الفكر الصهيوني المتطرف .. وثيقة التلمود والأحداث والوقائع التاريخية

يعد التلمود أخطر وثيقة ضد الإنسان والإنسانية , إذ يدعو إلى تحطيم كل العقائد والقيم والحضارات , لإقامة مجتمع عالمي صهيوني يسيطر على كل دول العالم , بكل الوسائل الممكنة من الغش والقوة والإرهاب والسلب  والنهب والخداع والكذب . كما يستبيح دماء وأموال الأجناس الأخرى ويعدهم في منزلة الحيوانات ..

الفكر الصهيوني المتطرف .. وثيقة التلمود والأحداث والوقائع التاريخية

 

علي الشراعي

تأكيدا لمبادئ الاستعلاء اليهودي , والتفوق العنصري على بقية الشعوب , كان العمل على اتخاذ الناس عبيدا , لأن اليهود حسب اعتقادهم هم الشعب الذى اختاره الله , دون بقية الشعوب , ولأن أرواح اليهود تتميز عن باقي الأرواح لأن ( الأرواح غير اليهودية أرواح شيطانية أو شبيهة بأرواح الحيوانات ) , وقد خلق الله الأجنبي على هيئة الإنسان ( ليكون لائقا بخدمة اليهود , الذين خلقت الدنيا من أجلهم ) هكذا هو  التلمود الذي يرى أيضا أنه ( لولا خلق الله اليهود لانعدمت البركة من الأرض , ولما خلقت الشمس والأمطار , ولما عاشت بقية المخلوقات ) و( الشعب المختار فقط يستحق الحياة الأبدية , أما باقي الشعوب فمثلهم مثل الحمير )  . لهذا أصبح له الحق في خيرات الأرض وامتلاكهم ما عند الأخرين على أساس أنهم البشر الوحيدون على وجه الأرض . بل يصبح له الحق انطلاقا من هذه التعاليم  التلمودية  في قتل أو استعباد من شاءوا من البشر الآخرين دون استعمال الرأفة معهم . إنه فكر  إرهابي متطرف فاق حتى الفكر النازي إرهابا واجراما وبشاعة , فكون فكر الأخير استمد وجوده وبقاءه وفنائه من شخص واحد وبقتله نهاية الحرب العالمية الثانية  اندثر وانتهى ذلك الفكر النازي المتطرف . أما فكر الإرهاب الصهيوني نابع من تعاليم  يهودية دينية تلمودية . ( من العدل أن يقتل اليهودي بيده كل كافر , لأن من يسفك دم الكافر يقدم قربانا لله ... ويكافأ بالخلود في الفردوس والجلوس هناك في السراي الرابعة ) .فأين فكر هتلر النازي من فكر الصهاينة هذا ؟! . ويحث التلمود جميع اليهود على بذل جهودهم بمنع وصول غير اليهود إلى السلطة , حين يحين الوقت لتولى اليهود إياها , وإلا فسيظلون مشتتين وأسرى . والوصية الجامعة لليهود : ( اهدم كل قائم , لوث كل طاهر , احرق كل أخضر , كي تنفع يهوديا بفلس ) و ( اقتلوا جميع من في المدن من رجل وامرأة وطفل وشيخ , حتى البقر والغنم والحمير , بحد السيف ) و ( اقتل أفضل من قدرت عليه من غير اليهود ) و( العن رؤساء الأديان سوى اليهود ثلاث مرات كل يوم ) . ويزيد التلمود , فيحدد أنواعا من الطهر لا يصل لها اليهودي إلا باستعمال الذبائح البشرية ! فأي فكر إرهابي بعد هذا  تستقى منه الصهيونية جرائمهم وإرهابهم ؟!.

 

تدمير و قتل ونهب

وتنفيذا لفكرهم التلمودي الإرهابي قام الصهاينة مع الأيام الاخيرة للانتداب البريطاني لفلسطين بالاستيلاء على أكبر مساحة من الأراضي خالية من أصحابها , فكان رجال عصابة الهاجاناه الصهيونية يضعون شحنات متفجرة حول القرى الفلسطينية , ويبللون إطارات النوافذ والأبواب بالبنزين , ثم يطلقون نيرانهم فيحترق الساكنون فيها وهم نياما كما حدث في قرية الشيخ وفي قرية سَعسَع . وفي أبريل 1948م , أحاطت منظمة الأرجوان التي يرأسها الصهيوني ( مناحم بيجين ) - والذي أصبح لاحقا رئيس وزراء الكيان الصهيوني – بقرية دير ياسين , وقتلت 250 رجالا ونساء وأطفالا .وبعد ثلاثة أيام من المذبحة تم تسليم القرية للصهاينة لتكون مطارا . وحين رحل المحتل الإنجليزي عن فلسطين بعد أن مكن للصهاينة فيها قاد موشى ديان والذي أصبح وزير للدفاع لاحقا للكيان الصهيوني طابورا من سيارات الجيب يجوب شوارع مدينة اللد , وأطلق النار على كل شيء يتحرك  . وعندما تم الاستيلاء على رأم الله ألقى القبض على جميع من بلغوا سن التجنيد , وأودعوا معتقلات خاصة , وتحت وطأة المذابح اضطر الفلسطينيون إلى ترك حيفا وعكا والرملة وبيسان , بالإضافة إلى 388 قرية , والجزء الأكبر من 94 قرية ومدينة فلسطينية .

وفي أول أكتوبر 1952م , قامت وحدة من الجيش الصهيوني بمهاجمة قرية ( قبية ) الأردنية دون إنذار ونسفت 30 منزلا عللا رؤوس ساكنيها , وقد ذهب ضحية تلك الغارة أكثر من 50 رجلا وامرأة وطفلا . وفي 28 فبراير 1955م , شن الكيان الصهيوني غارة على قطاع غزة أعقبها غارات أخرى على خان يونس وما حولها في 31 أغسطس من نفس العام واستمر القتل والتخريب والنهب والسلب . وعشية العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م ,أغارت قوات الصهيونية على كفر قاسم بغارة وحشية قتلت  فيها 49 من الفلاحين الفلسطينيين , بينما كانوا عائدين من حقولهم .

 

الإبادة الجماعية

كان  (يهودا ماجنيس)  رئيس الجامعة العبرية في القدس وهو حاخام يهودي أمريكي  يدعو إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين  وكان من أهم مقررات مؤتمر بلتيمور الذي عقده ممثلو حركة  الصهاينة في أمريكا  وأوروبا  والذي عقد في نيويورك في مايو عام 1942م .. كان من أهم مقرراته التأكيد على ارتباط اليهودي تاريخيا ودينيا بفلسطين ( سوف يؤدي إلى شن حرب على العرب ) . وفي خطابه في عام 1946م , بمناسبة الاحتفال بافتتاح الجامعة العبرية والتي كان رئيسا لها منذ 20 عاما قال ماجنيس ( إن الصوت اليهودي الجديد يخرج من فوهات البنادق ... هذه هي التوراة الجديدة لأرض إسرائيل ) , كل هذا قبل إعلان قيام الكيان الغاصب اللقيط على أرض فلسطين مما يؤكد أن قيام كيانهم إنما يقوم بالأساس على تعاليم دينية متطرفة .

ويقول ( أندريه نيهير ) الذي ألف كتاب ( جوهر النبوة )( بإن إسرائيل بلا منازع الدليل على تحقق التاريخ الإلهي في العالم . فإسرائيل إذن هي محور العالم وعصبه ومركزه وقلبه ) , وأمام هذه العبارة علق  (روجية غارودي ) مؤلف كتاب ( الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية ) بقوله : ( احتكار القداسة على هذا النحو ينفي فكرة الحوار مع الآخر : إذ ليس بالإمكان التحاور مع أناس مثل منحم بيجين لأن تفوقهم العرقي والعهد المبرم بينهم وبين الإله والمقصور عليهم وحدهم دون غيرهم , يجعلهم في غنى عن الآخر ) . فالإبادة الجماعية بنظر الصهاينة , شأنها شأن الوعد الإلهي عندهم في التوراة , فهي أحد الذرائع الأيديولوجية لإنشاء دولتهم بفلسطين  .

 

 قادة الإرهاب                                                 

يقول ابن جوريون : ( إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا أقارب لها , سواء من ناحية الدين أو اللغة أو الأصل .. إنها شعب يعيش في هذا العالم بمفرده ) . إنها عبارة منبعها من تعاليم التوراة والتلمود الاستعلائية بأن اليهود شعب الله المختار , عبارة عدوانية يترجمها فكر الصهاينة بالقتل والتخريب والتدمير في الأرض العربية عامة والفلسطينية خاصة , وثم في جميع أنحاء العالم .

ويتحدث موشى ديان بصراحة عن إنشاء امبراطورية إسرائيلية في فبراير 1952م , وتظل الحدود الصهيونية مرتبطة بالفكر الديني اليهودي التوراتي والتلمودي كما يقول سفر التكوين ( من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات ) ومن ثم لا يعلن الصهاينة دستور لهذا الكيان , حتى يترك المجال مفتوحا أما التوسع اللانهائي واتباعا لتعاليم دينية , ولأن الدستور الرسمي يتطلب رسما دقيقا للحدود , وهو ما يحول دون تدفق الهجرات اليهودية إلى فلسطين حيث يحركهم حلمهم بإقامة دولة من النهر إلى النهر كما وعدوا بها في كتبهم الدينية .

وفي 15 يونيو 1969م , صرحت جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني آنذاك . حينما سألت عن مصير الفلسطينيين  , بقولها : ( الفلسطينيون ؟ أين هم ؟ ليس شيء كهذا ) ؟! . ذلك لأن الكيان الصهيوني تمكن من تحقيق حلمه ( أرض بلا شعب ) فدمروا 385 قرية فلسطينية , من مجموع القرى البالغ عددها 475 قرية , وقامت القوات الصهيونية بتدمير أكثر من عشرة آلاف منزل وإزالتها في منطقة غزة والضفة الغربية , وذلك في الفترة ما بين يولوي 1967م وديسمبر 1972م , خلال حكم جولدا مائير .

 

حقائق ثابتة

ومن الحقائق الثابتة أن ما قالته مائير سنة 1969م , عن الفلسطينيين أين هم ؟! إنما هو ترديد عبارة لا تزال تتكرر بصورة أو بأخرى وإلى اليوم وما يحدث منذ  11 شهرا في غزة من قتل وتدمير وتشريد , وتلك العبارة هي تعبير عن سياسة مرسومة  للفكر الصهيوني الإرهابي منذ بداية التفكير في إنشاء دولة يهودية على أساس عقائدي تلمودي .

ومن عجيب الأمر أن أغلب الأنظمة العربية والإسلامية ما يزالون متعلقين بحبال أمريكا ويرون فيها الحليف القوي الذي يملك حمايتهم , كما يملك حل النزاع بينهم وبين المطامع الصهيونية , ويسارعون بالتطبيع مع الكيان الصهيوني ومتجاهلين أمرين الأول منبع الفكر الديني والتوسعي للصهاينة  في المنطقة  . والآخر حجم المساعدات على كافة الأصعدة التي تغدقها واشنطن على الكيان الصهيوني وحمايته منذ إعلان كيانهم قبل 76 عاما . والواقع اليوم خير دليل وشاهد... ولكن ماذا بعد غزة ؟! .

 

شركاء الإرهاب والإجرام

يشير ( محمد السماك ) في كتابه ( الصهيونية المسيحية ) , أنه في شهر مارس 1979م , تحدث الرئيس الأمريكي (جيمي كارتر)  أمام الكنيست الصهيوني بعد معاهدة كامب ديفيد بين مصر والكيان الصهيوني  قائلا : ( جسًد من سبق من الرؤساء الأمريكيين الإيمان بأن جعلوا علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل هي أكثر من علاقات خاصة . إنها علاقات فريدة لأنها متأصلة في ضمير الشعب الأمريكي نفسه وفي أخلاقه وفي دينه وفي معتقداته . لقد أقام كلا من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية , مهاجرون رواد – الأمريكان والأوروبيين أبادوا ما يقارب 110 مليون نسمة من الهنود الحمر طيلة خمسة قرون  واحتلوا أراضيهم , واليهود الصهاينة منذ 76 عاما احتلوا فلسطين ويمارسون وإلى اليوم  إرهابهم وجرائمهم على الفلسطينيين - ثم إننا نتقاسم معكم تراث التوراة ). فالصهاينة والأمريكان منبع فكرهم الإرهابي واحد بقول كارتر مخاطب اليهود الصهاينة إننا نتقاسم معكم تراث التوراة ذلك التراث الذي يحرض على التطرف والإرهاب وقتل الآخرين وارتكاب أبشع الجرائم بوحشية وبدافع تعاليم توراتية تلمودية .

 

 


طباعة  

مواضيع ذات صلة