حكومة تويتر .. تفاصيل المسار المتعثر ووصاية النيادي وآل جابر

حكومة المحاصصة هندسة سعودية بامتياز عرفت طريقها كالعادة إلى تويتر وفيسبوك ولن تعرف طريقها أبدا إلى أرض الواقع

خاص - صحيفة اليمن

حكومة تويتر .. تفاصيل المسار المتعثر ووصاية النيادي وآل جابر

 

 بعد مشاورات دامت أكثر من عام في الرياض عاصمة مملكة العدوان السعودي ، تمخّضت تلك المشاورات عن ولادة مشروع جديد لفرض الوصاية والاحتلال السعودي الإماراتي لأرض الجنوب بإصدر الفار هادي قرارا قضى بتشكيل ما سمي بـ"حكومة المحاصصة" أو حكومة الكفاءات والوصف الأدق " حكومة النفايات " بمشاركة كافة قوى العمالة والارتزاق للعدوان وفي مقدمتها حزب الإصلاح و"المجلس الانتقالي الانفصالي " المدعوم إماراتيا.

النقل والثروة السمكية والسيطرة على السواحل والمنافذ البحرية والجوية الهاجس الأكبر والهدف الرئيس من التدخل الإماراتي في العدوان كانت من نصيب حليف الإمارات المتمثل فيما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي. 

الجديد في تشكيل حكومة المنفى أن ثمان وزارات هي وزارتي الشؤون القانونية وحقوق الإنسان , ووزارتي الإعلام والثقافة والسياحة, ووزارتي التعليم العالي والتعليم الفني , ووزارتي الخارجية وشؤون المغتربين .. أصبحت أربع وزارات بعد دمج كل وزارتين في وزارة واحدة .

إضافة إلى غياب المرأة عن تشكيلة الحكومة لأول مرة منذ العام 2001م.

هندسة سعودية

الحكومة التي أثبت مخاض تشكيلها العسير أنها هندسة سعودية بامتياز تشكلت على الورق فقط وبدلاً من أن تشق طريقها إلى عدن لممارسة مهامها، عرفت طريقها كالعادة إلى تويتر وفيسبوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي لأنها في حقيقة الأمر حكومة ارتهان مسلوبة القرار يتقاسم صلاحياتها السفير السعودي محمد آل جابر، والضابط الإماراتي أبو خليفة النيادي وجعلها مجرد أداة محلّية ضعيفة وطيعة لتنفيذ هدف تثبيت الاحتلال السعودي الإماراتي طويل الأمد للمحافظات الجنوبية إضافة إلى الاستفادة منها في تسهيل مهمة تحقيق الهدف الرئيسي الأكبر لأنظمة الاستكبار العالمي والمتمثل في تمرير مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني .

حقيقة مكشوفة

رغم تشكيل الحكومة الذي رأت فيه قوى العدوان وبعض مليشياتها المرتزقة منجزا كبيرا لها ولا تزال بعض مليشيات العدوان تعارضها تبقى الحقيقة الثابتة والمكشوفة مسبقا لذوي الفهم والثقافة السياسية العالية هي حقيقة حتمية استمرار إنهيار الإقتصاد اليمني وغياب للخدمات وتردٍ الحياة المعيشية لملايين المواطنين لا سيما في المحافظات الخاضعة لسلطة الاحتلال ومليشياته المرتزقة إضافة إلى استمرار نهب الثروات، والسطو والاستحواذ على الموارد  والتفريط بالسيادة والقرار اليمني لا سيما وقد شملت تشكيلة الحكومة ذات الوجوه التي احترفت الفشل وأدمنت البقاء خارج البلاد، بعيدة عن المعاناة التي يعيشها الملايين من اليمنيين على امتداد المحافظات والمناطق التي يسيطر عليها تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات والمليشيات المحلية التابعة لهما على اختلاف درجات الولاء تبعا لحجم الدعم والتمويل.

الطريق ذاته

تبقى الحقيقة الثابتة أيضا أن مملكة العدوان السعودية تسلك الطريق ذاته الذي سلكته بريطانيا عندما قررت الخروج من مستعمرة عدن ومحمياتها بعد تواجد استمر قرنا وثلث القرن وليس هناك شيء يدعو إلى الاستغراب فيما يتعلق بتعثر مسار الحكومة الجديدة التي يمكن وصفها بحكومة تويتر وبقاء صلاحياتها رغم إعلان تشكيلها حكرا على النيادي وآل جابر كون تلك الحكومة في أساسها تعبيرٍا عن الأجندة السعودية المخفية والمكشوفة في آن معاً، حيث لا تزال تصر على أن تقرير مصير اليمن ليس إلا بنداً في جدول أعمال اللجنة الخاصة التابعة لمجلس الوزراء السعودي، والمعنية حرفياً بإدارة الشأن اليمني بكل تفاصيله منذ تأسيسها في عهد الملك فيصل عام 1963، وعلى نحو تبدو معه ما تسمى بحكومة الكفاءات والمحاصصة السياسية آخر وصفة تنجزها تلك اللجنة للشعب اليمني الذي تحاول إخضاعه وإعادته إلى حضيرة وصايتها.


طباعة  

مواضيع ذات صلة