أهالي جبن في محافظة الضالع مهددون بالنزوح الجماعي !!

استجابة للشكاوى المتكررة لمشايخ وأبناء مديرية جبن في محافظة الضالع، من كسارات النيس .
وللتأكد من حجم الأضرار التي لحقت بهم وبمزارعهم ، ومدى المخاطر الناجمة عن استمرار عملها .. وهل - فعلا - تلك الكسارات، تتهدد الأهالي بالنزوح الجماعي من المنطقة ...؟! ..
كان لنا نزول ميداني ، لإجراء تحقيق صحفي، ومن خلاله نكشف حقيقة ما يجري على أرض الواقع..

تحقيق : علي العيسي

* الشيخ علي محمد إسحاق ، ساعدنا كثيرا في مهمتنا، بالتنسيق وتيسير اللقاءات التي أجريناها مع شخوص هذا التحقيق.. وكان هو في طليعة المتحدثين الذين أجابوا على أسئلتنا ، مسلطين الضوء على حجم المشكلة، والأضرار.. قائلا :
هذه المشكلة عانى منها والدي - رحمه الله، ومات مغبونا.. وها نحن، وكل الأهالي في جبن نعاني من بعده.. نشاط كسارات النيس، في هذه المنطقة، بدأ في عهد النظام السابق، عام 2007م تقريبا.. ومنذ ذلك الحين ونحن نناضل من أجل كف الأذى عن المواطنين ورفع الضرر الذي لحق بأراضيهم الزراعية ومعيشتهم ولقمة عيشهم..
لقد عانينا كثيرا من فساد النظام السابق ونفوذ وظلم رموزه ، واستبشرنا خيرا، بزوالهم .. ونتطلع اليوم .. كثيرا لإنصافنا ، خصوصا في ظل المسيرة القرآنية، بقيادة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي.. حفظه الله.
نعم .. فنحن مشايخ وأبناء هذه المنطقة، كنا في طليعة المناصرين والمجاهدين، للمسيرة القرآنية ، التي جاءت لإحقاق الحق ونصرة المستضعفين ..
ولا شك ، أن رفع الظلم عن أهالي جبن، أولوية.. ناس بسطاء، يعتمدون على الزراعة والرعي كمهنة رئيسية، في معيشتهم..
وتوجه القيادة الثورية والسياسية، يؤكد على أهمية دعم الجبهة الزراعية، كونها لا تقل عن الجبهة العسكرية، خصوصا هذه الأيام، في ظل استمرار العدوان الغاشم وحصاره الجائر..
مثلا.. أقل مزارع من أبناء المنطقة ، كان يحصد سنويا حوالى 200 قدح حبوب، من أرضه والآن بسبب كسارات النيس، ما بين 10-5 أقداح فقط..!!.
والآن ثلاثة وديان زراعية هي ( وادي لبة، نقيل الفضية، و شعب سهيل ) ، تم تدميرها بالكامل وتعطيل الزراعة فيها، بفعل استمرار عمل الكسارات المتواجدة فيها.. وحوالى 17 ألف أسرة، صارت اليوم مهددة فعلا بالنزوح، من المنطقة، لم يحصلوا على الإنصاف إلى اليوم..
مظلوميتنا، طرقنا بها كل الجهات المعنية في الدولة.. ورغم كل التوجيهات التي حصلنا عليها من وزارة الزراعة ومن وزارة المياه والبيئة وقيادة السلطة المحلية وصولا إلى رئاسة الجمهورية، للأسف جميعها لم تنفذ ..!!.
ورغم أننا ناشدنا عبر العديد من وسائل الإعلام، لكن وإلى حد الآن، للأسف، لم يقوموا بإنصافنا.
* ثم التقينا الشيخ علي عبدالله البصيري، الذي تحدث قائلا : سلامنا للسيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي.. نحن أبناء سيلة لبة -يهر، من المتضررين من استمرار عمل كسارات النيس في منطقتنا..
الأضرار من النيس في الوديان كلها.. نطالب من الله أولا.. ومن الحكومة في صنعاء، بأن تغيثنا من الضرر الذي لحق بالعباد و بالبلاد..

كارثة بكل المقاييس !!
* وتحدث.. أيضا، أ. محمد محمود الجنيد - منسق المحافظة بمؤسسة بنيان.. قائلا : مخلفات الكسارات من النيس وزيوت المعدات العاملة فيها، وغيرها، كارثة بكل المقاييس..
أدت السيول التي جرفت، هذه المخلفات، إلى تشبع مجرى السيل، مما يؤدي إلى غمر الأراضي الزراعية وطمرها بالنيس.. فتصبح كالرغوة لزجة ، وبعد أن تجف تصبح قاسية كالحجارة . مما يؤثر على نمو النباتات من المحاصيل الزراعية كالحبوب وغيرها من الأشجار المثمرة وحتى المراعي مما على الثروة الحيوانية .. وحتى النحل..!!.
أما الأثر الصحي، فالغبار المتطاير من الكسارات سبب آثارا صحية على الأهالي وخصوصا الأطفال.. كما أن الغبار غطى طبقة الأشجار المزهرة وتسبب في خلل بيئي أيضا، خلل في التوازن أصبحت مصدرا للأمراض.
كما أن المواد التي يستخدمها أصحاب الكسارات في تفجير الجبال، وتسمى (البرق )، أدت إلى تشقق الأرض وضياع المياه الجوفية.. مما اضطر الأهالي إلى تعميق البئر الارتوازية الوحيدة التي تغذي المنطقة من 120 متر إلى 400 متر..
وكذلك تأثير مخلفات الكسارات على الطرقات التي هي شريان حياة، فالقاطرات بحمولتها تسببت في تمزيق الاسفلت والعديد من الحفريات،، كما أن النيس خصوصا في وقت الأمطار تسبب في هلاك العديد من أرواح المواطنين في حوادث مرورية.
ينبغي على القطاع الخاص أن يكون شريكا حقيقيا في التنمية الشاملة الإنسانية والزراعية وليس معول هدم ودمار وإضرار بالمواطنين.
السيد القائد حفظه الله شدد على الاهتمام بالزراعة والثروة الحيوانية، وليس العكس.
* المزارع أحمد عبدالله سرحان.. قال : إذا قويت الزراعة قويت الدولة.
* المزارع حارث الرياشي.. قال : ارفعوا عنا الكسارات أمرضت أطفالنا وعطلت مزارعنا وأهلكت مواشينا..
* المزارع علي صالح العمري.. قال : كل شيء متضرر من عمل الكسارات في جبن.. كنت أحصد 100 قدح من أرضي.. اليوم لا أحصد 10 أقداح.. والحل يتمثل في رفع الكسارات ولا نقبل بأي تعويض.

 

 


طباعة  

مواضيع ذات صلة