المقاومة الفلسطينية في غزة .. شواهد بأس وانتصار وتنكيل بقوات الاحتلال

اليمن - متابعات

 

تستمر عمليات ومشاهد التنكيل بقوات العدو الصهيوني المتوغلة في قطاع غزة والموثقة بالصوت والصورة، شاهدة على مدى ضعف ووهن جيش الاحتلال الصهيوني، ومعرية صورته الحقيقية وكاشفة زيف اسطورته وانكسار هيبته المصنوعة زيفاً عبر وسائل الإعلام الصهيونية والغربية والأمريكية، والتي استقرت في أذهان دول وشعوب المنطقة والعالم أجمع على مدى عقود طويلة من الزمن..

فها هم أبطال المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة يواصل إسقاط القناع عن حقيقة ضعف ووهن جيش الاحتلال وعدم قدرته على المواجهة والنزال، حيث يكبدون في كل يوم جديد بل في كل ساعة المزيد والمزيد من الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، مسطرين أروع الملاحم البطولية في التصدي لألوية النخبة ولكل ما حشده كيان العدو من قوات ودبابات وآليات عسكرية وزج بها إلى قطاع غزة، ويساندها القصف البري والبحري والجوي بالطيران الحربي والمسير، إلا أنها وقفت عاجزة أمام صمود وبسالة وعنفوان أبطال المقاومة الفلسطينية الشجعان الذين كبدوا ويكبدون تلك القوات الصهيونية المتوغلة في القطاع المزيد من الخسائر الفادحة والهزائم الساحقة والماحقة والمتلاحقة على كافة محاور المواجهة، ويذيقون عناصر قوات العدو أصناف من الموت الزؤام باستهداف وتدمير دباباتهم وآلياتهم وناقلاتهم واحراقهم بداخلها وكذا بالقنص والكمائن والالغام ودك مواقع تجمعاتهم بالصواريخ وقذائف الهاون وكذا مواقع تحصنهم بالأسلحة المضادة للتحصينات، بالإضافة إلى تمكن أبطال المقاومة من استهداف وإسقاط الطائرات المسيرة وكذا السيطرة عليها أثناء تنفيذهما مهام استخبارية فوق قطاع غزة..

ففي اليوم ال 115 من ملحمة "طوفان الأقصى" المباركة، أعلنت مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية عن عدّة عملياتٍ نوعية نفّذتها في عدة محاور بقطاع غزة مستهدفةً آليات وتجمّعات قوات الاحتلال الصهيوني.. حيث نشرت كتائب القسام، مشاهد لالتحام مجاهديها مع آليات العدو غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، واستهدافهم لدبابات وآليات العدو وإيقاع طواقمها بين قتيل ومصاب.. وقد تحدثت اوساطُ العدو عن نقلِ اكثرَ من تسعةَ عشرَ جندياً صهيونياً مصاباً في معاركِ القطاعِ إلى مستشفى ايخيلوف في تل ابيب ثمانيةٌ منهم حالتُهُم خطرة.

كما نشرت كتائب القسام مشاهد لطائرة “درون” عسكرية من نوع “FLYING Magni-X” تم الاستيلاء عليها أثناء مهمة استخباراتية للعدو بمدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

من جانبها أعلنت سرايا القدس أنها خاضت اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع مع جنود وآليات العدو الصهيوني في محاور التقدم بمدينة خانيونس.

كما أعلنت أنها استهدفت بصاروخ موجه مجموعة من قناصة العدو المتحصنين في أحد المنازل بحي الأمل غرب مدينة خانيونس.

وفي عملية استحكام صاروخي ومدفعي، قصف سرايا القدس برشقات صاروخية وقذائف الهاون الثقيل وصواريخ (بدر1) نقطة دعم لوجستي رئيسية لجنود وآليات العدو في منطقة السودانية شمال غرب غزة يستخدمها العدو لصيانة آلياته ودعم فرقه المقاتلة بالماء والأغذية والوقود.

ونشرت مشاهد من حمم الهاون التي دكـت بها الجنود والآليات العسكرية الصهيونية في محور التقدم غرب خانيونس.

 

أزمات العدو مستمرة

 لم يكن تأجيل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، النقاش حول تصورات الكيان الصهيوني لوضع غزة في اليوم التالي للحرب، للمرة الثالثة حتى الآن، إلا تعبيراً عن المأزق الذي يواجهه في الجمع بين علاقة خاصة مع إدارة بايدن والحفاظ على حكومته في آن.. يعود ذلك إلى المعارضة الشديدة للأحزاب اليمينية المتطرّفة في حكومة كيان الاحتلال لأيّ صيغة تتضمّن إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، بالحد الأدنى.. هذا فضلاً عن وجود دعوات متطرّفة باستمرار سيطرة كيان الاحتلال الصهيوني على القطاع وعودة الاستيطان في مقابل مطالب أمريكية لضرورة عودة السلطة الفلسطينية “المحسّنة” بشكل أو بآخر لإدارة القطاع.

بالنسبة لنتنياهو، فإن المناورة هي الحل الوحيد حتى الان للخروج من المأزق، مناورة عنوانها الإنتظار حتى تحقيق الانتصار على حماس وبأنّ الأمر يحتاج إلى أشهر اضافية، حيث أكد نتنياهو أن “وقف القتال قبل تحقيق أهدافنا سيضر بأمن إسرائيل لأجيال قادمة”. وضمن هذا السياق، وجَّه معنى مفهوم “اليوم التالي” عبر القول أنه يعني “اليوم الذي يلي حماس، نزع سلاح كامل وإقامة إدارة مدنية في غزة”.

ورغم محاولاته إعطاء نفسه وقتا إضافيا، فقد سعى نتنياهو لربط مقترح الدولة الفلسطينية باستمراره بمنصبه، حيث قال إن من يتحدث عن اليوم التالي لنتنياهو هو يتحدث عن إقامة دولة فلسطينية، وبأن الدعوة إلى انتخابات مبكرة، التي يعرف مسبقاً أنها ستطيح به، هي تلبية لمطلب حماس وستضر بالمجهود الحربي.

مع ذلك، تتعاظم التحديات التي يواجهها نتنياهو، كون الضغوط التي يتعرض لها تنبع أيضاً من داخل حكومة كيان الاحتلال (آيزنكوت وغانتس وغالانت) ومن مؤسّسة جيش العدو الصهيوني، الذي حذَّر رئيس أركانه، هرتسي هليفي، القيادات السياسية في كيان الاحتلال، من “تآكل إنجازاته” في قطاع غزة، ومن أن تعيد حركة حماس “تنظيم صفوفها” شمال القطاع، في ظل غياب استراتيجية سياسية للحكومة حول “اليوم التالي” للحرب.

 

أزمة اقتصادية بعد الحرب

قبل بدء العدوان على قطاع غزة، كان الاقتصاد الصهيوني يتعرض لضغوط تصاعدية بدأً بتراجع الاستثمارات الخارجية، وظهور بوادر لتراجع تصنيف الائتمان الدولي، نتيجة الخطة الحكومية في كيان الاحتلال لتقييد القضاء والاحتجاج السياسي ضدها.. وبحسب كافة التقارير والتقديرات الصهيونية، من المتوقع أن تتفاقم الأزمة الاقتصادية بعد الحرب أيضاً. حيث تتصاعد المخاوف من دخول الاقتصاد الصهيوني في حالة ركود، وارتفاع العجز المالي للحكومة أكثر من 6% من الناتج المحلي، وارتفاع معدل البطالة وتراجع مستوى المعيشة.

 

أزمة سياسية مستمرة

على المستوى الداخلي، يُتوقع في اليوم التالي للعدوان على غزة، العودة إلى التصدع السياسي والاجتماعي بشكل أقوى وأوسع، كونه سيشمل أيضاً النقاش حول مسؤولية ونتائج الإخفاق في 7 أكتوبر الماضي، خاصةً وأن رئيس وزراء كيان الاحتلال النتن ياهو يُظهِر تمسّكاً بمنصبه ويرفض حتى الآن تحمل أي مسؤولية إزاء طوفان الأقصى.. ومما يُعزِّز المؤشرات في هذا الاتجاه التصاعدي، تداخل الانقسامات حول ما جرى منذ السابع من أكتوبر، مع الصراع القائم حول مكانة السلطة القضائية وجوهر “كيان الاحتلال”، وحول مصير نتنياهو ودوره، الى خروج تظاهرات تدعو إلى إسقاط الحكومة والتوجه إلى انتخابات جديدة. كل ذلك سيُساهم في تفاقم حالة اللاستقرار السياسي والاقتصادي.

 

أزمة دبلوماسية

الحرب على غزة وما يقوم به الكيان الصهيوني من قتل ودمار، حفَّزت الخروج بتظاهرات ضد سياسات الكيان وحربه على غزة بحدة لا سابق لها. وأدى ذلك إلى تحوُّل في نظرة الرأي العام الغربي تجاه الكيان الصهيوني. وتعزَّز ذلك الآن في خضوع الكيان للمحاكمة في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، بغضّ النظر عمّا سيؤول إليه ذلك في نهاية المطاف. ما قد ينعكس على علاقات كيان الاحتلال الصهيوني مع العالم الغربي على الأقل خارج إطار الدوائر الرسمية التي تحكمها اعتبارات أخرى.. كما كان الحال حين طرحت حكومة كيان الاحتلال خطة تقييد صلاحيات القضاء في العام الأخير.


طباعة  

مواضيع ذات صلة