نيران الحرب لن تقف عند حدود اليمن بل ستطال الجميع

 الإدارة الأمريكية وسياستها العدوانية تجاه اليمن، تكشف زيف ادعاءاتها عن السلام، والسلام من جانبهم لا يزال أقوالا بحاجة إلى ما يؤكدها عمليا، وأولها وقفُ الجرائم بحق اليمنيين، ومعالجةُ

نيران الحرب لن تقف عند حدود اليمن بل ستطال الجميع

الملفات الإنسانية، ومغادرة وهم السيطرة على اليمن  والتوجه الجاد لتحمل تبعات العدوان والحصار، وإنهاء التواجد الأجنبي من الأراضي اليمنية.

ولعل التحركات الأمريكية البريطانية الأخيرة بشأن مساعي إحلال السلام في اليمن، تضع السعودية على محك صعب، حيث ترفض الولايات المتحدة وبريطانيا  المتحالفتان معها في العدوان على اليمن اندفاعها باتجاه التفاوض مع صنعاء والقبول بشروطها، التي تتعلق بإنجاز الملف الإنساني، والتعويضات، وإعادة الأعمار، وغيرها من الملفات، حسب ما تم الاتفاق عليه خلال جولات المفاوضات السابقة، وآخرها التي عقدت في شهر رمضان في القصر الجمهوري بصنعاء، بحضور السفير السعودي محمد آل جابر ووفد الوساطة العماني.

 المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ عبر عن استياء بلاده من موافقة الرياض المبدئية على دفع مرتبات الموظفين في مختلف مناطق اليمن "من إيرادات النفط اليمني"، معتبراً ذلك تنازلاً يضر بالمصالح الأمريكية في المنطقة، وقال :"إن بلاده ترى في الموافقة على دفع مرتبات الموظفين من إيرادات النفط اليمني يعتبر تنازلا لإيران" حد وصفه.

وبحسب مراقبين لم تعد لدى الرياض خيارات كثيرة، فمن جهة لا تزال المملكة غير قادرة على التخلي نهائياً عن تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، التي امتعضت بشدة نتيجة عودة العلاقات السعودية مع إيران، خصوصاً وأن واشنطن نصّبت إيران عدواً افتراضياً حشدت لمواجهتها غالبية الأنظمة العربية، لصرف الأنظار  عن العدو الرئيس الأول للأمة العربية والإسلامية وهو الكيان الصهيوني.

وجاء موقف الحكومة في صنعاء معززا تحذير الرئيس المشاط بأن تداعيات أي تصعيد قادم بدفع أمريكي بريطاني، وتلكوء سعودي، لإعاقة السلام، كما حدث طوال الفترات السابقة. فالامريكيون هم من يعيقون السلام، وهم دائما في كل جولات التفاوض من يعيق أي تقدم ويسعون لزرع العراقيل، على أن نيران الحرب لن تقف عند حدود اليمن، وتفاديا لهذا التصعيد، فإن الالتزام بتنفيذ الملف الإنساني هو بوابة العبور ومفتاح السلام.

وبما أن النظام السعودي لا يزال في قبضة حليفه الأمريكي فمن المرجح أن يتراجع عن الخطوات التي تم الاتفاق على إنجازها مع صنعاء، على طريق السعي لحلول تؤدي إلى سلام شامل في اليمن والمنطقة، الأمر الذي سيجعل المملكة أمام خيار صعب تحتاج لاتخاذه جرعة كبيرة من الشجاعة، وإن كانت تلك بالطفرة.. على أن حسابات مصالحها لها الأولوية على مصالح  حليفها، فإما أن تتجاوز ضغوطات حليفها وتضحي بمصالحه الموكل إليها رعايتها في الشرق الأوسط، أو أن تضحي بأمنها القومي الذي تتهدده قوات صنعاء كحتمية لا مناص منها في حال التعنت والمراوغة، إذ ترفض صنعاء أن يبقى الوضع متأرجحاً بين حالة اللا سلم واللاحرب، وقد أوصلت تحذيراتها من مغبة ما سينتج عن انتكاس التفاوضات وتراجع الرياض عمّا كانت التزمت به ووافقت عليه، ويبدو من تصريحات مسؤولي السلطة في صنعاء أن هناك بوادر تراجع ومماطلة من الجانب السعودي.

ويؤكد مسؤولو صنعاء أن واشنطن ولندن نقلتا عبر المبعوث الأممي إلى اليمن تيم ليندركينغ، الذي كان في زيارة للعاصمة اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية، رؤية أمريكية بريطانية جديدة للسلام في اليمن، تتناقض تماماً مع الاتفاقات التي حُسمت بحضور الوسيط العماني الشهر الماضي، وهو أمر استفز مسؤولي صنعاء الذين اعتبروه مراوغة والتفاف  هدفها عرقلة مسار السلام، وفي مُقدَّمِهم رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، الذي أرسل تهديداً شديد اللهجة عبر المبعوث الأممي، مؤكداً أن الولايات المتحدة وبريطانيا لن تكونا بمنأى عن نيران الحرب التي ستصيب الجميع.

واعتبر رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبدالعزيز بن حبتور أن إنجاز الملف الإنساني الذي تم التوافق عليه بين صنعاء والرياض "مفتاح الأمن والاستقرار"، في المملكة والمنطقة بشكل عام، في إشارة إلى أن السعودية قد تتسبب في اشتعال نيران الحرب من جديد إذا ما تراجعت عن التوافقات التي تمت، وستكون أول الخاسرين إذ أن أمنها سيتعرض لخطر داهم، حيث تتخذ صنعاء وضع الجاهزية القصوى لتنفيذ عمليات عسكرية استراتيجية نوعية وحاسمة، حتماً ستكون موجعة، ومؤلمة جدا جدا ً إذا ما خضعت الرياض للرغبات الأمريكية.

 


طباعة  

مواضيع ذات صلة