التطبيع بوساطة أمريكية ..توظيف سياسي أمريكي وسقوط سعودي وتشبث إسرائيلي بخرافة الصهيونية

يشهد واقع اللحظة التاريخية الراهنة تطورا دراماتيكيا متصاعدا في مسار الأحداث والوقائع السياسية والعسكرية المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي على مستوى المنطقة والعالم .. وفي خضم هذه التطورات والمتغيرات المفاجئة للبعض تقف مملكة آل سعود أمام لحظة اختيار وجهة الأحداث القادمة التي يمكن القول أن معالمها الرئيسية تتحدد وفقا لطبيعة تطورات أحداث اللحظة والرؤية العادلة والمنصفة في مسارين هما مسار التحرر من الهيمنة واستعادة الحقوق المشروعة والكاملة وإنصاف القضايا العربية العادلة بطرق التطويع السياسي وبمخارج سلامة للجميع أو مسار الحسم القسري الذي دفع الشعب الفلسطيني ولا يزال ثمنه وبات إنجازه استحقاق للشعوب العربية وللشعوب الحرة على مستوى المنطقة والعالم ولابد من تحقيقه وقطف ثماره مهما تفنن الكيان الصهيوني ومعه الأمريكي في حبك مؤامرات ورسم مخططات الدفاع عما تعتبره الصهيونية تهديدا مستقبليا لوجود خرافاتها النازية وطريق تمكين أطماع واشنطن وتل أبيب بالزعامة والسيطرة الإقليمية على المنطقة .. تفاصيل في سياق التقرير التالي :

التطبيع بوساطة أمريكية ..توظيف سياسي أمريكي وسقوط سعودي وتشبث إسرائيلي بخرافة الصهيونية

اليمن - خاص

بالنظر إلى التحركات السياسية والعسكرية الأمريكية الصهيونية خلال الآونة الأخيرة واستمرار ضبابية الموقف السعودي وعدم وضوحه بقرار رسمي وإعلان صريح إزاء التوجهات الأمريكية تبقى مملكة آل سعود أمام خيارين :

الخيار الأول :التصهين والأوهام الطائشة :
ويعني هذا الخيار انخراط المملكة السعودية في مسار عدواني يجعل من احتمال كتابة شهادة وفاة عرشها كبيرا خلال المستقبل القريب بسبب إصرارها على التشبت بقوارب الصهيوني والأمريكي الغارقة ومضيها في مسار التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني والدخول في تحالفات حرب عديمة الجدوى والفاعلية لن يقتصر تأثيرها على الرياض وحسب وإنما سيفتح أبواب الجحيم على ممالك النفط ودول الحلم العربي التقليدي ، ودول عربية وإقليمية أخرى غارقة في مستنقع الأزمات والصراعات المفتعلة وعالقة في حبال مشانق التوضيف السياسي الأمريكي التي أعُدت حبكاتها بعناية تحضيرا لاستهداف وضرب ما تعتبره واشنطن تهديدا لمصالحها وما تعتبره الصهيونية تهديدا مستقبليا لأطماع خرافاتها النازية حتى وإن استدعى ذلك التخلص من خدمات حلفائها وتقديمهم قرابين تمكين لأطماعها بالزعامة والسيطرة الإقليمية على المنطقة .

الخيار الثاني :استعادة التموضع العربي الإسلامي : ووفقا لهذا الخيار فإن بيد مملكة آل سعود أن تنسجم مع طبيعة تطورات الوقائع والأحداث وتكون شريكا مع خصومها الذين رموا لها طوق نجاة لتأكيد النضج في تقدير مواقف التعايش وحسن الجوار ، وقادوا التحولات والميدان في مواجهة مشاريع ومخططات الصهيوأمريكية ، وانفتحوا على الشراكة في استثمار ناجح ضمن مسار يضمن الاستقرار ويكتب لعرش حكامها ميلادا جديدا يضمن مستقبل طموحات الجميع، ولا يتطلب ذلك سوى عدم انخراطها في طبخات ومؤامرات ومسارات التصعيد الصهيوأمريكي.
إلى جانب التحرك الجاد والعملي في استيعاب الحقائق الفلسطينية والوطنية والإقليمية والدولية الجديدة وإنجاز استحقاقات التسويات الكاملة والسلام العادل كسبيل أوحد لتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم ، بالاستفادة من لحظة انفتاح (من صنعت منهم خصوما بعدوانيتها العبثية نتيجة دفع وتوريط أمريكي) وعلى مبدأ فتح صفحة جديدة بسلام عادل وتسويات منصفة تصنع عهدا جديدا يخدم التعايش والتعاون والشراكة والتنافس الشريف وفق قواعد تصون للجميع الحقوق السيادية والاستقرار وسلامة الأوطان في إطار الحق الجغرافي لكل شعب ودولة في إطار نظام إقليمي يستوعب التطلعات والحقوق المشروعة لجميع الشعوب والدول العربية والإسلامية ويشكل مشروعا وقوة دولية شريكة وندية للقوى الكبرى يفرضها الأمر الواقع كمرتكز توازن للعالم الجديد وبوليصة استقراره .
إلى جانب ما يعرض عليها من تذاكر ذهبية للريادة وامتياز تشجيعي بإغلاق صفحات الحروب وفواتير الألم وترحيل المسؤولية على مرحلة الهيمنة الغربية وحقبة التورط في الالتزام بأجندتها وأطماعها التي ورطت الرياض في مستنقع حروب وصراعات ورمال متحركة من الابتزاز والأزمات، يهدد الإصرار على الاستمرار فيها مع الأمريكي أو بدونه بابتلاع عروش وممالك كل من سلم عنقه لأمريكا وتورط في خدمة أجندتها العدوانية وسياساتها الهادفع إلى تغيير شكل المنطقة.
وبالنظر إلى الخيارين السابقين باعتبارهما اتجاهين متناقضين أمام المملكة السعودية تبرز أهمية الإشارة هنا إلى ما جاء في الخطاب الأخير الذي ألقاه السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من حديث تضمن الإشارة إلى مشروع التطبيع السعودي الإسرائيلي بوساطة أمريكية باعتباره .

توجه خاطئ وسياسة فاشلة
في هذا السياق قال السيد عبدالملك بدرالدين "أمام افتضاح العدو الصهيوني، لا يليق بأي دولة عربية الدخول في صفقة تطبيع لكي تحظى بالحماية الأمريكية"، مؤكداً أن سعي بعض الدول للحصول على الحماية الأمريكية من شعبها أو جيرانها هو توجه خاطئ وسياسة فاشلة.
وحث قائد الثورة بعض الأنظمة على الاستفادة من الآخرين الذين اعتمدوا على الحماية الأمريكية ليأمنوا من شعوبهم، لكنهم فشلوا.. داعياً الأنظمة التي تسعى للحماية الأمريكية من جيرانها إلى تغيير سياساتها العدائية، لأن المشكلة منها وليست في محيطها.
وذكر أن حسن الجوار والتعامل بالقيم الإسلامية والعربية هو ما سيجلب الأمن لبعض الأنظمة وليس التطبيع، لأن الذهاب للتطبيع بعد كل ما حصل خاطئ، ومعناه الارتهان للأمريكي ضمن سياساته التي تقوم على الابتزاز والاستغلال والحلب.
ونبه من يتجه ليرمي بنفسه في أحضان الأمريكي، بأنه سيخضع كل مقدراته وأمنه للاستغلال الأمريكي البشع.. مضيفاً "نقول على وجه القطع واليقين بأن الأمريكي لا تهمه مصلحة أي بلد عربي إنما مصلحته مع الكيان الصهيوني".
وأكد أن من يرتهنون للأمريكي ولسياساته الخاطئة سيدفع بهم دائما في المشاكل ويورطهم في المواقف السيئة والسلبية التي تخدمه ومصالحه.

من حقائق اللحظة
من حقائق اللحظة الإقليمية أن السعودية يمكن أن تكون محور ارتكاز في مسار السلام والاستقرار كطرف متورط وثقل جيوسياسي ونفطي يمتلك الفيتو الذهبي أمام أي تصعيد أمريكي والتعاطي بمسؤولية دينيية وأخلاقية وإنسانية من شأنها أن تساهم في تشكيل أرضية صلبة لاستعادة الحقوق المشروعة والكاملة وإنصاف القضايا العربية العادلة.
وفي الوقت ذاته يمكن للسعودية أن تكون كبش فداء وقربان للتصعيد والتوضيف السياسي الصهيوأمريكي لتطورات الوقائع والأحداث على مستوى المنطقة بهدف توريطها وإغراقها أكثر في مستنقع العمالة والتخلي عن القضايا العربية العادلة ويكفي للتأكد من صحة هذه الفرضية مجرد النضر في تصريح وزير الخارجية السابق للكيان الصهيوني حيث يقول :
أعتقد أن السعودية يمكن أن تقبل التطبيع بوساطة أمريكية دون إقامة دولة فلسطينية.. إننا نقول بكل وضوح أننا لن نوافق على إقامة دولة فلسطينية هنا".
وفي سياق التحليل بهدف التوضيح للحقائق تجدر الإشارة هنا إلى تغريدة لنائب مدير دائرة التوجيه المعنوي بصنعاء العميد بن عامر حيث يقول "جاء الوقت الذي يبادر فيه بعض العرب للتطبيع مع اسرائيل وكانت إسرائيل طوال العقود الماضية هي من تطلب منهم هذا التطبيع ولم يتوقف الأمر عند هذا بل إن اسرائيل غير مهتمة بمبادرة التطبيع مع السعودية برعاية أمريكية لانشغالها بتدمير غزة وعندما تنتهي يمكن أن تقبل بهذه المبادرة وترحب بها.


طباعة  

مواضيع ذات صلة