلات الحصار، وهو الذي يشارك في رسم الأفق المتعلق بمعركة رفح حينما يعلن بشكل واضح وصريح أنه في حال فكر هذا العدو أن يدخل إلى رفح سيكون هناك حصار يطال كل السفن المتجهة إلى فلسطين المحتلة".

جهود محور المقاومة متناسقة لمواجهة التهديدات الصهيونية باجتياح مدينة رفح

ويؤكد حجازي أن إعلان اليمن عن بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد ليس بالأمر العادي أو بالخبر العابر، بل إنه يصنع معادلة على مستوى الصراع في المنطقة والعالم.

فضلا عن ذلك لا تزال المقاومة اللبنانية في حالة إسناد للمقاومة لغزة تنزع القدرة على إدارة الحرب من العدو الصهيوني بعد أن شغلت ثلث جيشه وهجرت 100 ألف مستوطن صهيوني وأضعفت الحالة الاقتصادية في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.

ولفت نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم إلى أن "أي مساندة لغزة فضلا عن أنها مصلحة لغزة هي مصلحة للبنان أيضا"،

وأوضح أن "مساندة غزة من لبنان تحقق هدفين الأول نصرة فلسطين والثاني ردع العدو".

وقال الشيخ قاسم: "بحسب المعطيات العدو غير قادر وليس له مصلحة بالحرب ونحن لا نرى مصلحة بحرب واسعة".. مضيفاً: "ما فعلناه في الجنوب اسمه دفاع استباقي بهدف نصرة غزة وحماية لبنان وردع (إسرائيل)".

وتابع قائلاً: "لا تستهينوا بقدرة حزب الله على إيلام (إسرائيل)".. مؤكداً أن "ما استخدمته المقاومة على الجبهة في الجنوب هو جزء من القوة وجزء من السلاح وما خفي أعظم".

وأردف بالقول: "على العدو أن يفهم بأنه إن آلمنا أكثر فعليه أن يتألم أكثر".

وفي إطار متصل استطاعت المقاومة العراقية رفع حالة المواجهة عبر إدخال صواريخ حديثة واستهدافها مواقع نوعية في "تل أبيب" من باب التصعيد أيضا والضغط على العدو الصهيوني.

وشدّد رئيس مجموعة "النبأ" للدراسات الاستراتيجية في بغداد، هاشم الكندي، على أنّ المقاومة الإسلامية ملتزمة بنصرة فلسطين وبوحدة الساحات.. لافتاً إلى أنّ المقاومة في العراق تؤكد انتقالها لمرحلة جديدة، وأنّ المواقع المستهدفة هي مراكز متقدمة.

وأوضح الكندي أنّ العمليات الأخيرة للمقاومة في العراق هي جزءٌ يسير مما تملكه من قدرات.. مبيّناً أنها "تختار أهدافها بدقة".

وأكد أنّ المقاومة العراقية "أظهرت أنّ كل اهداف الكيان المحتل والمصالح الأمريكية والصهيونية هي في متناولها".

في السياق ذاته، تتزامن نتائج جبهات اليمن ولبنان والعراق مع نتائج الانخراط البحريني المباشر في معركة طوفان الأقصى، عندما أعلنت المقاومة الإسلامية في البحرين– سرايا الأشتر عن تنفيذها لعملية هجوم بطائرة مسيّرة استهدفت مقر الشركة المسؤولة عن النقل البري بالكيان المؤقت (تراك نت Trucknet) في مدينة أم الرشراش "إيلات" في فلسطين المحتلة.

وقالت المقاومة الاسلامية في البحرين "سرايا الأشتر" في بيان لها: نعلن عن استهداف مقر الشركة المسؤولة عن النقل البري بالكيان (تراك نت Trucknet) في مدينة أم الرشراش "إيلات" في فلسطين المحتلة بواسطة الطيران المسيّر دعما للقضية الفلسطينية ونصرة لشعبنا المقاوم في غزة.

وقد شكّلت هذه العملية إعلاناً بالنار، لفتح جبهة مساندة جديدة لمحور المقاومة، تثبت بأنه يمتلك الكثير من المفاجآت والقدرات التي لم تُكشف وتُفعّل بعد.

وفي نهاية المطاف، فإن الواقع العملياتي الذي أعدّته قوى محور المقاومة من خطّة الجهوزيّة والتصعيد وما اختزنته من مفاجآت، الهدف منه إرسال رسالة للعدو الصهيوني مضمونها أنها لا تزال تمتلك الكثير من أوراق القوة التي تمكّنها من تحويل التهديد الصهيوني باجتياح مدينة رفح الفلسطينية، إلى عبء ثقيل على كيان العدو وجيشه الذي مازال يتخبط بأزماته على كل الجبهات.


طباعة  

مواضيع ذات صلة