النصف الآخر4

الحماس هو الغالب بقية المشاعر في صدورهم، بعض الخوف والترقب موجود نعم فهي عملية في الخطوط الأمامية ،

صحيفة اليمن - امل الحداد

النصف الآخر4

الحماس هو الغالب بقية المشاعر في صدورهم، بعض الخوف والترقب موجود نعم فهي عملية في الخطوط الأمامية ،

صحيفة اليمن - امل الحداد

حسين ينتظر عمليته الأولى بصبر ..آه.. الساعات طويلة حتى الفجر ..خرج من خيمته ليقوم بجولة في المعسكر للتلهية! جرته خطواته إلى منتصف المعسكر فإذا به يلمح القائد يونس، فرح حسين برؤيته لقائده فأسرع خطواته ليلاقيه، أبطأ قليلاً عندما اقترب منه وبدا على القائد علامات انشغال البال، تعمد إصدار صوت وهو يقترب منه لكي ينبهه لوجوده، التفت يونس إليه وقال : أهلاً يا بطل.. هذه الكلمة لها وقع خاص عندما يسمعها حسين من قائده يونس، القى حسين نظرة إلى الأرض حيث تشير عصا يمسك بها القائد، فإذا به قد رسم مخطط لمعركة يوم غد وبجانب المخطط سلاح القائد المؤمن، يبدو أنه كان يراجع خطة الهجوم على مواقع المعتدين على الوطن .
حسين : حضرة القائد هل هناك ما يقلقك في عملية يوم غد؟
القائد: حتى لو تمت عملية الإنزال للذخيرة والسواتر بواسطة الطائرات المسيرة فالمقلق هو التحصينات الشديدة، لدينا ثلث ساعة فقط لتدمير هذه النقطتين ، قبل أن يتدخل الطيران ويقضي علينا جميعاً.
انتقل بعض هم القائد إلى حسين فأراد الخروج إلى موضوع غيره فسأله: حضرة القائد لماذا جئت إلى الجبهة؟
أجاب يونس دون أن يخرج من حالة توتره: قتلوا أخي .. قتلوا أخي فقررت الانتقام.
جاءت الكلمات على حسين كهطول مطر شديد في منتصف ليلة شتوية! أخي هذه هي مكانة الأخ .. أخاطر بحياتي لأجل الانتقام له، صحيح أنك بشوش الوجه ياحسين لطيف في تعاملك، لكن ماذا عن المحاولات الجادة؟ كما يتصرف الرجال.. ما الذي فعلته؟ لنعد الآن إلى الخيمة ولنفكر فيما يمكن عمله في غد وفيما هو أبعد من يوم غد.
دخل حسين إلى الخيمة فوجد حسام ولؤى على حالة مقاربة له من الترقب رغم أنهما اشتركا في معارك في الجهة الشمالية للمعسكر لكنها كانت مناوشات في مناطق صحراوية واسعة المساحة ، أو صد لهجوم بسيط على مواقعنا، أفضل قرار في هذه اللحظة هو الذهاب إلى النوم استعداداً للغد،وعندما وضع حسين رأسه على وسادته تذكر رسالة عمته أميمة وطلبها بأن يوظف شقيقه زيد مع أولاد خالته، كان طلباً غير متوقع خصوصاً بعد ما حصل بينهما، وهو أثقال على أولاد خالته ففرصة توظيفه قد لا تتكرر!
إن حسين في حيرة مابعدها حيرة ..ثم هل يرغب زيد بالوظيفة؟ فأغلب وقته مشغول برئاسة الشباب…
صحيح أن أولاد خالته متعاونون لكني بذلت معهم جهد كبير جداً...درجة وظيفية جديدة ليست بالأمر السهل ، اتمنى حصول زيد على عمل مثلي تماما، ونبدأ مرحلة جديدة نعيش فيها معاني الأخوة الحقيقة، وعلى هذه الأمنية استسلم زيد نفسه للنوم.
فجر اليوم التالي سار الفريق في طريق ملتوية، حيث الموقع لايبعد عن المعسكر أكثر من نصف ساعة ،في الليلة الماضية تم إنزال الذخيرة والسواتر الترابية المزودة ببعض الحجارة الصغيرة، منذ كانوا في المعسكر وجغرافية الموقع تشغل تفكير حسين فهما تلين الأول كبير والثاني صغير كالنقطتين المقابلتين، التل الأصغر به ميل بإتجاه النقطة الصغيرة! من جهة ومن جهة ٲخرى يوجد منحدر.
القائد: استعداد ياشباب ..لديهم 4 عساكر وضابط مثلنا، سننقسم 3-2 جهزوا السواتر والأسلحة.
الكل رد بحماس: تمام يا فندم
هذه المرة يحاول حسين ٲلا يفقد تركيزه ولا لثانية واحدة، أتموا الاستعدادات سريعاً، هنا جاءت الفكرة إذا سقط أحدهم من هذا التل سيصل إلى حافة النقطة الصغيرة، وغالبا من فيها سيستطلع ويطمع في اسير وسلاحه فيخرج من النقطة، ويكون هدفاً سهلاً للقناص البارع حسام، كما أن الطعم المُفترض سيكون قريب جداً من النقطة ،ويمكنه التعامل مع شخص واحد فيها تحت غطاء كثيف من النيران، السؤال هو هل يوافق القائد يونس على تنفيذ هذه الخطة.
القائد يونس: يا جنود الحرية ..استعداد.. إطلاق النار.
تخوف القائد يونس في محله، التحصينات قوية وتأثير اسلحتنا ضعيف ، وهذا ما أكد لحسين أهمية استخدام الحيلة، طلب حسين تبادل مكانه مع لؤﯼ ليشرح للقائد يونس خطته.
القائد: أبدا ..أبداً كثافة النيران هنا موجهة ..ليست عشوائية والمساحة ضيقة، لن أخسر جندي واحد مما لدي، أنسى الفكرة من دماغك.
عاد حسين إلى مكانه خائبا محبطاً عنيداً، لم يمر كثير من الوقت حتى سمع الجميع صوت طيران بعيد.. إنها الهالكة…
حسين : حضرة القائد خففوا النيران.. سأذهب
القائد: قلت ..لا
حسين : المخاطرة الآن أشد ..لابد من رهائن.
القائد: ليس أنت ..أنت حديث عهد بالمعارك.
حسين: ليس هناك وقت للشرح، سأذهب.. وبدأ بتجهيز مظهره كمصاب.
بمضض قال القائد يونس: حسناً خففوا إطلاق النار.
وبدأ حسين يستحضر كل عزيز عليه ..أبي ..أمي.. أخوتي.. جدي الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) وسيدا شباب الجنة الحسن والحسين ..في هذه اللحظات احتاج لذكراكم لاستمد منها القوة والشجاعة والبسالة … ورمى بنفسه على الميل الهابط إلى النقطة متدحرجاً كجريح ، كاد أن يسقط في المنحدر لولا أنه ثبت نفسه في الأرض بخنجر صغير، تخفيف إطلاق النار سيتبعه تخفيف إطلاق النار من الجهة المقابلة ، وهذا يسهل لحسين عمله ، لم ينتظر طويلا حتى ظهر الجندي المعادي، وكان حسام بانتظاره وقد أصابه من الطلقة الأولى، وسقط الجندي بجوار حسين فقيده وانطلق إلى الثاني، واصل طريقه بصعوبة، الطيران يقترب سامحني يا أبي سامحوني جميعا ..بذلت قصار جهدي.. لابد من الحصول على هذا الجندي...صوب على الكتف، شيء من مهارتك يا حسام ، ابتعد يا أيها النحس، كما يقول حسام مبتسماً.. طاخ.. أصاب الكتف تماماً تقدم وسيطر على النقطة، نصف النصر اكتمل المشكلة أن الطيران يمكن يقصف حتى اللحظة، يجب أن نسرع والطريق وعرة إلى هذه النقطة، احتاج لدعم.... شغل حسين جهازه اللاسلكي
حسين:تم الاستيلاء على النقطة
القائد يونس : أقبلك في جبينك يا بطل ..حقا أنك ابن رسول الله ..الوصول إليك صعب بالكاد وصلنا للجندي الأول.
حسين : الجندي الذي عندي صحته جيدة انتظر وصول أحدكم.
يونس: حسب ما أتفقنا الآن سنكثف النيران على النقطة المتبقية.
حسين: سنبدأ
الثلاث الجهات وجهت نيرانها صوب النقطة الكبرى ومع الوقت تحقق بعض الدمار فيها وتواصل القائد يونس مع القيادة العليا لكن القصف كان قد بدأ، وهذا يعني أن الخطر أصبح محدق بهم.
وصل حسام إلى حسين تبادلا التحية سريعاً ثم قال يجب أن يصل الجميع إلى هنا.
حسام وماذا عن الجريح؟
سكت حسام من حيرته، واصل حسام اطلاق النيران باتجاه العدو والطيران يحلق، مما زاد الأمور سواء عند القائد يونس هو نزيف الأسير!
القائد: لؤي أهتم بالأسير وساتابع أنا إطلاق النار.
لؤي: حاضر
من حسن حظهم أن الطيران أصاب التلال الرملية المجاورة لهم ، إذا كانت مباني لإصابتهم شظاياها بكل تأكيد ،سيصلهم الخبر ..لن تكون هناك جولة ثانية..لأنها ستكون القاضية.. أمل ذلك..القائد يونس يحدث نفسه.
بواسطة جهاز اللاسلكي ..
حسين: حضرة القائد ليأتي الجميع إلي هنا ..مع هذا الأسير
يونس: سيأتي الجميع إلا أنا لن نستطيع حمل الأسير، حالته متدهورة
حسين: أنت بالذات حضرة القائد.
يونس : انتهى
لؤي: لن نتركك أيها القائد ..
وسيم :هذا مؤكد.
يونس: أنت وحسام فعلتما ما تريدان في المرة السابقة، الوضع الآن أكثر خطورة والكلمة لي.
مع الجدال لم يهملوا السلاح ومتابعة كثافة النيران والأحداث من حولهم.
يونس: هذه المرة إذا لم ينفذ كلامي يعتبر عصيان، هل يتجرأ أحد ويقول أنه سيكسر كلام القائد؟ لحظة صمت وتوتر
يونس: وسيم توجه إلى التل الأصغر.
وسيم : تمام يا فندم
أصبحت الأضرار أكثر وضوحاً على النقطة الثانية، ارتفع الطيران فجاءة
وجاءت البشرى باتصال من القيادة العليا: بإمكانكم الانحساب يا شباب دعوا الأسرى مقابل الأمان. هنيئاً لكم حققتم الانتصار في ظروف صعبة ، ظهر الارتياح على وجه القائد يونس ، ونقل الأخبار إلى جنوده ثم قال : بنبرة مزاح سيتم استقبالنا اليوم بحنيذ لحم وضحك ..وضحك الجميع.


طباعة  

مواضيع ذات صلة