تساؤلات على أبواب العام الدراسي الجديد !!

محمد صالح حاتم

بمجرد أن أعلنت وزارة التربية والتعليم التقويم المدرسي للعام 1446 هجري، 2024 ,2025 م .. بدأت التساؤلات تثار من قبل الطلاب والطالبات، والآباء والأمهات، والمدرسين والمدرسات..  ماذا سيحمل معه هذا العام من جديد؟!

تساؤلات على أبواب العام الدراسي الجديد !!

محمد صالح حاتم

بمجرد أن أعلنت وزارة التربية والتعليم التقويم المدرسي للعام 1446 هجري، 2024 ,2025 م .. بدأت التساؤلات تثار من قبل الطلاب والطالبات، والآباء والأمهات، والمدرسين والمدرسات..  ماذا سيحمل معه هذا العام من جديد؟!

من يتأمل حال التعليم في اليمن يجده تدهور بشكل كبير جدا جدا، وهذا لا يحتاج تقارير دولية ولا دراسات ميدانية تثبت ذلك، بل إن كل أب يستطيع أن يقيس مستوى التعليم في اليمن من خلال أبنائه وبناته، وأبناء جيرانه وأبناء حارته.

 التعليم في اليمن منذ عقود يأتي في أدنى مستويات التقييمات عالميا، وهذا ناتج عن سياسات متراكمة، وتدمير ممنهج بتدخلات خارجية، رغم ما كنا نسمع عن استراتيجيات التعليم الأساسي والثانوي، وافتتاح للعديد من المدارس وإقامة وتنظيم المؤتمرات، والورش والندوات، وكلها كانت تستهدف التعليم وتعمل على إحداث تغييرات كبيرة في مناهجه، وأساليبه، وطرقه.. وكان الغش وشراء الشهائد على مرأى ومسمع، كل هذا كان موجودا.

ولكن وضع التعليم ازداد سوءا وتدهورا بشكل أكبر مع بداية العدوان، وتأثر قطاع التعليم بشكل كبير، وتضاعفت التحديات التي يواجهها هذا القطاع، بسبب العدوان والحصار وانعدام المرتبات وحرمان أكثر من مليون و250 ألف موظف من مرتباتهم، وأكبر شريحة منهم هي شريحة المعلمين والمعلمات وبقية كوادر قطاع التعليم.

خلال سنوات العدوان التسع ظل المعلم والطالب أكثر من يدفع ثمن هذا العدوان، فكل عام والتعليم من سيئ إلى أسوأ، تسربت أعداد كبيرة من الطلاب، وتدنت مستويات من بقي، ومع بداية كل عام دراسي يتساءل الجميع ما هو الجديد؟!.

العملية التعليمية قائمة على ركائز أساسية ومهمة وهي المعلم، والكتاب، والطالب، والمبنى، رغم أن المبنى قد يوجد له بديل، هذه الركائز للأسف الشديد لم تحظ بالاهتمام، فالمعلم لا يستلم مرتبه، وما يصرف له وبشكل غير منتظم ثلاثون ألف ريال في الشهر بمعدل ألف ريال يوميا، وبالتالي كيف لنا أن ننتظر من المعلم أن يعطي ويبذل جهدا ويربي ويعلم أبناءنا وهو لا يجد لقمة العيش لأبنائه؟!. وكيف نريد بناء مجتمع واع ومتعلم، متحضر وراق، والمعلم في أدنى سلم أولويات الحكومة؟!.

كيف نريد جيلا متعلما ومتسلحا بالمعارف والمهارات والخبرات يستطيع أن يقود الأمة ويواجه التحديات، ويبنى دولة مدنية حديثة قائمة على ركائز المشروع القرآني، ومستوى التعليم في بلادنا بهذا التقييم؟!.

ليس المهم انتهاء العام الدراسي، ونجاح عملية الاختبارات وإعلان النتائج، بل الأهم مقدار المستوى العلمي والمعرفي الذي اكتسبه الطالب.

ولذلك إذا كنا نريد بناء أمة عظيمة علينا الاهتمام بالمعلم وتوفير المنهج، وتهيئة الجو للطالب، ما لم فنحن نسير نحو المستقبل المظلم.

كما يجب علينا أن ندرك جميعا عددا من الأولويات أبرزها :

- دفع مرتبات المعلمين من الأولويات واوجب الواجبات، فأين صندوق دعم التعليم، وأين دور الأوقاف، والزكاة، وبقية الجهات الإيرادية؟!.

- دفع مرتب المعلم أهم وأولى من رصف طريق، وبناء مجسمات جمالية في الشوارع وتحت الجسور، بل وأوجب من بناء مقرات للمؤسسات والهيئات الإدارية.

- طباعة المنهج أهم وأولى من حملات تنظيف المساجد والشوارع، وإقامة موائد الإفطار، وحفلات الزواج الجماعي.

ويبقى السؤال الذي ينتظر الإجابة : هل سيكون هذا العام هو عام النهوض بالعملية التعليمية، والاهتمام بالمعلم وتوفير المنهج؟!.


طباعة  

مواضيع ذات صلة