تفاصيل جديدة حول جريمة التعذيب الوحشي بحق المواطن محمد مهدي..

تستمر مشاهد الانتهاكات الجسيمة والجرائم الوحشية التي ترتكبها عصابات ومليشيات مرتزقة العدوان والاحتلال في المحافظات والمناطق المحتلة، يوم بعد آخر دون توقف ولا انقطاع، آخر تلك الجرائم وأبشعها وأكثرها وحشية كانت جريمة تعذيب المواطن محمد مهدي من أبناء محافظة إب في سجون انتقالي الإمارات حتى الموت.

تفاصيل جديدة حول جريمة التعذيب الوحشي بحق المواطن محمد مهدي..


استفحل داء التعطش لسفك الدماء في نفوس مليشيات الارتزاق وتملكتها غرائز الإجرام وسيطرت عليها نزعات القتل والهدم والتدمير والشر المستطير، فسلكت وبتخطيط وتوجيه ممن يحركها ويمولها ويدعمها وهم أنظمة العدوان والاحتلال، طريق العبث الهدام والفوضى المدمرة والقاتلة، ومارست وما تزال منذ أكثر من ثمانية أعوام أعمال القتل والاختطاف والتعذيب والاخفاء القسري والتقطع والنهب والسلب والسطو على الأراضي والممتلكات العامة والخاصة، إضافة إلى انتهاجها سياسة الفيد والتسابق على أخذ الجبايات ونهب الموارد وسعي كل فصيل من تلك الفصائل الإرتزاقية المسعورة إلى الاستحواذ على السلطة ونهب الثروات والموارد في المحافظات والمناطق المحتلة، وإقصاء الفصائل الأخرى، مما أشعل فيما بينها حروب مستعرة وصراعات دموية متواصلة، وكلها تأتي في إطار تنفيذ أجندات ومخططات قوى العدوان والاحتلال وفي إطار تسهيل مهمتها الاحتلالية وخدمة مصالحها في نهب ثروات ومقدرات وطننا واستعباد وإذلال شعبنا وفرض وصايتها وهيمنتها عليه.
وفي جريمة وحشية مروعة تضاف إلى مسلسل جرائم قوى العدوان والاحتلال ومليشيات العمالة والإرتزاق، أقدمت عصابات المرتزقة فيما يسمى المجلس الانتقالي بمحافظة أبين على اختطاف وتعذيب عامل من أبناء محافظة إب، ما أدى إلى وفاته.
وأفادت مصادر محلية بأن ‏إحدى النقاط التابعة لمليشيات الانتقالي في محافظة أبين المحتلة اختطفت المواطن محمد حسن عبده مهدي، من أبناء عزلة جبل بحري بمحافظة إب في الـ9 من يوليو الجاري، وهو في طريق عودته إلى محافظة شبوة بعد قضاء إجازة العيد بين أهله.
وأوضحت المصادر بأن مليشيات المرتزقة اعترضت طريق محمد مهدي، واقتادته إلى أحد سجونها في جعار، حيث قضى أياماً تحت التعذيب.. لافتةً إلى أن مليشيات الإرتزاق المسعورة كانت تضغط على “مهدي” للتنازل عن ممتلكاته في شبوة أو دفع مبالغ مالية.
وأكدت المصادر، أن الضحية المختطف "محمد مهدي" عثر عليه مؤخراً في إحدى مستشفيات محافظة أبين المحتلة وهو جثة هامدة وعلى جسده آثار التعذيب.
وأوضحت المصادر بأن مهدي واحد من عدة مواطنين شماليين تعرضوا للاعتقال والتعذيب وفضلوا دفع فدى مقابل الخروج وتعهدات بعدم إثارة قضاياهم إعلاميا.
وتوفى مهدي لدى وصوله إلى منزله بعد ساعات على إطلاق سراحه من سجن الانتقالي في أبين.
الجدير بالذكر أن المواطن محمد مهدي البالغ من العمر 50 عاماً، مصاب بحالة نفسية ويعاني من الصمم أيضاً، ورغم ذلك فقد تعرض لتعذيب وحشي وعمليات حرق على مختلف أنحاء جسده، على أيدي عصابات الإرتزاق المسعورة في محافظة أبين.
هذه الجريمة المروعة والوحشية التي تعرض لها الضحية محمد مهدي في أحد سجون مليشيات المجلس الإنتقالي المدعومة من نظام الاحتلال الإماراتي، صدمت الشارع اليمني بعد انتشار صور للضحية وآثار تعذيب مروعة على جسده، مما أدى إلى وفاته، حيث توفى بعد يوم من الإفراج عنه من سجون مليشيات ما يسمى الحزام الأمني بمديرية جعار في محافظة أبين المحتلة.
ولاقت هذه الجريمة المروعة، تنديداً واسعاً، وأطلق ناشطون حملة تضامن واسعة.. مؤكدين أن هذه الجريمة الوحشية تكشف جانباً من مشروع قوى العدوان والاحتلال في اليمن.. حيث يحرص تحالف العدوان والاحتلال على أن تبقى حالة الفوضى الهدامة سائدة في المحافظات والمناطق المحتلة، من خلال إذكاء فتيل الحروب العبثية والصراعات الدموية بين فصائل الإرتزاق والعمالة، وكذا استمرار مسلسل القتل والاختطاف والتعذيب والاخفاء القسري والتقطع والسلب والنهب والسطو على الأراضي والممتلكات العامة والخاصة وغيرها ذلك من الجرائم التي ترتكبها عصابات المرتزقة في المحافظات والمناطق المحتلة، معززة بذلك حالة الفوضى التي تستفيد منها قوى العدوان والاحتلال في نهب ثروات الوطن ومقدراته.. فهناك المئات من المواطنين ممن تعرضوا للتعذيب حتى الموت منها على سبيل الذكر لا الحصر، جريمة قتل الشهيد الشاب المغترب عبدالملك السنباني من أبناء إب أثناء عودته من الخارج، وكذلك مقتل مساعد طبيب عاطف الحرازي في نقطة طور الباحة من قبل أحد أفراد النقطة العسكرية بعد رفضه تسليم ما بحوزته، وهي النقطة التي قتل بها المواطن عبدالملك السنباني.
وكان تقرير حقوقي قد رصد 157 جريمة قتل وإصابة في المناطق المحتلة خلال شهر يونيو الماضي، وذلك من دون جرائم الاغتصاب والتعذيب والتقطعات والاختطافات وغيرها من الجرائم الجنائية.
ووفق مراقبون للوضع في المحافظات والمناطق المحتلة فإن الفوضى الأمنية بالإضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية سيفان مسلطان على أبناء تلك المناطق واستمرارهما بدافع التجويع والإفقار، وهذه في مجملها تكشف سياسات وطبيعة قوى العدوان والاحتلال ما يحتم على أبناء تلك المناطق تصويب السهام نحو أقصر الطرق لوقف وحشية الاحتلال وهي مواجهته وطرده.

 

 


طباعة  

مواضيع ذات صلة