الإرهاب والتطرف في الفكر اليهودي الصهيوني ؟!
alyeman الزيارات: 56
أفرد اليهود سفرا خاصا في كتابهم التلمود يحض على القتل والتدمير ونسبوه زورا وبهتانا إلى نبي الله يشوع عليه السلام , وهو بلا شك سفر وهمي استلهمه اليهود من وحي خيالاتهم الفاسدة , حيث تم استثمار هذا الفكر اليهودي المحرف والمتطرف لصالح الصهيونية . والهدف منه غرس العقيدة القتالية العسكرية المتعطشة للقتل وسفك الدماء بعد دفعهم إلى مزاعم الأرض الموعودة تحت غطاء ديني .. تفاصيل في السياق التالي :
علي الشراعي
فساد العقيدة اليهودية وإرهاب الحاخامات الذين ما فتئوا يزرعون الشر والإرهاب في نفوس وعقول أطفالهم , الذين يُساقون صباح ومساء إلى حيث يُلقى على مسامعهم تعاليم ( سفر يشوع الدموي ) , حتى سوغت لهم هذه التعاليم الدينية فعل الشر وارتكاب المحرمات وقتل الأطفال والنساء , وهدم البيوت وحرق الأشجار , وتسميم مياه الشرب , وقتل الأسرى والتمثيل بجثث الشهداء .
وصايا محرفة
قام أستاذ علم النفس ( ثاماران) بجامعة تل أبيب ( يافا ) بتوزيع سؤال على ألف طالب من الصف الرابع إلى الصف الثامن , حيث تدخل دراسة ( سفر يشوع ) في المنهج الدراسي لهذه الصفوف الدراسية بهذا السؤال : لنفترض أن الجيش الإسرائيلي احتل قرية عربية في الحرب ضد العرب , فهل يفعل مع أهلها ما فعله يشوع مع أهل أريحا ؟ فبلغت الأجابة ( بنعم ) 95% . إنها ثمرة من ثمار هذا الفكر الديني المتطرف الإرهابي الصهيوني الذي تجسد في مذابح دير ياسين وقبية وصبرا وشاتيلا , ومازال يتجسد في صور الجرائم المرعبة التي ترتكب بحق المدنيين العزل في فلسطين وتتمثل اليوم في المجازر الإرهابية للصهاينة منذ عشرة أشهر بحق سكان غزة وإلى اليوم حيث بلغ عدد الضحايا ( 39897شهيدا ) و (92152مصابا ) منذ السابع من اكتوبر 2023م .
إنها فتاوى الموت ووصايا التوراة المحرفة وكتابهم التلمود الذي يستمدوا منه أفكارهم الإرهابية التي يصدرها حاخامات الإرهاب بتحليل دماء غير اليهود وانتهاك أعراضهم . فالحاخام ( شمعون بن تسيون ) يبشر أتباعه بقوله ( بأن كل يهودي يقتل عشرين عربيا وما فوق يصبح قديسا ) , بل لقد ذهب الحاخام ( عبدو ألباه ) إلى أبعد من ذلك عندما ذكر أتباعه بقوله : ( بأن الشريعة اليهودية تأمر بقتل جميع العرب من الأطفال والنساء ) إنها فتوى صريحة بإباحة الدم العربي , وجواز إراقته على اعتبار أن ذلك من القربات إلى الله , إنها أوامر الله المزعومة إلى شعبه المختار بقتل الإنسان والحيوان إنه الكذب والافتراء على الله وعلى رسله المعصومين المنزهين . فلا غرابة أن نرى من قتل وبطش وتنكيل في ظل هذا الفكر الديني الظلامي المقيت الذي يتخرج كل يوم العشرات من القتلة والإرهابيين الصهاينة الذين يعيثون في الأرض فسادا , فاليهود وكيانهم الصهيوني المسمى (إسرائيل ) خاصة حازت على قصب السبق في عدد الإرهابيين الذين يستندون في جرائمهم إلى نصوص دينية محرفة وفتاوى حاخامية تبيح لهم ارتكاب المحظور . ولا غرابة إذا أيضا أن يخرج من تحت عباءة هذا الفكر الديني رموز الإرهاب الدولي الصهيوني أمثال بن غوريون , وبيجين , ودايان , وشامير , وشارون , وبن زئيفي , وكهانا , ونتينياهو , و حاخامات الموت وتلامذتهم أمثال ( باروخ ) القاتل الذي أغرق الحرم الإبراهيمي الشريف بدماء المصلين , فنال نظير عمله القبيح ثناء وحمدا لا مثيل له وأصبح قبره النجس مزارا تؤمه جموع اليهود المفتونين بفعلته النكراء . ففي فجر يوم الجمعة 15 رمضان 1414هجرية , الموافق 25 فبراير 1994م , أقدم ( جولدشتاين باروخ ) وهو طبيب يهودي وكان عضوا في جماعة يهودية صهيونية متشددة تأسست تحت رعاية ( أرييل شارون ) - أي أنها تحظى بحماية ذلك الذي ارتكب مجازر صبرا وشاتيلا - وبتواطؤ الجيش الصهيوني على ارتكابه مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل . حيث أطلق النار على المصلين في المسجد وراح ضحية تلك المذبحة 30 شهيدا , و15 جريحا ومصابا .
ولم يكن هذا الصهيوني الإرهابي الذي قضى تحت أقدام المصلين وبنعالهم إلا ضحية من ضحايا هذا الفكر الديني الخرافي الذي غرس في نفسه الحقد والكراهية فتنكر حتى لقسم مهنته كطبيب , وعمد إلى قتل الأسرى والجرحى من العرب في جنوب لبنان , متجاهلا قواعد مهنته التي توجب عليه مد يد العون والمساعدة إلى مثل هؤلاء .وقد أورد الحاخام ميخائيل بن غوريون في كتابه ( باروخ الرجل ) بأن هذا القاتل : ( كان طبيا عسكريا في جنوب لبنان وكان يقتل كل عربي أو مسلم يقع بين يديه أسيرا أو جريحا ).
ثقافة الكراهية
تحرص الحاخامية اليهودية على متابعة ورعاية الجنود في معسكراتهم ومواقعهم , حيث يخصص لكل وحدة عسكرية حاخاما متطرفا , يتولى رعاية شؤون أفرادها وتلقينهم قوانين الحرب التوراتية المخالفة لكل الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية , وقبل ذلك وعند تخرجهم يسلم لهم نسخة من كتاب ( التناح ) الذي يحرضهم على ارتكاب كل الجرائم في سبيل إعلاء كلمة اليهودي ويجرى تدعيم ذلك الكتاب بسلسلة من الفتاوى التي يصدرها رجال الدين من العسكريين من أمثال الحاخام العقيد ( إبراهام أفيدان ) الذي أصدر فتوى جاء فيها : ( يجب على الجنود أن يقتلوا أعداءهم المدنيين ذوي السلوك الجيد فقد قيل اقتل النخبة من غير اليهود لأنه يجب أن لا يثق أحد بغير اليهودي حتى ولو كان لا يؤذي جنودنا ) .
ورغم هذه الأوامر الصريحة بالقتل وما فيها من انتهاك لحقوق الإنسان وما توجبه على المجتمعات الإنسانية من عمل على اجتثاث هذا الفكر الديني المتطرف الإرهابي من جذوره وتجريمه , إلا أن أحدا في هذا العالم المتحضر لم يجرؤ على الإشارة إلى هذا الموضوع الخطير وهذه الجرائم الصهيونية منذ أكثر من 75 عاما وإلى اليوم . على اعتبار ذلك من المحرمات التي يجوز التطرق لها بل أن دول غربية ادخلت في قوانينها عقوبات تنص على تجريم كل من يدين الكيان الصهيوني بارتكابه جرائم أو التضامن مع الشعب الفلسطيني .
النقاء العرقي
أصبحت نزعة التطهير العرقي هذه نهجا ثابتا للكيان الصهيوني وهي تستمد أصولها من مقولة النقاء العرقي التي تحرم اختلاط الدم اليهودي بالدم النجس لدى كل الأجناس الأخرى . ففي السطور التي تلي أمر الرب إلى موسى بإبادة سكان البلاد التي يستولي عليها , يوصى الرب موسى بألا يتزوج بنو قومه من بنات الشعوب التي تقطن هذه البلاد ( سفر الخروج ) .وينص سفر التثنية على أنه لا ينبغي للشعب المختار أن يختلط بالشعوب الأخرى , فيقول : ( ولا تصاهروهم فلا تزوجوا بناتكم من أبنائهم ولا أبناءكم من بناتهم ). فهذا الفصل العنصري هو السبيل الوحيد للحيلولة دون تدنيس الجنس الذي اختاره الله والعقيدة التي تربط هذا الجنس بالإله . وقد ظل هذا الانفصال عن الآخر هو القانون السائد . ففي كتابه ( التلمود ) الصادر في باريس عام 1986م ,يكتب الحاخام ( كوهين ) قائلا : ( يمكن تقسيم سكان العالم إلى قسمين , إسرائيل من جهة والأمم الأخرى مجتمعة من جهة أخرى . فإسرائيل هي الشعب المختار : وهذه عقيدة أساسية ) . وهذا الرفض للآخر , يتجاوزان حدود البعد العرقي . فرفض الاختلاط بدم الآخر من خلال الزواج المختلط يعني رفض دينه وثقافته وطريقته في الحياة . وتستند هذه السياسة إلى تفسير متزمت للنصوص المقدسة . فأقوال الرب في سفر ( اللاويين ) تحث اليهود على ألا يخلطوا أي صنفين , وتأمرهم بأن يميزوا بين الطاهر والنجس مثلما ميز الرب إسرائيل من بين الشعوب الأخرى . وأمام هذا التفرقة العنصرية والتميز والتي تمثلت في عقيدة وسياسة وسلوك الكيان الصهيوني الإرهابي ففي 10 نوفمبر 1975م , اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية والتفرقة العنصرية . ومع انهيار الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينيات هيمنت الولايات المتحدة الأمريكية على الأمم المتحدة , وتمكنت في 16 ديسمبر 1991م , من دفع الأمم المتحدة إلى إصدار قرار بإلغاء القرار العادل الصادر عام 1975م , بل إن التغيير الوحيد الذي حدث وما زال إلى اليوم هو ممارسات القمه , وعمليات إبادة الشعب الفلسطيني بشكل بطئ فضلا عن سياسة الاستيطان قد اتسعت بشكل لم يسبق له مثيل بهدف تطهير الاراضي الفلسطينية المحتلة من سكانها الاصليون عبر عمليات القتل والابادة الجماعية وارهاب السكان بكل طرق القتل والحصار وتدمير المنازل واحراق الاراضي الزراعية وتسميم الآبار والتنكيل بكل شيئ حيا مندفعين من عقيدتهم الدينية وكتبهم الارهابية التي يستسقون منها سلوكهم وافعالهم .
الإبادة المقدسة
يحتفل العالم بيوم التاسع من أغسطس من كل عام باليوم العالمي للسكان الأصليون في العالم , وهم يشاهدون جرائم وابادة جماعية من قبل الكيان الصهيوني ضد سكان غزة السكان الاصليون وبمشاركه وتأييد غربي وخاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والتي وصفها (يهوذا ماغنز ) رئيس الجامعة العبرية بالقدس قبل ستة وثلاثين عام خلال الانتفاضة الفلسطينية الاولي في 9 ديسمبر 1987م , يقول: ( من السهل جدا رفع الأصوات بإعلان أن اليهود الإرهابيين هم وحدهم المسؤولون عن الجرائم الوحشية التي حدثت في الأرض المقدسة .. ولكن من المسؤول عن الإرهابيين ؟ إن كل واحد منا اليهود يحمل شيئا من المسؤولية . ولكن الوزر الأكبر يقع على عاتق الأمريكيين الذين ساندوا هؤلاء الإرهابيين.... ) , وليس بالغريب فالغرب والامريكيين خاصة الذين هاجروا إلى العالم الجديد الامريكيتين تعاملوا مع سكانها الأصليين ( الهنود الحمر ) بالقتل والتنكيل فخلال اربعه قرون وحتى مطلع القرن العشرين أبادوا 120 مليون من الهنود الحمر ودمروا حضارة 400 شعب للهنود الحمر واحتلوا اراضهم تحت نفس شعار الأرض الموعودة لهم وهو نفس الشعار للصهاينة اليوم وكلاهما يستقوا ذلك من فكر ديني متطرف . وقد غدت هذه النزعة العرقية التي تمثل نموذجا يحتذى لجميع النزعات العرقية الأخرى , بمثابة رؤية فكرية لتبرير هيمنة شعوب أخرى . فلا شك أن التفسير الحرفي المتزمت يمهد الطريق لارتكاب مذابح مماثلة لتلك التي أرتكبها يشوع : ( ففي أثناء مطاردتهم للهنود الحمر للقضاء عليهم والاستيلاء على أرضهم , كان المتطهرون الذين استوطنوا أمريكا يستشهدون بيشوع وبعمليات الإبادة المقدسة التي نفذها للتخلص من العماليق والفلسطينيين ) .( توماس نلسون , المتطهرون في ماساتشوستس ).