هل ينجح الصمود الغزاوي في إشعال ثورة العصر العالمية؟؟!!
alyeman الزيارات: 364
ضيف الله الأعشم
كمواطن عادي لا يفقه في السياسة ولست من عشاقها غير أنني ونتيجة لما يتم تناوله في وسائل الإعلام المختلفة حول ما يجري من حرب عدوانية صهيونية وما يمارس من إرهاب عسكري وفكري وسياسي تجاه أبناء غزة بما لذلك من أبعاد متعددة على المستويين الإقليمي والدولي وكنتيجة طبيعية لما أشاهده من صور الموت القادمة من هناك وما أسمعه من أحاديث وتناولات معبرة عن حالة الموت الأخلاقي والقيمي والإنساني التي أصابت الإنسانية جمعاء أجد فكري ومخيلتي معرضين للعديد من التساؤلات المتشعبة والمتناقضة والعقيمة في بعض الأحيان إن صح التعبير..
لكن السؤال المهم وإن كان مألوفا ولا يحتاج إلى الكثير من الجهد للإجابة عليه من وجهة نظر السياسيين والذي أجبرني على الاندفاع إلى ميدان السياسة محاولا إيجاد جواب شاف له أو على الأقل وضع حد لحالة الصراع المحتدم بين ضميري وعقلي هو هذا السؤال :
- ما أبعاد الصمود الأسطوري لسكان غزه؟
من المؤكد أن هناك آثار إيجابية لاحصر لها كنتيجة طبيعية للصمود الغزاوي للشعب غزة وفصائل المقاومة هناك ولعل أهم هذه النتائج انهيار المنظومة الفكرية الأيديولوجية التي عمل الصهاينة على غرسها وزراعتها في عقول المجتمعات الغربية والمجتمع البشري ككل. لا سيما بعد أن كشف الصمود الأسطوري والثبات الغزاوي منقطع النظير حقيقة الصورة الخفية للكيان الصهيوني السادي المسخ وأيدلوجيته المتطرفة التي تفتقد لأدنى معايير الأخلاق والمبادئ الإنسانية والقيم الفطرية السليمة ، كما أن ذلك الصمود أسقط الصورة النمطية لقيم الليبرالية التى كانت المؤسسات الغربية وساستها ومفكروها يحاولون تصويرها كأرقى وأكبر إنجاز للعقل الغربي أو الحضارة الغربية المعاصرة تحت غطاء الشعارات والمسميات والتوصيفات البراقة من حقوق المرأة والمناخ وحقوق الإنسان وحقوق الحيوان وهلم جرا .. والتي ظلت وسائل الإعلام المختلفة والمنظمات بمختلف مشاربها وأهدافها تعمل على تجريع الشعوب العربية إياها بجرعات مركزة ليل نهار.
وبعد أن نجح الصمود الغزاوي في إثبات حقيقة الزيف وكشف قناع التزييف عن كذبة الحضارة الغربية المعاصرة كانت الصدمة الحقيقية التي ألهبت مشاعر النخبة الشبابية النقية في الجامعات الأمريكية والغربية على حد سواء.
هذه الصدمة وضعت الشباب أمام اختبار صعب وأمام تساؤلات عميقة حول كذبة الحضارة الغربية بعد أن بان زيفها وكشفت عورتها أمام من ترعرع ونشأ في حضن مبادئها وقيمها وعلى وجه الخصوص شباب المجتمعات الغربية.
ما من شك في أن ملحمة غزة قد مثلت نقطة تحول وعلامة فارقة في التاريخ المعاصر ورغم المخاض القاسي ستؤدي حتما إلى ولادة جيل غربي متنور وناقم على أسلافه ممن دنست الصهيونية عقولهم وفطرتهم السليمة وتلطخت أيديهم بكل رذيلة وتجاوزوا أفكار الشيطان في إجرامهم وإفسادهم في الأرض.
وبعيدا عن النضرة التشاؤمية والصورة القاتمة التي ينتهجها بعض المحليين السياسيين بمناهجهم المختلفة عند تناول الأحداث في غزه وآثار تلك الحرب العدوانية المهولة على المستويين المادي والنفسي لشعب غزة .. أستطيع القول أن هناك ما يلوح في الأفق وما يبدو ضاهرا على السطح وبدأت أوراقه تتكشف وتثبت للعالم أجمع أن ميدان معركة غزة لم يعد محصورا في جغرافية غزة فحسب بترابها وأشجارها وهوائها وأشلاء أطفالها ونسائها بل تحول إلى ميدان انطلاق لثورة عالمية تجاوزت الحدود الإقليمية والقارية وحركت الصمت وهزت الضمير العالمي وحررت العقول الساجدة عند أقدام الصهيونية وقيم الليبرالية الرثة .. هذه الثورة لاشك أنها سترسخ قيم التحرر الحقيقي في نفوس الشعوب المغلوبة على أمرها وستكرس حتما ثقافة المقاومة للظلم والاحتلال بعيدا عن حسابات القوة والكفاءة والربح والخسارة.. إنها ثورة ضمير عالمي وضعت البشرية جمعاء في فسطاطين لا ثالث لهما.