الإرهاب الصهيوني وفقا لتعاليم التلمود وأسفار التوراة المحرفة

تاريخ الكيان الصهيوني اللقيط قبل إعلان دولته عام 1948م وحتى اليوم مليء بالعمليات الإرهابية التي لا يمكن حصرها في هذا المقال والتي ارتكبتها الجماعات الإرهابية الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل أو خارج الأراضي المحتلة بالقيام بالاغتيالات والتفجيرات وقصف المدن .. 

الإرهاب الصهيوني وفقا لتعاليم التلمود وأسفار التوراة المحرفة

 

 د. علي الرحبي

 

 

الحركة الصهيونية وريثة امتداد لأفعال اليهود ضد المسيحيين عند ظهور السيد المسيح ، حيث قاموا بصلب المئات وإحراقهم أحياء, وحرّضوا الحكومات الوثنية عليهم ، لهذا يستند الإرهاب الصهيوني إلى النصوص الدينية اليهودية ، حيث حدّد “التلمود” في الفصل السابع تحت عنوان “المسيح وسلطان اليهود” ما يلي :

1- مسؤولية وعمل كل يهودي أن يبذل جهده لمنع القوة والملكية عن باقي الأمم, حتى تستمر السلطة والقوة لليهود وحدهم،  وحتى لا يتحول اليهود إلى أسرى أو منفيين.

2-وأكّد “التلمود” أن اليهود يعيشون في حرب مع باقي الشعوب،  وينتظرون مجيء المسيح “الحقيقي” ليتحقّق النصر،  فيقبل هذا “المسيح” هدايا كل الشعوب ويرفض هدايا المسيحيين.

3-ستكون الأمة اليهودية في هذا الوقت في قمة الثروة بحصولها على جميع أموال العالم.

4- سيدخل الناس دين اليهود أفواجاً،  ما عدا المسيحيين،  فيهلكون لأنهم “من نسل الشيطان”...

5- ستكون أمة اليهود التي تقوم بمجيء إسرائيل،  الأمة المتسلطة على باقي العالم.

وجاء في التوراة المحرفة في سفر يشوع :

قال يشوع لقادته الذين اتجهوا إلى مصر: “تقدّموا واخطوا بأقدامكم على رقاب الملوك...”

 

إرهاب أسفار التورات المحرفة

وفي التوراة ـ سفر الثنية ـ الإصحاح 7 ـ متحدّثاً عن اليهود:

1- إنهم شعب مقدّس فوق كل الشعوب.

2- لا ينبغي أن تأخذهم بغيرهم من الشعوب شفقة.

3- وفي التوراة ـ الإصحاح 25 ـ سفر اللاويين ـ نبوءة تقول بأن اليهود يتملّكون أبناء الشعوب الأخرى ولأبنائهم من بعدهم عبيداً أبد الدهر،  أما التعامل بين بني إسرائيل فيتمّ بدون عنف.

4- وفي التوراة ـ الإصحاح 33 ـ سفر التكوين ـ يحدّد التوسّعية الإسرائيلية بالقول بأن الرب كلّم موسى أن يعبر بنو إسرائيل الأردن إلى أرض كنعان ويطردوا كل سكانها ويملكون الأرض ويسكنونها،  وحذّر من التراخي في الطرد لأن من سيبقى سيكون شوكة في العين.

5- وفي التوراة ـ الإصحاح 6 ـ سفر يشوع ـ أمر بإهلاك أهل المدينة من رجال ونساء وأطفال وشيوخ والدواب بحدّ السيف،  وأن ُتحرق المدينة بما فيها، إلا الذهب والفضة وآنية النحاس والحديد فتدخل خزانة بيت الرب.

 

خطاب نتنياهو التوراتي

وفي 25 أكتوبر 2023م، أطلّ بنيامين نتنياهو على العالم بخطاب متلفز أصّل فيه حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، اللذين ترتكبهما قواته في غزة، عندما استدعى الخطاب التوراتي واستعان بنبوءة إشعياء، حين قال: "نحن أبناء النور فيما هم أبناء الظلام، وسوف ينتصر النور على الظلام وسوف نحقق نبوءة إشعياء، لن تسمعوا بعد الآن عن الخراب في أرضكم، وسنكون سبباً في تكريم شعبكم وسنقاتل معاً وسنحقق النصر".

وأضاف: "يجب أن تتذكروا ما فعله عماليق بكم، كما يقول لنا كتابنا المقدس، ونحن نتذكر ذلك بالفعل، ونحن نقاتل بجنودنا الشجعان، الذين يقاتلون الآن في غزّة وحولها، وفي جميع المناطق الأخرى في إسرائيل".

 

علاقة الصهيونية بالاستعمار العالمي

استطاعت التنظيمات الصهيونية أن تقيم صلات وثيقة مع الدوائر الاستعمارية العالمية بحيث أصبحت الصهيونية مرتبطة عضوياً بالاستعمار العالمي تعيش على قوته وأمواله وتقدم غطاء وخدمات لوجوده، ما يجعل إسرائيل وأجهزتها القمعية ذراعاً طويلة وغير مباشرة للاستعمار تتيح له دوراً فعالاً وغير مباشر.

وبطبيعة الحال تقوم هذه العلاقة العضوية على قناعة بهذا التحالف الاستراتيجي وفي إطار تبادل المنافع ، فمن مصلحة الدول الاستعمارية وفي مقدمتها أمريكا اليوم  أن تبقى إسرائيل ويشتدّ ساعدها لتقوم بدور البوليس الاستعماري في الشرق الأوسط ، ولهذا نجد الولاء المطلق لرؤساء الولايات المتحدة الأمريكية بالدفاع عن الكيان الصهيوني وتفوقه العسكري في الشرق الأوسط .

 

كل أنواع الإرهاب

مارس الكيان الصهيوني كل أنواع الإرهاب في حق الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير ومذابح وحرب إبادة جماعية وسرقة للأراضي الفلسطينية والعربية واغتيالات وتفجيرات طالت الحجر والبشر وأمام مرأى ومسمع من العالم ، منذ إعلان قيام دولته وحتى اليوم ، لم يكتوي الشعب الفلسطيني بالإرهاب الصهيوني فقط ، بل طالت أيادي الغدر والاغتيالات لقيادات عسكرية في دول محور المقاومة والعلماء الإيرانيين والعراقيين والمشاركة في الحروب العدوانية على الشعوب والأوطان العربية ومن ذلك مشاركة الكيان الصهيوني في العدوان على اليمن بغارات جوية على معظم المدن اليمنية .

وأخيرا تفجيرات أجهزة الاتصالات لقيادات حزب الله ومواطنين لبنانيين ، كل الأعمال الإرهابية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعوب الحرة بضوء أخضر أمريكي ودعم سياسي وإعلامي وقانوني من قبل الدول الامبريالية والاستعمارية .

 

أمر مؤسف ومؤلم

ومن المُؤسف والمُؤلم أن نجد القوى العظمى التي تمتلك أقوى الترسانات العسكرية في العالم، مُتحالفة مع قوى الشر والدمار، وتغض الطرف عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب المُروِّعة التي تُنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وكامل الأراضي الفلسطينية المُحتلة، وفي أنحاء المنطقة، من اغتيالات وقصف وتدمير.

 

نذر حرب عالمية

 ولعل ما يُنذر بحربٍ إقليمية كبرى لا يستبعد أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة!. أن الكيان الصهيوني لم يعُد يخشى المجتمع الدولي، ولا يُعير القانون الإنساني أدنى اعتبار، ولم تعد الولايات المتحدة- الداعم الأكبر له - قادرة على ثنيه عن الجرائم التي يُنفذها.

 

خلاصة

وتبقى الخلاصة أن السكوت عن الأعمال الإرهابية الأخيرة للكيان الصهيوني في لبنان وعدم مقاضاتها أمام المحاكم الدولية الجنائية ، وردعها ونبذها دوليا ، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني سوف يشجع قادات إسرائيل على الاستمرار في هذه الأعمال الإجرامية الإرهابية التي لن يسلم منها البشر.

 


طباعة  

مواضيع ذات صلة