(القاعدة) تستميت في معقلها التاريخي مأرب

لم يكن انخراط تنظيم “القاعدة” في معارك محافظة مأرب الأخيرة، إلى جانب القوات المدعومة من السعودية

(القاعدة) تستميت في معقلها التاريخي مأرب

، الأوّل من نوعه، فقد شارك التنظيم ــــ ولا يزال ــــ في مختلف جبهات القتال منذ اندلاع العدوان قبل ستّ سنوات.

 غير أن مشاركته هذه المرة بحسب جريدة الاخبار اللبنانية كانت مختلفة من ناحيتَين: من حيث نوعيّتها؛ إذ دفع “القاعدة” بأعداد إضافية من عناصره إلى جبهات المحافظة المشتعلة، ومن حيث التنسيق؛ إذ تؤكد المعلومات وجود مستوى عالٍ من التنسيق بينه وبين التحالف السعودي ــــ الإماراتي من جهة، وقادة الجبهات من جهة أخرى. وتأتي هذه المشاركة النوعية للتنظيم في ظلّ تصاعُد مخاوف السعودية وحزب “الإصلاح” من سيطرة قوات صنعاء على مركز المدينة، بعد التقدُّم الكبير الذي حقّقته في أكثر من جبهة خلال الأسابيع الماضية.

وتُمثِّل محافظة مأرب معقلاً تاريخياً لـ”القاعدة”، وهو ما تُؤكّده جملة من الأحداث المتعلّقة بملفّ “الحرب على الإرهاب”، وأبرزها العمليات الجوية الأميركية عبر الطائرات المسيَّرة، ومن شأن سيطرة قوات صنعاء على كامل المحافظة أن تحرم التنظيم من أهمّ معاقله، كما حدث في محافظات يمنية أخرى. ومن المهمّ الإشارة هنا، أيضاً، إلى أن وجود “القاعدة” ونشاطه انحصرا، خلال السنوات الماضية، في المدن والمحافظات اليمنية التي تسيطر عليها التشكيلات المسلّحة المدعومة من السعودية والإمارات، بينما أصبح أثراً بعد عين في مناطق خصومها.

وليست مشاركة “القاعدة” في جبهات القتال في محافظة مأرب مجرّد استنتاج يستند إلى تصريحات وأدبيات دينية، بل أكّدها التنظيم نفسه عام 2016، من خلال نشره أخباراً شبه يومية عن معارك جبهة صرواح غرب المحافظة، عبر حساب “أنصار الشريعة” على موقع “تويتر”، قبل أن تأتي التعليمات من قيادة السلطة المحلية بالتوقُّف عن النشر، وعدم رفع الأعلام السود؛ على اعتبار أن ذلك سيضع “التحالف” في موقف لا يُحسد عليه أمام “المجتمع الدولي”، الذي لم يُخفِ قلقه من الانعكاسات السلبية للعملية العسكرية السعودية على ملفّ “حرب الإرهاب” في اليمن.


طباعة  

مواضيع ذات صلة