التوجهات الغربية المعادية للإسلام وأساليب تخدير الشعوب الغاضبة

شرف أحمد الشامي

عندما وقعت حادثة الاعتداء السابقة على المصحف الشريف في السويد رأيت أساليب المخابرات القبيحة على مواقع التواصل الاجتماعي "ترندات" لا تهدف إلى تخدير الشعوب الغاضبة من الاعتداء على المصحف، مثل "محتجون يحرقون مبنى رئاسة الوزراء السويدي"... والكثير من أشباه هذه المشاهد المفبركة والأخبار المهدئة ليستمر مسلسل الاعتداءات علينا نحن المسلمين، ولكن هيهات لن نسكت وسنظل نتحرك في كل المجالات لمواجهة المستكبرين.

التوجهات الغربية المعادية للإسلام وأساليب تخدير الشعوب الغاضبة

وباء العرق الأبيض
لنتحدث أولاً عن دولة السويد: هي دولة مسيحية تقع شمال أوروبا وهي عبارة عن مملكة شكلية لها ملك فخري لا يحكم اسمه " كارل السادس عشر " ويحكمها ويديرها فعلياً حزب ديمقراطيي السويد وهم متطرفون ونازيون جدد، معروفون بتشددهم وكرههم للمهاجرين والأقليات والتفاخر بأصولهم الأوروبية والعرق الأبيض.
والعرق الأبيض هو وباء انتشر في أوروبا من جديد مؤخراً ، هذه العقلية النازية الأوروبية أتت بشكل جديد الآن وهي كانت سابقاً مسيطرة على معظم أوروبا وأتت الآن على متن الأحزاب اليمينية المتطرفة الجديدة التي استحكمت بزمام الحكم فيها.
هوس العرق الأبيض يعشعش في عقول الأوروبيين منذ القدم وهو هوس غير طبيعي تعيشه دول أوروبا ويعني تفضيل أصحاب العرق الأبيض والمسيحيين على كل من في العالم.

نازية إجرامية
وهي فكرة نازية إجرامية تدعو إلى معاقبة واستهداف واحتقار كل من ليس منهم، ولا تعتبر النازية فقط من كانت تعيش هذه النزعة، فكل أوروبا بهذا الشكل لكن أوروبا وسياساتها دائماً تكيل بمكيالين وتدعي أن النازية هم من يفكروا هكذا فقط.
ما هي النازية؟ هي نظام حكم سياسي ألماني قومي انتهى بالحرب العالمية الثانية، ولم يكن في ألمانيا فقط، فقد انتشر إلى عدة دول منها دول شمال أوروبا أثناء الحروب والمعاهدات العسكرية في تلك الحقبة.
ولكن السؤال الحقيقي هل هذا الذي يحصل في أوروبا كلها والسويد بالتحديد منطقي؟
إنه فقط دور أوكل لأوروبا كلها من قبل اللوبي الصهيوني واتخذ من دولة السويد قاعدة أساسية له، هذا التوجه المعادي للغير سواء الأفارقة أو الأسيويين أو المسلمين منتشر هو في كل أوروبا والسويد فقط هي الميدان الأول له.

عنصرية وكراهية
ونجد في أوروبا الكثير من العنصرية والكراهية و الحقد للغير، وقد انتشرت في أوروبا عبر الكثير من القوانين والتعبئة غير الإنسانية التي ينتهجها اللوبي الصهيوني بالحرب على المسلمين والسيطرة على العالم.
وأصبحت حوادث الاعتداء على المسلمين والمهاجرين شيئا طبيعيا في أوروبا وأصبح الأوروبيون يسمونها ويبررونها بجرائم الكراهية محاولين خداع العالم بهذه التسميات والتبريرات غير الأخلاقية والمنطقية ويُحملون الضحايا سبب هذه الحوادث في سابقة وحشية وعنصرية مقيتة ليس لها مثيل في العالم.
وحين يقتل المسلم يبررون قتله بأنه مثل أولئك الإرهابيين الذين يفجرون أنفسهم في أوروبا وأفغانستان والعراق والعالم كله.

حرب معلنة
وهذه العبارات والمقولات كلها مجرد أعذار واهية وخداع للكثيرين والحقيقة أنها حرب على الإسلام، كما إن المتشددين الذين يقومون بتفجير أنفسهم هم مدفوعون من أمريكا وإسرائيل واستخباراتهم لتشويه الإسلام وإحداث هذا الكره في قلوب الكثيرين في العالم.
هي حرب تشنها دول الاستكبار المتمثلة بأمريكا وإسرائيل على الإسلام بشكل معلن ويجب التصدي لهذه الحرب ومجابهتها بكل أشكال المقاومة والمواجهة وليس بالتباكي والحزن والقهر والتنظير، لأن جميع الأنظمة في دول أوروبا وجميع الأحزاب فيها سواء المسماة محافظة أو المسماة يسارية أو ديمقراطية تعتبر مشتركه في شن هذه الحرب الموجهة ضدنا نحن المسلمين ويجب أن نعقل هذا ونتفهمه جيداً.
لنعود لدولة السويد التي تمادت في سن تشريعاتها العنصرية والحاقدة تجاه الغير والمسلمين خاصة في اتخاذها الكثير من التدابير ضد الكل وأكثر شيء على المسلمين كونهم العدو الأول للغرب الكافر.

تسلط صهيوني
كل تلك التوجهات المعادية للإسلام والمسلمين في السويد تأتي في حقيقة الأمر نتيجة التسلط الصهيوني المفروض على السويد وأوروبا عامةً وبعذر القيادة المتطرفة اليمينية تقوم الأخيرة بشن حربها على الإسلام والمسلمين والاعتداء عليهم وعلى مقدساتهم مع العلم أن القيادة المتطرفة أو اليمين المتطرف في السويد أو أي مكان في أوروبا هي مجرد حجة أخرى لتخويف المهاجرين وتبرير هذا التعسف والظلم الذي يحدث في أوروبا وإلا فإن معظم أوروبا شريكة بهذه الحرب على المسلمين، قيادات وأحزاب اليمين أو اليسار على حد سواء.
لماذا السويد؟!!
ولم يتم اختيار السويد عبثاً من قبل اللوبي الصهيوني لتنفيذ هذه الخطط المعادية للمسلمين ولكن لأنها أكثر الدول الأوروبية التي يهاجر إليها المسلمون من العالم الإسلامي ولأنها لا تعتبر دولة كبرى مستعمرة لها نفوذ عالمي مثل فرنسا وبريطانيا تخشى أن يُفقد أو يتزلزل.
وبالمناسبة دعونا نسمي النفوذ الذي يتحدثون عنه احتلالا لأن هذه هي الحقيقة فرنسا وبريطانيا تحتل وتسيطر على العديد من دول العالم دول مسلمة ودول أفريقية مع شريكتهما بالإجرام أمريكا، وفي السويد يوجد أكثرية مسيحية لم تتخلى عن المسيحية مثل الكثير من الأوروبيين، ونستطيع القول أن الكثير من المسيحين في السويد متشددين ومتطرفين وعدائيين ولهذا؛ تعتبر السويد ساحة مناسبة لتجارب العنصرية الغربية الهادفة إلى قياس الرأي وحالات الرد المتوقعة من المسلمين بالاعتداء عليهم بأي شكل من أشكال الاختطاف لأطفالهم أو طردهم من الدولة أو حرمانهم من حقوق معينة أو اتهامهم بتهم مثل معاداة السامية أو الإرهاب أو التخلف أو الاعتداء عليهم أو على مقدساتهم.
هناك من يقول لماذا السويد تفعل هذا وقد تخسر الكثير من مصالحها؟
وللرد على ذلك نقول مصالح السويد الكبرى والأهم مع اللوبي الصهيوني ونقول لكم أيها القراء يجب أن لا ننسى أن أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى والثانية لم تعد كما كانت ذي قبل، أي أن دول شمال أوروبا كانت في صف الخاسر وعانت من تلك الحروب وكان لها دور في المعارك التي حصلت وتلك الدول أي دول شمال أوروبا انتشر فيها الفكر النازي إما بالغزو أو التحالفات وما يزال هذا الفكر فيها بأشكال متعددة وهي دول أيضاً ما تزال تدفع ثمن خسارتها في الحرب.
ويبقى الأمر المهم هو أن يعرف العالم الإسلامي المنذهل بحضارة الغرب المزيفة وبهرجة دولهم وصناعاتهم أن الغرب الكافر منخرط مع أمريكا وإسرائيل في الحرب على المسلمين والمستضعفين في العالم.


طباعة  

مواضيع ذات صلة