أمريكا تحشد قواتها لاحتلال عدن

اليمن : خاص

بعد أن فشل وكيلا القوى الاستعمارية في المنطقة ( السعودية والإمارات) في تحقيق أجندة واشنطن ولندن في المحافظات والمناطق المحتلة شرق وجنوب وغرب اليمن ، وبعد أن تصاعد صراع الرياض وأبو ظبي على مناطق النفوذ خصوصاً في مناطق الثروات النفطية والغازية والمعدنية والمواقع الحيوية الاستراتيجية والجزر الحاكمة في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن وصولا إلى جزيرة وأرخبيل سقطرى بوابة المحيط الهندي ، ومع ازدياد الغليان الشعبي في مدينة عدن المحتلة وتصاعد الاحتجاجات الجماهيرية ضد حكومة المرتزقة المدعومة سعودياً والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً نتيجة انعدام الخدمات وانهيار العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني غير مسبوق في مختلف المحافظات المحتلة ، ونتيجة لمستجدات الأحداث وتطوراتها في جنوب وشرق وغرب اليمن بالتزامن مع ما تشهده المنطقة من سباق المصالح المحتدم بين قوى الهيمنة والاستعمار الأمريكي- الغربي والقوى العالمية الصاعدة بقيادة الصين وروسيا ، ونظراً لمخاوف أمريكا المتزايدة من فقدان هيمنتها على منطقة الخليج والسعودية التي تشكل اليمن عمقها الاستراتيجي، إضافة إلى ما تمتلكه من ثروات اقتصادية ضخمة ..

أمريكا تحشد قواتها لاحتلال عدن

دفعت واشنطن مؤخراً بسفيرها ( ستيفن فاجن ) يرافقه طاقم عسكري واستخباراتي كبير يسمونهم ( بالمستشارين) إلى مدينة عدن المحتلة وتحديداً إلى قصر معاشيق مقر قيادات المرتزقة الذين يقضون معظم وقتهم في فنادق الرياض وأبو ظبي والقاهرة ويخضعون في تحركاتهم لتوجيهات جهازي الاستخبارات السعودية والإماراتية ويتصارعون وفقاً لتعليماتها باعتبارهم أرخص مرتزقة في العالم .

زيارة تنفيذ لمهمة الاحتلال
ويرى مراقبون أن زيارة فايجن لمدينة قد عبرت عن نية الولايات المتحدة لإدارة مهمة الاحتلال بنفسها ، والتعامل مع أي تظاهرات شعبية رافضة كما أكدت حقيقة التوجهات الأمريكية الهادفة إلى استكمال تنفيذ خطط وتحقيق أهداف الزيارات المتكررة لقادة الأساطيل الأمريكية السابقة إلى محافظة عدن وحضرموت والمهرة ووصول قوات أمريكية إليها وبناء قواعد عسكرية في سقطرى وميون وغيرها من الجزر. وأن نظامي الاحتلال والعدوان السعودي والإماراتي قد فشلا في تنفيذ المخططات الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلى السيطرة الكاملة على المضائق البحرية والجزر اليمنية في المحيط الهندي وبحر العرب وكذا البحر الأحمر.
وكان تقرير صادر عن أحد مراكز أبحاث الاستخبارات الأمريكية قد ذكر أن زيارة فايجن تأتي ضمن مهام عمل تتعلق بتأمين نشر قوات أمريكية في خليج عدن بالتزامن مع توجيه البنتاغون قوات من مشاة البحرية والسفن الحربية نحو المنطقة.
وبحسب بيان صادر عن البنتاغون سترسل الولايات المتحدة سفينتين حربيتين برمائيتين وآلاف من مشاة البحرية إلى الشرق الأوسط بذريعة مواجهة تهديدات الأمن الإقليمي.
ووفقا للمعهد البحري الأمريكي سيتم إرسال السفينتين الحربية البرمائيةUSS Bataan (LHD-5) و USS Carter Hall (LSD-50) وعناصر من وحدة المشاة البحرية 26 على متن السفينتين إلى القيادة المركزية الأمريكية بناءً على أوامر من وزير الدفاع لويد أوستن.
وأشار المعهد إلى أن مجموعة باتان البرمائية الجاهزة المكونة من ثلاث سفن ستقوم بعبور شمال المحيط الأطلسي نحو البحر الأحمر وخليج عدن.

سيناريو " أمريكي - بريطاني"
وفي هذا السياق أكدت مصادر مطلعة أن سفير واشنطن وطاقمه العدواني العملياتي جاءت زيارته لعدن وفق سيناريو "أمريكي- بريطاني" عسكري واقتصادي وأمني وترجمة لخلاصات تهدف إلى فرض واقع استعماري "أمريكي- بريطاني" مباشر خططت له استخبارات واشنطن ولندن خلال المراحل الزمنية الماضية من التواجد الاستعماري في عدن وشرق اليمن وفي الجزر المحتلة .
وأشارت المصادر إلى أن تحرك السفير الأمريكي جاء أيضاً متزامناً مع وصول قوات أمريكية إلى خليج عدن من ضمنها وحدات من قوات المشاة البحرية ومدمرة جديدة متخصصة بتدمير الصواريخ وعدد من السفن والزوارق البحرية مدعومة من قوات الأسطول الخامس الأمريكي ومجموعة السفن والبوارج البريطانية والفرنسية في البحرين الأحمر والعربي .. إضافة إلى ما تسمى بقوات المهام البحرية متعددة الجنسيات التي تم تشكيلها خلال العام المنصرم من عدة دول من بينها دول العدوان على اليمن ومن يدور في فلكها ، وهو الأمر الذي يعكس مدى النوايا العدوانية المبيتة ضد الجمهورية اليمنية وسيادتها ووحدة أراضيها وشعبها واستقلالها .

خطة تنفيذ السيناريو
وأكدت المصادر أن خطة تنفيذ السيناريو الاستعماري قد تم توزيع أدوار تنفيذها حيث حددت المهام العسكرية والسياسية على الجانب الأمريكي وحددت المهام الأمنية والاقتصادية على الجانب البريطاني ، وتم تحديد الهدف الاستراتيجي الاحتلالي لقوى الاستعمار وهو هدف السيطرة العسكرية على ميناء عدن البحري وتحويله بالتدرج إلى قاعدة عسكرية" بريطانية- أمريكية "، وكذا السيطرة على مطار عدن الدولي
وتحويل جزء منه إلى قاعدة جوية عسكرية كما كان إبان الاستعمار البريطاني المندحر في ال ٣٠ من نوفمبر ١٩٦٧م بعد كفاح مسلح دام أربعة أعوام قدم خلاله شعبنا التضحيات الجسام في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة والكرامة اليمنية .
وعلى ذات الصعيد أشارت المصادر بأن (ستيفن) التقى بمجرد وصوله بفريق الاستخبارات البريطاني المتخصص بالجوانب الأمنية ومدير أمن عدن المرتزق اللواء مطهر الشعيبي وناقش معهم الحالة الأمنية غير المستقرة في عدن ، ووجه الشعيبي بتشديد الإجراءات الأمنية وتركيب الكاميرات الأمريكية في كل شوارع المدينة والميناء والمطار ومنافذها الرئيسية والارتباط بغرفة الاستخبارات الأمريكية التي نصبت أجهزتها التقنية التجسسية بمدينة التواهي وقصر معاشيق لتأمين قوات المشاة الأمريكية الاحتلالية التي ستفرض واقعا جديدا في عدن المحتلة.

احتجاجات ومخاوف
وأكدت المصادر بأن السفير وجه مدير أمن عدن بقمع الاحتجاجات وإنهاء المظاهرات بالشوارع وأن بلاده سوف تضمن لهم خدمات الطاقة الكهربائية وستقدم لهم المساعدات التي لم يقدمها ( الحلفاء) في إشارة واضحة للاحتلال السعودي الإماراتي الذي لا يزال يتخذ من مدينة البريقة بعدن مقراً له ، وكان قادته على علم مسبق بالخطة الأمريكية- البريطانية التي وصل من أجل الإشراف على تنفيذها السفير ( ستيفن) بعد أن ناقشها مع أبو ظبي والرياض خلال الأيام السابقة من وصوله إلى عدن .. مبدياً مخاوف واشنطن من تصاعد الصراع بين الإمارات والسعودية الذي قد يهدد ما وصفه بالأمن القومي الأمريكي ومصالحه في المنطقة واليمن على حد وصف العديد من المصادر المتابعة عن كثب لتحركات السفير الأمريكي الذي ينفذ تعليمات واشنطن التي وصلت إلى قناعة بأن وكلائها بالمنطقة لم يفشلوا فقط في تحقيق أجندتها ، بل أصبحوا بصراعاتهم يهددون مصالحها وأمنها القومي باليمن والمنطقة عموماً وفقاً للمصادر .

اتفاق" انتقالي- أمريكي "
إلى ذلك أشار ناشطون محسوبون على ما يسمى بالمجلس الانتقالي إلى أن عودة رئيس المجلس وقياداته إلى عدن جاءت وفق اتفاق مع واشنطن وقعه الزبيدي خلال زيارته إلى أمريكا يتضمن تشكيل حكومة مصغرة بقيادته لإدارة مهام المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة ، والتي ستكون نواة لتشكيل حكومات على مستوى الأقاليم وتحت إشراف السفير الأمريكي بدلا عن السفيرين السعودي والإماراتي على حد وصفهم .
وعلى ذات المسار أعلنت بريطانيا أن فريقاً بريطانياً قد زار عدن مؤخراً وتكفل بدراسة الوضع الاقتصادي وحل الإشكاليات في هذا الجانب .. وذلك ضمن سيناريوهات إعادة فرض استعمارها لعدن بالشراكة مع واشنطن .
ونخلص إلى التأكيد أن أمريكا لم ولن تستطيع احتلال جنوب وشرق اليمن مهما كانت قوتها ومهما استخدمت من أدواتها الرخيصة لأن الشعب اليمني قاطبة يقف اليوم بقوة وصلابة وشموخ لمواجهة قوى الاستعمار القديم - الجديد ، ولأن إرادة الحرية والكرامة والسيادة والوحدة والاستقلال لن تنكسر .


طباعة  

مواضيع ذات صلة