الروائي والكاتب سامي الشاطبي لـ"اليمن" : إتحاد أدباء وكتاب اليمن يعيش في سرير الاحتضار

سامي الشاطبي 'أحد الأسماء الشابة التي تكتب القصة والرواية والسيناريو

خاص – صحيفة اليمن – حوار: عمران الحمادي

الروائي والكاتب سامي الشاطبي لـ"اليمن" : إتحاد أدباء وكتاب اليمن يعيش في سرير الاحتضار

سامي الشاطبي 'أحد الأسماء الشابة التي تكتب القصة والرواية والسيناريو

خاص – صحيفة اليمن – حوار: عمران الحمادي

 'له باع كبير في المجال الأدبي يتحاوز ربع قرن 'عمل في الصحافة الثقافية لسنوات وله اشتغالات عديدة في مجال الرواية والقصة.

في هذا اللقاء يتحدث الكاتب عن تجربته في الكتابة وعن القضايا التي يحاول ايصالها من خلال كتاباته المختلفة بالإضافة إلى حديثه عن واقع الأدب اليمني وخاصة الشبابي وكيف أثرت الحرب على المؤسسات الثقافية وخاصة منظمة اتحاد أدباء وكتاب اليمن فإلى نص الحوار :

ماهي القضايا التي ترتكز عليها تجربتك في الكتابة.؟

قضية سهلة المنال لكني عجزت خلال 25 عاما عن تناولها بالصورة التي تليق..يبقى الكاتب مهموما بقضيته الكبرى والكبرى لكاتب مثلي تتقاذفه الاقدار يمنيا ويسارا تتلخص في تحسس الالم الى فئة قل ما يتناولها المجتمع الا وهي فئة المولدين ..من اب يمني وام غير يمنية ..يواجهون الكثير من المحن ..عنصرية مقيتة تلك الملونين وخاصة عندما تكون الأم افريقية وتترك سحنتها.

هذه قضية كبرى لكن العالم ينظر اليها كقضية صغيرة واليمنيين يزدرون مجرد مناقشتها بدعوى ان هناك قضايا اكبر واهم !

-أكثر من عشرين سنة مضت على تأسيس نادي القصة

نادي القصة ..اعتقد باني المؤسس رقم 10 بحسب بطاقة عضويتي..ونادي القصة لم يتأسس قبل 20 عاما بل عام 1996م ..كانت تدور حوارات ونقاشات في حرم جامعة صنعاء يقودها وجدي الاهدل والقاصة اروى عبده عثمان بهدف تأسيس نادي يعنى بالسرد ..انضممت مطلع العام 1997م الى الزملاء وبدا النادي في السير بأولى خطواته.. مضت الاعوام التالية ثقيلة على النادي واعضائه وواجه البعض منهم محاكمات ومطاردات يطول شرحها ..تعرض الاهدل للمحاكمة ففر الى سوريا وبشرى المقطري للملاحقة من قبل جماعات دينية متعصبة وورد اسمي صمن قوائم المطلوبين بدعوى نشر مواد تتعارض والدين والمجتمع.

اغرب ما في امر هذه المحاكمات الشهيرة ان من تناولها في وسائل اعلام الخارج جعل من عباس الديلمي شاعر الحكومة والمؤتمر الشعبي هو الضحية والملاحق والمتهم والشخوص الحقيقين هم الجلادين.. اغلق النادي اثر هذه الاحداث والذي كان مقره في دار الكتب ولم يقف على ارضية صلبة الا عام 2000م وبدور وجهد كبير من الغربي عمران الذي كان اثناءها عضوا في البرلمان.

باعتبارك أحد مؤسسيه -كيف تنظر إلى مسيرة النادي طوال الفترة السابقة؟

نتيجة قلة الاصدار الروائي منذ العام 1927م وحتى 2010م بإمكاني ان احمل مجمل النتاج السردي اليمني في سلة واحدة والخروج الى الشارع ..سأقول للناس بان ما في السلة هو مجمل الاصدار الروائي اليمني ..سيضحكون ..سيشير البعض بانني امزح وان  ما احمله ملابس او شيء من هذا القبيل ولا يمكن أن يكون مجمل الانتاج الروائي لبلد حافل وواسع كاليمن!

-كيف تجد المشهد الثقافي اليمني اليوم؟!

لا مشهد ثقافي ..لم يعد هناك مشهد ثقافي بالمعنى المتعارف عليه مؤسسيا فالمؤسسات الثقافية قد انهارت تحت وطأة الحرب والمثقفين اتجهوا الى احزابهم وابتلعتهم مخلفات الحرب!

لكن هناك ثمة بصيص من الضوء يأت من نادي القصة ..يأت من المراسم المنتشرة ..يأت من بدايات ظهور نخبة من المثقفين الذي ولدوا نتيجة قهر مثقفي الحرب لهم ..ولدوا باصابع منهكة لكنها حتما ستحدث تغييرا كبيرا .

كتاب يعيشون وسط الحرب ”

-مالذي يدعوك لمواصلة الكتابة في زمن الحرب؟!

الكتابة..ليست مهمة سهلة في بلد محفوف بالمخاطر كاليمن.. انت كقارئ للتاريخ.. ما الذي يهمك في حرب تقع الان ما دمت تحمل قضية كبرى تتجاوز حدود الزمن الاني وافتعالاته المغمسة بالدم والالم ...اعتقد بان الكاتب المهموم بالمكان والمتمثل في اليمن وحده من يتحمل الكتابة في حقل الالغام هذا ! 

-هل نستطيع القول بأن الروائي سامي الشاطبي قد تشكل على واجهة أهم كتاب البلد..؟!

هذا سر!

هل بحثت عن الشهرة وماذا تعني لك.؟!.!

احيانا نعم بحثت عنها ..بحثت عنها في عدة اعمال تلفزيونية ، لكنني بعد بريق الاضواء اشعر باني عاري تماما ..لذا اكر راجعا الى السرد حيث لا اضواء ولا شهرة ..حيث لا احد سواي وقضيتي الكبرى والالم الناس وشخوصي المكلومة رغم كم السخرية!  

ماهو واقع الأدب اليمني  أمام الادب العربي؟!

الادب اليمني وخاصة الرواية سبقت الرواية المصرية ولكن لا احد يهتم لهذا الشأن ...لماذا لان اليمن بلد متخلف مهمل.. تصور اول رواية يمنية صدرت عام 1927م هي رواية فتاة قاروت لأحمد السقاف.. اي بفارق زمني بسيط عن رواية هيكل والتي تعتبر من اوائل الروايات العربية.. لقد خسرنا حقنا في الريادة العربية.. نستحق ذلك..!

-كيف تجد ما يكتبه الأدباء الشباب؟! .

النتاج القصصي كبير والشعري اكبر ..يحتار المرء في كثرة هذه الانتاج ومصدر الحيرة انه يفتقد للنقد الجاد..زماننا كنا محاطين بنقاد امثال عبدالله علوان واسماء كثيرة ..ما ان تكتب قصة او نصا يتبعه نقد احيانا يكون لاذعا ..الجيل الحالي بلا ناقد ..بلا مبصر ..بلا احد لذلك ترى النتاج كبيرا والمحتوى في كثير منه فارغا !

ماذا يعني الحدث السياسي والسياسة برمتها لك كروائي?

السياسة مثل كلب في الشارع نباح على كل مار-وإذا عبر أحدهم عبر  عن غضبه بالنباح  الذي يتحول  إلى قضم اللحم.

يصاب المار بداء الكلب فيحمل كلفة العلاج ويبحث عن صاحب الكلب ليشكوه ولكن مالك الكلب شخص مسلح  وجاهل متخلف لا  يصدق أن  يقوم كلبه اللطيف الطيب بقضم لحمه!

عملك خارج نطاق الأدب هل يأخذك بعيداً عن الكتابة؟

أيامي أغلب ساعاتها مسروقة سرقتها الاحتياجات اليومية الملحة في مجتمعنا المادي والإستهلاكي.. ولكن ثمة ساعة انتزعها من مخالب المدن الإسمنتية ومخلفات الحرب وبيئتنا المعادية لأخصصها للأدب أو بالأصح أخصصها لقضيتي ككاتب.

كيف تنظر إلى الكتاب  ممن يعملون خارج مجال الأدب...?

مدننا الإسمنتية تقرأ الأدب بشغف لكنها لا تؤمن بحق الكاتب ليعيش من نتاج ابداعه الأدبي ’عليه أن يعمل في مجالات أخرى ويخصص ساعة واحدة لقضيته الكبرى.

-التاريخ اليمني  ملف شائك -ماذا يعني لكِ ككاتب؟ وهل أسقطت بأعمالك جزءً من التاريخ؟!

بالموجز التاريخ اليمني 3200 حرب ومعركة وثلاث حضارات خلال الثلاث ألف عام ويمكن أن أختصرها في عدة صفحات من أي رواية ’المشكلة ليست في التاريخ بل في وقائعه التي تتكرر مع كل عصر ولكن بصورة أكثر تشوها.

هل أنت راض بما قدمته خلال مسيرتك الأدبية؟

نعم .

ماذا تعني لك الجوائز الأدبية.. هل أنت بحاجة إليها!؟

لا أشارك في المسابقات الأدبية لأنني في قليل منها كنت عضوا في لجان التحكيم ’وهي تجربة مريرة أن تكون عضوا  بلجنة لجوائز أدبية  يكون قد حسم أمر  الفائز قبل وصول الأعمال المرشحة .ونعيش أزمة أخلاقية خانقة في هذا الجانب.

وإلى أي مدى خدمت الجوائز الأدب ؟وكيف تجد منظومة الجوائز الأدبية؟ هل ارتقت بمستوى الأدب.. وإلى أي مدى؟

خدمت بعض أقارب أعضاء اللجان -خدمت أشخاص تربطهم صلة بالأعضاء فقط  وتوسعا في الموضوع .

ماهي حجم المساحة بينك ككاتب  وبين السلطة؟

أخطأت مرة وانتميت للحزب الاشتراكي قبيل العام 1999م وأخطأت مرة أخرى وتحت حاجة العمل انتميت للمؤتمر الشعبي العام 2003م ولكني سريعا ما تفاديت الخطاء الأول بالاستقالة والخطاء الثاني بالهروب بعيدا عنه إلى هناك -إلى  حيث لا حزبية ولا أحزاب.. ولا إنسان بدون انتماء وأنتمي إلى اتحاد الأدباء وسأظل كذلك.

كيف تكتب-وماهي الأجواء التي تنجز بها نصك الإبداعي؟

أكتب في أي وضعية أو أي جو لا يهم من حولي.. و لا أفهم أن يكون للكاتب طقوس عند الكتابة المسالة ليست أكثر من تكتب بل ما يدفعك للكتابة.

-إلى أين تتوقع أن يصل بك الأدب والكتابة الأدبية؟

الروائي محمد عبد الولي مات محترقا في حادثة انفجار الطائرة والقاص أحمد لقمان أعدم والقاص خليفة سجن لسنوات ومات في ظروف غامضة.. ماذا تتوقع أكثر من ذلك.

كيف تجد منظومة اتحاد أدباء وكتاب اليمن.؟

اتحاد الأدباء يحتضر لكنه احتضار من لا يموت.. احتضار من يؤكد بأنه سيتعافى ويعود إلى موقعه الكبير في خدمة الأدب .لا يمكن لآثار عمر الجاوي وعبدالله البردوني ولقمان والجيل السابق في تأسيس اتحاد الأدباء أن تختفي هكذا نتيجة حرب !

ماهو تعليقك على الجمود الثقافي الذي خلفه فرع الاتحاد؟

طبيعي في ظل هذه الأوضاع أن  يسود الجمود فروع الاتحاد فهو بين فكي الحرب.. فالأمانة العامة للاتحاد مرت عليها سنوات ولم تعقد اجتماع، ماهو تعليقك على عملها وعمل رؤساء فروع الاتحاد؟

بحسب النظام الأساس لاتحاد الأدباء تعقد اجتماعات الإتحاد بتواجد أعضاء المجلس التنفيذي وهذا أمر متعذر الآن ولأسباب كثيرة منها ظروف الحرب ومعوقات الطريق ووفاة الكثير من الأعضاء .

برأيك ماهو الحل الأنسب لقيادة الاتحاد حتى تعود إلى طبيعتها؟

اتحاد الأدباء عليه أن يبقى إن أراد الاستمرارية للقرون القادمة  الآن الوقت  عصيب على المؤسسة التي وحدت البلد -عصيب على الاتحاد من ناحيتين ’ناحية الوحدة التي قامت مداميك الاتحاد على أساسه وتتعرض الآن للانهيار وناحية المتغولين المنتمين لأطراف في الحرب ولهم أهداف في توظيف الاتحاد لتحقيق أهدافهم.

كتبت بعض حلقات مسلسل دار ما دار ما الذي أردت ايصاله للمشاهد من قضايا عبر سيناريو الحلقات؟

كتبت قصص المسلسل وعددا من سيناريوهاته ربما لجعله يضحك لجعله ينسى ربما لأني محتاج للمال.

أكثر من  خمس سنوات مرت على الحرب في اليمن.. هل فكرت في الكتابة عن هذه السنوات؟

نعم كتبت  وتصدر قريبا عن دار أروقة رواية بعنوان رجل في الزحام.. كانت تجربة صعبة علي

كيف تجد تعامل دور النشر العربية مع الأدباء والمؤلفون؟ 

ملائكة.

روايتك أنف واحدة لوطنيين ماذا يعني عنوان الرواية؟! وماذا عالجت فيها من قضايا؟

أنف واحدة لوطنين هي عبارة عن إنسان ينتمي إلى وطنين من ناحية الأب اليمني والأم الأجنبي.

وعالجت باختصار كيف يتفاعل هذا الإنسان مع محيط يرفضه من جهتين بلد الأب وبلد الأم .. مأساة مضحكة أليست كذلك!

وهل نجحت تلك المعالجة؟!

أكيد بالضرورة أن تنجح هناك ترجمة للرواية للغة الإسبانية عن دار بيروم بمدريد وهناك طبعات أخرى من الرواية بلغتها العربية.   


طباعة  

مواضيع ذات صلة