الثورة الايرانية حقائق للتاريخ 3 ..وعلاقتها بالثورة الفلسطنية

علاقات الثورة الإيرانية بالثورة الفلسطينية التي كانت ولازالت تشكل مصدر إزعاج كبير للصهاينة والأمريكان واكبر عائق لتنفيذ مخططاتهم في المنطقة

صحيفة اليمن - خالد فاروق العبسي

الثورة الايرانية حقائق للتاريخ 3 ..وعلاقتها بالثورة الفلسطنية

ترتكز على منطلقات متميزة وتختلف عن منطلقات بعض الدول العربية والإسلامية فقد كان قائد الثورة الإيرانية الإمام أية الله الخميني رضوان الله علية قبل

انتصار الثورة الإيرانية دور بارز واهتمامات عميقة وواسعة بالقضية الفلسطينية العادلة ومظلومية الشعب الفلسطيني الذي سلبت أرضة من قبل عصابات

الكيان الصهيوني وتم تشريده في المنافي ومخيمات للاجئين وحرمانه من ابسط حقوقه الإنسانية في الكبر مظلومية عرفتها الإنسانية عبر تاريخها إن

تأتي عصابات كيان غاصب وتحتل ارض شعب عربي مسلم وتقتله وتشرده بعيدا عن أرضة بقوة السلاح ودعم الامبريالية البريطانية والفرنسية من

خلالمؤامرة وعد بالفور وبعد الحرب العالمية الثانية وتوافق قوى الطغيان والاستكبار العالمي على إعادة تقسيم خارطة العالم وفق لمصالحها الاستعمارية

تم إعلان دويلة الكيان الصهيوني عام 1948م بدعم وقرار دول تأسيسه ولازالت ومن تلك المظالم تجسد اهتمامات ومنطلقات الإمام الخميني بالقضية

العادلة في قناعته الفكرية الدنية النقية قولاً وسلوكاً وفي فلسفته الثورة الإسلامية وفي كل ادبياتة وخطابته من بداية مسيرته النضالية ضد نظام الشاه

العميل للصهاينة والأمريكان كانت قضية فلسطين حاضرة في وجدانه الثوري والقدس في جوهرها باعتبارها مسرى النبي محمد صلى الله علية

وسلموأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولأهميتها المقدسة عند كل المسلمين أخذت القدس في فكر الإمام الخميني بعدها الإسلامي 

والإنساني الصالح كقضية إستراتيجية مركزية غير قابلة للمساومة ومن واجب الأمة الإسلامية تحريرها من دنس الصهاينة الغاصبين مع تزايد فكر الإمام

الخميني الإسلامي الثوري ونشاطاته في مدينة قم المقدسة وكل مدن جغرافية إيران وخارجها وبعد الانقلاب الأمريكي على حكومة مصدق عام 1953م

كان جهاز المخابرات الإيرانية (السافاك)الذي تأسس عام 1955م بخبرات الصهاينة والأمريكان لحماية أسرة الشاه ونظامه ومصالحهم مرتبط عضوياً بجهاز

المخابرات الصهيوني (الموساد) وكان الجهازان يقومان بكل العمليات القذرة ضد القيادات الإيرانية المعارضة لنظام الشاة والقيادات الفلسطينية المقاومة

للكيان الصهيوني الغاصب وذلك تم نفي الإمام الخميني إلى العراق ثم تم نفيه ثانيا الى فرنسا ومع إعلان منظمة فتح الثورة ضد الكيان الصهيوني بقيادة

ياسر عرفات اصدر الإمام الخميني فتوى دنية من النجف الاشرف عام 1968م بوجوب دعم نضال الشعب الفلسطيني بالمال كرد ثوري إسلامي منطقي

على تداعيات هزيمة حزيران 1967م وعدم الاستسلام للصهاينة مع تزايد تأثيرات أفكار ونشاط الإمام الخميني في النجف الاشرف على اتباعه في العراق

وإيران وما جاورها ثم نفيه وأبعاده إلى فرنسا كبيئة جغرافية بعيدة ومحيط غير إسلامي للحد من تأثيره ولكن الإمام الخميني تجاوز المعوقات وكان يتواصل

مع جماهيره للتبعية والتحشيد الثوري بوسائل عديدة منها الأشرطة المسجلة وبعد افتعال إحداث أيلول الأسود وإخراج قوات المقاومة الفلسطينية من

الأردن عام 1970م انتقلت قواعد المقاومة إلى لبنان ووجدت فيه بيئة سياسية واجتماعية مختلفة وحريات ثقافية وفكرية أوسع ومكونات سياسية

واجتماعية حاضنة ومؤيدة لمسار وخيارات المقاومة الفلسطينية من قوى اليسار اللبناني والمجلس الشيعي الأعلى بقيادة الإمام الإمام المغيب موصى

الصدر حينها الذي كان يشترك في الرؤية مع الإمام الخميني تجاه القضية الفلسطينية المعادلة ومظلومية الشعب الفلسطيني وكان الإمام موسى الصدر

يردد قناعاته الراسخة بأنه لا قيمة لحياة المسلمين بدون تحرير القدس من دنس الصهاينة الغاصبين لأهم المقدسات الإسلامية, وبالرغم من انفجار بداية

الحرب الأهلية اللبنانية بتخطيط الكيان الصهيوني وتحويل كيان آل سعود الذي كان يجني ثمار الطفرة النفطية الكبرى حينها وتوجيهها لتدمير قوى الثورة

العربية تحت ذريعة الدفاع عن الإسلام من خطر المد اليساري والقومي العربي وهو في حقيقة الأمر كان ينفذ دوره الوظيفي المرسوم له من أسياده

الصهاينة والأمريكان واستمرت تلك الحرب الأهلية في لبنان من عام 1985م حتى 1989م إلا أن قواعد المقاومة الفلسطينية وتحالفاتها ظلت مستمرة

حتى وقوع الاجتياح لقوات العدو الصهيوني للعاصمة اللبنانية بيروت عام 1982م وما تلاها من شروط إخراج المقاومة الفلسطينية وقياداتها من لبنان عام

1983م وخلال نشاط المقاومة الفلسطينية تم تفاهمات بين قيادات الثورة الإيرانية قبل انتصارها على الشاه على قيادة الثورة الفلسطينية والقائد ياسر

عرفات الذي كان رئيس منظمة فتح ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية حينها لتبادل الخبرات النضالية وتنسيق مواقف الثورتين والاستفادة من الإمكانات

المشتركة لمواجهة العدو الصهيوني المشترك والإمبريالية الأمريكية وأذيالهم في المنطقة وقام عرفات بتوجيه رسالة عزاء لقائد الثورة الإيرانية ضد الشاه

ونظامه الإمام الخميني باستشهاد نجله مصطفى وكان ذلك أو اتصال بين القائدين واستمرت العلاقات النضالية بسرية تامة بعيداً عن أعين جهازي

السافاك والموساد وكانت معسكرات منظمة فتح الفلسطينية في لبنان تستقبل طلائع مجاهدي الثورة الإيرانية ويقوم الخبراء العسكريون والأمنيون

الفلسطينيون بتدريبهم وتسليحهم وبعد انتصار الثورة الإيرانية مطلع العام 1979م انتقل المدربون إلى ضواحي العاصمة الإيرانية طهران لتدريب طلائع

الحرس الثوري الإيراني لحماية انتصار ومسار الثورة الإيرانية باعتبارها مكسب هام للشعبين الإيراني والفلسطيني وقوة ثورية ضد كيان العدو الصهيوني

والإمبريالية الأمريكية وأذيالهم العميلة في المنطقة وكان أول شخصية سياسية دولية زارت طهران بعد أسبوع من انتصار الثورة وتم استقبال عرفات

رسمياً بحفاوة بالغة من قيادات الثورة وفي مقدمتهم الإمام الخميني وشعبياً خرجت جماهير الثورة في العاصمة طهران والمدن الإيرانية بمسيرات مرحبة

بعرفات ومؤيدة للثورة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني الغاصب وكان ذلك الحراك الجماهيري الكبير هو نتاج طبيعي للتأثير الوجداني لفكر القائد الإمام

الخميني المؤيد للحق الفلسطيني العادل ومواقف قيادات الثورة الإيرانية العقلانية الراسخة في دعم ثورة الشعب الفلسطيني تنطلق من مبادئ

إستراتيجية محورية لتراكمات الفكر الثوري للإمام الخميني وتراكمات التجربة الثورية للشعبين الإيراني والفلسطيني ولم تتأثر بالموقف الشخصي السلبي

المفاجئ للرئيس ياسر عرفات عندما طلبت منه قيادة الثورة الإيرانية بعامة الخميني إن يقوم بدور الوساطة الإيجابية لإقناع العراقي صدام حسين بإيقاف

هجومه العسكري ضد إيران وتوضيح مخاطر مغامراته على مقدرات الشعبين الشقيقين إلا عرفات بحسابات قاصرة وقراءة خاطئة وضيقة للمشهد حينها اصطف إلى جانب قادسية صدام ضد إيران


طباعة  

مواضيع ذات صلة