حوار خاص : مدير مطار صنعاء الدولي الأستاذ خالد الشائف 4 ملايين مغترب ومليون و450 ألف مريض بانتظار فتح المطار

أكد مدير مطار صنعاء الدولي الأستاذ خالد الشائف أن الأمم المتحدة وكذا دول تحالف العدوان غير جادة فيما يتعلق بفتح مطار صنعاء في الوقت الذي يتجلى

حوار خاص : مدير مطار صنعاء الدولي الأستاذ خالد الشائف 4 ملايين مغترب ومليون و450 ألف مريض بانتظار فتح المطار

فيه حرص حكومة الإنقاذ كل الحرص على فتح المطار، كما تحدث الشائف عن جملة من القضايا المتعلقة باستهداف المطار بالقصف الجوي ثم إغلاقه من دول تحالف العدوان وما ترتب عن ذلك من خسائر مادية وصور معاناة إنسانية ألقت بظلالها المأساوية على كاهل شعبنا اليمني في حوار خاص لليمن ، فإلى نص الحوار:

 

حوار : أروى حنيش

 

- بداية ما هي أبرز الخسائر المادية وصور المعاناة الإنسانية الناجمة عن استهداف وإغلاق مطار صنعاء الدولي ؟

-- مطار صنعاء الدولي يعتبر الشريان الرئيسي للجمهورية اليمنية وفي السابق كان يخدم أكثر من 80 % من سكان الجمهورية وقبل العدوان كان يسافر عبره  أكثر من 5 ألف مسافر يومياً سواء إلى محافظات أخرى داخل الوطن أو إلى دول خارجية .. ولذلك فإن استهداف المطار ثم إغلاقه من تحالف العدوان قد تسبب في خسائر مادية كبيرة وفي صور معاناة إنسانية متعددة.

 

خسائر مادية

 

وبالنسبة للخسائر المادية الناجمة عن استهداف وإغلاق مطار صنعاء الدولي فهي نوعين : خسائر مباشرة وخسائر غير مباشرة والخسائر المباشرة : هي الخسائر الناجمة عن استهداف مرافق المطار مثل استهداف المدارج ، واستهداف محطات الكهرباء واستهداف شبكة المياه وشبكة الاتصالات والأجهزة الملاحية و جهاز الإرشاد الملاحي وبعض التجهيزات الأخرى والخسائر المباشرة تجاوزت 150 مليون دولار وكما ذكرنا الناجمة عن الاستهداف المباشر لمرافق المطار .

أما الخسائر المادية غير المباشرة الناجمة عن إغلاق مطار صنعاء الدولي فتتمثل في توقف كل الرحلات وتوقف عجلة التنمية وتوقف تدفق الإيرادات وإغلاق كل المكاتب الخدمية التي كانت تعمل في مطار صنعاء الدولي سواء مكاتب التخليص الجمركي أو مكاتب السفر والسياحة أو مكاتب مبيعات شركة الطيران أو شركات الطيران المحلية والعربية التي كانت تنضم رحلات يومية إلى مطار صنعاء الدولي أو المكاتب التابعة للخطوط الجوية اليمنية وشركة النفط والكثير من المكاتب الخدمية التي كانت تقدم خدمات سواء للمسافرين أو الطائرات الواصلة لمطار صنعاء الدولي هذه المكاتب الخدمية التي كانت تحصل على إيرادات من حركة الطيران المختلفة إضافة إلى الإيرادات التي كانت تحصل عليها إدارة مطار صنعاء الدولي .. كل هذه الأشياء نسميها خسائر مادية غير مباشرة ناجمة عن إغلاق مطار صنعاء الدولي وقد تجاوزت نسبة هذه الخسائر المادية غير المباشرة 3 مليار دولار إضافة إلى خسائر الجهات العاملة التي تجاوزت هي الأخرى أيضاً 3 مليار دولار .

 

معاناة إنسانية

 

أما صور المعاناة الإنسانية المتعددة فقد تسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي بكارثة إنسانية كبيرة وإذا تكلمنا عن القطاع الصحي فقد فارق الحياة أكثر من 100 ألف مريض من أصحاب الأمراض المستعصية كان بالإمكان علاجهم في الخارج ، ولا يزال هناك أكثر من 450 ألف مريض بمرض مستعصي ينتظرون مصير مجهول وهم بحاجة ماسة للسفر لتلقي العلاج في الخارج وفي ظل استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي يفارق الحياة منهم من 25 إلى 30 مريضاً يومياً. وهناك أيضاً أكثر من 70 ألف مريض بالسرطان ، وأكثر من 20 ألف مريض بحاجة ماسة لزراعة الكلى خاصة بعد إغلاق معظم مراكز الغسيل الكلوي وعدم توفر المحاليل نتيجة الحصار ، وأكثر من 10 ألف مريض بحاجة ماسة لزراعة الكبد .. الجميع بحاجة ماسة للعلاج في الخارج.

إضافة إلى كل ما تقدم هناك أكثر من 1،000،000 مريض من أصحاب الأمراض المزمنة هم بحاجة ماسة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة التي لا يمكن أن تصل إليهم إلا عبر مطار صنعاء الدولي ولا يمكن أن تصل عبر المنافذ الأخرى لأنها تحتاج إلى تغليف وإلى تبريد وإلى نقل سريع وآمن.

 

عالقون في الخارج

 

 هناك أيضاً أكثر من 4 مليون مغترب عالقون في الخارج لا يستطيعون زيارة أقاربهم البعض منهم قضى 7 أو 8 سنوات بعيداً عن أقاربه .. وإلى جانب ذلك هناك أكثر من 4 ألف طالب في مختلف المراحل الدراسية سواء الجامعية أو الدراسات العليا في داخل الوطن أو في الخارج تسبب إغلاق المطار في منعهم من استكمال دراستهم ولذلك فإن حجم المأساة الإنسانية الناجمة عن إغلاق مطار صنعاء الدولي كبيرة جداً جداً.

 

180 غارة جوية

 

- كم عدد غارات الاستهداف التي تعرض لها مطار صنعاء الدولي منذ بداية العدوان ؟

-- مطار صنعاء الدولي كان هدفاً لطيران العدوان منذ  ال 26 من مارس 2015م وتعرض لغارات الاستهداف المستمر حتى وقت قريب وتجاوز عدد هذه الغارات 180 غارة تسببت في خسائر كبيرة نتيجة الاستهداف المباشر أو من خلال الشظايا أو شدة الانفجار الناتج عن الاستهداف كل مرافق المطار تضررت بشكل كبير جراء الشظايا وتكسر الزجاج والديكور والأسقف المستعارة والشاشات وكل الأثاث هي أبرز مظاهر الأضرار الناتجة عن الشضايا وشدة إنفجار صواريخ وقنابل الغارات علاوة على الأضرار الناتجة عن الاستهداف المباشر للبنى التحتية والمرافق والأجهزة الفنية والملاحية.

 

إحصائية رقمية

 

 - هل لديكم إحصائية رقمية "ولو تقديرية" بالخسائر المادية لقطاع النقل الجوي التي تسبب بها إغلاق المطار؟؟

-- إغلاق مطار صنعاء الدولي تسبب بخسائر مادية لحقت كل القطاعات الاقتصادية في البلد لكن أكثر القطاعات تضرراً هي قطاع الصحة كما أشرنا إلى ذلك سابقاً وكذلك قطاع النقل الجوي الذي تضرر بشكل كبير وفيما يتعلق بالإحصائية الرقمية عن الخسائر المادية لقطاع النقل الجوي فيمكن القول أن كل قطاع النقل الجوي في الجمهورية قد تضرر بشكل عام .. هناك مطارات دمرت بشكل كامل وهناك مطارات تضررت بشكل كبير ونستطيع أن نقول أن كل مطارات الجمهورية تضررت والبعض منها دمرت بشكل كامل باستثناء مطار سقطرى ومطار عتق ومطار سيئون حتى مطار عدن تعرض للقصف والتدمير ومطار المكلا تعرض للعبث والتدمير للأجهزة الموجودة داخل المطار وهناك مطارات دمرت بشكل كامل مثل مطار تعز ومطار الحديدة ومطار عتق وكذلك مطار صنعاء لم يسلم من الأضرار كما ذكرنا .. ولذلك فإن قطاع النقل الجوي قد أصيب بالشلل التام نتيجة للاستهداف أو الحصار الجائر وبشكل عام فإن خسائر قطاع النقل الجوي بشكل كامل قد تجاوزت 5 مليار دولار.

 

جدية منعدمة

- هل ترون أن دول العدوان والقوى التي تقف وراءها وكذا الأمم المتحدة جادة في توجهها من أجل فتح المطار؟

 -- لا يوجد جدية لدى الأمم المتحدة في تخفيف أو رفع المعاناة عن شعبنا اليمني للأسف الشديد الأمم المتحدة انحازت لتحالف العدوان منذ البداية ولا يوجد جدية لدى تحالف العدوان ولا لدى الأمم المتحدة في فتح مطار صنعاء الدولي وكل المبررات التي يدعونها لتبرير إغلاق المطار ومنها القول أنه غير أمن أو أنه غير جاهز فنياً أو أنه يستخدم للأغراض العسكرية .. كلها مبررات واهية وكاذبة وليس لها أساس من الصحة للأسف الشديد رغم إطلاق المبادرة الأممية الجديدة تبقى الحقيقة أنه لا يوجد جدية لدى تحالف العدوان أو لدى الأمم المتحدة لفتح المطار، ولن يفتح مطار صنعاء الدولي إلا بمعادلة مطار مقابل مطار بمعنى أنه كلما كان هناك تقدم للجيش واللجان الشعبية في الميدان كلما كان هناك تقدم في سير المفاوضات وكلما زادت عمليات استهداف القوات الصاروخية لمطارات دول العدوان وأجبرت دول العدوان على إغلاق مطاراتها نتيجة استهدافها من قبل القوات الصاروخية اليمنية كلما زادت جدية تحالف العدوان من أجل فتح مطار صنعاء الدولي.

 

- شهدت الساحة الإقليمية والمحلية مشاورات وتحركات سياسية مكثفة كان أبرزها مبادرة جديد للأمم المتحدة وكذا زيارة الوفد العماني إلى صنعاء هل لديكم معلومات حول ما توصلت إليه هذه المشاورات ؟

-- فيما يتعلق بالمشاورات حول فتح مطار صنعاء الدولي الحقيقة أن حكومة الإنقاذ حريصة كل الحرص على فتح مطار صنعاء الدولي ، وقدمت مبادرات كثيرة لفتح المطار ، ولا يوجد أي مبرر أصلاً لإغلاق المطار من قبل تحالف العدوان المفروض أن المطارات تبقى مفتوحة في حالة الحروب والصراعات لإسعاف الجرحى والمرضى ووصول المساعدات ووصول اللجان الدولية ووصول الصحفيين والمحققين لكن للأسف الشديد أن تحالف العدوان ومرتزقتهم ، ليس لديهم الجدية في فتح مطار صنعاء الدولي ، وليس لديهم حرية حتى في اتخاذ القرار فيما يتعلق بكل بنود المشاورات ، فمطار صنعاء الدولي مفتوح من قبل حكومة الإنقاذ وإنما أغلق من قبل تحالف العدوان في إطار الحصار الجائر وتعرض للاستهداف ولا يزال يتعرض للاستهداف حتى وقت قريب أو بمعنى أصح لا يوجد ضمانات حتى هذه اللحظة لعدم تعرصه للاستهداف.

 

جاهزية إدارية وفنية

 - في حال تم التوافق على فتح المطار .. هل لدى المطار جاهزية إدارية وفنية لاستئناف عمله بطاقته الكاملة .. أم أن هناك إشكالات وصعوبات لابد من حلها ؟

-- بالنسبة للجاهزية الإدارية للمطار هناك كادر وظيفي مكتمل ويعمل بكامل طاقته وهو موجود ويعمل بشكل طبيعي ، لدينا كوادر مؤهلة لديها خبرات تراكمية لسنوات طويلة والبعض منهم لديه دورات عالمية في مجال الطيران المدني سواء أولئك الذين تم تدريبهم في أمريكا أو في ألمانيا أو في سنغافورة أو في كوريا وأخذوا كل الدورات التي اشترطتها منظمة الطيران المدني وهم مؤهلين تأهيلاً كاملاً ولذلك فإن الجاهزية الإدارية للمطار موجودة وكاملة بنسبة 100% .

أما ما يتعلق بالجاهزة الفنية للمطار فهناك بعض القصور الناتج عن تعرض المطار للقصف من قبل العدوان وهناك بعض الأجهزة الملاحية والأجهزة الفنية التي تعرضت للاستهداف ولحقتها أضرار كبيرة ولا يوجد لها بديل أو حتى قطع غيار لإصلاحها في السوق المحلية .. وهنا نستطيع القول إن المطار جاهز في الحد الأدنى ولكنه بحاجة لبعض الأجهزة الفنية الحديثة الخاصة بالأجهزة الملاحية وبحاجة إلى  أعمال صيانة كبيرة تتطلب عملية تنفيذها فريق فني كبير ومعدات كثيرة.

 

خطة لإعادة التأهيل

- هل لديكم خطة لإعادة تأهيل المطار ؟

 -- نعم لدينا خطة عمل متكاملة لإعادة تأهيل المطار وبشكل أفضل مما كان عليه في السابق والتمويل اللازم لتنفيذ هذه الخطة موجود "تمويل ذاتي" ولكن لا يوجد لدينا ضمانات بعدم استهداف المطار وعدم استهداف الفريق الخاص بالصيانة والمعدات حتى هذه اللحظة ، ولا شك أن الصعوبات تكون موجودة حتى في الوضع الطبيعي للمطار قبل العدوان ولكننا نستطيع تجاوزها من أعمال الصيانة الدورية .. لكن الصعوبات الناتجة عن استهداف المطار واستمرار الخروقات والحصار كثيرة ولا نستطيع تنفيذ أي أعمال صيانة في ظل عدم توفر الضمانات من التعرض للاستهداف ، ولذلك نتمنى أن تكون الأمم المتحدة جادة في تعاملها  مع الملف اليمني وخاصة مطار صنعاء الدولي ونحب أن نذكر أن المستفيد الوحيد من فتح مطار صنعاء الدولي في الوضع الراهن هي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.


طباعة  

مواضيع ذات صلة