خطاب التحولات الاستراتيجية

 

د. علي محمد الزنم

تابعنا بشغف خطاب التغيير في الداخل والخارج وفرض المعادلات التي لا تقبل التأويل والمهادنة أو البقاء في المناطق الرمادية التي لم يعد يعرفها اليمن منذ التحولات الكبرى الذي ألقاه قائد الثورة وسيد القول والفعل عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية 1446 هجرية..

خطاب التحولات الاستراتيجية

كان خطاب قول فصل صادما لكل من تسول له نفسه المساس بمصالح الشعب اليمني والإضرار بمعيشته واقتصاده وأمنه واستقراره أو الاستمرار في حصاره وتقييد حرية السفر من خلال إغلاق المطارات والتجارة من خلال إغلاق المواني اليمنية .

أجاب السيد القائد في خطابه على تساؤلات كل اليمنيين الحائرين الذين تعددت أشكال معاناتهم وتعقيدات حياتهم التي تشتد يوما بعد يوم بسبب الحصار والعدوان الذي فرض على الشعب اليمني منذ عقد من الزمن .

وفي ظل استمرار ذلك الحصار والعدوان ضل الجميع يتسائل هل من أفق لوضع حد لهذه المعاناة والأوضاع المأساوية التي خلفها العدوان والحصار وما تسببا به من انعدام لفرص العمل وانقطاع للمرتبات ، بالتزامن مع المؤامرات والممارسات من قبل معاول الهدم والتضييق على الشعب على أمل إذكاء الفتنة وتأليبه على النظام القائم.

ولكن صمود ووعي الشعب اليمني أسقط كل تلك الأماني بصبر وجلد وتحمل كل تبعات العدوان حتى  آن أوان العمل من أجل تخفيف معاناته ولو تدريجيا وانتشاله من واقع الظروف الصعبة التي يعيشها كما أكد ذلك القائد أبو جبريل في خطاب التحولات الجذرية وفي السياسة الخارجية والتعامل مع شذاذ الآفاق المنضويين تحت عباءة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل الذين تحولوا إلى أدوات رخيصة ينفذون أجندة عميلة وخبيثة بحق شعوب المنطقة الرافضة والمقاومة للظلم والهيمنة الأمريكية.

خلاصة ما أريد أن أقوله هو أن الوضع الداخلي وتحسينه كان ينتظر قول فصل من القائد الشجاع لأعظم معركة في التاريخ اليمني المعاصر ضد الصهاينة المحتلين وداعميهم حتى جاء ذلك القول  في خطابه الأخير الذي تضمن وكشف تفاصيل المؤامرات والمخططات التي تعمدت مملكة آل سعود ولا تزال تتعمد وضعها لرسم المشاهد المأساوية في حياة الشعب اليمني وظنت أن السكوت سيطول على أفعالها الشيطانية كنقل البنك المركزي ومحاصرة المصارف والبنوك والتحويلات وتشديد الحصار على مطار صنعاء وميناء الحديدة ، والدفع بمرتزقتها إلى عدم التعاطي بإيجابية مع الملفات الإنسانية كالأسرى والمخفيين قسرا وفتح الطرقات بين المحافظات وغير ذلك .

وبشكل صريح وواضح جاء التحذير الذي أصاب القيادة السعودية والإماراتية ومرتزقتها بالدهشة بل والصدمة من هول ما سمعوه من تحذير.

إنه تحذير قائد الثورة الذي إذا قال فعل في خطابه الذي تضمن عبارات تستحق أن تكتب بماء الذهب وفي السفر الخالد لتاريخ الأمم الحرة والأبية التي لا تقبل الضيم أبدا مهما كان الثمن.

ومما تضمنه خطاب السيد القائد قوله ( الضغط بنقل البنوك من صنعاء خطوة جنونية وغبية، ولا أحد في العالم يفكر بهذه الطريقة). : (النظام السعودي أقدم على هذه الخطوة خدمة "لإسرائيل" وطاعة لأمريكا).

(وجهنا النصائح والتحذير عبر كل الوسطاء ليتراجع السعودي عن هذه الخطوة الحمقاء لكنه ما يزال يماطل). (بعد خطوة نقل البنوك اتجه السعودي إلى تعطيل مطار صنعاء وإيقاف الرحلات رغم محدوديتها وهامشها الضيق).( التصريحات التحريضية من الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني للسعودي استمرت مع مطالبته بإغلاق الميناء).

وبعد أن كشف السيد القائد تفاصيل المؤامرات السعودية وجه تحذيره الشديدوبصوت تسمعه الدنيا بأكملها: (سنقابل كل شيء بمثله البنوك بالبنوك ومطار الرياض بمطار صنعاء والموانئ بالميناء.)

وأكد سيد القول والفعل أن الشعب اليمني في مقدمة  اهتماماته وأن القادم سيكون أفضل بكثير. : (لن نسمح بالقضاء على شعبنا وإيصاله إلى مستوى الانهيار التام كي لا تحصل مشكلة، فلتحصل ألف ألف مشكلة).

وعلى القيادة السعودية تضع ألف خط على هذه العبارات الواضحة التي لا لبس فيها ولا غموض، إنه تحذير صريح وواضح من قائد شجاع إذا قال فعل ..

كل شيئ يهون من أجل الشعب اليمني..  إما أن نشبع سويا أو نجوع سويا ، وعلى مملكة الرمال أن تدرك جدية ما قاله أبو جبريل قبل أن تتحول أحوالها من حال إلى حال .

 


طباعة  

مواضيع ذات صلة